• ×
admin

العمليات القيصرية.. قد يقررها الطبيب حفاظاً على صحة الأم والجنين

العمليات القيصرية.. قد يقررها الطبيب حفاظاً على صحة الأم والجنين
إجراؤها دون سبب طبي مقنع يعتبر من الأخطاء الطبية

أ.د. محمد بن حسن عدار

يتساءل العديد من الناس عن اسباب تزايد عمليات الولادة القيصرية ومدى انتشارها على المستوى المحلي والعالمي ومدى المخاطر المترتبة من اجراء العمليات وكذلك يشكك العديد في مدى مصداقية ضرورتها وربما قد تكون نوع من الاستغلال المادي خصوصاً في القطاع الخاص او قد يكون السبب الارهاق او عدم التريث من قبل الاطباء وهذا الاعتقاد بشكل عام غير صحيح وقد يكون في بعض الحالات يتخد الطبيب قرار باجراء العملية وفيه نوع من التعجل ولكن يهدف فيه مصلحة الأم والجنين خوفاً من حدوث مضاعفات قد تؤثر على احدهم او عليهما معاً وقد يرى لو ان انتظر وحدثت مضاعفات قد يشعر بالذنب او ربما للمسألة الادارية والقضائية وهذا من لا يتمناه اي طبيب حتى يتفرغ لتأدية مهمته على اكمل وجه.

ان العمل في مجال التوليد عمل شاق ومزعج بدنياً ونفسياً للطبيبة والطبيب ولذلك نرى تقلصا في عدد الاطباء في هذا المجال وكذلك للاسف ضعف اقبال الطبيبات حديثات التخرج لهذا المجال لما فيه من مشقه وذلك بسبب بوجود البديل الاريح من التخصصات الاخرى وربما الدخل المادي الافضل

هنالك اسباب عديدة لتزايد العمليات القيصرية يجب معرفتها وهي تزايد الحمل عالي الخطورة ويقصد بالحمل عالي الخطورة هو الحمل المصاحب بالمشاكل الطبية التي اصبحت اكثر شيوعاً من ذي قبل في مجتمعنا وكذلك المجتمعات الاخرى مثل سكر الحمل وارتفاع ضغط الدم الشرياني وفقر الدم والمشيمة النازحة وامراض المناعة وامراض الدم وتزايد الحمل المتعدد أي التوائم نتيجة تزايد استخدام تقنيات المساعدة على الانجاب واطفال الانابيب بالاضافة الى تأخر سن الانجاب وكذلك تغير ثقافة بعض الامهات الحوامل وتفضيلهن للعمليات القيصرية لتخوفهن من الولادات الطبيعية وما قد يؤثر على المولود من نقص في الاكسجين وما قد يؤدي الى التخلف العقلي وحدوث الشلل الدماغي بالاضافة الى ما يتعرضن له اثناء الولادة من تشققات وتوسع مهبلي وسلس البول وهبوط الرحم في المستقبل.

ان نسبة العمليات القيصرية بشكل عام بحسب ما اصدرته منظمة الصحة العالمية تتراوح ما بين 10 الى 15٪ و تزايدت نسب العمليات القيصرية في الدول المتقدمة وخصوصاً في امريكا الشمالية حتى ان وصلت في كندا الى 22.5٪ من مجمل الولادات وتفيد التقارير ان نسبة الولادات بالعمليات القيصرية تزايدت في الولايات المتحدة منذ عام 1960 بنسبة 85٪ الى ان وصلت ما يقارب من 30٪ وتعتبر البرازيل من اكثر الدول في نسبة العمليات القيصرية حيث قد تصل الى 40٪ في المستشفيات العامة و80٪ في المستشفيات الخاصة. وتتراوح نسبة الولادة بالعمليات القيصرية ما بين 14 الى 18٪ من مجمل الولادات.

ان تاريخ العمليات القيصرية يعود الى تاريخ ماقبل الميلاد اي منذ آلاف السنين وكانت تجرى لإنقاد الاجنة في الامهات الموتى وذلك في العصر الروماني وحتى في الهند والصين واوال عملية قيصرية ناجحة لامرأة حية اجريت في سويسرا عام 1500م وحتى في عام 2000م في شهر مارس اجرت انيس رميرز عملية قيصرية لنفسها.

لا تخلو العمليات القيصرية مثل غيرها من العمليات الجراحية من مضاعفات مرضية ووفيات. ان نسبة الوفيات من العمليات القيصرية والولادات الطبيعية في العالم الغربي تناقصت بشكل كبير جداً ويعود السبب في ذلك الى التطور في مجال الطب وتحسن مهارات الاطباء وتوفر المضادات الحيوية وتحسن تقنية التخدير ووسائل المراقبة والمتابعة للمرضى بشكل عام. وقدرت نسبة الوفيات من العمليات القيصرية في الولايات المتحدة الامريكية ب 20 في المليون امرأة حامل وتعود اسباب الوفيات الى مشاكل مرضية في غالبها لا تتعلق بالجراحة نفسها وفي دراسة نشرتها مجلة رابطة الاطباء الكنديين في عام 2007م تفيد بان نسبة الوفيات والمضاعفات الخطيرة من العمليات القيصرية ضئيلة جداً بالمقارنة بالولادات المهبلية الطبيعية.

ان المضاعفات المحتملة من العمليات القيصرية اما ان تكون اثناء العملية مثل مشاكل التخدير والنزف واصابة الامعاء او المثانة او الاوردة والشرايين وهذه المضاعفات تناقصت بشكل كبير جداً وذلك بتحسن المهارات الجراحية وتوفر وسائل التخدير الحديثة الآمنة، اما المشاكل اللاحقة فقد يحدث التهابات وعدوى داخلية وخارجية والتصاقات داخلية، وكذلك حدوث الجلطات وهذه الامور يتوفر لها احتياطات وقائية لتفادي حدوثها.

ان قرار العملية القيصرية ليس من الامر السهل وخصوصاً ونحن نتكلم عن العمليات القيصرية الاسعافية وليس العمليات القيصرية الاختيارية المجدولة مسبقاً حيث ان قرار العمليات القيصرية الاسعافية يتعلق بحياة الأم او الجنين او بهما معاً وهذا ما جعل اتخاد القرار صعباً في بعض الحالات على الرغم من توفر الخبرة الجيدة لمعظم الاطباء. يجب على المريضة وزوجها اثناء فترة الحمل اختيار الطبيب والمكان المناسب من بداية الحمل و معرفة مسار تطور الحمل و ما قد ما يعترضة من مخاطر و المشاركة في اتخاد القرار و كذلك من حق المريض اخد رأي اخر وقبل ذلك يجب ان يكون هناك ثقة متبادلة.

ان اجراء العمليات القيصرية من دون وجود سبب طبي مقنع يعتبر من الاخطاء الطبية التي يعاقب عليها القانون اما الشك بشكل عام في مصداقية الطبيب وعدم الموافقة باجراء العملية القيصرية التي يقررها الطبيب للمحافظة على صحة الام والجنين قد تكون عواقبه وخيمة.

الرياض
بواسطة : admin
 0  0  867