أمريكا.. أم الدنيا
أمريكا.. أم الدنيا
فهد عامر الأحمدي
يبدو أنني اكتشفت بالصدفة ظاهرة عالمية وجغرافية مدهشة تستحق إخباركم بها..
فمن عادتي - قبل سفري للخارج - معرفة أحوال الطقس في المدن التي سأزورها.. وقبل كتابتي لهذا المقال وضعت اسم (مانيلا) في موقع مشهور للأحوال الجوية يدعى AccuWeather. وكما حدث معي في السابق (حين أضع اسم أي مدينة عالمية) منحني الموقع خيارات كثيرة لمدن عالمية تحمل (نفس الاسم).
فعلى سبيل المثال؛ حين وضعت اسم مانيلا Manila اكتشفت وجود أكثر من 25 مدينة حول العالم تحمل هذا الاسم - أتى في مقدمتها مانيلا عاصمة الفيليبين ثم 12 مدينة أخرى في أمريكا.
وحينها فقط تنبهت إلى أن هذه لم تكن تجربتي الأولى.. ففي مناسبات سابقة (حين كنت أبحث عن الفنادق والمطارات وأحوال الطقس) كنت أكتشف بالصدفة مدن عالمية كثيرة تشترك بذات الاسم ونفس التهجئة. كنت أعثر على مدن كثيرة تحمل اسم لندن وباريس وفيينا وموسكو ودلهي (غالبا ما تأتي في مقدمتها المدينة التي أقصدها)!
فقد سبق مثلا أن وضعت اسم باريس فاكتشفت وجود 51 مدينة حول العالم تحمل اسم (Paris 33 منها في أمريكا فقط)!!
وسبق ووضعت اسم روما فاكتشفت 36 مدينة تحمل اسم (Rome 31 منها في أمريكا فقط)!!
ووضعت اسم لندن فاكتشفت 35 مدينة تحمل اسم (London 21 منها في أمريكا)!!
وحين وضعت موسكو اكتشفت 35 مدينة تحمل اسم (Moscow 34 منها في أمريكا)!!
وحين كررت التجربة مع 20 مدينة أخرى خرجت بنتائج مشابهة تستأثر أمريكا دائما بنصيب الأسد منها (وجرب بنفسك)!!
.. وحتى حين قررت البحث بأسماء المدن العربية اكتشفت:
وجود 46 مدينة حول العالم تحمل اسم القدس (Jerusalem 23 منها في أمريكا)!!
وجود 34 مدينة تحمل اسم القاهرة (Cairo 25 منها في أمريكا)!!
ووجود 23 مدينة تحمل اسم دمشق (Damascus 21 منها في أمريكا)!!
أما الأكثر غرابة؛ فهو أنني حاولت - ليس فقط تضييق نطاق البحث - بل وخنقه بوضع كلمتي مكة المكرمة والمدينة المنور فاكتشفت:
وجود 13 مدينة حول العالم تحمل اسم مكة (Mecca 11 منها في أمريكا وواحدة في ليبيريا)!!
ووجود 51 مدينة تحمل اسم المدينة (Medina 14 منها في أمريكا و7 في السنغال و4 في المغرب العربي)!!
.. وحسب تصوري يعود تفسير هذه الظاهرة العجيبة الى سببين رئيسيين:
- الأول: ان استعارة الأسماء القديمة أسهل بكثير من اختلاق الأسماء الجديدة.. فالانسان يتهرب دائما من ابتكار أسماء جديدة للمدن الحديثة ويفضل عليها استعارة مسميات موجودة سابقا (وأسأل نفسك أيهما أسهل عليك ابتكار اسم غير مسبوق لمدينة حديثة في السعودية؟ أم استعارته من مدينة موجودة أصلا)!؟.. وحتى حين نفكر بالتميز والاختلاف نكتفي بإضافة لاحقة "الجديدة" للاسم القديم مثل (نيويورك) و (نيودلهي) و(نيوجرسي) أو إضافة صفة "الشمالية" أو "الجنوبية" عليها!!
- أما السبب الثاني فخاص بأمريكا كونها في الأصل بلاد مهاجرين أطلقوا أسماء مدنهم الأصلية على مدنهم الجديدة بدافع الولاء والحنين.. لهذا السبب تضم أمريكا (كما لاحظنا بين قوسين) العدد الأكبر من تكرار المدن العالمية - لدرجة تكاد جميع مدن انجلترا تملك نسخا مماثلة لها في أمريكا مثل لندن ويورك وجرسي ودايتون ومانشستر..!!
- أما لماذا وصفتها بأم الدنيا في عنوان المقال!؟
فلسبب واضح ومجرد من العواطف.. لأنها لم تختصر فقط شعوب العالم بل وأنجبت داخلها (نسخا عديدة) من مدنهم العريقة..
فمن كان يصدق أنها تملك 11مكة و 23 قدس و25 قاهرة و34 موسكو في حين لا تملك "الدول الأصلية" غير مدينة واحدة فقط!؟
المصدر: صحيفة الرياض
فهد عامر الأحمدي
يبدو أنني اكتشفت بالصدفة ظاهرة عالمية وجغرافية مدهشة تستحق إخباركم بها..
فمن عادتي - قبل سفري للخارج - معرفة أحوال الطقس في المدن التي سأزورها.. وقبل كتابتي لهذا المقال وضعت اسم (مانيلا) في موقع مشهور للأحوال الجوية يدعى AccuWeather. وكما حدث معي في السابق (حين أضع اسم أي مدينة عالمية) منحني الموقع خيارات كثيرة لمدن عالمية تحمل (نفس الاسم).
فعلى سبيل المثال؛ حين وضعت اسم مانيلا Manila اكتشفت وجود أكثر من 25 مدينة حول العالم تحمل هذا الاسم - أتى في مقدمتها مانيلا عاصمة الفيليبين ثم 12 مدينة أخرى في أمريكا.
وحينها فقط تنبهت إلى أن هذه لم تكن تجربتي الأولى.. ففي مناسبات سابقة (حين كنت أبحث عن الفنادق والمطارات وأحوال الطقس) كنت أكتشف بالصدفة مدن عالمية كثيرة تشترك بذات الاسم ونفس التهجئة. كنت أعثر على مدن كثيرة تحمل اسم لندن وباريس وفيينا وموسكو ودلهي (غالبا ما تأتي في مقدمتها المدينة التي أقصدها)!
فقد سبق مثلا أن وضعت اسم باريس فاكتشفت وجود 51 مدينة حول العالم تحمل اسم (Paris 33 منها في أمريكا فقط)!!
وسبق ووضعت اسم روما فاكتشفت 36 مدينة تحمل اسم (Rome 31 منها في أمريكا فقط)!!
ووضعت اسم لندن فاكتشفت 35 مدينة تحمل اسم (London 21 منها في أمريكا)!!
وحين وضعت موسكو اكتشفت 35 مدينة تحمل اسم (Moscow 34 منها في أمريكا)!!
وحين كررت التجربة مع 20 مدينة أخرى خرجت بنتائج مشابهة تستأثر أمريكا دائما بنصيب الأسد منها (وجرب بنفسك)!!
.. وحتى حين قررت البحث بأسماء المدن العربية اكتشفت:
وجود 46 مدينة حول العالم تحمل اسم القدس (Jerusalem 23 منها في أمريكا)!!
وجود 34 مدينة تحمل اسم القاهرة (Cairo 25 منها في أمريكا)!!
ووجود 23 مدينة تحمل اسم دمشق (Damascus 21 منها في أمريكا)!!
أما الأكثر غرابة؛ فهو أنني حاولت - ليس فقط تضييق نطاق البحث - بل وخنقه بوضع كلمتي مكة المكرمة والمدينة المنور فاكتشفت:
وجود 13 مدينة حول العالم تحمل اسم مكة (Mecca 11 منها في أمريكا وواحدة في ليبيريا)!!
ووجود 51 مدينة تحمل اسم المدينة (Medina 14 منها في أمريكا و7 في السنغال و4 في المغرب العربي)!!
.. وحسب تصوري يعود تفسير هذه الظاهرة العجيبة الى سببين رئيسيين:
- الأول: ان استعارة الأسماء القديمة أسهل بكثير من اختلاق الأسماء الجديدة.. فالانسان يتهرب دائما من ابتكار أسماء جديدة للمدن الحديثة ويفضل عليها استعارة مسميات موجودة سابقا (وأسأل نفسك أيهما أسهل عليك ابتكار اسم غير مسبوق لمدينة حديثة في السعودية؟ أم استعارته من مدينة موجودة أصلا)!؟.. وحتى حين نفكر بالتميز والاختلاف نكتفي بإضافة لاحقة "الجديدة" للاسم القديم مثل (نيويورك) و (نيودلهي) و(نيوجرسي) أو إضافة صفة "الشمالية" أو "الجنوبية" عليها!!
- أما السبب الثاني فخاص بأمريكا كونها في الأصل بلاد مهاجرين أطلقوا أسماء مدنهم الأصلية على مدنهم الجديدة بدافع الولاء والحنين.. لهذا السبب تضم أمريكا (كما لاحظنا بين قوسين) العدد الأكبر من تكرار المدن العالمية - لدرجة تكاد جميع مدن انجلترا تملك نسخا مماثلة لها في أمريكا مثل لندن ويورك وجرسي ودايتون ومانشستر..!!
- أما لماذا وصفتها بأم الدنيا في عنوان المقال!؟
فلسبب واضح ومجرد من العواطف.. لأنها لم تختصر فقط شعوب العالم بل وأنجبت داخلها (نسخا عديدة) من مدنهم العريقة..
فمن كان يصدق أنها تملك 11مكة و 23 قدس و25 قاهرة و34 موسكو في حين لا تملك "الدول الأصلية" غير مدينة واحدة فقط!؟
المصدر: صحيفة الرياض