التجربة اليابانية
التجربة اليابانية
عبدالرحمن الحبيب
المتأمل في الإمبراطورية الاقتصادية والصناعية العظمى في اليابان يدرك جيدا أن ذلك لم يتأت من فراغ بل كان وراءه عقول مفكرة وتخطيط محكم ونظام تعليمي وتدريبي مبدع ومبتكر وبيئة منتجة ومحفزة. إن هذا الثقل الاقتصادي والصناعي الياباني جاء في فترة قصيرة مقارنة بعمر الأمم. فاليابان تنفق مبالغ ضخمة على التعليم حيث يعد نظام التعليم الياباني هو ثاني نظام في العالم بعد الولايات المتحدة الأمريكية من حيث الإنفاق. وعندما ننظر إلى التعليم العالي في هذا البلد نجد أنه يعتمد بشكل كبير على القطاع الخاص حيث تشير الإحصاءات أن حوالي 80 % من مؤسسات التعليم العالي هي مؤسسات خاصة على الرغم من أن الجامعات الحكومية تحظى بمكانة أكاديمية أعلى وأن الطلاب الملتحقين بها ممن تلقوا تعليما إضافيا خاصا ما قبل الجامعة وهم من الطبقات الاجتماعية الأعلى على عكس ماهو موجود لدينا.
اليابان لم تقف عند مرحلة معينة في التعليم بل واصلت اهتمامها بالتطوير والإصلاح وأنشأت مجلس لإصلاح التعليم وتحولت من نمط التمويل المبني على عراقة الجامعات إلى نمط التمويل القائم على المنافسة والأداء والإنتاج البحثي كما أعلنت الحكومة عن مبادرتها في تطوير التعليم العالي تحت مسمى(جلوبال 30) وتركز فيها على أهمية تعزيز أوجه التعاون الدولي في مجال تبادل أعضاء هيئة التدريس والطلاب والاتفاقيات المشتركة وتسهيل نظام قبول الطلاب الأجانب وزيادة أعضاء هيئة التدريس الأجانب أو الحاصلين على شهادات من الخارج والاهتمام بالجودة الشاملة في التعليم والاعتماد الأكاديمي والتصنيفات العالمية وزيادة تطبيق المعايير والمقاييس الأكاديمية ومنها مقاييس تقويم النظراء وتقويم رب العمل ومعدل الاستشهاد بالأبحاث ومعدل أعضاء هيئة التدريس بالنسبة للطلاب.
اليابان معروف عنهم أنهم يقدسون العلم والعمل وتبلغ نسبة العلماء والمهندسين بمعدل 60 ألف لكل مليون نسمة وهناك أكثر من مليون ياباني في المعامل والمختبرات ومراكز الأبحاث والتطوير وهذا العدد يفوق ما لدى بريطانيا وفرنسا وألمانيا مجتمعة.
حقا أنها تجربة فريدة نحن بأمس الحاجة إلى نلتفت لها أكثر ونستفيد منها في الابتعاث خاصة أن اليابان عملت مؤخرا على زيادة برامج التدريس باللغة الإنجليزية وتطبيق إجراءات أكثر مرونة في القبول وتتجاوب أكثر من ما مضى مع مستجدات سوق التعليم العالي ومن ذلك مؤشرات التصنيف العالمية والتي أصبحت فيها جامعات طوكيو وكيوتو وتوهوكو وأساكا ومعهد طوكيو للتقنية في مقدمة الجامعات العالمية.
عكاظ
عبدالرحمن الحبيب
المتأمل في الإمبراطورية الاقتصادية والصناعية العظمى في اليابان يدرك جيدا أن ذلك لم يتأت من فراغ بل كان وراءه عقول مفكرة وتخطيط محكم ونظام تعليمي وتدريبي مبدع ومبتكر وبيئة منتجة ومحفزة. إن هذا الثقل الاقتصادي والصناعي الياباني جاء في فترة قصيرة مقارنة بعمر الأمم. فاليابان تنفق مبالغ ضخمة على التعليم حيث يعد نظام التعليم الياباني هو ثاني نظام في العالم بعد الولايات المتحدة الأمريكية من حيث الإنفاق. وعندما ننظر إلى التعليم العالي في هذا البلد نجد أنه يعتمد بشكل كبير على القطاع الخاص حيث تشير الإحصاءات أن حوالي 80 % من مؤسسات التعليم العالي هي مؤسسات خاصة على الرغم من أن الجامعات الحكومية تحظى بمكانة أكاديمية أعلى وأن الطلاب الملتحقين بها ممن تلقوا تعليما إضافيا خاصا ما قبل الجامعة وهم من الطبقات الاجتماعية الأعلى على عكس ماهو موجود لدينا.
اليابان لم تقف عند مرحلة معينة في التعليم بل واصلت اهتمامها بالتطوير والإصلاح وأنشأت مجلس لإصلاح التعليم وتحولت من نمط التمويل المبني على عراقة الجامعات إلى نمط التمويل القائم على المنافسة والأداء والإنتاج البحثي كما أعلنت الحكومة عن مبادرتها في تطوير التعليم العالي تحت مسمى(جلوبال 30) وتركز فيها على أهمية تعزيز أوجه التعاون الدولي في مجال تبادل أعضاء هيئة التدريس والطلاب والاتفاقيات المشتركة وتسهيل نظام قبول الطلاب الأجانب وزيادة أعضاء هيئة التدريس الأجانب أو الحاصلين على شهادات من الخارج والاهتمام بالجودة الشاملة في التعليم والاعتماد الأكاديمي والتصنيفات العالمية وزيادة تطبيق المعايير والمقاييس الأكاديمية ومنها مقاييس تقويم النظراء وتقويم رب العمل ومعدل الاستشهاد بالأبحاث ومعدل أعضاء هيئة التدريس بالنسبة للطلاب.
اليابان معروف عنهم أنهم يقدسون العلم والعمل وتبلغ نسبة العلماء والمهندسين بمعدل 60 ألف لكل مليون نسمة وهناك أكثر من مليون ياباني في المعامل والمختبرات ومراكز الأبحاث والتطوير وهذا العدد يفوق ما لدى بريطانيا وفرنسا وألمانيا مجتمعة.
حقا أنها تجربة فريدة نحن بأمس الحاجة إلى نلتفت لها أكثر ونستفيد منها في الابتعاث خاصة أن اليابان عملت مؤخرا على زيادة برامج التدريس باللغة الإنجليزية وتطبيق إجراءات أكثر مرونة في القبول وتتجاوب أكثر من ما مضى مع مستجدات سوق التعليم العالي ومن ذلك مؤشرات التصنيف العالمية والتي أصبحت فيها جامعات طوكيو وكيوتو وتوهوكو وأساكا ومعهد طوكيو للتقنية في مقدمة الجامعات العالمية.
عكاظ