الخمر.. سُمّ يُشرب وعقل يُسلب وصحة تذهب
الخمر.. سُمّ يُشرب وعقل يُسلب وصحة تذهب
د. أسامة أبو الرب
الخمر مشروب يحتوي على الكحول الذي يعرف علميا باسم الإيثانول، وتُصنع من العديد من الأغذية مثل العنب والشعير وغيرهما، ويشمل تصنيعها عدة طرق مثل التخمير والتقطير. وللخمر آثار صحية مدمرة للجسم على المدى القصير والطويل، وتؤثر على حياة الشخص الاجتماعية، كما لها عواقب وخيمة على المجتمعات.
يقول البعض إن الخمر ثالثة المشروبات استهلاكا في العالم بعد الماء والشاي، ولكن هذا الادعاء حتى لو صح لا يعني أنها مفيدة أو أن شربها شيء مفيد للصحة. فالتدخين واستهلاك التبغ أيضا من العادات الشائعة، ولكن ذلك لا يعني أن نقدم السجائر للطفل ساعة مولده ليشارك في العادة السائدة!
جدل حول التسمية
تسمّي العرب المشروبات الكحولية بالخمر وذلك من الستر، لأن الخمر تستر عقل شاربها وتحجب عنه الحقيقة، مما يقوده إلى التفكير بطريقة خاطئة ويدفعه للقيام بأمور يندم عليها لاحقا وقد تصل إلى الجرائم.
ويطلق البعض على الخمر اسم المشروبات الروحية، ولكنها سمية تعرضت لانتقادات حادة، إذ إنها تعطي الخمر وصفا قد يشجع شاربيه ويفهمهم أن الشعور الذي يحسه المخمور يسمو بروحه ويدفعه لرؤية الأمور بشكل مختلف، ولكن ذلك تضليل وخداع، فشرب الخمر يؤذي الجسد ويضلل البصيرة ويعمي الشخص عن الحكم على الأشياء بطريقة صائبة.
وتشمل آثار الخمر عواقب لحظية يشعر بها الشخص ساعة شربه، وأخرى متأخرة تنتج عن تراكم تأثير الخمر في جسمه. كما توجد عواقب على الأجنة في بطون أمهاتهم والمجتمعات والأمم.
الآثار الصحية للخمر على الشخص نفسه على المدى القصير
التأثير على المخ ومسارات التواصل العصبية، مما يؤدي إلى إعاقة القدرة على الحكم على الأمور.
عدم القدرة على تنسيق حركات الجسم مثل المشي أو القيادة.
الاضطراب.
صعوبة التركيز.
التلعثم في الكلام.
تراجع الرادع، إذ قد يكسر المخمور القوانين ويسرق أو يرتكب الأمور المحرمة.
الإسراف في الخمر قد يؤدي إلى صعوبات في التنفس.
الغيبوبة.
الموت نتيجة الإفراط في الكحول.
الآثار الصحية على الشخص نفسه في المدى الطويل
تشير المؤسسات الوطنية للصحة في الولايات المتحدة إلى أن الخمر يؤثر على النسيج الدماغي وقد يؤدي إلى انكماشه.
صعوبات في الذاكرة.
بطء في التفكير.
تغييرات في المزاج والسلوك كالاكتئاب.
زيادة مخاطر اعتلال عضلة القلب.
اضطرابات نبضات القلب.
ارتفاع ضغط الدم.
السكتة الدماغية.
تغيرات دهنية في الكبد، مما قد يقود إلى التهاب الكبد وتندبه، وفي بعض الحالات حدوث فشل في الكبد.
التهاب الكبد الكحولي.
تشمع الكبد.
سرطان الكبد.
التهاب البنكرياس.
سرطان الفم.
سرطان الحلق.
سرطان المريء.
سرطان الثدي.
إضعاف جهاز المناعة مما يزيد من احتمالية إصابة الشخص بالأمراض مثل التهابات الرئة.
على وليد الأم الحامل
شرب المرأة الحامل للخمر يرتبط بإصابة الوليد بمجموعة من الاضطرابات والأمراض التي تسمى طيف اضطرابات الجنين الكحولية (Fetal Alcohol Spectrum Disorders) التي قد تؤدي إلى الأعراض والمضاعفات التالية لدى الوليد والتي تدوم معه حتى آخر عمره:
خصائص خلقية معينة مثل عيون صغيرة وأنف قصير وشفة علوية دقيقة.
تشوهات في المفاصل والأطراف والأصابع.
مشاكل في البصر.
صعوبات في السمع.
مشاكل في النمو.
محيط رأس صغير.
دماغ الوليد قد يكون حجمه أقل.
صعوبات في التعلم.
تخلف عقلي.
عيوب في القلب.
صعوبات في التنسيق الحركي.
مشاكل في السيطرة على العواطف.
صعوبات في المدرسة والوظيفة والعمل.
مشاكل في التواصل الاجتماعي.
المصابون بهذه الاضطرابات عادة ما يتخذون قرارات خاطئة، إذ يثقون بالأشخاص الخاطئين -أي يتم استغلالهم بسهولة- ويكررون نفس الأخطاء، ولا يفهمون عواقب أعمالهم.
آثار الخمر على المجتمع
زيادة مخاطر الحوادث المرورية.
ارتفاع مخاطر أعمال القتل والانتحار.
السلوك العنيف والخطر من الأفراد.
تكلفة الرعاية الصحية نتيجة الأمراض التي تؤدي إليها الخمر.
كلفة وجهد الرعاية الخاصة التي يتطلبها الأطفال المصابون بأحد اضطرابات الجنين الكحولية.
هل للخمر منافع؟
يوجد جدل حول فائدة محتملة للخمر على صحة القلب، إذ تزعم دراسات أن الاستهلاك المتوسط للكحول قد يقلل مخاطر الإصابة بأمراض القلب التاجية. ولكن هذه الادعاءات تواجه بهجوم حاد، إذ يقول معارضوها إن هذه المزاعم حتى لو صحّت فإنها تتلاشى مقارنة مع العواقب والمضاعفات الخطيرة للخمر على الجسم وصحة الأجنة والمجتمع.
كما أن المشكلة المتعلقة في هذه التوصيات أنها لا تضمن أن الشخص لن يسرف في تناول الخمر ويتخطى المعدل المتوسط منه، خاصة مع حقيقة أن تعاطي الخمر قد يقود إلى مشاكل الإدمان. بالإضافة إلى أن شرب الخمر -حتى لو ساعد القلب- يؤذي أعضاء الجسم الأخرى كالدماغ والكبد والبنكرياس وحتى القلب نفسه وغيره من أعضاء.
وعليه فلو كان للخمر 'منافع للناس' فإن 'إثمها' وجرائمها أكبر بكثير من نفعها. ويحسم الجدل حول الموضوع أن المؤسسات الوطنية للصحة ترفض أن يبدأ الشخص الذي لا يشرب الكحول شرب الخمر حتى يفيد قلبه، وتشدد على أن هذه المعطيات التي يقولها الباحثون لا تعني أبدا دعوة الناس إلى شرب الخمر.
الجزيرة
د. أسامة أبو الرب
الخمر مشروب يحتوي على الكحول الذي يعرف علميا باسم الإيثانول، وتُصنع من العديد من الأغذية مثل العنب والشعير وغيرهما، ويشمل تصنيعها عدة طرق مثل التخمير والتقطير. وللخمر آثار صحية مدمرة للجسم على المدى القصير والطويل، وتؤثر على حياة الشخص الاجتماعية، كما لها عواقب وخيمة على المجتمعات.
يقول البعض إن الخمر ثالثة المشروبات استهلاكا في العالم بعد الماء والشاي، ولكن هذا الادعاء حتى لو صح لا يعني أنها مفيدة أو أن شربها شيء مفيد للصحة. فالتدخين واستهلاك التبغ أيضا من العادات الشائعة، ولكن ذلك لا يعني أن نقدم السجائر للطفل ساعة مولده ليشارك في العادة السائدة!
جدل حول التسمية
تسمّي العرب المشروبات الكحولية بالخمر وذلك من الستر، لأن الخمر تستر عقل شاربها وتحجب عنه الحقيقة، مما يقوده إلى التفكير بطريقة خاطئة ويدفعه للقيام بأمور يندم عليها لاحقا وقد تصل إلى الجرائم.
ويطلق البعض على الخمر اسم المشروبات الروحية، ولكنها سمية تعرضت لانتقادات حادة، إذ إنها تعطي الخمر وصفا قد يشجع شاربيه ويفهمهم أن الشعور الذي يحسه المخمور يسمو بروحه ويدفعه لرؤية الأمور بشكل مختلف، ولكن ذلك تضليل وخداع، فشرب الخمر يؤذي الجسد ويضلل البصيرة ويعمي الشخص عن الحكم على الأشياء بطريقة صائبة.
وتشمل آثار الخمر عواقب لحظية يشعر بها الشخص ساعة شربه، وأخرى متأخرة تنتج عن تراكم تأثير الخمر في جسمه. كما توجد عواقب على الأجنة في بطون أمهاتهم والمجتمعات والأمم.
الآثار الصحية للخمر على الشخص نفسه على المدى القصير
التأثير على المخ ومسارات التواصل العصبية، مما يؤدي إلى إعاقة القدرة على الحكم على الأمور.
عدم القدرة على تنسيق حركات الجسم مثل المشي أو القيادة.
الاضطراب.
صعوبة التركيز.
التلعثم في الكلام.
تراجع الرادع، إذ قد يكسر المخمور القوانين ويسرق أو يرتكب الأمور المحرمة.
الإسراف في الخمر قد يؤدي إلى صعوبات في التنفس.
الغيبوبة.
الموت نتيجة الإفراط في الكحول.
الآثار الصحية على الشخص نفسه في المدى الطويل
تشير المؤسسات الوطنية للصحة في الولايات المتحدة إلى أن الخمر يؤثر على النسيج الدماغي وقد يؤدي إلى انكماشه.
صعوبات في الذاكرة.
بطء في التفكير.
تغييرات في المزاج والسلوك كالاكتئاب.
زيادة مخاطر اعتلال عضلة القلب.
اضطرابات نبضات القلب.
ارتفاع ضغط الدم.
السكتة الدماغية.
تغيرات دهنية في الكبد، مما قد يقود إلى التهاب الكبد وتندبه، وفي بعض الحالات حدوث فشل في الكبد.
التهاب الكبد الكحولي.
تشمع الكبد.
سرطان الكبد.
التهاب البنكرياس.
سرطان الفم.
سرطان الحلق.
سرطان المريء.
سرطان الثدي.
إضعاف جهاز المناعة مما يزيد من احتمالية إصابة الشخص بالأمراض مثل التهابات الرئة.
على وليد الأم الحامل
شرب المرأة الحامل للخمر يرتبط بإصابة الوليد بمجموعة من الاضطرابات والأمراض التي تسمى طيف اضطرابات الجنين الكحولية (Fetal Alcohol Spectrum Disorders) التي قد تؤدي إلى الأعراض والمضاعفات التالية لدى الوليد والتي تدوم معه حتى آخر عمره:
خصائص خلقية معينة مثل عيون صغيرة وأنف قصير وشفة علوية دقيقة.
تشوهات في المفاصل والأطراف والأصابع.
مشاكل في البصر.
صعوبات في السمع.
مشاكل في النمو.
محيط رأس صغير.
دماغ الوليد قد يكون حجمه أقل.
صعوبات في التعلم.
تخلف عقلي.
عيوب في القلب.
صعوبات في التنسيق الحركي.
مشاكل في السيطرة على العواطف.
صعوبات في المدرسة والوظيفة والعمل.
مشاكل في التواصل الاجتماعي.
المصابون بهذه الاضطرابات عادة ما يتخذون قرارات خاطئة، إذ يثقون بالأشخاص الخاطئين -أي يتم استغلالهم بسهولة- ويكررون نفس الأخطاء، ولا يفهمون عواقب أعمالهم.
آثار الخمر على المجتمع
زيادة مخاطر الحوادث المرورية.
ارتفاع مخاطر أعمال القتل والانتحار.
السلوك العنيف والخطر من الأفراد.
تكلفة الرعاية الصحية نتيجة الأمراض التي تؤدي إليها الخمر.
كلفة وجهد الرعاية الخاصة التي يتطلبها الأطفال المصابون بأحد اضطرابات الجنين الكحولية.
هل للخمر منافع؟
يوجد جدل حول فائدة محتملة للخمر على صحة القلب، إذ تزعم دراسات أن الاستهلاك المتوسط للكحول قد يقلل مخاطر الإصابة بأمراض القلب التاجية. ولكن هذه الادعاءات تواجه بهجوم حاد، إذ يقول معارضوها إن هذه المزاعم حتى لو صحّت فإنها تتلاشى مقارنة مع العواقب والمضاعفات الخطيرة للخمر على الجسم وصحة الأجنة والمجتمع.
كما أن المشكلة المتعلقة في هذه التوصيات أنها لا تضمن أن الشخص لن يسرف في تناول الخمر ويتخطى المعدل المتوسط منه، خاصة مع حقيقة أن تعاطي الخمر قد يقود إلى مشاكل الإدمان. بالإضافة إلى أن شرب الخمر -حتى لو ساعد القلب- يؤذي أعضاء الجسم الأخرى كالدماغ والكبد والبنكرياس وحتى القلب نفسه وغيره من أعضاء.
وعليه فلو كان للخمر 'منافع للناس' فإن 'إثمها' وجرائمها أكبر بكثير من نفعها. ويحسم الجدل حول الموضوع أن المؤسسات الوطنية للصحة ترفض أن يبدأ الشخص الذي لا يشرب الكحول شرب الخمر حتى يفيد قلبه، وتشدد على أن هذه المعطيات التي يقولها الباحثون لا تعني أبدا دعوة الناس إلى شرب الخمر.
الجزيرة