الصيام يزيل السموم من الجسم ويجدد خلاياه
الصيام يزيل السموم من الجسم ويجدد خلاياه
د. شريفة بنت محمد العبودي
خلال الأسابيع الماضية واستعداداً لقدوم شهر رمضان المبارك انتشرت بين الناس من خلال شبكات التواصل الاجتماعي (خاصة واتس اب) قوائم طويلة بوصفات تعِد أنها الأفضل لإعداد اللقيمات والسمبوسة وأطباق المكرونة والمحشيات وأنواع الحلويات والكيكات وغيرها. وحتى المشروبات الحارة والباردة طالها التحديث. والمتصفح لهذه الوصفات يمسك رأسه من هول ما فيها من دهون مصنعة (مايونيز، دريم وب، زبدة، كريمة، قشطة، أجبان، زيوت قلي وغيرها) وسكريات مكررة (سكر، شيرة، سيروب الخ.) ونشويات خالية من الألياف (دقيق أبيض، خبز أبيض، مكرونة، أرز أبيض... الخ) وكأن المعدة حفرة تبلع ولا تتأثر، وكأن الطعام وسيلة للمتعة وإرضاء الغرائز لا وسيلة كفاية. وأورد لكم هنا مثالاً لنوع من القهوة تسمى قهوة --- (نوع مشهور من أنواع الشكولاتة). تقول الوصفة يوضع في الخلاط 4-6 أصابع شكلاتة --- 2 كوب حليب سائل، ظرف كريم كراميل، ملعقة كبيرة دريم وب. ثم تسخن في إبريق حتى تغلي وتقدّم!! لاحظوا هذه وصفة لقهوة تقدّم قبل الأكل أو بعده وليست وجبة. فبحساب بسيط يمكن التنبؤ بمقدار السعرات الحرارية والدهون في تلك الكمية من القهوة. فإلى متى تستمر مواطناتنا (فمعظم رجالنا لا يطبخون)، مع سبق الإصرار والترصد، في تسميم أسرهن؟ ولا عجب أن الاعتلالات والأمراض المستعصية من بدانة وسكري وضغط وأمراض قلب وأورام خبيثة في ازدياد مهول لدينا.
إن الصيام، أحد أركان الإسلام، لم يفرض إلا لمصلحة الإنسان، فللصيام منفعة مهمة وواضحة وهي تنمية ثقة الإنسان في قدرته على السيطرة على تلبية حاجات جسده من خلال الامتناع عن المأكل والمشرب لخمس عشرة ساعة متواصلة خلال الصيف. وللصيام منافع أخرى حيث ساهمت الدراسات الحديثة في إظهار الفوائد العديدة والمفرحة للامتناع عن الطعام والشراب أثناء اليوم (وقت طلوع الشمس). فمنافع الصيام التي أظهرتها البحوث الحديثة تبدأ بعد هضم الطعام وامتصاصه امتصاصاً كاملاً حيث تحدث تغيرات أيضية وكيميائية في الجسم تجعله يدخل في مرحلة إزالة للسموم وتجديد للخلايا. ومرحلة إزالة السموم تساهم في إبطاء ظهور علامات التقدم بالسن، وتحسين أداء القلب، وخفض ضغط الدم المرتفع، وتقليل نمو الخلايا السرطانية، وخفض الكوليسترول في الدم. وفي مقابل هذه المنافع الجوهرية التي يحصل عليها المسلم أثناء النهار يقوم أثناء الليل خلال ساعات إفطاره بحشو بطنه بأطعمة تساهم في تدمير صحته. ولدي سؤالان ملحان وهما:
- هل تتأثر استفادة الجسم من الصيام بكميات ونوعيات ما يتناوله الإنسان أثناء الليل، أي منذ إفطاره وحتى إمساكه؟
- ومتى ينتشر الوعي بضرورة رفض ومحاربة وصفات الطبخ المضرة بالصحة؟
الرياض
د. شريفة بنت محمد العبودي
خلال الأسابيع الماضية واستعداداً لقدوم شهر رمضان المبارك انتشرت بين الناس من خلال شبكات التواصل الاجتماعي (خاصة واتس اب) قوائم طويلة بوصفات تعِد أنها الأفضل لإعداد اللقيمات والسمبوسة وأطباق المكرونة والمحشيات وأنواع الحلويات والكيكات وغيرها. وحتى المشروبات الحارة والباردة طالها التحديث. والمتصفح لهذه الوصفات يمسك رأسه من هول ما فيها من دهون مصنعة (مايونيز، دريم وب، زبدة، كريمة، قشطة، أجبان، زيوت قلي وغيرها) وسكريات مكررة (سكر، شيرة، سيروب الخ.) ونشويات خالية من الألياف (دقيق أبيض، خبز أبيض، مكرونة، أرز أبيض... الخ) وكأن المعدة حفرة تبلع ولا تتأثر، وكأن الطعام وسيلة للمتعة وإرضاء الغرائز لا وسيلة كفاية. وأورد لكم هنا مثالاً لنوع من القهوة تسمى قهوة --- (نوع مشهور من أنواع الشكولاتة). تقول الوصفة يوضع في الخلاط 4-6 أصابع شكلاتة --- 2 كوب حليب سائل، ظرف كريم كراميل، ملعقة كبيرة دريم وب. ثم تسخن في إبريق حتى تغلي وتقدّم!! لاحظوا هذه وصفة لقهوة تقدّم قبل الأكل أو بعده وليست وجبة. فبحساب بسيط يمكن التنبؤ بمقدار السعرات الحرارية والدهون في تلك الكمية من القهوة. فإلى متى تستمر مواطناتنا (فمعظم رجالنا لا يطبخون)، مع سبق الإصرار والترصد، في تسميم أسرهن؟ ولا عجب أن الاعتلالات والأمراض المستعصية من بدانة وسكري وضغط وأمراض قلب وأورام خبيثة في ازدياد مهول لدينا.
إن الصيام، أحد أركان الإسلام، لم يفرض إلا لمصلحة الإنسان، فللصيام منفعة مهمة وواضحة وهي تنمية ثقة الإنسان في قدرته على السيطرة على تلبية حاجات جسده من خلال الامتناع عن المأكل والمشرب لخمس عشرة ساعة متواصلة خلال الصيف. وللصيام منافع أخرى حيث ساهمت الدراسات الحديثة في إظهار الفوائد العديدة والمفرحة للامتناع عن الطعام والشراب أثناء اليوم (وقت طلوع الشمس). فمنافع الصيام التي أظهرتها البحوث الحديثة تبدأ بعد هضم الطعام وامتصاصه امتصاصاً كاملاً حيث تحدث تغيرات أيضية وكيميائية في الجسم تجعله يدخل في مرحلة إزالة للسموم وتجديد للخلايا. ومرحلة إزالة السموم تساهم في إبطاء ظهور علامات التقدم بالسن، وتحسين أداء القلب، وخفض ضغط الدم المرتفع، وتقليل نمو الخلايا السرطانية، وخفض الكوليسترول في الدم. وفي مقابل هذه المنافع الجوهرية التي يحصل عليها المسلم أثناء النهار يقوم أثناء الليل خلال ساعات إفطاره بحشو بطنه بأطعمة تساهم في تدمير صحته. ولدي سؤالان ملحان وهما:
- هل تتأثر استفادة الجسم من الصيام بكميات ونوعيات ما يتناوله الإنسان أثناء الليل، أي منذ إفطاره وحتى إمساكه؟
- ومتى ينتشر الوعي بضرورة رفض ومحاربة وصفات الطبخ المضرة بالصحة؟
الرياض