• ×
admin

العمل تحت لهيب الشمس!!

العمل تحت لهيب الشمس!!

محمد الفايدي

كل القرارات التي صدرت بعدم تشغيل العمالة التابعة للشركات في المشاريع القائمة تحت لهيب الشمس الحارقة بعد الساعة الثانية عشرة إلى الساعة الثالثة بعد الظهر لم تطبق بحذافيرها، بل يعتبر بعضها حبرا على ورق، وأنا أشاهد في طريقي بعض تلك العمالة تعمل في تلك الساعات الحارقة دون كلل أو ملل، وبكل جد واجتهاد، وكأن حرارة الشمس لا تعنيها من أجل لقمة العيش التي تغربت من بلادها من أجلها.
والحق على تلك الشركات التي لم تطبق قرار فترة الراحة في ساعات الذروة، ولا بد من تشديد الجزاءات عليها عندما يحدث اختراق لقرار أوقات توقف العمل للعمالة التي يتطلب عملها في الميدان التابعة للشركات التي تشرف على مشاريع ميدانية ضمن المشاريع في مدننا شديدة الحرارة طوال اليوم، وبخاصة من الساعة الثانية عشرة ظهرا إلى الساعة الثالثة بعد الظهر.
إنني أعني ما أقول وأنا أرى بأم عيني بين فترة وأخرى في تلك الساعات الصعبة عمالة تتقافز من مكان إلى آخر في سبيل البحث عن ظل تتدارى فيه عن الشمس الحارقة، وفي يدها عبوة الماء تشرب منها لتروى عطشها وتصب البقية على رأسها أملا في التخفيف من حرارة الجو.
وقد سعدت أكثر من مرة عندما رأيت بعض قائدي السيارات يتقدمون لهم بعبوات المياه المثلجة مجانا، بعد أن رأوهم يعملون بجد وإخلاص تحت حرارة الشمس الحارقة.
كم دمعت عيني عندما رأيت مثل هذه العمالة تعمل في أجواء حارة غير مناسبة للعمل، وقد تكون مضرة أحيانا كأن تحصل لأحدهم ضربة شمس ينقل بسببها إلى المستشفى للعلاج.
وإنني أهيب بكل صاحب شركة له مشاريع تتطلب العمل تحت الشمس أن يحكم ضميره ويصدر أمره بعدم مواصلة عمل عمالته ما بين الساعة الثانية عشرة ظهرا والثالثة بعد الظهر إنسانيا أولا، وتنفيذا لقرارات صدرت في هذا الشأن من قبل، ولا يفتيك مثل خبير، على اعتبار الحرارة على الشوارع في مدينة جدة وفي تلك الساعات الحارقة يصعب أن يحتملها إنسان، فما بالك بعامل نسي مديره لغة الرحمة وتركه يعمل بهكذا درجة حرارة.

عكاظ
بواسطة : admin
 0  0  1533