• ×
admin

حاجة الجسم للعناصر الغذائية الصغرى قليلة ولكن نقصها يمكن أن يتسبب بمشاكل صحيّة خطيرة

حاجة الجسم للعناصر الغذائية الصغرى قليلة ولكن نقصها يمكن أن يتسبب بمشاكل صحيّة خطيرة

د. شريفة بنت محمد العبودي

البروتينات والدهون والنشويات (ومنها السكريات) تسمى العناصر الغذائية الكبرى، وقلّة من الناس في مجتمعنا يعانون من عدم توفرها. أما ما تعاني نسبة كبيرة من مجتمعنا من النقص فيها فهي العناصر الغذائية الصغرى من فيتامينات ومعادن وأملاح. ورغم أن حاجة الجسم من العناصر الغذائية الصغرى قليلة (ولذا تسمى بالصغرى) إلا أن نقص هذه المغذيات الصغرى يمكن ان يتسبب بمشاكل صحيّة خطيرة لسببين، الأول: أن استفادة الجسم وتمثيله للعناصر الغذائية الكبرى (البروتينات والدهون والنشويات) مرتبط بشكل كبير بمدى توفر العناصر الغذائية الصغرى (الفيتامينات والمعادن) في الجسم. والثاني وهو مرتبط بالأول: أن وجود كفاية الجسم من العناصر الغذائية الصغرى مهم جداً لحسن اداء مختلف أجهزة الجسم لوظائفها.

إن الزنك والحديد والنحاس والمغنيزيوم والمنجنيز والسيلينيوم واليود والفلورايد والصوديوم والكلوريد وفيتامينات أ، ب المركبة، د، ج، ك، ه، هي من العناصر الصغرى التي يحتاجها الجسم بكميات قليلة ولكن حاسمة في حسن أداء الجسم لوظائفه. فالمنغنيز ضروري لتشكيل العظام وإنتاج الطاقة. والمغنيزيوم ضروري لانتظام ضربات القلب، ولتحويل الجلوكوز (سكر الدم) إلى طاقة، وضروري أيضاً لتمثيل عناصر صغرى أخرى مثل الكالسيوم وفيتامين ج. والحديد ضروري لبناء خلايا الدم الحمراء والخلايا الليمفاوية. واليود يمكّن الغدة الدرقية من أداء وظائفها التي منها تمثيل الدهون وتعزيز النمو وإنتاج الطاقة، ونقص اليود خلال فترة الحمل يمكن أن يؤدي إلى وفاة الأجنة أو إلى التخلف العقلي. والكلوريد يساعد في تنظيم السوائل والتأين الكهربائي في الخلايا وتحقيق التوازن الحمضي القلوي فيها. ونقص فيتامين أ واحد من أقوى أسباب الإصابة بكف البصر لدى الأطفال.

ولذا، فحصول الجسم على كفايته من العناصر الغذائية الصغرى أمر بالغ الأهمية، وهو في ذات الوقت ليس بالأمر الصعب، فأهم عامل هو توعية الناس بضرورة تغيير ما اعتادوا عليه من أطعمة، أي تناول أطعمة متنوعة كاملة غير معالجة ولا مصنعة كاستبدال الأرز الأبيض المقشور (الذي ينتشر استهلاكه في بلادنا) بالأرز البني الذي لا يزال يحتفظ بجنينه ونخالته ومعادنه وفيتاميناته. وكعدم الاعتماد على القمح كمصدر وحيد للنشويات، وتعويد الناس على تناول حبوب كاملة أخرى مثل الدخن والسرغوم (الذريرة البيضاء والحمراء) والكينوا والتف والذرة وغيرها. وتشجيع الناس على الاكثار من الخضروات والفواكه الموسميّة العضوية. وحثهم على الابتعاد عن الدهون المعالجة مثل الزيوت النباتية (المعالجة التي يعتمد عليها معظم الناس في الطبخ) وتناول الزيوت النافعة مثل زيت الزيتون وزيت جوز الهند وغيرها من الزيوت النباتية المعصورة على البارد، وحثهم على تناول المناسب لهم من المكسرات والبذور. وتوعيتهم بضرورة البحث عن لحوم ودواجن قد تغذّت على الأعشاب وليس على الحبوب. وفي مجال علاج الأمراض المستعصية بالأطعمة الطبيعية الكاملة الغنية بالعناصر الغذائية الصغرى، يجدر التنويه بأبحاث الطبيب الشهير ناش بيتروفك Nash Pertovic اليوغوسلافي الأصل والمقيم في دولة جنوب أفريقيا، فقد انتشر صيت أبحاثه في العالم كله، وبمجرد إدراج اسمه في محرك بحث الشبكة الالكترونية يمكن الوصول إلى بعض من قصص نجاحه في علاج حالات مرضية مستعصية موثقة بالتقارير عن طريق توفير أطعمة غنية بالمعادن والفيتامينات.

المصدر: صحيفة الرياض
بواسطة : admin
 0  0  1004