التهاب الزائدة
التهاب الزائدة... التأخر في استئصالها قد يكون قاتلاً!
د. وليد الحزيم
التهاب الزائدة هو الالتهاب الذي يصيب الزائدة الدودية أو الزائدة الأعورية، وهي أنبوبة إصبعية الشكل صغيرة جوفاء تخرج من الجزء الأول من القولون (الذي يسمى الأعور).
الزائدة الدودية تكون كبيرة الحجم ولها فائدة ووظيفة هضمية امتصاصية في الحيوانات العشبية، أما في الإنسان فالزائدة الدودية (أو الزائدة Appendix) هي مجرد عضو أثري صغير فائدته غير معلومة بالتحديد.
التهاب الزائدة غالباً ما يصيب الأشخاص الأصحاء في المرحلة العمرية بين سني 10 و30 سنة، وهو نادر الحدوث في سن أقل من سنتين وفي البالغين الأكثر سناً.
التهاب الزائدة يمكن أن يحدث إذا انسدت بكتلة برازية متحجرة (لذا يكون هذا الالتهاب أكثر شيوعاً في حالات الإمساك المزمن). الجزء من الزائدة الذي يلي مكان الانسداد يصبح مؤلماً ( عند الضغط على البطن) وملتهباً، وملوثاً في بعض الحالات في معظم الناس الذين يعانون من حالة التهاب حاد بالزائدة تأتي الأعراض فجأة ولكنها لا تذهب، والحل هو الجراحة لاستئصال الزائدة.
في حالات قليلة نجد أعراض التهاب الزائدة تجيء وتروح أو تسبب ألماً بطنياً متكرراً، ولكن هذا يعتبر من الأمور النادرة.
الأعراض:
إذا أصبت بالتهاب الزائدة، فإن الألم يبدأ عادة في المنطقة حول السرة، ثم يصبح أكثر ثباتاً وشدة على مدة ساعات معدودة ويتحرك إلى الجزء السفلي الأيمن من البطن. يزداد الألم شدة عند السعال أو العطس، أو غير ذلك من الحركات الفجائية. قد تشعر بالغثيان وتتقيأ، أو تفقد شهيتك، أو تصاب بالإسهال.
قد تصاب أيضاً بحمى منخفضة الشدة (38 ْم -38.5 ْم) تعتمد الأعراض غالباً على موقع الزائدة الذي يمكن أن يتفاوت من شخص لآخر. إذا أصيبت امرأة بالتهاب الزائدة أثناء حملها، فقد يتركز الألم في الجانب العلوي الأيمن أو الجزء السفلي الأيسر من البطن لأن الجنين يدفع الزائدة خارج موضعها الطبيعي.
خيارات العلاج:
بحكم طبيعة تخصصي في الجهاز الهضمي تمر على العيادة بعض الحالات التي يشتبه فيها والتي يتم تحويلها الى أطباء الجراحة للتقييم وإجراء اللازم فإذا كنت تعاني ألماً بالبطن، فإن الأشياء التي تفعلها (مثل الأطعمة التي تأكلها أو الأوضاع الجسمية التي تتخذها) والتي تجعل الألم يتحسن أو يسوء يمكن أن تكون عوناً كبيراً لطبيبك في تشخيص الحالة إذا كنت تعاني أعراض التهاب الزائدة وكان الألم يسوء، فلا تتناول الملينات ولا المسكنات بل اتصل بالطبيب فوراً.
سوف يسأل الطبيب عن أعراضك ويفحص بطنك بالضغط الرقيق على مناطق مختلفة منه، قد تحتاج إلى إجراء اختبارات متعددة، فعدد خلايا الدم البيض الذي يتم إحصاؤه باختبار الدم يكون مرتفعاً غالباً في حالة التهاب الزائدة وقد تجري اختبارات دم أخرى بحثاً عن أسباب أخرى للألم البطني الشديد، مثل التهاب البنكرياس وأمراض المرارة.
قد تستخدم اختبارات تصويرية متنوعة، فالأشعة المقطعية بالحاسب الآلي يمكن عن طريقها الكشف عن التهاب الزائدة، كما يمكن عن طريق الموجات فوق الصوتية الكشف عن أسباب أخرى للكشف عن أسباب أخرى للألم البطني مثل وجود كيس مبيضي أو الحمل خارج الرحم غالباً ما يعاني كل من النساء الحوامل والمسنين فوق سن الستين أعراضاً غير عادية، وقد تحتاج تلك الحالات إلى اختبارات أكثر استفاضة.
يمكن أن تصل نسبة الوفيات لحالات التهاب الزائدة التي تركت دون علاج إلى 15% تنتج العواقب الخطيرة عادة عندما تنفجر الزائدة وتنطلق محتوياتها الملوثة إلى تجويف البطن مسببة التهاباً بريتونياً خطيراً يمكن أن يكون قاتلاً هذا يكون أكثر قابلية للحدوث إذا تأخر إجراء عملية استئصال الزائدة.
عملية استئصال الزائدة تجري باستخدام التخدير العام، وتبدأ بعمل شق (قطع) في الجزء السفلي الأيمن من البطن ويتم رفع الزائدة إلى أعلى وإمساكها بإحكام وربطها عند قاعدتها، ثم قطعها وفصلها عن الأعور (الذي تتصل به)، وذلك بعد ربط الشريان الزائدي حتى لا يحدث نزيف منه العقب المتبقي في الزائدة تتم خياطته إلى الأعور. تستغرق فترة التعافي بعد الجراحة عادة 3 أو 4 أيام.
وكأسلوب بديل، يمكن إجراء عملية استئصال الزائدة بالاستعانة بجراحة منظار البطن إذ يتم عمل قطوع معدودة صغيرة (كل منها بحجم ثقب المفتاح) في البطن، ويتم إدخال أداة استكشاف وأدوات جراحية للمساعدة على استئصال الزائدة.
رغم أن استخدام جراحة منظار البطن يتنامى باستمرار إلا أنه لم يصبح بعد الاختيار الواضح الأكيد لمعظم من يحتاجون لأن يجري لهم استئصال الزائدة كما أصبح الحال لمن يحتاجون لاستئصال المرارة برأي أهل الخبرة من أطباء الجراحة العامة.
المصدر: صحيفة الرياض