علاج التهاب المسالك البولية عند الأطفال
علاج التهاب المسالك البولية عند الأطفال
رؤى القـين
عادة يتم علاج التهاب المسالك البولية عند الأطفال بصرف المضادات الحيوية (Antibiotics). ذلك بالإضافة إلى علاج السبب الرئيس لهذه الالتهابات خاصة إذا ظهرت بشكل متكرر أو مزمن. في حالة الاشتباه بوجود التهاب بولي فان الطبيب يقوم بطلب عدد من التحاليل المخبرية وأشعة للكلى والمثانة. وبما أن هذه الفحوصات قد تستغرق ما بين يوم أو أكثر وحسب حالة الطفل سيتم صرف علاج مبدئي بحيث تكون له مقاومة واسعة للعديد من البكتيريا المسببة لالتهاب البول عند الأطفال. في حال ظهور نتائج ايجابية لوجود البكتيريا, يقرر الطبيب ما إذا يجب الاستمرار باستخدام نفس المضاد الحيوي أو تغييره. على الوالدين أن لا يصابا بالقلق عندما يقوم الطبيب بتغيير نوع المضاد الحيوي لأن ذلك يعتمد على مدى حساسية المضاد الحيوي ومقاومة البكتيريا له وشدة الالتهاب.
يتم علاج التهابات المسالك البولية في غالبية الحالات في المنزل عن طريق إعطاء المضاد الحيوي بشكل شراب أو أقراص (حبوب). في حالات قليلة يتطلب تنويم الطفل لإعطاء العلاج عن طريق الوريد وذلك يعتمد على عمر الطفل (خاصة المواليد أقل من عمر شهر), مدى خطورة الالتهاب, عدم استجابته للعلاج بالفم, أو قيء مستمر.
تتراوح مدة العلاج ما بين 10 الى 14 يوماً وهنا يجب التنبيه على أهمية إكمال مدة العلاج كاملة حتى إذا تماثل الطفل للشفاء بعد يوم أو يومين من بداية العلاج حيث إن إيقاف المضاد الحيوي قبل المدة المقررة قد يؤدي إلى تكوين مقاومة للبكتيريا ضد المضاد الحيوي وبالتالي تظهر الأعراض من جديد بعد فترة وجيزة وقد تسوء الحالة بشكل كبير.
يبدأ مفعول العلاج بعد حوالي جرعتين إلى أربع من المضاد الحيوي وتبدأ الأعراض بالانحسار تدريجيا. بعد انتهاء مدة العلاج وقد يطلب الطبيب إجراء بعض الفحوصات الإكلينيكية والأشعة لتحديد سبب الالتهاب إذا كان متكررا. وقد يصف مضاد حيوي بشكل وقائي (ضد معاودة الالتهاب) لفترة طويلة. تختلف فترة العلاج الوقائي من 6 إلى 8 أسابيع وقد تمتد إلي 6 أو 12 شهرا حسب الحالة المرضية.
المضادات الحيوية الشائعة الاستخدام
في حالة علاج التهاب المسالك البولية:
- كوترايميكسازول (Bactrim, Lidapram, Septrin, Nortime, Septrazole). يعطى عن طريق الفم كسائل معلق أو حبوب ولا يعطى للرضع أقل من عمر شهرين أو في حالة فرط الحساسية لمركبات السلفا.
- أموكسيسلين (Amoxil, Hymox, Amoxipen, Amoxydar)
- مركبات الأموكسيسلين وكلافيونك أسيد (Amoclan, Jumentin, Klavox, Augmentin). يعطى عن طريق الفم كسائل معلق أو حبوب. تتحدد الجرعة حسب مكونات الأموكسيسلين الموجود بالدواء ويجب عدم استبدال مركب بآخر أو الحبوب بالسائل الذي قد يحتوي كلا منهما كمية مختلفة من الدواء مما قد يؤدي إلى استخدام جرعة أكبر أو أصغر. قد يصاحب استخدام هذا الدواء ألم بالبطن أو إسهال أو غثيان أو قيء. في حال تقيؤ الطفل مباشرة بعد إعطائه الدواء يجب إعطاء جرعة أخرى بديلة مباشرة.
- مركبات السيفالوسورين و هي مجموعة كبيرة أشهرها ((Keflex, Suprax
- نايتروفيونتوين (Colifuran, Furadantin). يعطى عن طريق الفم كسائل أو حبوب (يمكن تذويبها) ويعطى عادة أربع مرات باليوم (كل ست ساعات).
المضادات الحيوية الشائعة الاستخدام في العلاج الوقائي من التهاب المسالك البولية المزمن أو المتكرر:
- كوترايميكسازول ونايتروفيونتوين وترايميثوبريم. وتعطى في هذه الحالة بجرعات أصغر مرة أو مرتين يوميا (قبل النوم).
مسكنات الألم:
قد يتطلب أيضا علاج التهاب المسالك البولية بالإضافة إلى المضادات الحيوية صرف مسكنات للألم أو أدوية لعلاج الأعراض المصاحبة للتبول. يستخدم الباراسيتامول (Tylenol, Tempra, Fevadol) كمسكن لهذه الحالات. أيضا عقار بايريديم (Pyridium) والذي يعمل كمسكن موضعي للمسالك البولية ومن شأنه تخفيف الألم أثناء التبول أو الشعور الملح للتبول. هذا الدواء يعطى بعد الوجبة وقد تلاحظ الأم تغييراً في لون بول الطفل. يجب عدم استخدام هذا الدواء أكثر من يومين فقط حتى لا يتسبب بأعراض جانبية للطفل.
معلومات مهمة للوالدين:
- يجب مراجعة جميع الأدوية التي يستخدمها طفلك مع الطبيب أو الصيدلي قبل صرف العلاج للتأكد من عدم وجود أي تعارض.
- يجب إخبار الطبيب أو الصيدلي بوجود فرط حساسية لمركبات البنسلين أو السلفا التي قد تدخل في كثير من المضادات الحيوية.
- تقدر جرعة المضادات الحيوية بناء على وزن الطفل لذلك يجب إخبار الطبيب أو الصيدلي إذا تغير وزن الطفل بشكل كبير خلال فترة العلاج الوقائي الطويل.
- يجب التقيد بمواعيد إعطاء المضاد الحيوي حتى لا يؤثر ذلك على فعالية العلاج.
- أغلب المضادات الحيوية يجب حفظها بالثلاجة ولمدة معينة تختلف من دواء لآخر(10 - 14 يوما). يجب التخلص منها بعد ذلك التاريخ. راجع ذلك مع الصيدلي.
- وفي الختام نذكر الوالدين بأن الاستخدام العشوائي للمضادات الحيوية لعلاج نزلات البرد أو أمراض الجهاز التنفسي في الأطفال من شأنه أن يؤثر على التوازن الحيوي لنمو البكتيريا الطبيعية الموجودة داخل الجسم وتكاثر البكتيريا الضارة وتمركزها في مناطق مختلفة من الجسم خصوصا الجهاز الهضمي والبولي وقد تكون أحد أسباب التهاب المسالك البولية.
المصدر: صحيفة الرياض