غنى النفس والخُلق
غنى النفس والخُلق
إبراهيم إسماعيل كتبي
انتهى موسم الحج ولله الحمد بنجاح، وأدى ضيوف الرحمن مناسكهم في أجواء مفعمة بالأمن واليسر والطمأنينة. فمن نعم الله على عباده المسلمين هذه الأبواب المشرعة للخيرات والطاعات والتوبة والمغفرة والمثوبة وتثبيت الإيمان بأركان الإسلام الخمسة، وتجديده بالصلوات الخمس والسنن والنوافل، والجمعة إلى الجمعة، ومن رمضان إلى رمضان، والحج لمن استطاع إليه سبيلا، وكل مواسم الفوز ومداومة التسبيح والاستغفار في كل وقت. وما أعظم الثبات وفوز أولي العزم عليه، وجهاد النفس وهو الجهاد الأكبر كما أخبرنا المصطفى صلى الله عليه وسلم، وقول الحق تبارك وتعالى (وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور).
ما أجمل الصبر على المكاره وما أعظم الانتصار على المعاصي. وفي المقابل ما أهون النفس عندما تنزلق إلى حبائل الشيطان، والاستهانة بالصغائر التي تأكل في عزائم الإنسان وحسناته وأخلاقه ومبادئه كما تأكل النار الحطب، حتى يصبح مفلسا منها ولا ينفعه حينئذ حطام الدنيا في شيء مهما اكتنز منه، فكما قال الحق سبحانه (والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير مردا) وهذا يحتاج إلى الثبات على الحق والتخلق بأخلاق الإسلام السمح.
هذا هو التحدي الأعظم للنفس ومغالبة هواها عندما تكون في لحظة اختبار حقيقي، ولو بزلات اللسان، وما أكثرها منا نحن البشر في الحياة الاجتماعية، فلا ينجو من شر اللسان إلا من قيده بلجام الشرع، فيكفه عن كل ما يخشى عاقبته في الدنيا والآخرة، وكما ورد في الحديث الشريف «وهل يكب الناس في النار على وجوههم، أو على مناخرهم، إلا حصائد ألسنتهم» وعنه صلى الله عليه وسلم «إنك لن تزال سالما ما سكت، فإذا تكلمت كتب لك أو عليك».
لقد أصبح التهاون في آفات اللسان أمرا عاديا، عندما يسيء المرء إلى الغير ويخوض في سمعتهم وأعراضهم، ليس فقط المجالس الاجتماعية، بل طفحت الشبكة العنكبوتية بتلك الرذائل التي لا تصدر إلا عن نفوس مريضة أو جاهلة أو متجاهلة ومستهينة بأخلاق وآداب الإسلام والقيم الإنسانية، والمؤسف أن تصدر تحت عنوان الرأي وحرية النقد والتعبير. وهذا يعيدنا إلى أصل القضية ومفتاحها، وهي صفات (أولي العزم) لندعو بدعاء نبينا الكريم صلوات الله وسلامه عليه: (اللهم إني أسألك الثبات في الأمر، والعزيمة على الرشد).
صحيفة عكاظ
إبراهيم إسماعيل كتبي
انتهى موسم الحج ولله الحمد بنجاح، وأدى ضيوف الرحمن مناسكهم في أجواء مفعمة بالأمن واليسر والطمأنينة. فمن نعم الله على عباده المسلمين هذه الأبواب المشرعة للخيرات والطاعات والتوبة والمغفرة والمثوبة وتثبيت الإيمان بأركان الإسلام الخمسة، وتجديده بالصلوات الخمس والسنن والنوافل، والجمعة إلى الجمعة، ومن رمضان إلى رمضان، والحج لمن استطاع إليه سبيلا، وكل مواسم الفوز ومداومة التسبيح والاستغفار في كل وقت. وما أعظم الثبات وفوز أولي العزم عليه، وجهاد النفس وهو الجهاد الأكبر كما أخبرنا المصطفى صلى الله عليه وسلم، وقول الحق تبارك وتعالى (وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور).
ما أجمل الصبر على المكاره وما أعظم الانتصار على المعاصي. وفي المقابل ما أهون النفس عندما تنزلق إلى حبائل الشيطان، والاستهانة بالصغائر التي تأكل في عزائم الإنسان وحسناته وأخلاقه ومبادئه كما تأكل النار الحطب، حتى يصبح مفلسا منها ولا ينفعه حينئذ حطام الدنيا في شيء مهما اكتنز منه، فكما قال الحق سبحانه (والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير مردا) وهذا يحتاج إلى الثبات على الحق والتخلق بأخلاق الإسلام السمح.
هذا هو التحدي الأعظم للنفس ومغالبة هواها عندما تكون في لحظة اختبار حقيقي، ولو بزلات اللسان، وما أكثرها منا نحن البشر في الحياة الاجتماعية، فلا ينجو من شر اللسان إلا من قيده بلجام الشرع، فيكفه عن كل ما يخشى عاقبته في الدنيا والآخرة، وكما ورد في الحديث الشريف «وهل يكب الناس في النار على وجوههم، أو على مناخرهم، إلا حصائد ألسنتهم» وعنه صلى الله عليه وسلم «إنك لن تزال سالما ما سكت، فإذا تكلمت كتب لك أو عليك».
لقد أصبح التهاون في آفات اللسان أمرا عاديا، عندما يسيء المرء إلى الغير ويخوض في سمعتهم وأعراضهم، ليس فقط المجالس الاجتماعية، بل طفحت الشبكة العنكبوتية بتلك الرذائل التي لا تصدر إلا عن نفوس مريضة أو جاهلة أو متجاهلة ومستهينة بأخلاق وآداب الإسلام والقيم الإنسانية، والمؤسف أن تصدر تحت عنوان الرأي وحرية النقد والتعبير. وهذا يعيدنا إلى أصل القضية ومفتاحها، وهي صفات (أولي العزم) لندعو بدعاء نبينا الكريم صلوات الله وسلامه عليه: (اللهم إني أسألك الثبات في الأمر، والعزيمة على الرشد).
صحيفة عكاظ