طفلي يعرج.. الغالبية العظمى من الحالات تكون حميدة وعابرة!
طفلي يعرج.. الغالبية العظمى من الحالات تكون حميدة وعابرة!
يجب أن يكون هناك توازن بين قلق الوالدين وشكوى الطفل المريض ..
د. ياسر بن محمد البحيري
طفلي يعرج شكوى شائعة لدى الكثير من الآباء الذين يأتون بأطفالهم بمراجعة الطبيب. وأكاد أجزم بأن الكثير من القراء الذين هم آباء وأمهات قد مروا بهذا الموقف مع أحد أطفالهم في مرحلة ما. والذي يحدث هو أن الوالدين أو أحدهما يلاحظ أن الطفل بدأ يعرج في اليوم أو اليومين الذين يسبقان الزيارة للطبيب أو أن الطفل أو الطفلة يرفض المشي أو الوقوف إلا بمساعدة أو أنه يبكي أو يتألم عند الوقوف أو المشي. وهذه الأعراض تختلف في شدتها وحدتها حسب عمر الطفل أو الطفلة. وعلى الرغم من أن الغالبية العظمى من حالات عرج الطفل أو الآلام عند الوقوف أو المشي تكون حميدة وعابرة وليست ناتجة عن أية أمراض خطيرة إلا أنه من الواجب توخي الحذر لكي لا يتم إهمال الحالات التي تكون نتيجة أحد الأمراض التي يجب تشخيصها وعلاجها بدقة. وسوف نستعرض أهم الأسباب التي تؤدي للأعراض التي ذكرناها سابقاً وكيفية تشخيصها وكيفية علاجها بإذن الله.
الكدمات والرضوض البسيطة
كما هو معلوم فإن الأطفال في مرحلة ماقبل المدرسة ومرحلة المدرسة يكونون نشيطين ويركضون ويلعبون ويقفزون وفي كثير من الأحيان يتعرض الطفل أو الطفلة إلى كدمة أو رضة عند القفز أو الجري أوكما يحدث عندما ترتطم قدمه أو ساقه أو ركبته بأحد الجدران أو بطاولة أو بكرسي بعيداً عن نظر البالغين. وفي هذه الحالات فإن الطفل أو الطفلة سوف يمتنع عن المشي أو قد يمشي بعرج واضح مما يثير قلقاً للوالدين اللذين لم يشاهدا الطفل عند تعرضه للكدمة أو الرضة. وقد يقلق الوالدان نتيجة هذا العرج الواضح خصوصاً إذا استمر إلى يوم أو يومين ويذهب لزياة الطبيب الذي يقوم بدوره بالسؤال عما إذا كان هناك إصابة وبالطبع سوف ينفي الوالد أو الوالدة حدوث إصابة لأنهما لم يشاهدا الطفل وهو يتعرض للإصابة. وعند فحص الطفل فإنه عادةً ما تكون هناك منطقة حساسة يتألم عند لمسها مقارنة ً بالمناطق الأخرى فمثلاً عندما تكون الإصابة في القدم أو في منطقة ماحول الركبة فإن الطفل ينزعج ويحاول منع الطبيب من لمس هذه المنطقة أثناء الفحص. وهذا دليل قوي على أنه قد تعرض لإصابة في هذه المنطقة. وقد تكون هناك آثار للكدمة كتغير في لون الجلد أو إحمرار أو خدوش في المنطقة المصابة. أيضاً يمكن عمل أشعة سينية للتأكد من عدم وجود شعر أو كسر في هذه المنطقة. في الواقع أن هذا السبب هو السبب الرئيسي في معظم حالات عرج الأطفال وكلنا كآباء وأمهات قد تعرضنا لهذا الموقف. والغالبية العظمى من هؤلاء الأطفال يعودُون للمشي والحركة بشكل طبيعي خلال بضعة أيام وأثناء هذه الفترة يجب طمأٍنة الوالدين ويجب مراقبة الطفل أو الطفلة وإعطائه بعض المسكنات الخفيفة التي تأخذ في شكل شراب عن طريق الفم. كما يجب التنبيه على الوالدين بأن يلاحظ َ الطفل ويراقبانه و طالما كان الطفل يتحسن من يوم إلى آخر فإن هذا دليل قوي على أن الحالة بسيطة وعابرة إن شاء الله. وعادةً ماننبه الوالدين بالمراجعة خلال إسبوع إذا لم تتحسن حالة الطفل أو الطفلة أو إذا تورمت المنطقة أو إذا كان هناك ارتفاع في درجات الحرارة الجسم. والغالبية العظمى من الحالات والحمد لله تستجيب لهذا العلاج ويعود الطفل للممارسة نشاطه بشكل كامل خلال بضعة أيام بإذن الله.
الكسور والإصابات لغضروف النمو
وفي هذه الحالات تكون الإصابة أكثر شدة وقد يكون هناك تاريخ مرضي يتم إعطاؤه عن طريق الوالدين لتعرض الطفل أو الطفلة لإصابة أو سقوط. وأيضاً في هذه الحالات يكون هناك تورم واضح حول منطقة الركبة أو منطقة الكاحل وتغير في لون الجلد نتيجة الكدمة وصعوبة في تحريك المفصل المحيط بالمنطقة. وفي هذه الحالات يتم اللجوء إلى الأشعات السينية التي قد تبين وجود شعر في العظم أو وجود خلل في غضروف النمو الذي يقع حول المفاصل وهو مسؤول عن نمو الطفل. والإصابات البسيطة في منطقة غضروف النمو لا تظهر في الأشعة السينية وإنما يتم تشخيصها عن طريق تاريخ إصابة للمنطقة وأيضاً عن طريق الفحص السريري الذي يبين وجود آلام شديدة عند الضغط على منطقة غضروف النمو. وفي هذه الحالات فإنه يمكن استخدام جبيرة طبيبة أو ربطة طبية ساندة للمنطقة المصابة لبضعة أيام كما يجب تقليل نشاط الطفل فإذا كان يذهب للروضة أو إلى المدرسة فإنه يجب عليه أخذ إجازة مرضية لعدة أيام والبقاء في البيت وعدم المشي على الطرف المصاب لبضعة أيام. كما أنه يجب تناول الأدوية المسكنة في هذه الأثناء. وفي معظم هذه الحالات فإن الإصابة تكون عابرة ويتم التئام الشعر أوالإصابة في غضروف النمو خلال أسبوع إلى عشرة أيام ويعود الطفل بعدها لممارسة حياته بشكل طبيعي بإذن الله.
الرياض
يجب أن يكون هناك توازن بين قلق الوالدين وشكوى الطفل المريض ..
د. ياسر بن محمد البحيري
طفلي يعرج شكوى شائعة لدى الكثير من الآباء الذين يأتون بأطفالهم بمراجعة الطبيب. وأكاد أجزم بأن الكثير من القراء الذين هم آباء وأمهات قد مروا بهذا الموقف مع أحد أطفالهم في مرحلة ما. والذي يحدث هو أن الوالدين أو أحدهما يلاحظ أن الطفل بدأ يعرج في اليوم أو اليومين الذين يسبقان الزيارة للطبيب أو أن الطفل أو الطفلة يرفض المشي أو الوقوف إلا بمساعدة أو أنه يبكي أو يتألم عند الوقوف أو المشي. وهذه الأعراض تختلف في شدتها وحدتها حسب عمر الطفل أو الطفلة. وعلى الرغم من أن الغالبية العظمى من حالات عرج الطفل أو الآلام عند الوقوف أو المشي تكون حميدة وعابرة وليست ناتجة عن أية أمراض خطيرة إلا أنه من الواجب توخي الحذر لكي لا يتم إهمال الحالات التي تكون نتيجة أحد الأمراض التي يجب تشخيصها وعلاجها بدقة. وسوف نستعرض أهم الأسباب التي تؤدي للأعراض التي ذكرناها سابقاً وكيفية تشخيصها وكيفية علاجها بإذن الله.
الكدمات والرضوض البسيطة
كما هو معلوم فإن الأطفال في مرحلة ماقبل المدرسة ومرحلة المدرسة يكونون نشيطين ويركضون ويلعبون ويقفزون وفي كثير من الأحيان يتعرض الطفل أو الطفلة إلى كدمة أو رضة عند القفز أو الجري أوكما يحدث عندما ترتطم قدمه أو ساقه أو ركبته بأحد الجدران أو بطاولة أو بكرسي بعيداً عن نظر البالغين. وفي هذه الحالات فإن الطفل أو الطفلة سوف يمتنع عن المشي أو قد يمشي بعرج واضح مما يثير قلقاً للوالدين اللذين لم يشاهدا الطفل عند تعرضه للكدمة أو الرضة. وقد يقلق الوالدان نتيجة هذا العرج الواضح خصوصاً إذا استمر إلى يوم أو يومين ويذهب لزياة الطبيب الذي يقوم بدوره بالسؤال عما إذا كان هناك إصابة وبالطبع سوف ينفي الوالد أو الوالدة حدوث إصابة لأنهما لم يشاهدا الطفل وهو يتعرض للإصابة. وعند فحص الطفل فإنه عادةً ما تكون هناك منطقة حساسة يتألم عند لمسها مقارنة ً بالمناطق الأخرى فمثلاً عندما تكون الإصابة في القدم أو في منطقة ماحول الركبة فإن الطفل ينزعج ويحاول منع الطبيب من لمس هذه المنطقة أثناء الفحص. وهذا دليل قوي على أنه قد تعرض لإصابة في هذه المنطقة. وقد تكون هناك آثار للكدمة كتغير في لون الجلد أو إحمرار أو خدوش في المنطقة المصابة. أيضاً يمكن عمل أشعة سينية للتأكد من عدم وجود شعر أو كسر في هذه المنطقة. في الواقع أن هذا السبب هو السبب الرئيسي في معظم حالات عرج الأطفال وكلنا كآباء وأمهات قد تعرضنا لهذا الموقف. والغالبية العظمى من هؤلاء الأطفال يعودُون للمشي والحركة بشكل طبيعي خلال بضعة أيام وأثناء هذه الفترة يجب طمأٍنة الوالدين ويجب مراقبة الطفل أو الطفلة وإعطائه بعض المسكنات الخفيفة التي تأخذ في شكل شراب عن طريق الفم. كما يجب التنبيه على الوالدين بأن يلاحظ َ الطفل ويراقبانه و طالما كان الطفل يتحسن من يوم إلى آخر فإن هذا دليل قوي على أن الحالة بسيطة وعابرة إن شاء الله. وعادةً ماننبه الوالدين بالمراجعة خلال إسبوع إذا لم تتحسن حالة الطفل أو الطفلة أو إذا تورمت المنطقة أو إذا كان هناك ارتفاع في درجات الحرارة الجسم. والغالبية العظمى من الحالات والحمد لله تستجيب لهذا العلاج ويعود الطفل للممارسة نشاطه بشكل كامل خلال بضعة أيام بإذن الله.
الكسور والإصابات لغضروف النمو
وفي هذه الحالات تكون الإصابة أكثر شدة وقد يكون هناك تاريخ مرضي يتم إعطاؤه عن طريق الوالدين لتعرض الطفل أو الطفلة لإصابة أو سقوط. وأيضاً في هذه الحالات يكون هناك تورم واضح حول منطقة الركبة أو منطقة الكاحل وتغير في لون الجلد نتيجة الكدمة وصعوبة في تحريك المفصل المحيط بالمنطقة. وفي هذه الحالات يتم اللجوء إلى الأشعات السينية التي قد تبين وجود شعر في العظم أو وجود خلل في غضروف النمو الذي يقع حول المفاصل وهو مسؤول عن نمو الطفل. والإصابات البسيطة في منطقة غضروف النمو لا تظهر في الأشعة السينية وإنما يتم تشخيصها عن طريق تاريخ إصابة للمنطقة وأيضاً عن طريق الفحص السريري الذي يبين وجود آلام شديدة عند الضغط على منطقة غضروف النمو. وفي هذه الحالات فإنه يمكن استخدام جبيرة طبيبة أو ربطة طبية ساندة للمنطقة المصابة لبضعة أيام كما يجب تقليل نشاط الطفل فإذا كان يذهب للروضة أو إلى المدرسة فإنه يجب عليه أخذ إجازة مرضية لعدة أيام والبقاء في البيت وعدم المشي على الطرف المصاب لبضعة أيام. كما أنه يجب تناول الأدوية المسكنة في هذه الأثناء. وفي معظم هذه الحالات فإن الإصابة تكون عابرة ويتم التئام الشعر أوالإصابة في غضروف النمو خلال أسبوع إلى عشرة أيام ويعود الطفل بعدها لممارسة حياته بشكل طبيعي بإذن الله.
الرياض