سرطان الثدي.. وضرورات الرصد المبكر
سرطان الثدي.. وضرورات الرصد المبكر
د. عبدالحفيظ يحيى خوجة
تشكل حالات أورام الثدي بأنواعها، هاجسا كبيرا لدى النساء والأطباء معا في كافة دول العالم، نظرا لتزايد عدد الحالات التي يتم اكتشافها من قبل الجراحين بشكل خاص. ويكتشف معظمها بمحض الصدفة، إذ لا تشعر المرأة عادة بهذه الأورام المصابة بوجودها ولا تسبب لها أي ألم في المراحل الأولى المهمة للكشف المبكر وأيضا العلاج المبكر، والحصول على نتائج جيدة وشفاء تام تصل نسبته إلى فوق التسعين في المائة.
وتعتبر أورام الثدي من أكثر الأورام انتشارا وشيوعا سواء على المستوى العالمي أو على الصعيد المحلي، وتحدث في جميع الأعمار ابتداء من سن البلوغ وأثناء مرحلة الإنجاب والرضاعة ثم في سن النضج.
* مؤتمر طبي
* ومما يعكس اهتمام المجتمع الطبي بهذه المجموعة من الأمراض التي تصيب الثدي عند النساء فقد عقد بداية شهر أبريل (نيسان) الحالي مؤتمر طبي تحت رعاية الأميرة هيفاء الفيصل بن عبد العزيز آل سعود رئيسة مجلس إدارة جمعية زهرة لسرطان الثدي، ركز على أهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي واستعراض أهم المستجدات.
وتحدثت إلى «صحتك» رئيسة المؤتمر ورئيسة وحدة أمراض الثدي بمستشفى الملك فهد بجدة الدكتورة منى محمد باسليم موضحة أنه تمت مناقشة مستجدات تشخيص وعلاج أمراض الثدي في هذا المؤتمر من خلال 25 ورقة عمل في تجمع طبي دام يومين وحضره عدد من الأطباء والطبيبات المتخصصين من جميع مناطق المملكة إضافة إلى أطباء الرعاية الصحية الأولية ومجموعة من أقسام التمريض بهدف ربط الأطباء المتخصصين في طب وجراحة أمراض وأورام الثدي.
* أهمية الكشف المبكر
* وعن أسباب كثرة الحديث عن أورام الثدي، أوضح لـ«صحتك» الدكتور سعد الحسن آل عواض استشاري الجراحة العامة وعضو اللجنة المنظمة لمؤتمر تشخيص وعلاج أمراض الثدي أن ذلك يرجع لسببين: الأول هو انتشار الوعي بين المجتمعات والحرص من قبل النساء على صحتهن عن طريق الفحص المبكر والبحث عن العناية الطبية، والسبب الآخر هو تطور التقنية في أساليب الفحص المبكر والتشخيص وكذلك الخطط العلاجية وتنوعها.
وأضاف د. سعد أنه أصبح من الثوابت ومن الأمور الموصى بها عالميا عمل فحص سنوي لأي امرأة تجاوز سنها الأربعين وذلك عن طريق عمل أشعة الماموغرام وذلك لعامة الجمهور، أما من يوجد لديها أي من مسببات أمراض الثدي أو وجود تأريخ عائلي فإن الأمر يتطلب عمل الفحص في سن قبل هذا السن وكذلك بطرق تشخيصية أكثر دقة حتى يتسنى اكتشاف المرض في بداياته.
* مستجدات التشخيص والعلاج
* إن ما يُجمع عليه العالم هو مواجهة هذا الورم بعدة خطوات علاجية حتى يتم القضاء عليه تماما، وكذلك تقليل نسبة رجوعه. وتتمثل المستجدات في التشخيص، بتطوير أجهزة وأنظمة أكثر دقة يمكن من خلالها اكتشاف المرض في مراحل أولية وبالتالي أخذ العينة إذ يمكن أخذ العينة والورم بالكامل من خلال وخزة إبرة.
ويمكن أن نلخص خطوات العلاج وما استحدث فيها في خمسة خطوط علاجية، هي:
* أولا: العلاج الجراحي. وهو عبارة عن استئصال الورم أو استئصال الثدي وكذلك ما يتبعه من غدد لمفاوية إن لزم الأمر. والجديد هنا أنه أصبح بالإمكان الآن استئصال الورم فقط دون استئصال الثدي وكذلك من دون الحاجة إلى تشريح الإبط واستخراج العقد اللمفاوية. ولكن شرط تطبيق هذه الخطوة أن يتم اكتشاف المرض مبكرا.
ومن المستجدات هنا هو طرق اكتشاف الغدة الحارسة sentinel lymph node) SLN) التي أدت إلى تقليل الجراحات الكبيرة وفتح الإبط واستئصال الغدد اللمفاوية إلى نسب قليلة جدا وفي حالات خاصة والاكتفاء باستئصال الورم والغدة الحارسة فقط في معظم الأحيان.
* ثانيا: العلاج الإشعاعي. أشعة يتم تسليطها على الثدي أو الإبط حسب الحاجة، وهي تقلل من رجوع الورم.
* ثالثا: العلاج الكيميائي. جرعات يتم أخذها لفترة محدودة عن طريق الفم أو الوريد، ولكنها ليست لكل المرضى إنما لفئات محدودة تعتمد على حجم الورم ودرجته وانتشاره.
* رابعا: العلاج الهرموني. ولا يخفى تأثر سرطان الثدي بالهرمونات لذلك فهناك منتجات تضاد عمل الهرمونات وبالتالي تقلل من استقبال خلايا الورم للهرمون وهي عبارة عن حبوب تؤخذ عن طريق الفم.
* خامسا: العلاج المناعي. وهو أيضا خط علاج ودفاع خامس لا يقل أهمية عن سابقيه وله دواع خاصة لاستخدامه.
إن حالات أورام الثدي يجب تخصيصها، وكل حالة يجب وضع خطة علاجية خاصة بها، وليس بالضرورة تشابهها، وليس بالضرورة أيضا استخدام الخطوات العلاجية سابقة الذكر كلها. ولكن هناك معطيات تحدد من خلال المريض والورم ذاته وتشريح الأنسجة وتمكن الفريق المعالج من تفصيل الخطة العلاجية اللازمة لكل مريضة بما يتلاءم مع حالتها. كما أن هذه الحالات يتم علاجها عن طريق فريق عمل متكامل يتكون من عدة تخصصات ولديهم الخبرة الكافية في معالجة مثل هذه الحالات.
المصدر: صحيفة الشرق الأوسط
د. عبدالحفيظ يحيى خوجة
تشكل حالات أورام الثدي بأنواعها، هاجسا كبيرا لدى النساء والأطباء معا في كافة دول العالم، نظرا لتزايد عدد الحالات التي يتم اكتشافها من قبل الجراحين بشكل خاص. ويكتشف معظمها بمحض الصدفة، إذ لا تشعر المرأة عادة بهذه الأورام المصابة بوجودها ولا تسبب لها أي ألم في المراحل الأولى المهمة للكشف المبكر وأيضا العلاج المبكر، والحصول على نتائج جيدة وشفاء تام تصل نسبته إلى فوق التسعين في المائة.
وتعتبر أورام الثدي من أكثر الأورام انتشارا وشيوعا سواء على المستوى العالمي أو على الصعيد المحلي، وتحدث في جميع الأعمار ابتداء من سن البلوغ وأثناء مرحلة الإنجاب والرضاعة ثم في سن النضج.
* مؤتمر طبي
* ومما يعكس اهتمام المجتمع الطبي بهذه المجموعة من الأمراض التي تصيب الثدي عند النساء فقد عقد بداية شهر أبريل (نيسان) الحالي مؤتمر طبي تحت رعاية الأميرة هيفاء الفيصل بن عبد العزيز آل سعود رئيسة مجلس إدارة جمعية زهرة لسرطان الثدي، ركز على أهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي واستعراض أهم المستجدات.
وتحدثت إلى «صحتك» رئيسة المؤتمر ورئيسة وحدة أمراض الثدي بمستشفى الملك فهد بجدة الدكتورة منى محمد باسليم موضحة أنه تمت مناقشة مستجدات تشخيص وعلاج أمراض الثدي في هذا المؤتمر من خلال 25 ورقة عمل في تجمع طبي دام يومين وحضره عدد من الأطباء والطبيبات المتخصصين من جميع مناطق المملكة إضافة إلى أطباء الرعاية الصحية الأولية ومجموعة من أقسام التمريض بهدف ربط الأطباء المتخصصين في طب وجراحة أمراض وأورام الثدي.
* أهمية الكشف المبكر
* وعن أسباب كثرة الحديث عن أورام الثدي، أوضح لـ«صحتك» الدكتور سعد الحسن آل عواض استشاري الجراحة العامة وعضو اللجنة المنظمة لمؤتمر تشخيص وعلاج أمراض الثدي أن ذلك يرجع لسببين: الأول هو انتشار الوعي بين المجتمعات والحرص من قبل النساء على صحتهن عن طريق الفحص المبكر والبحث عن العناية الطبية، والسبب الآخر هو تطور التقنية في أساليب الفحص المبكر والتشخيص وكذلك الخطط العلاجية وتنوعها.
وأضاف د. سعد أنه أصبح من الثوابت ومن الأمور الموصى بها عالميا عمل فحص سنوي لأي امرأة تجاوز سنها الأربعين وذلك عن طريق عمل أشعة الماموغرام وذلك لعامة الجمهور، أما من يوجد لديها أي من مسببات أمراض الثدي أو وجود تأريخ عائلي فإن الأمر يتطلب عمل الفحص في سن قبل هذا السن وكذلك بطرق تشخيصية أكثر دقة حتى يتسنى اكتشاف المرض في بداياته.
* مستجدات التشخيص والعلاج
* إن ما يُجمع عليه العالم هو مواجهة هذا الورم بعدة خطوات علاجية حتى يتم القضاء عليه تماما، وكذلك تقليل نسبة رجوعه. وتتمثل المستجدات في التشخيص، بتطوير أجهزة وأنظمة أكثر دقة يمكن من خلالها اكتشاف المرض في مراحل أولية وبالتالي أخذ العينة إذ يمكن أخذ العينة والورم بالكامل من خلال وخزة إبرة.
ويمكن أن نلخص خطوات العلاج وما استحدث فيها في خمسة خطوط علاجية، هي:
* أولا: العلاج الجراحي. وهو عبارة عن استئصال الورم أو استئصال الثدي وكذلك ما يتبعه من غدد لمفاوية إن لزم الأمر. والجديد هنا أنه أصبح بالإمكان الآن استئصال الورم فقط دون استئصال الثدي وكذلك من دون الحاجة إلى تشريح الإبط واستخراج العقد اللمفاوية. ولكن شرط تطبيق هذه الخطوة أن يتم اكتشاف المرض مبكرا.
ومن المستجدات هنا هو طرق اكتشاف الغدة الحارسة sentinel lymph node) SLN) التي أدت إلى تقليل الجراحات الكبيرة وفتح الإبط واستئصال الغدد اللمفاوية إلى نسب قليلة جدا وفي حالات خاصة والاكتفاء باستئصال الورم والغدة الحارسة فقط في معظم الأحيان.
* ثانيا: العلاج الإشعاعي. أشعة يتم تسليطها على الثدي أو الإبط حسب الحاجة، وهي تقلل من رجوع الورم.
* ثالثا: العلاج الكيميائي. جرعات يتم أخذها لفترة محدودة عن طريق الفم أو الوريد، ولكنها ليست لكل المرضى إنما لفئات محدودة تعتمد على حجم الورم ودرجته وانتشاره.
* رابعا: العلاج الهرموني. ولا يخفى تأثر سرطان الثدي بالهرمونات لذلك فهناك منتجات تضاد عمل الهرمونات وبالتالي تقلل من استقبال خلايا الورم للهرمون وهي عبارة عن حبوب تؤخذ عن طريق الفم.
* خامسا: العلاج المناعي. وهو أيضا خط علاج ودفاع خامس لا يقل أهمية عن سابقيه وله دواع خاصة لاستخدامه.
إن حالات أورام الثدي يجب تخصيصها، وكل حالة يجب وضع خطة علاجية خاصة بها، وليس بالضرورة تشابهها، وليس بالضرورة أيضا استخدام الخطوات العلاجية سابقة الذكر كلها. ولكن هناك معطيات تحدد من خلال المريض والورم ذاته وتشريح الأنسجة وتمكن الفريق المعالج من تفصيل الخطة العلاجية اللازمة لكل مريضة بما يتلاءم مع حالتها. كما أن هذه الحالات يتم علاجها عن طريق فريق عمل متكامل يتكون من عدة تخصصات ولديهم الخبرة الكافية في معالجة مثل هذه الحالات.
المصدر: صحيفة الشرق الأوسط