الأرق.. عندما تتقلب في الفراش كعصفور في المقلاة
الأرق.. عندما تتقلب في الفراش كعصفور في المقلاة
د. أسامة أبو الرب
إذا كنت أمضيت ليلة أمس وأنت تصارع اليقظة محاولا الخلود إلى النوم من دون جدوى فأنت تعلم بالضبط ما الذي نتحدث عنه. فبينما تمضي الدقائق وربما الساعات تتحول عيناك إلى الحمرة، و تشعر أنك كلما سعيت للنوم أكثر راغبا به مقبلا عليه ابتعد هو عنك زاهدا بك مدبرا عنك، وكأن ما بينكما عشق من طرف واحد.
ويصف عميد الأدب العربي طه حسين فترة من حياته قد تجد فيها ما يشبه حالك فيما يتعلق بالنوم، فيقول في 'الأيام' إنه كان 'يصبح فلا يجد أمامه عملا ينفق فيه بياض النهار، ويمسي وقد ثقلت عليه الراحة، فلا يحس من التعب والجهد ما يغريه بالنوم أو يغري النوم به'.
والأرق هو حالة تتميز بصعوبة النوم، أو بصعوبة البقاء نائما، وهو ما يؤثر على حيوية الشخص ونشاطه، فتراه منهكا متعبا طوال النهار، مما قد يؤثر على انتاجيته في العمل، كما قد يؤدي لتراجع نوعية حياته ويعرضه لمخاطر صحية.
فالأمر هنا لا يتعلق بليلة صعبة يقضيها صاحبها وهو يتقلب ذات اليمين وذات الشمال، باسطا راحة كفه فوق البطانية تارة وتحت اللحاف تارة أخرى، بل هو ظرف قد يزيد من مخاطر تعرضك للأمراض، مثل الاكتئاب والقلق، وتراجع وضعف جهاز المناعة، كما يرفع من مخاطر إصابتك بزيادة الوزن والبدانة.
حوادث خطيرة
وتؤدي حالة الإرهاق المزمن التي يعيشها مريض الأرق إلى تباطؤ ردات فعله العصبية، وهذا ينعكس بشكل خطير أثناء قيادته للمركبات، مما قد يرفع احتمال تعرضه للحوادث المرورية، وما يعقبها من إصابة أو وفاة.
ويعتقد أيضا أن الأرق المزمن يزيد من مخاطر إصابتك بثلاثة أمراض رئيسية، وهي ارتفاع ضغط الدم والسكري وأمراض القلب. أما إذا كنت تعاني من أحدها فقد يزيد الأرق من صعوبة سيطرتك عليه وتعاملك معه.
وحتى نغري النوم بك ولا تعود علاقتك به حالة حب من طرف واحد، وترجع للنوم كطفل رضيع في مهده الدافئ، فإننا ننصحك بالتالي:
كن نشيطا في نهارك، فالحركة هي ما خلق جسمك له، وبالتالي فإنها تحسن صحتك وتساعدك على النوم ليلا، كما أنها تعمل على حمايتك من العديد من الأمراض، وتبقي السمنة بعيدة عنك.
إذا كنت تمارس الرياضة -وحري بك أن تفعل- فلا تجعلها آناء الليل، بل في بداية النهار. إذ إن ممارسة الرياضة قبل ساعة أو ساعتين من وقت النوم قد تدفع جسمك للتيقظ وبالتالي يصعب من تغلبك على الأرق. وربما ستجد أن أنسب وقت للرياضة هو في الصباح الباكر قبل ذهابك للعمل، كما أن هذه الفترة تجنبك الازدحام المسائي في ناديك الرياضي.
لا تأكل قبل النوم، فصحيح أن وجبة خفيفة للغاية قد تساعدك على الخلود للفراش، لكن تحميل جسمك بكمّ كبير من الطعام قد يبقيك مستيقظا ويبعد النوم عن جفونك.
إذا لم تستطع النوم فلا تذهب للثلاجة، فهي لا تتقن الغناء، وبالتالي لن تغني لك حتى تنام! والأرجح أن ما ستأكله في منتصف الليل سوف يجعلك تستيقظ منهكا في الصباح وكأن في بطنك الطوب.
قلل ما تأخذه من الكافيين أو امتنع عنه تماما، وامتنع عن التبغ ومنتجاته، فهذه جميعها منبهات قد تصعب عليك النوم. صحيح أن البعض يستطيعون شرب كوب من القهوة بطبقة كثيفة من الرغوة على وجهه ثم يغطسون في سابع نومة، لكن ذلك ربما لا ينطبق عليك.
إذا لم تكن قادرا على النوم فلا تجبر نفسك عليه، ولا تبدأ بعدّ الخراف إذ إنها قد تبدأ بالمأمأة وتزعجك بصوتها المرتفع! قم من الفراش واذهب إلى غرفة أخرى واقرأ مثلا. فكلما دفعت نفسك للنوم دفعا كلما دفعت الأخير بعيدا عنك.
قلل من تناول المشروبات قبل الخلود للفراش، فقد يؤدي ذلك لاستيقاظك في الليل للذهاب للحمام.
عندما يحين وقت النوم اغلق الهواتف ولا تسمح لأحد بإزعاجك، وإذا قال لك أحدهم في اليوم التالي إنه حاول الاتصال بك دون جدوى فاخبره أنك كنت لحظتها تأكل الفوشار وتشاهد الحلم الرابع!
إذا استمر الأرق فراجع الطبيب فورا، خاصة إذا كان مرتبطا بتغيرات في المزاج أو صعوبة في النهوض من الفراش صباحا، إذ قد يشير ذلك إلى مشاكل أخرى كالاكتئاب أو القلق.
الجزيرة
د. أسامة أبو الرب
إذا كنت أمضيت ليلة أمس وأنت تصارع اليقظة محاولا الخلود إلى النوم من دون جدوى فأنت تعلم بالضبط ما الذي نتحدث عنه. فبينما تمضي الدقائق وربما الساعات تتحول عيناك إلى الحمرة، و تشعر أنك كلما سعيت للنوم أكثر راغبا به مقبلا عليه ابتعد هو عنك زاهدا بك مدبرا عنك، وكأن ما بينكما عشق من طرف واحد.
ويصف عميد الأدب العربي طه حسين فترة من حياته قد تجد فيها ما يشبه حالك فيما يتعلق بالنوم، فيقول في 'الأيام' إنه كان 'يصبح فلا يجد أمامه عملا ينفق فيه بياض النهار، ويمسي وقد ثقلت عليه الراحة، فلا يحس من التعب والجهد ما يغريه بالنوم أو يغري النوم به'.
والأرق هو حالة تتميز بصعوبة النوم، أو بصعوبة البقاء نائما، وهو ما يؤثر على حيوية الشخص ونشاطه، فتراه منهكا متعبا طوال النهار، مما قد يؤثر على انتاجيته في العمل، كما قد يؤدي لتراجع نوعية حياته ويعرضه لمخاطر صحية.
فالأمر هنا لا يتعلق بليلة صعبة يقضيها صاحبها وهو يتقلب ذات اليمين وذات الشمال، باسطا راحة كفه فوق البطانية تارة وتحت اللحاف تارة أخرى، بل هو ظرف قد يزيد من مخاطر تعرضك للأمراض، مثل الاكتئاب والقلق، وتراجع وضعف جهاز المناعة، كما يرفع من مخاطر إصابتك بزيادة الوزن والبدانة.
حوادث خطيرة
وتؤدي حالة الإرهاق المزمن التي يعيشها مريض الأرق إلى تباطؤ ردات فعله العصبية، وهذا ينعكس بشكل خطير أثناء قيادته للمركبات، مما قد يرفع احتمال تعرضه للحوادث المرورية، وما يعقبها من إصابة أو وفاة.
ويعتقد أيضا أن الأرق المزمن يزيد من مخاطر إصابتك بثلاثة أمراض رئيسية، وهي ارتفاع ضغط الدم والسكري وأمراض القلب. أما إذا كنت تعاني من أحدها فقد يزيد الأرق من صعوبة سيطرتك عليه وتعاملك معه.
وحتى نغري النوم بك ولا تعود علاقتك به حالة حب من طرف واحد، وترجع للنوم كطفل رضيع في مهده الدافئ، فإننا ننصحك بالتالي:
كن نشيطا في نهارك، فالحركة هي ما خلق جسمك له، وبالتالي فإنها تحسن صحتك وتساعدك على النوم ليلا، كما أنها تعمل على حمايتك من العديد من الأمراض، وتبقي السمنة بعيدة عنك.
إذا كنت تمارس الرياضة -وحري بك أن تفعل- فلا تجعلها آناء الليل، بل في بداية النهار. إذ إن ممارسة الرياضة قبل ساعة أو ساعتين من وقت النوم قد تدفع جسمك للتيقظ وبالتالي يصعب من تغلبك على الأرق. وربما ستجد أن أنسب وقت للرياضة هو في الصباح الباكر قبل ذهابك للعمل، كما أن هذه الفترة تجنبك الازدحام المسائي في ناديك الرياضي.
لا تأكل قبل النوم، فصحيح أن وجبة خفيفة للغاية قد تساعدك على الخلود للفراش، لكن تحميل جسمك بكمّ كبير من الطعام قد يبقيك مستيقظا ويبعد النوم عن جفونك.
إذا لم تستطع النوم فلا تذهب للثلاجة، فهي لا تتقن الغناء، وبالتالي لن تغني لك حتى تنام! والأرجح أن ما ستأكله في منتصف الليل سوف يجعلك تستيقظ منهكا في الصباح وكأن في بطنك الطوب.
قلل ما تأخذه من الكافيين أو امتنع عنه تماما، وامتنع عن التبغ ومنتجاته، فهذه جميعها منبهات قد تصعب عليك النوم. صحيح أن البعض يستطيعون شرب كوب من القهوة بطبقة كثيفة من الرغوة على وجهه ثم يغطسون في سابع نومة، لكن ذلك ربما لا ينطبق عليك.
إذا لم تكن قادرا على النوم فلا تجبر نفسك عليه، ولا تبدأ بعدّ الخراف إذ إنها قد تبدأ بالمأمأة وتزعجك بصوتها المرتفع! قم من الفراش واذهب إلى غرفة أخرى واقرأ مثلا. فكلما دفعت نفسك للنوم دفعا كلما دفعت الأخير بعيدا عنك.
قلل من تناول المشروبات قبل الخلود للفراش، فقد يؤدي ذلك لاستيقاظك في الليل للذهاب للحمام.
عندما يحين وقت النوم اغلق الهواتف ولا تسمح لأحد بإزعاجك، وإذا قال لك أحدهم في اليوم التالي إنه حاول الاتصال بك دون جدوى فاخبره أنك كنت لحظتها تأكل الفوشار وتشاهد الحلم الرابع!
إذا استمر الأرق فراجع الطبيب فورا، خاصة إذا كان مرتبطا بتغيرات في المزاج أو صعوبة في النهوض من الفراش صباحا، إذ قد يشير ذلك إلى مشاكل أخرى كالاكتئاب أو القلق.
الجزيرة