• ×
admin

عندما تفتح أبواب السماء

عندما تفتح أبواب السماء

عبدالمحسن هلال

الليلة هي ليلة السابع والعشرين من رمضاننا المبارك هذا، وفي أكثر من رواية لأكثر من حديث للرسول ــ صلى الله عليه وسلم ــ تقول إنها ليلة القدر، بل روي عن الصحابي الجليل عبدالرحمن بن عوف ــ رضي الله عنه ــ تأكيده أن فيها ليلة القدر. نعم هناك أحاديث أخرى صحيحة تقول بتحريها في العشر الأواخر وهو الأحوط وللاجتهاد في طلبها، وروايات أخرى أنها في الوتر من العشر الأواخر وهي المرجحة عند جمهور العلماء، بيد أنه قبل كل هذا وبعده فإن ليلتنا هذه من ليالي شد المئزر ابتغاء مرضاة الله ــ سبحانه ــ طلبا لرحمته.
ليس هذا حديثا عن فضل ليلة القدر فجميعنا يعرفه، ولا تمسحا بثوب نصح نفسي أحوج إليه منكم، غير أني لم أستطع ترك المناسبة تمر دون تذكير نفسي وإياكم بالانتفاع بفضلها أكثر مما سبقها لعلها تصادفها فتقر أعيننا ببركتها ونفوز بالعتق من النار على عتباتها ونحظى برضى رب العباد أن منحنا استحقاقها. تحري ليلة القدر في الوتر من العشر يعني أنها خمس ليال وحسب، واحدة منها تعدل عبادة عمر، فأية تجارة رابحة هذه مع الله أولا ومع النفس ثانيا تبرئة وتطهيرا لذنوبها وآثامها. تجارة، بل قل صفقة تخرج منها خاليا من ذنوبك كيوم ولدتك أمك، لو عرض عليك في عملك دوام إضافي لشهر بدون مقابل لتحصل على علاوة لوافقت فورا، والمتحصل دراهم معدودات، وهنا تنقذ حياتك الدنيا وتنقل نفسك من الجحيم إلى النعيم بدوام إضافي لثلث شهر مدفوع الأجر قبل أن يجف عرقك.
اللهم تقبل صيامنا وقيامنا وصالح أعمالنا، وامنحنا بفضلك وكرمك شهود ليلة القدر والاغتراف من معينها والتمتع بعبقها وأريجها، ونعوذ بك اللهم من قلب لا يخشع وعين لا تدمع ودعوة لا يستجاب لها، وأعد رمضان علينا أعواما مديدة، وارحم اللهم من لم يصمه معنا عامنا هذا وارحمنا إذا صرنا إلى ما صاروا إليه في قادم الأعوام. اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا يا كريم.

عكاظ
بواسطة : admin
 0  0  1049