• ×
admin

النوم عند النساء والرجال

النوم عند النساء والرجال

د. محمد جميل

يسمح النوم لجسدك بإعادة شحن نفسه والتحضير لليوم التالي، ويمكّنك النوم الجيد من الشعور والتفكير والأداء بشكل أفضل كما يتيح لك فرصة توسيع وقتك وطاقتك خلال اليوم، وأفضل طريقة لتحقيق كل ما ترغب به هي التأكد من حصولك على قدر كافٍ من النوم الذي يحتاج إليه جسدك.

في الواقع، يعد النوم أكثر نشاطات يومك أهمية، وكلما استثمرت وقتاً أكثر في النوم، كان عائدك أكبر في كل شيء تنجزه من حولك.

بالنسبة للكثير من الرجال، النوم مجرد شيء في أسفل القائمة يجب إنجازه خلال اليوم، وهو بالنسبة لهم وقت مُهدر يمنعهم من انجاز أي عمل. هذه الأفكار الخاطئة تمنع الرجل من الاستفادة من القدرات الهائلة التي يوفرها النوم لعقله وجسده.

ويمكن أن يتطلب عمل الرجل الكثير من وقته مما قد لا يترك له مجالاً كافياً للنوم، ولتتمكن من مواصلة التقدم قد تشعر بالحاجة للعمل ساعات إضافية في الليل والذهاب للعمل حتى في عطل نهاية الأسبوع أو أن تكون أول الواصلين للعمل صباحاً، كما أن زحام المرور قد يقتطع المزيد من وقتك.

قد يستهلك عملك المزيد من وقتك حتى عندما تكون بعيداً عنه، فقد يكون لديك أعمال مكتبية يتعين عليك إنجازها في المنزل، وقد لا يتوقف جهازك النقال عن الرنين، أو قد تحتاج للاطلاع على بريدك الإلكتروني بشكل مستمر، وبذلك يمضي وقتك سريعاً وتتجاوز الوقت الاعتيادي للنوم دون أن تحس بذلك.

يمكن لضغط العمل أن يؤثر على نمط نومك أيضاً، فقد تكون كل ليلة مليئة بالقلق والتفكير حول ما سيحدث في الغد، جسدك يرغب في الراحة إلا أن دماغك لا يتوقف عن الدوران.

وكنتيجة لذلك تتقلب في فراشك حتى وقت متأخر من الليل، ومع أنك قد تغفو بسرعة إلا أنك تستيقظ في منتصف الليل ولا تستطيع العودة للنوم مجدداً، وقبل أن يمضي وقت طويل يخبرك المنبه أنه حان الوقت لبدء يومك الجديد.

يجب أن تبذل قصارى جهدك لتبقي عملك في مكتبك، حاول جاهداً أن لا تأخذ عملك معك للمنزل، فأنت بحاجة للابتعاد عن العمل لتمنح جسدك ودماغك الوقت الكافي للاسترخاء. ضع حدوداً وحافظ على وقتك الخاص.

الحياة مليئة بالتغيرات التي يمكن أن تؤثر على كيفية نومك، تتوقع بعض هذه التغيّرات إلا أن بعضها يباغتك فجأة. والتغيرات السلبية تُسبب اضطراب نومك، وتؤثر التغيرات الإيجابية عليك أيضاً، فالتغيرات الجيدة كالزواج، أو أن تُرزق بمولود جديد، والبدء في عمل جديد، والانتقال، فهي تجلب الإثارة إلا أنها تجلب أيضاً مهام جديدة وضغوطاً قد تمنعك من النوم أثناء الليل.

ويمكن أن تتسبب التغيرات السلبية في معاناتك من مشاعر الاكتئاب، كفقدان عزيز أو فقدان عملك، والطلاق، التعرض لحادث مروري، والإصابة بمرض شديد، والتورط في قضية قانونية والاستثمار السيئ.

وبالنسبة للكثير من الرجال يكون الأمر بطيئاً جداً بحيث لا يدركون أنهم يعانون من الاكتئاب، وبمرور الوقت يمكن أن يزداد الأمر سوءاً إلى درجة يصبح معها اليأس جزءاً طبيعياً من حياتهم.

يمكن للاكتئاب أن يؤثر بشدة على نمط نومك، فقد تستلقي في السرير وتتقلب حتى وقت متأخر من الليل، كما يمكن أن تنام لوقت طويل بدون دافع للنهوض من سريرك.

ونتيجة لتدهور النوم، يتوقف الرجال بمرور الوقت عن العناية بأجسادهم بطرق أخرى، كالتوقف عن تناول الطعام أو ممارسة التمارين الرياضية بانتظام أو إساءة استخدام الكحول أو العقاقير، وبشكل عام قد يفقدون اهتمامهم ورغبتهم في ممارسة النشاطات الطبيعية في حياتهم اليومية.

يميل الرجال إلى كتمان مشاعر الاكتئاب هذه في داخلهم فهم لا يتعاملون معها بشكل علني غالباً، وفي بعض الحالات تنفجر هذه المشاعر في أحد الأيام على شكل نوبة عنف.

يُحوّل الرجال الذين يعانون من الاكتئاب هذا العنف على أنفسهم، وتُظهر الإحصاءات أن الرجال أكثر عرضة للانتحار من النساء ب 4 مرات.

يقاوم الكثير من الرجال طلب العون من الاختصاصي فهم يخشون من أن يظن الآخرون فيهم ظناً سيئاً، وهم بحاجة لأن يفهموا أن هذه المشاعر طبيعية تماماً إلا أنها بالرغم من كونها طبيعية يمكن أن تشكل خطراً على حياتهم.

إذا كنت تعاني من مشاعر الاكتئاب، ابدأ على الأقل في الحديث مع شريكك أو صديقك أو طبيبك أو شخص تثق به. يمكن لأي منهم أن يُساعدك على اتخاذ قرار حول ما إذا كنت تحتاج لمساعدة مستشار أم لا، لا تحارب في هذه المعركة وحيداً.

ويلعب النوم دوراً هاماً في صحة النساء وعافيتهن، فالنوم الكافي يؤدي إلى تحسين جودة الحياة بشكل عام، لكنك كامرأة تواجهين عدة معوقات قد تخل بنومك وتزعجه وتجاوز تلك التحديات سوف يساعدك على الشعور بالنشاط والارتياح يومياً.

يعتقد الخبراء أن معظم الرجال والنساء يحتاجون ما بين 7 8 ساعات من النوم كل ليلة، ولكن هناك فوارق عديدة في كيفية نوم الرجال والنساء حيث تميل النساء بشكل عام إلى النوم لمدة أطول وفي وقت أبكر من الرجال، كما أن نوم النساء عادة ما يكون أخف وسهل التقطع وهن أكثر عرضة لعدم الشعور بالنشاط حتى لو نامت الليل كله.

تستخدم النساء تعبيرات مختلفة عن الرجال في وصف مشاكل النوم، فمن النادر أن تقول السيدة انها تشعر بالنعاس خلال اليوم وإنما تقول إنها تشعر بالتعب أو عدم الارتياح أو الإرهاق، وتعكس تلك التعبيرات الشعور بالتعب الجسدي أو الذهني، وقد تقول السيدة أيضاً إنها تشعر بقلة النشاط والحيوية بشكل عام.

هناك عوامل متعددة قد تؤثر على كيفية نوم النساء، وبعض تلك العوامل يتغير مع الوقت، فعلى سبيل المثال الشعور الزائد بالنعاس خلال النهار أكثر شيوعاً لدى النساء في العشرينيات والثلاثينيات من عمرهن، بينما النساء الأكبر سناً يتأقلمن بشكل أفضل مع قلة النوم، ونعزو هذا الاختلاف إلى الالتزامات العديدة التي لا تترك للفتاة وقتاً كافياً للنوم.

الأمهات العاملات بشكل خاص يجب عليهن الموازنة بين متطلبات وظائفهن وأسرهن وصديقاتهن واحتياجاتهن الصحية الشخصية، وبالرغم من ذلك هناك دراسة حديثة مشجعة بالنسبة للأمهات أظهرت أن وجود الأطفال لا يزيد من احتمال شعور الأم بالنعاس أو الإرهاق خلال النهار.

الرياض
بواسطة : admin
 0  0  980