• ×
admin

سرطان البروستات.. الأعراض والعلاج والوقاية

سرطان البروستات.. الأعراض والعلاج والوقاية

د. محمد أبو فارة

غدة البروستات أو الموثة هي غدة تناسلية ذكرية توجد أسفل البطن وتحيط بالإحليل في مكان خروجه من المثانة، وهي تشبه حبة الجوز في شكلها، وهي المسؤولة عن إنتاج السائل المنوي الذي يغذي الحيوانات المنوية. أما سرطان البروستات فهو من السرطانات الشائعة عند الرجال ويظهر عادة بعد سن الستين وتزيد نسبته بصورة كبيرة بعد سن الثمانين.

وتعتمد أعراض المرض على المرحلة التي يكون فيها السرطان، ففي المراحل الأولى التي يكون فيها المرض محصورا في حدود الغدة قد لا تكون الأعراض ظاهرة وهنا يصعب التشخيص. ومع تطور المرض وتقدمه تظهر لدى المريض مشاكل في التبول ناجمة عن الضغط الذي يشكله الورم السرطاني على المثانة أو على الإحليل، وهو الأنبوب الذي ينقل البول من المثانة.

وقد تشمل مشاكل التبول صعوبة في التبول، أو خروج البول بشكل متقطع، أو الشعور بعدم تفريغ المثانة بالكامل، أو ضعف تدفق البول. وقد تكون هذه الأعراض مشتركة مع اعتلالات أخرى في غدة البروستات مثل الالتهاب الحاد أو المزمن, وتضخم البروستات الحميد أو اعتلالات أخرى في الجهاز البولي.

ويمكن أن تترافق مع سرطان البروستات علامات أخرى، مثل ظهور دم في البول، أو ظهور دم في السائل المنوي، أو شعور بعدم الراحة في الحوض، أو تورم في الساقين (إذا كان منتشرا في العقد اللمفاوية المحيطة)، أو آلام في العظام والعمود الفقري، وظهور الكسور في العظام ( إذا ما وصل إلى العظم)، وهي المراحل المتقدمة للمرض.

الأسباب وعوامل الخطر
ليس معروفا حتى الآن السبب الحقيقي الدقيق الذي يؤدي إلى تكون وتطور سرطان البروستات، ولماذا تتصرف أنواعه بشكل مختلف بعضها عن بعض. ويرى الباحثون أن مزيجا من عدة عوامل مختلفة تعد مسؤولة عن تطور المرض وتشكل مفتاحا لفهمه، وتشمل هذه العوامل:

السن: فعند تجاوز سن الـ50 عاما يرتفع مستوى خطر الإصابة بسرطان البروستات.

الوراثة: إن وجود سرطان البروستات لدى أحد أفراد العائلة من الدرجة الأولى (مثل الأخ أو الأب)، يزيد من احتمالية الاصابة بسرطان البروستات، إذ تشير الدراسات إلى أن 5% إلى 10% من حالات سرطان البروستات هي لمن لديهم إصابات في نفس العائلة.

السلالة: تلعب السلالة أو العرق دورا في سرطان البروستات، إلا أنه جانبي، إذ إن سرطان البروستات منتشر في الغرب أكثر من دول الشرق، خاصة لدى أصحاب البشرة السوداء.

الهرمونات: يعد التوستسترون العامل الذي يلعب الدور الأهم في تكاثر خلايا البروستات، فبدونه لا يستطيع السرطان أن ينشأ. ويعني هذا أن الرجال الذين لا يفرز لديهم الهرمون لسبب ما (كاستئصال الخصية مثلا) لا يصابون بسرطان البروستات.

التغذية: لها أهمية في زيادة خطورة سرطان البروستات، إذ إن التغذية الغنية بالدهنيات والمفتقرة إلى الخضراوات والألياف تزيد من احتمال الإصابة بسرطان البروستات.

مضاعفات مرض سرطان البروستات
تكون المضاعفات عادة من نفس المرض بأثره النفسي والجسدي على المريض، وكذلك قد تكون نتيجة العلاج، ومنها: الاكتئاب وأوجاع الحوض المزمنة وصعوبات في التبول وفقدان السيطرة على عملية التبول، وضعف الأداء الجنسي أو العجز الجنسي التام، وانتشار السرطان إلى أماكن أخرى في الجسم وحدوث الكسور في العظام.

التشخيص
يتم التشخيص بعد أخذ التاريخ المرضي وإجراء الفحص السريري اللازم. كما يتم عادة الاستعانة بعدة فحوص منها:

الفحص بالاصبع للغدة عن طريق المستقيم بحيث تجس وتقييم الغدة ومدى التضخم بواسطة الطبيب.

فحص البول لاكتشاف أو نفي بعض العلامات التي تشير إلى وجود أي التهاب طارئ في الجهاز البولي.

فحص الكشف عن المستضد البروستاتي النوعي (PSA).

التصوير بالموجات الفوق صوتية.

أخذ خزعة من غدة البروستات وفحصها نسيجيا وهذا الفحص يثبت وجود السرطان ونوعه بشكل قطعي في الغدة.

وبعد التحقق من التشخيص بشأن الإصابة بسرطان البروستات يخضع المصاب لفحوص أخرى ليصنف المرض ومرحلته، فبناء على درجة انتشاره في الجسم يختار العلاج المناسب. وليتسنى ذلك يمكن إجراء الفحوص التالية:

مسح العظم.

التصوير الطبقي المحوري للجسم.

التصوير بالرنين المغناطيسي.

أخذ خزعة من العقد اللمفاوية المحيطة.

العلاج
إن علاج سرطان البروستات يختلف وفقا لمرحلة انتشار المرض. إذ يختلف بين الحالات الموضعية والحالات المنتشرة والمتقدمة، ويشمل:

العلاج الهرموني: وهو مجموعة من الأدوية هدفها خفض مستوى الهرمونات الذكرية، و يستخدم هذا العلاج في الحالات الموضعية المتقدمة أو في الحالات المنتشرة من سرطان البروستات.

العلاج الكيميائي: وهو علاج بأدوية تبطئ تكاثر الخلايا أو توقفه كليا. ويؤثر العلاج الكيميائي على الخلايا التي تتكاثر بسرعة (كخلايا السرطان) وتمكنّنا من علاج السرطان كليا أو جزئيا. إلا أن لهذه الأدوية أعراضا جانبية خاصة على الأنسجة التي تتكاثر خلاياها بسرعة كخلايا الدم والجهاز الهضمي وغيرها. ويستخدم العلاج الكيميائي في الحالات المتقدمة والمنتشرة، أو علاجا إضافيا للعمليات الجراحية في الحالات الموضعية.

المعالجة الجراحية: وهدف العمليات الجراحية هو استئصال الورم من البروستات، واستئصال النسيج الطبيعي المحيط به لتقليل احتمال انتكاسة مرض سرطان البروستات. والعملية الجراحية الأبرز هي استئصال البروستات كليا وجذريا.

العلاج بالأشعة: ويعني توجيه أشعة سينية عالية الطاقة إلى العضو المصاب بالسرطان، مما يؤدي إلى الإضرار بالخلايا السرطانية، وبالتالي يسبب موتها. كما أن العلاج بالأشعة يمنع خلايا السرطان من الانتشار.

متابعة سرطان البروستات
من المهم متابعة حالات سرطان البروستات عن كثب، نظرا لإمكانية حدوث الانتكاسات في حالة المرض. بالاضافة إلى ذلك فإن سرطان البروستات الموضعي قد لا يحتاج لعلاج وعندها تكمن فائدة المتابعة كخيار لعلاج سرطان البروستات الموضعي في كون سرطان البروستات أحيانا بطيء النمو، أي أن الحالات من سرطان البروستات من الدرجة المنخفضة، التي تظهر لدى المرضى كبار السن قد لا تحتاج لأكثر من متابعة حالة المرض، لأن الأعراض الجانبية التي قد تسببها العلاجات كالجراحة والأشعة، أكثر من أعراض السرطان نفسه.

وتتم متابعة مريض سرطان البروستات مرة كل ثلاثة أشهر، وتتخللها فحصا جسديا، واختبار الدم للأجسام المضادة للنسيج البروستاتي النوعي، والخزعة في بعض الأحيان. أما إذا أثبتت الاختبارات أن سرطان البروستات قد تقدم أو ظهر فيمكن البدء بعلاجه.

الوقاية من سرطان البروستات
لا يمكن منع الإصابة بسرطان البروستات، ولكن يمكن اتخاذ عدة تدابير للحد من خطر الإصابة بسرطان البروستات، أو الحد من تطوره إذا كان قد تكوّن فعلا، وذلك عبر:

التغذية الصحية وذلك بشرب كميات وافره من الماء والابتعاد عن الخمر والمشروبات الغازية.

والإكثار من الخضروات والألياف.

ممارسة الرياضة، وذلك لضمان سلاسة تدفق الدم إلى جميع أعضاء الحوض.

تجنب التعرض للبرد الشديد.

إجراء فحص الكشف عن المستضد البروستاتي النوعي (PSA) دوريا ابتداء من سن 50 ومن سن 45 للرجال الذين لديهم عوامل خطورة.

الجزيرة
بواسطة : admin
 0  0  1207