التشوهات الخلقية بالأذن
التشوهات الخلقية بالأذن
Congenital abnormalities of the Ear
Congenital abnormalities of the Ear
د. عبد العزيز عاشور
يقول الله سبحانه وتعالى في سورة الإنسان: (إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعاً بصيراً).
تطور خلق الأذن: في نهايه الأسبوع الثالث من الحمل يظهر على سطح الجنين البدائي (المضغه) تورم أو انتفاخ على جانبي الجزء الأعلى من منطقه الرأس مستقبلاً - ويأخذ هذا الجزء في التطور المفصل والدقيق والمتنوع بحيث يكون في نهايه الشهر الثالث الأذن الداخلية المتكاملة والتي تتكون من القوقعة المسؤولة عن السمع،العصب السمعي والقنوات الهلالية مع كيسين صغيرين وعصب التوازن والتي تكون معاً جهاز التوازن والمسؤول عن توازن الجسم في المحيط المغناطيس الأرضي وفي الجاذبية الأرضية .
وفي نفس الوقت أو بعده بقليل أي مع نهاية الأسبوع الرابع وقريباً من مكان الأذن الداخلية تظهر هناك حفرة عميقة على شكل رقم ثمانية على جانبي الرأس مستقبلاً- تبدأ الخلايا في قاع هذه الحفرة رويداً رويداً في التطور والتنوع بحيث يكونون في نهايه الشهر الثالث الأذن الوسطى والتي تتكون عادةً من العظيمات السمعية ، الطبلة وقناة إستاكيو.
بعد بدايه تكوين الأذن الوسطى بأسابيع قليلة يبدأ تكوين الأذن الخارجية من أنسجة مختلفة وبطريقة إلاهية معقدة بحيث يتم التكوين في نهايه الشهر الثالث كذلك.
إذا يبدأ تكوين الأذن ككل في وقت مبكر جداً قبل تكوين أي حاسة أوعضو آخر ويكتمل تماماً وظيفياً في نهاية الشهر الثالث.
♦ ماهي الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى خلل في عملية التطور وتظهر على الطفل على هيئةإعاقة في الوظيفة أو الشكل أو كليهما معاً ؟
هناك أسباب كثيرة لا حصر لها يمكن أن تؤدي إلى خلل في هذا التطور الرباني وخاصة خلال الأشهر الثلاث الأول ( فترة التطور).
ولكن دعنا نركز على أهم هذه الأسباب التي تؤثر على الجنين:
أ) - أسباب وراثية :
- والذي يحصل عادةً عند الزواج من الأقارب عندما يكون أحد الأبوين أو كليهما حاملا لمثل هذه الأمراض أو أن يكون هذا موجوداً في العائلة ويكون مختفياً ولكن يظهر عند توافر الظروف المناسبة.
- جزء من أمراض خلقية معروفة .
- نقص في هرمونات الغدة الدرقية .
ب) أسباب مكتسبة عن طريق :
- عقاقير وخاصة المهدئة والمنومة ومضادات حيوية تؤخذ كثيراً في علاج مرض الدرن وهناك قائمة معروفة بهذه الأدوية.
- الإشعاع الذري بأنواعه المختلفة .
- أشعه x التشخيصية.
- أمراض السكر .
- التدخين .
- الحمل في سن متقدم .
- نقص فى المناعة المكتسبة مثل مرض الأيدز وغيره.
- التهابات فيروسيه أثناء فترة الحمل كأ لحصبة الألمانية.
♦ماهي الأضرار التي يمكن أن تحصل للأذن نتيجة الأسباب أعلاه خلال مرحلة التطور؟
كل جزء من الأجزاء الثلاث التي ذكرناها ( الداخليه والوسطى والخارجية) يمكن أن يصاب بضرر منفصل أو مجتمع ، بل أنه من الممكن أن يصاب جزء صغير من الثلاثة أجزاء الرئيسيه بل من الممكن ومن العجيب أن تجد تشوهات مكونة من أجزاء متنوعة متكاملة وغير متكاملة ويمكن أن تجد الخلل وظيفياً أو ظاهراً أو كليهما معاً ، وكثيراً ما نرى تشوهات بالأذن مصحوبة مع تشوهات في أجزاء أو أعضاء أخرى من الجسم كالقلب أو الكلى أو غيره- سبحان الله هوالخلاق العظيم .
والأمراض الأكثر شيوعاً في الأذن: فقدان صيوان الأذن كاملاً ،أو عدم تشكيله ، إنسداد القناة الخارجية وعادة تكون مع تشوه صيوان الأذن ،فقدان تكوين الأذن الداخلية أو الوسطى أو بعض العظيمات السمعية ألخ.
كيفية التشخيص:
يتم التشخيص عادةً بناءً على قصة المرض وخاصة من الأم - والتي تشمل فترة الحمل وكيف كانت ،و فترة الولادة وما بعدها ،كذلك تشمل القرابة بين الزوجين والحاله الصحية للوالدين قبل وأثناء فترة الحمل - ما مر به الطفل بعد الولادة من أمراض وتطعيمات أو حوادث ، بعد ذلك يتم فحص المريض بكل دقه من قبل الطبيب المختص في هذا الحقل الدقيق بالفحص اليدوي أو بوسائل أخرى كالأشعة المختلفة والمناظير وغير ذلك من وسائل التشخيص المتطورة.
♦ العلاج : عادة ما يكون العلاج ذا شقين :
أ- تجميلي بحت.
ب- وظيفي بحت ( وهو الأهم )لإصلاح السمع وخاصة في هذه المرحلة الحرجة, مرحله التعليم وتطور النطق والكلام . وعادة ما يكون كليهما معاً وهو الأفضل ولكن ليس دائما ممكن ويجب أن يتم ذلك عن طريق جراح ذي خبرة مميزة في هذا المجال .
♦ الوقاية :
تقول الحكمة الوقاية خير من ألف علاج - كيف)؟!
أ- التحري عند الزواج من الأقارب إذا ولابد بألا يكون الزوج أو الزوجة حاملا لأي أمراض وراثية والأفضل طبعاً عدم الزواج من الأقارب - فهو على أي حال ليس مستحبا شرعا.
ب- على الأم أن لا تتعاطى أي أدوية مهما كان نوعها أثناء فترة الحمل وخاصة خلال الأشهر الأول من الحمل .
ج- عدم التعرض لجميع ما يضر بالجنين خلال فترة الحمل مثل أشعه إكس وغيرها.
د- عدم التعرض لأي إصابات أثناء الحمل ( ضرب أو سقوط ).
ھ- إذا كانت الوالدة تعاني من أي أمراض وخاصة السكر فعليها أن تعالج مسبقاً وقبل فترة الحمل من هذه الأمراض على يد طبيب أخصائي في هذه الأمراض وبالتنسيق مع طبيب النساء والولادة.
و- رعاية تامة من الطبيب المختص قبل التخطيط للحمل وأثناء فترة الحمل وما بعد فترة الحمل .
ز- رعاية تامة للمولود من قبل أخصائي الأطفال من بعد الولادة وإلى نهاية فتر الطفولة.
ي- بهذه الرعاية الجيدة يمكن الرصد المبكر لأي مشكلة تظهر على الطفل وعلاجها في الوقت المناسب في المكان المناسب ومن الطبيب المناسب .
لا أراكم الله مكروها ومتعكم بأطفال أصحاء إن شاء الله .
المصدر: صحيفة اليوم