رجل التاريخ والتحولات الكبرى..
رجل التاريخ والتحولات الكبرى..
يوسف الكويليت
من الصعب حصر ما قام به خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله من منجزات كبيرة، على الصعيدين الداخلي والخارجي في الذكرى الثامنة للبيعة، وهي أعمال طالت كل المجالات، سواء في التعليم عندما ارتفع عدد الجامعات إلى أربع وثلاثين جامعة، عدا المعاهد والكليات ومراكز التدريب وغيرها، ثم ما يزيد على مائة وخمسين ألف طالب وطالبة تم ابتعاثهم لجامعات العالم المرموقة ليكونوا نواة القفزة المهمة إلى الأمام في المستقبل القريب..
كذلك الأمر بالنسبة إلى المرأة التي صعدت إلى مراكز عليا في الجامعات ومجلس الشورى، ومثلت أدواراً مهمة كعضوات في مؤسسات دولية، إضافة إلى حضورها في مجال التعليم والصحة والبحث العلمي والمواقع الثقافية والاجتماعية، والإعلامية وغيرها..
وفي الشأن التنموي قفزت أرقام الميزانيات إلى أعداد فلكية، ذهبت إلى إنشاء المدن الاقتصادية، والتعدين؛ حيث رأس الخير سيصبح أهم مجمع للصناعات التعدينية كرافد للنفط، وهناك مشاريع الطاقة المستدامة النووية والشمسية، والرياح وغيرها، وهي مفصل في مستقبل وطننا المعتمد على المورد الواحد، هذا عدا الإضافات الكبيرة في مشاريع الطرق والموانئ والمطارات، والملاعب الرياضية، والإسكان والمياه والتعليم وغيرها..
وإذا كان الإعلام يشهد قفزة نوعية في المرئي، والمسموع والمكتوب فإن هامش الحرية الذي اتسع في هذا العهد، لا يقبل التهور والتجني، ولكنه يرحب بالنقد الموضوعي، حتى إن كشف التجاوزات والأخطاء أعطى الإعلام (لنزاهة) دور محاربة الفساد كرافد أساسي في نشر كل ما يصدر منها، وهي صيغة المكاشفة الحقيقية وردع المتسبب سواء أكان جهة حكومية أم أهلية..
ونأتي إلى توسيع دائرة المواطنة حين جاء الحوار الوطني خطوة في تبادل الرؤى والأفكار وطرح المفاهيم بعيداً عن المناطقية والقبلية، والمذهبية، لأن الوطن قامت أسس وحدته، على مضمون الوطن الواحد دون تمييز، ويتصل هذا الأمر بالخارج عند تأسيس مركز الملك عبدالله للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وكذلك تشمل هذه الطروحات حوار المذاهب والحضارات، وهي سابقة نموذجية في مغزاها وأهدافها، وقد نالت ترحيباً دولياً، لأن هذا المشروع يوقف أبواب التعصب والفصل العنصري وحروب الأديان والقوميات وغيرها، باعتبار الحوار المدخل لحل الإشكالات الموروثة، والالتقاء على مبادئ التعايش السلمي دون فقدان الهويات والعقائد، لكن في فضاء الحريات المفتوحة..
نتيجة هذه الأعمال الكبيرة في زمن لم يصل إلى عقد من السنين، اعتُبرت شخصية الملك عبدالله، أحد الرموز العالمية المؤثرة، ليس في نطاقها الداخلي، وإنما على المستوى العالمي، وهذا تشريف لرجل أعطى من وقته الشيء الكثير، وحتى في مراكز الكوارث والحروب والمجاعات، أكدت المملكة أنها من أهم الدول الداعمة للأعمال الإنسانية، ولم تخص فئة، أو ديناً أو بلداً ما، بل ذهبت لتلك المواقع تقدم معوناتها بروحها وصفتها الإنسانية..
الملك عبدالله الذي غلبت على سلوكه شخصية الأب والصديق الصادق، هو رمز لهذا الوطن بكفاءة ما أعطى وقدم، فكان النموذج للإنسان بكل خصائصه الروحية..
المصدر: صحيفة الرياض
يوسف الكويليت
من الصعب حصر ما قام به خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله من منجزات كبيرة، على الصعيدين الداخلي والخارجي في الذكرى الثامنة للبيعة، وهي أعمال طالت كل المجالات، سواء في التعليم عندما ارتفع عدد الجامعات إلى أربع وثلاثين جامعة، عدا المعاهد والكليات ومراكز التدريب وغيرها، ثم ما يزيد على مائة وخمسين ألف طالب وطالبة تم ابتعاثهم لجامعات العالم المرموقة ليكونوا نواة القفزة المهمة إلى الأمام في المستقبل القريب..
كذلك الأمر بالنسبة إلى المرأة التي صعدت إلى مراكز عليا في الجامعات ومجلس الشورى، ومثلت أدواراً مهمة كعضوات في مؤسسات دولية، إضافة إلى حضورها في مجال التعليم والصحة والبحث العلمي والمواقع الثقافية والاجتماعية، والإعلامية وغيرها..
وفي الشأن التنموي قفزت أرقام الميزانيات إلى أعداد فلكية، ذهبت إلى إنشاء المدن الاقتصادية، والتعدين؛ حيث رأس الخير سيصبح أهم مجمع للصناعات التعدينية كرافد للنفط، وهناك مشاريع الطاقة المستدامة النووية والشمسية، والرياح وغيرها، وهي مفصل في مستقبل وطننا المعتمد على المورد الواحد، هذا عدا الإضافات الكبيرة في مشاريع الطرق والموانئ والمطارات، والملاعب الرياضية، والإسكان والمياه والتعليم وغيرها..
وإذا كان الإعلام يشهد قفزة نوعية في المرئي، والمسموع والمكتوب فإن هامش الحرية الذي اتسع في هذا العهد، لا يقبل التهور والتجني، ولكنه يرحب بالنقد الموضوعي، حتى إن كشف التجاوزات والأخطاء أعطى الإعلام (لنزاهة) دور محاربة الفساد كرافد أساسي في نشر كل ما يصدر منها، وهي صيغة المكاشفة الحقيقية وردع المتسبب سواء أكان جهة حكومية أم أهلية..
ونأتي إلى توسيع دائرة المواطنة حين جاء الحوار الوطني خطوة في تبادل الرؤى والأفكار وطرح المفاهيم بعيداً عن المناطقية والقبلية، والمذهبية، لأن الوطن قامت أسس وحدته، على مضمون الوطن الواحد دون تمييز، ويتصل هذا الأمر بالخارج عند تأسيس مركز الملك عبدالله للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وكذلك تشمل هذه الطروحات حوار المذاهب والحضارات، وهي سابقة نموذجية في مغزاها وأهدافها، وقد نالت ترحيباً دولياً، لأن هذا المشروع يوقف أبواب التعصب والفصل العنصري وحروب الأديان والقوميات وغيرها، باعتبار الحوار المدخل لحل الإشكالات الموروثة، والالتقاء على مبادئ التعايش السلمي دون فقدان الهويات والعقائد، لكن في فضاء الحريات المفتوحة..
نتيجة هذه الأعمال الكبيرة في زمن لم يصل إلى عقد من السنين، اعتُبرت شخصية الملك عبدالله، أحد الرموز العالمية المؤثرة، ليس في نطاقها الداخلي، وإنما على المستوى العالمي، وهذا تشريف لرجل أعطى من وقته الشيء الكثير، وحتى في مراكز الكوارث والحروب والمجاعات، أكدت المملكة أنها من أهم الدول الداعمة للأعمال الإنسانية، ولم تخص فئة، أو ديناً أو بلداً ما، بل ذهبت لتلك المواقع تقدم معوناتها بروحها وصفتها الإنسانية..
الملك عبدالله الذي غلبت على سلوكه شخصية الأب والصديق الصادق، هو رمز لهذا الوطن بكفاءة ما أعطى وقدم، فكان النموذج للإنسان بكل خصائصه الروحية..
المصدر: صحيفة الرياض