• ×
admin

الاختلاف المحمود


الاختلاف المحمود

أ*. علي طلال زارع

الاختلاف أمر محمود ومرغوب بل مطلب رئيسي، فهو يرتقي بالمجتمعات ويضيف إليها التسامح والتكامل والتنوع في مختلف المجالات. وهو ناتج عن تعدد المشارب والمدارس الفكرية والمعتقدات الدينية بالإضافة الى اختلاف العادات والتقاليد. ومن المؤسف أن ينظر البعض إلى الاختلاف بأنه أمر سلبي يجب محاربته وقمعه! ولعل من أبرز أسباب تلك النظرة السلبية هي أحادية الرأي والمرجعية وإقصاء الغير وتطبيق القاعدة الفرعونية الشهيرة "لا أريكم إلا ما أرى"..

لذلك أرى أن قضيتنا الرئيسية ليست في مفهوم الاختلاف إطلاقاً أو في المواضيع المطروحة للنقاش إنما في طريقة نقاشنا لتلك المواضيع بانتقاص وتسفيه الرأي الآخر لنصرة وجهة نظرنا، وبالتالي يتحول هدف الاختلاف من بناء الى هدام. ويؤلمنا أن نرى نقاشات بين المتحاورين لا تمت للحضارة بصلة في شبكات التواصل الاجتماعي وفي العديد من المجالس والبرامج الحوارية!

يجب أن نعي جيداً أننا لا نملك الحقيقة المطلقة في كثير من المواضيع، وإنما هي اجتهادات فردية ووجهات نظر من زوايا مختلفة.. ودور المجتمع والأسرة نحو الأجيال هو التوعية وزرع احترام الغير في نفوسهم، ونتمنى من الجميع ترسيخ أساسيات وآداب الحوار وكيفية المناقشة بأسلوب راقي مبني على أسس علمية متضمناً أدلة وبراهين واضحة وليس على أوهام واعتقادات أو أغراض شخصية. وليكن شعارنا مهما اختلفنا وتباعدت الرؤى تظل المحبة والمودة قائمة بيننا.. " اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية".


الصحة والحياة talalzari.com
بواسطة : admin
 0  0  1484