ما رأيك بطبق من الفول؟
ما رأيك بطبق من الفول؟
د. أسامة أبو الرب
قد تتمهل قليلا قبل الإجابة على هذا السؤال، ولكننا سوف نساعدك في ذلك، فالفول طبق مشهور مما يجعل تناوله أمرا بديهيا عند البعض وبصورة تتجاوز السؤال، فلا أحد يسألك مثلا هل تشرب الماء؟ ولكن حتى يكون الفول مغذيا ومفيدا للجسم فيجدر بك التنبه لمجموعة من الأمور.
وليس الفول مجرد غذاء، بل هو عادة وتقليد في كثير من البلاد العربية، ولذلك ليس غريبا أن يذكره صاحب كتاب الأيام، عميد الأدب العربي طه حسين، الذي وصف في الجزء الثاني من 'الأيام' متجر الحاج فيروز الذي كان يبيع فيه الفول المدمس ويضيف إليه صنوفا من التوابل تغري طلاب العلم بالإسراف في تناوله مما يؤدي إلى 'تثاقلهم عن درس الضحى ونومهم في درس الظهيرة'.
إلا أن متاعب الفول غير المحضر بطريقة ملائمة قد تتجاوز التثاقل عن الدرس أو النوم فيه، وهي عادة ما ترتبط بجانبين رئيسين، الأول هو الصوديوم ويعني ذلك محتواه من الملح وأثره في مرض ارتفاع ضغط الدم، والثاني هو الزيت ويعني محتواه من الدهون وأثرها على صحة الجسم.
والفول هو مصدر جيد للألياف، إذ يعطي نصف الكوب المطبوخ منه قرابة ستة غرامات منها، كما أنه مصدر للبروتينات النباتية. وهو يأتي خاليا من الدهون والصوديوم.
وعادة ما يضاف الملح إلى الفول خلال تحضيره، كما أن الفول المعلب الجاهز يحتوي على الصوديوم. ويمكن التعامل مع هذا الجانب عبر محاولة الاعتماد على الفول المسلوق منزليا، لا المعلب الجاهز، وبذلك فأنت تضمن خلوه من الملح. أما إذا اشتريت الفول المعلب فعليك تصفيته من ماء الحفظ وغسله جيدا، ولا تستمع لمن يخبرك أن ماء الفول المعلب سر نكهته، فهو يطفح بالمواد الحافظة والصوديوم، وإلقاؤها في حوض المطبخ خير لصحتك.
وهناك عادة محدثة وهي إضافة مكعبات مرق الدجاج أو اللحم إلى الفول، والمشكلة هنا أنها غنية بالصوديوم، كما أنها تحتوي على الدهون. إذا أردت تنكيه الفول فأضف البهارات مثل الكمون أو الفلفل الأسود، ولا تضف الملح أو مكعبات المرق.
الفول بالدُهن
والجانب الثاني المتعلق بالفول هو محتواه من الدهون، وهنا نقرأ لطه حسين أيضا وصفه لمتجر الحاج فيروز الذي كان يبيع الفول المدمس إما صرفا 'سادة' أو بثلاثة أشكال أخرى وهي بالزيت على أنواعه المختلفة، أو السمن أو الزبد. ولعل لهذا التفنن في تقديم الفول بهذه الطريقة ما يبرره، إذ يذكر عميد الأدب العربي أن متجر الحاج فيروز كان من أغلى محلات بيع الفول.
وفيما يتعلق بالدهون فإن الزبد والسمن إطلاقا ليسا من الخيارات الصحية، إذ يحتويان دهونا حيوانية مشبعة، وبالتالي فهما يزيدان من مخاطر أمراض القلب. كما أنهما يحتويان على مقدار كبير من الطاقة مما يحتم على الآكل التنبه جدا إلى مقدار ما يطعمه منهما، فإذا تناول ما يزيد عن حاجته من السعرات الحرارية زاد وزنه.
أما إضافة الزيت إلى الفول فيعتمد على نوع الزيت، ويفضل أن يكون زيت الزيتون لأنه غني بالدهون غير المشبعة، وهذا يرتبط بخفض خطر التعرض لأمراض القلب، ولكن أيضا يجب الاعتدال فيه. أما زيت النخيل فليس مناسبا لأنه يحتوي على الكثير من الدهون المشبعة.
وعند تناول الفول فيفضل أن تقتصد في الخبز، وهذا يعني أن تصغر حجم الخبزة التي تقطعها لتأخذ بها من الصحن، وهذا يقلل من كمية تناولك للخبز ويساعدك على سيطرة أفضل على مأخوذك من السعرات الحرارية.
والإسراف في تناول الطعام يدفع للخمول، إذ ينشغل الجسم بهضمه، وهذا ينطبق أيضا على الفول في أيام طه حسين كما اليوم، ولذلك يستحسن أن تتناول منه كمية قليلة إذا كنت مرتبطا بعمل أو موعد أو محاضرة حتى لا ينتهي الأمر بك وأنت نائم، ووقتها لن تستطيع أن تلوم طبق الفول المدمس أو الحاج فيروز.
الجزيرة
د. أسامة أبو الرب
قد تتمهل قليلا قبل الإجابة على هذا السؤال، ولكننا سوف نساعدك في ذلك، فالفول طبق مشهور مما يجعل تناوله أمرا بديهيا عند البعض وبصورة تتجاوز السؤال، فلا أحد يسألك مثلا هل تشرب الماء؟ ولكن حتى يكون الفول مغذيا ومفيدا للجسم فيجدر بك التنبه لمجموعة من الأمور.
وليس الفول مجرد غذاء، بل هو عادة وتقليد في كثير من البلاد العربية، ولذلك ليس غريبا أن يذكره صاحب كتاب الأيام، عميد الأدب العربي طه حسين، الذي وصف في الجزء الثاني من 'الأيام' متجر الحاج فيروز الذي كان يبيع فيه الفول المدمس ويضيف إليه صنوفا من التوابل تغري طلاب العلم بالإسراف في تناوله مما يؤدي إلى 'تثاقلهم عن درس الضحى ونومهم في درس الظهيرة'.
إلا أن متاعب الفول غير المحضر بطريقة ملائمة قد تتجاوز التثاقل عن الدرس أو النوم فيه، وهي عادة ما ترتبط بجانبين رئيسين، الأول هو الصوديوم ويعني ذلك محتواه من الملح وأثره في مرض ارتفاع ضغط الدم، والثاني هو الزيت ويعني محتواه من الدهون وأثرها على صحة الجسم.
والفول هو مصدر جيد للألياف، إذ يعطي نصف الكوب المطبوخ منه قرابة ستة غرامات منها، كما أنه مصدر للبروتينات النباتية. وهو يأتي خاليا من الدهون والصوديوم.
وعادة ما يضاف الملح إلى الفول خلال تحضيره، كما أن الفول المعلب الجاهز يحتوي على الصوديوم. ويمكن التعامل مع هذا الجانب عبر محاولة الاعتماد على الفول المسلوق منزليا، لا المعلب الجاهز، وبذلك فأنت تضمن خلوه من الملح. أما إذا اشتريت الفول المعلب فعليك تصفيته من ماء الحفظ وغسله جيدا، ولا تستمع لمن يخبرك أن ماء الفول المعلب سر نكهته، فهو يطفح بالمواد الحافظة والصوديوم، وإلقاؤها في حوض المطبخ خير لصحتك.
وهناك عادة محدثة وهي إضافة مكعبات مرق الدجاج أو اللحم إلى الفول، والمشكلة هنا أنها غنية بالصوديوم، كما أنها تحتوي على الدهون. إذا أردت تنكيه الفول فأضف البهارات مثل الكمون أو الفلفل الأسود، ولا تضف الملح أو مكعبات المرق.
الفول بالدُهن
والجانب الثاني المتعلق بالفول هو محتواه من الدهون، وهنا نقرأ لطه حسين أيضا وصفه لمتجر الحاج فيروز الذي كان يبيع الفول المدمس إما صرفا 'سادة' أو بثلاثة أشكال أخرى وهي بالزيت على أنواعه المختلفة، أو السمن أو الزبد. ولعل لهذا التفنن في تقديم الفول بهذه الطريقة ما يبرره، إذ يذكر عميد الأدب العربي أن متجر الحاج فيروز كان من أغلى محلات بيع الفول.
وفيما يتعلق بالدهون فإن الزبد والسمن إطلاقا ليسا من الخيارات الصحية، إذ يحتويان دهونا حيوانية مشبعة، وبالتالي فهما يزيدان من مخاطر أمراض القلب. كما أنهما يحتويان على مقدار كبير من الطاقة مما يحتم على الآكل التنبه جدا إلى مقدار ما يطعمه منهما، فإذا تناول ما يزيد عن حاجته من السعرات الحرارية زاد وزنه.
أما إضافة الزيت إلى الفول فيعتمد على نوع الزيت، ويفضل أن يكون زيت الزيتون لأنه غني بالدهون غير المشبعة، وهذا يرتبط بخفض خطر التعرض لأمراض القلب، ولكن أيضا يجب الاعتدال فيه. أما زيت النخيل فليس مناسبا لأنه يحتوي على الكثير من الدهون المشبعة.
وعند تناول الفول فيفضل أن تقتصد في الخبز، وهذا يعني أن تصغر حجم الخبزة التي تقطعها لتأخذ بها من الصحن، وهذا يقلل من كمية تناولك للخبز ويساعدك على سيطرة أفضل على مأخوذك من السعرات الحرارية.
والإسراف في تناول الطعام يدفع للخمول، إذ ينشغل الجسم بهضمه، وهذا ينطبق أيضا على الفول في أيام طه حسين كما اليوم، ولذلك يستحسن أن تتناول منه كمية قليلة إذا كنت مرتبطا بعمل أو موعد أو محاضرة حتى لا ينتهي الأمر بك وأنت نائم، ووقتها لن تستطيع أن تلوم طبق الفول المدمس أو الحاج فيروز.
الجزيرة