الأمراض الجلدية وانعكاساتها على المرضى
الأمراض الجلدية وانعكاساتها على المرضى
د. قاسم أبو الرب
ترتبط الأمراض الجلدية في أذهان الكثيرين باستخدام أحد المراهم الرخيصة الثمن والتي تباع في الصيدليات دون الحاجة إلى وصفة طبية, أو باستخدام أي مرهم يقع تحت اليد في المنزل، وأحيانا باستخدام أحد المستحضرات الشعبية, وكثيرا ما يظن البعض أن تركها دون علاج وترك الموضوع للزمن هو أنجع الحلول لذلك.
وتشير الدراسات إلى أن خمس المصابين بالأمراض الجلدية فقط يراجعون الأطباء, ويفضل الباقون استخدام مستحضرات موجودة في المنزل على أن يستخدموا أدوية يصفها الأطباء لعلاج الأمراض الجلدية والأعراض التي يعانون منها.
وبالرغم من ذلك فإن الأمراض الجلدية تعد من الأمراض الأكثر انعكاسا على حياة المريض ونفسيته وسلوكه ونشاطه، ذلك أن جلد الإنسان هو العضو الأكبر مساحة في الجسم، إذ تبلغ مساحته في المتوسط من 1.5 إلى 2 متر مربع، وهو وملحقاته من الشعر والأظافر يمثل العضو الأكثر وضوحا للآخرين، وقد ارتبط دوما بالجمال والنضارة على مر العصور.
تأثيراتها على المريض
ولعله من الأمور اللافتة أن النظرة المجتمعية العامة تميل إلى تبسيط وتقليل أهمية الأمراض الجلدية, خصوصا إذا ما قورنت بالأمراض الأخرى كالسرطان وأمراض الجهاز القلبي والتنفسي وغيرها من الأمراض التي تحتاج إلى تدخل طبي مكثف, وهذا الكلام قد يبدو صحيحا ومقنعا للجميع باستثناء الأشخاص المصابين بالأمراض الجلدية.
ويمكن تلخيص انعكاسات الأمراض الجلدية بخمسة مناح رئيسية كما يراها أطباء الجلدية: التشويه, الانزعاج, العجز, الاكتئاب والموت.
التشويه
تؤدي أمراض مثل الصدفية والأمراض المتعلقة بالأصباغ الجلدية وخصوصا إذا كانت في أماكن الجلد المكشوفة مثل اليدين والأظافر والوجه إلى إحراج شديد للمرضى, ويُنظر لها من قبل المرضى والمجتمع على حد سواء بأنها إحدى أنواع التشوه التي قد تؤدي ببعض المرضى إلى محاولة الانتحار.
الانزعاج
تؤدي كثير من الأمراض الجلدية إلى أعراض مزعجة مثل الحكة الشديدة كما يحدث في الأكزيما والأمراض الفطرية وكذلك الجرب, وفي كثير من الأحيان يفضل بعض المرضى الألم على الحكة التي تسبب إحراجا شديدا للمصاب, خصوصا أن الحكة الشديدة تعطي انطباعا في كثير من الثقافات عن قلة العناية بالنظافة الشخصية.
العجز
وقد يكون من أسوأ الانعكاسات للأمراض الجلدية أنها تسبب العجز وتمنع من ممارسة العمل, وهذا يُشعر المريض بالنقص, ويسبب له مشاكل اقتصادية واجتماعية. وأوضح مثال على ذلك أعراض الصدفية على اليدين والأظافر والتي قد تمنع المريض من ممارسة أية مهنة يدوية, كما تسبب له إشكالية واضحة في التواصل مع الآخرين من خلال المصافحة وبالتالي تحرمه من أي عمل فيه تواصل مباشر مع الجمهور.
الاكتئاب
تؤدي المشاكل السالفة الذكر إلى إصابة المرضى بالاكتئاب والقلق, وإقدام نسبة لا يستهان بها على الانتحار, وتشير الأرقام إلى أن 10% من المصابين بالأنواع الحادة من الصدفية لديهم أفكار انتحارية, ومن اللافت أيضا أن الاكتئاب هو عرض جانبي لبعض الأدوية المستخدمة في علاج الأمراض الجلدية.
الموت
تؤدي الإصابة ببعض أنواع السرطانات الجلدية إلى الموت في المراحل المتقدمة. كما يعتقد البعض أن هناك علاقة بين حالات القلق الشديد التي يعاني منها بعض المرضى والارتفاع في نسبة التدخين وتناول المواد المسكرة، مما قد يؤدي بشكل غير مباشر للموت.
العلاج
لا بد من تقديم الدعم للمصابين بشتى الوسائل، ويعتبر العلاج الطبي المتخصص محور الحل ومركزه خصوصا أنه يسهم في كثير من الحالات في تخفيف حدة ومدة الأعراض وبالتالي يسهم في تقليل الانعكاسات المرضية والنفسية على المريض.
كما يُعتقد أنه من الضروري تقديم رعاية نفسية متخصصة للمصابين بالأمراض الجلدية المزمنة والمسببة للعجز, وتشمل هذه الرعاية العلاج النفسي السلوكي والدوائي وكذلك مجموعات الدعم، حيث يجلس مجموعة من المرضى الذين يتشاركون نفس المرض ويتحدثون عن الصعوبات التي يواجهونها وكيفية التعامل معها والتغلب عليها. ولا يستطيع أحد أن يقلل من أهمية وجود المجتمع المشجع والداعم للمصابين, وينبغي أن تلعب المؤسسات الإعلامية دورا توعويا في هذا المجال للتعريف وتقديم النصح للمرضى والقريبين منهم.
الجزيرة
د. قاسم أبو الرب
ترتبط الأمراض الجلدية في أذهان الكثيرين باستخدام أحد المراهم الرخيصة الثمن والتي تباع في الصيدليات دون الحاجة إلى وصفة طبية, أو باستخدام أي مرهم يقع تحت اليد في المنزل، وأحيانا باستخدام أحد المستحضرات الشعبية, وكثيرا ما يظن البعض أن تركها دون علاج وترك الموضوع للزمن هو أنجع الحلول لذلك.
وتشير الدراسات إلى أن خمس المصابين بالأمراض الجلدية فقط يراجعون الأطباء, ويفضل الباقون استخدام مستحضرات موجودة في المنزل على أن يستخدموا أدوية يصفها الأطباء لعلاج الأمراض الجلدية والأعراض التي يعانون منها.
وبالرغم من ذلك فإن الأمراض الجلدية تعد من الأمراض الأكثر انعكاسا على حياة المريض ونفسيته وسلوكه ونشاطه، ذلك أن جلد الإنسان هو العضو الأكبر مساحة في الجسم، إذ تبلغ مساحته في المتوسط من 1.5 إلى 2 متر مربع، وهو وملحقاته من الشعر والأظافر يمثل العضو الأكثر وضوحا للآخرين، وقد ارتبط دوما بالجمال والنضارة على مر العصور.
تأثيراتها على المريض
ولعله من الأمور اللافتة أن النظرة المجتمعية العامة تميل إلى تبسيط وتقليل أهمية الأمراض الجلدية, خصوصا إذا ما قورنت بالأمراض الأخرى كالسرطان وأمراض الجهاز القلبي والتنفسي وغيرها من الأمراض التي تحتاج إلى تدخل طبي مكثف, وهذا الكلام قد يبدو صحيحا ومقنعا للجميع باستثناء الأشخاص المصابين بالأمراض الجلدية.
ويمكن تلخيص انعكاسات الأمراض الجلدية بخمسة مناح رئيسية كما يراها أطباء الجلدية: التشويه, الانزعاج, العجز, الاكتئاب والموت.
التشويه
تؤدي أمراض مثل الصدفية والأمراض المتعلقة بالأصباغ الجلدية وخصوصا إذا كانت في أماكن الجلد المكشوفة مثل اليدين والأظافر والوجه إلى إحراج شديد للمرضى, ويُنظر لها من قبل المرضى والمجتمع على حد سواء بأنها إحدى أنواع التشوه التي قد تؤدي ببعض المرضى إلى محاولة الانتحار.
الانزعاج
تؤدي كثير من الأمراض الجلدية إلى أعراض مزعجة مثل الحكة الشديدة كما يحدث في الأكزيما والأمراض الفطرية وكذلك الجرب, وفي كثير من الأحيان يفضل بعض المرضى الألم على الحكة التي تسبب إحراجا شديدا للمصاب, خصوصا أن الحكة الشديدة تعطي انطباعا في كثير من الثقافات عن قلة العناية بالنظافة الشخصية.
العجز
وقد يكون من أسوأ الانعكاسات للأمراض الجلدية أنها تسبب العجز وتمنع من ممارسة العمل, وهذا يُشعر المريض بالنقص, ويسبب له مشاكل اقتصادية واجتماعية. وأوضح مثال على ذلك أعراض الصدفية على اليدين والأظافر والتي قد تمنع المريض من ممارسة أية مهنة يدوية, كما تسبب له إشكالية واضحة في التواصل مع الآخرين من خلال المصافحة وبالتالي تحرمه من أي عمل فيه تواصل مباشر مع الجمهور.
الاكتئاب
تؤدي المشاكل السالفة الذكر إلى إصابة المرضى بالاكتئاب والقلق, وإقدام نسبة لا يستهان بها على الانتحار, وتشير الأرقام إلى أن 10% من المصابين بالأنواع الحادة من الصدفية لديهم أفكار انتحارية, ومن اللافت أيضا أن الاكتئاب هو عرض جانبي لبعض الأدوية المستخدمة في علاج الأمراض الجلدية.
الموت
تؤدي الإصابة ببعض أنواع السرطانات الجلدية إلى الموت في المراحل المتقدمة. كما يعتقد البعض أن هناك علاقة بين حالات القلق الشديد التي يعاني منها بعض المرضى والارتفاع في نسبة التدخين وتناول المواد المسكرة، مما قد يؤدي بشكل غير مباشر للموت.
العلاج
لا بد من تقديم الدعم للمصابين بشتى الوسائل، ويعتبر العلاج الطبي المتخصص محور الحل ومركزه خصوصا أنه يسهم في كثير من الحالات في تخفيف حدة ومدة الأعراض وبالتالي يسهم في تقليل الانعكاسات المرضية والنفسية على المريض.
كما يُعتقد أنه من الضروري تقديم رعاية نفسية متخصصة للمصابين بالأمراض الجلدية المزمنة والمسببة للعجز, وتشمل هذه الرعاية العلاج النفسي السلوكي والدوائي وكذلك مجموعات الدعم، حيث يجلس مجموعة من المرضى الذين يتشاركون نفس المرض ويتحدثون عن الصعوبات التي يواجهونها وكيفية التعامل معها والتغلب عليها. ولا يستطيع أحد أن يقلل من أهمية وجود المجتمع المشجع والداعم للمصابين, وينبغي أن تلعب المؤسسات الإعلامية دورا توعويا في هذا المجال للتعريف وتقديم النصح للمرضى والقريبين منهم.
الجزيرة