الجروح الحادة والمزمنة وأهمية وعي المريض
الجروح الحادة والمزمنة وأهمية وعي المريض
د. علي عبدالعزيز الملق
يصاب الانسان عادة بالجروح في الحوادث أو بسبب بعض الأمراض، فالجروح تصنف إلى حادة مثل (جروح العمليات الجراحية وجروح الحوادث البسيطة)، ومزمنة مثل (التقرحات السريرية والقدم السكري) وعموما الجروح التي لا تلتئم خلال وقت زمني محدد هي تعتبر من الجروح المزمنة، أي أنها تجاوزت عدد الأسابيع المتعارف عليها، وتختلف أهمية الجروح وطريقة العناية بها، وقد تكون مؤثرة وذات نتائج خطيرة على الشخص المصاب فقد تؤدي إلى البتر أو الألم المبرح أو قد تؤدي إلى الوفاة لا سمح الله، في حين أنها ذات تأثير قد يمتد ليس فقط على الشخص المصاب بل ربما تؤثر على المجتمع والبلد، حيث تكون تكلفة العناية الطبية بالجروح عالية في كل الأحوال.
ففي حالة الجروح الحادة عادة تكون الأمور ذات تسلسل متوقع طبياً وبسيط حيث تتم العناية بالجرح خلال فترة معينة ثم يلتئم الجرح وينتهي خطره ومثال ذلك جروح العمليات الجراحية وجروح الحوادث البسيطة، فهي لا تحتمل أكثر من عناية طبية مؤقتة.
أما في حالة الجروح المزمنة، فإن المريض يحتاج إلى رعاية متخصصة من عدة تخصصات طبية بحسب درجة الاصابة، فمثلاً جروح القدم السكري هي نوع من الجروح التي يجب متابعتها من أخصائي السكري وعيادة الجراحة وقسم التجميل وقسم جراحة الأوعية الدموية وقسم العظام كما يجب متابعة المريض من قبل أخصائي قدم، فقد بينت الدراسات المحلية على إن الاصابة بمرض السكري في المملكة العربية السعودية قد تصل إلى 1 من كل 4 أشخاص، وما يقارب 25 % من المصابين بمرض السكري يتعرضون للاصابة بالقدم السكري، ولو أردنا الحديث عن هذه الجزئية أي مرضى القدم السكري فإن الحديث لا يقتصر على نوع العناية الطبية فقط فالعناية الطبية رغم أهميتها البالغة إلا أن الأمر يعتمد أصلا على درجة وعي المريض لحقيقة مرضه واصابته بالسكري فبالتالي عليه اتخاذ التدابير المناسبة التي من شأنها أن تحميه وتجنبه خطر الإصابة بالجروح والتقرحات في القدمين، لأن من المعلوم أن درجة إحساس اللمس والإحساس بالحرارة لدى مريض السكري تكون أقل من الإنسان الطبيعي ونحن في فصل الشتاء الآن فيجب التنويه على الاحتياط من مصادر التدفئة بالنسبة لمصابي السكري خصوصاً، كما عليه أن يتجنب المشي حافي القدمين تحت الشمس في فترة الصيف، ومريض السكري تتغير الأوعية الدموية لديه مما يؤدي إلى أن تكون تروية الدم في القدم لديه أضعف من المعدل الطبيعي، وهذا يؤخر التئام الجروح ويجعل المريض أكثر معاناة وأكثر عرضة للالتهابات، وهو عند الإصابة بجرح القدم السكري يحتاج إلى عناية موضعية تتمثل في إزالة الأنسجة التالفة، ووضع المواد الطبية المناسبة على الجرح وذلك لكل نوع من الجروح بحسب حالة ووضع الجرح، كذلك قد يحتاج المريض إلى وضع بعض الدعامات الطبية، وقد يحتاج الجرح إلى جهاز خاص مهمته أن يقوم بعملية شفط لإفرازات الجرح مما يعجل ببناء أنسجة الالتئام وهو ما يؤدي بدوره إلى تعجيل عملية الشفاء بإذن الله تعالى.
لذا يمكن القول بأن الجروح المزمنة هي مرتبطة أصلاً بأمراض وعوامل أخرى، مثل جروح التقرحات السريرية التي هي مرتبطة أصلاً بمرضى الشلل بحيث لا يستطيع المصاب تحريك جسمه بشكل يمنع ظهور هذه التقرحات، ودائما ما ينصح الأطباء مرضى الشلل النصفي بتغيير وضعية الجلوس لديه كل ساعتين حتى يساعد على تجنب حدوث نقص تروية الدم في الأنسجة الواقعة بين السطح الصلب للمقعد وبين عظمة الحوض، وهي العملية التي تؤدي إلى احتباس الدم في منطقة معينة وتؤدي بدورها إلى التقرحات، هذه العملية يمكن تجنبها بتوعية المصاب بالشلل إلى أهمية تحريك جسمه ورفع الحوض عن المقعد لوقت قصير وهو الأمر الذي يؤدي إلى تدفق الدم وعدم احتباسه فبالتالي يقلل من خطر الاصابة بالتقرحات، كما يمكنه الاستفادة من مخدات طبية خاصة توضع على الكرسي المتحرك وتقلل من احتمالية الاصابة، ونفس الأمر بالنسبة لمراتب النوم فهناك مراتب مخصصة لمرضى الشلل وهي تقلل من الضغط على الأماكن البارزة بالجسم فبالتالي تقلل من احتمالية حدوث الإصابة بالتقرحات.
ومن وجهة نظرنا فبرغم الجهود التي تبذل للعناية بالجروح في المملكة العربية السعودية إلا أنه تبقى الحاجة إلى انشاء مراكز متخصصة للعناية بالجروح بأنواعها في كافة مناطق المملكة، وذلك لحاجة المريض إلى زيارات عديدة للعناية بإصابته، وكذلك توفير المواد الطبية اللازمة، ولا ننسى أن نركز على أهمية التوعية وثقافة المريض والمجتمع على حد سواء للوقاية من مختلف الإصابات.
الرياض
د. علي عبدالعزيز الملق
يصاب الانسان عادة بالجروح في الحوادث أو بسبب بعض الأمراض، فالجروح تصنف إلى حادة مثل (جروح العمليات الجراحية وجروح الحوادث البسيطة)، ومزمنة مثل (التقرحات السريرية والقدم السكري) وعموما الجروح التي لا تلتئم خلال وقت زمني محدد هي تعتبر من الجروح المزمنة، أي أنها تجاوزت عدد الأسابيع المتعارف عليها، وتختلف أهمية الجروح وطريقة العناية بها، وقد تكون مؤثرة وذات نتائج خطيرة على الشخص المصاب فقد تؤدي إلى البتر أو الألم المبرح أو قد تؤدي إلى الوفاة لا سمح الله، في حين أنها ذات تأثير قد يمتد ليس فقط على الشخص المصاب بل ربما تؤثر على المجتمع والبلد، حيث تكون تكلفة العناية الطبية بالجروح عالية في كل الأحوال.
ففي حالة الجروح الحادة عادة تكون الأمور ذات تسلسل متوقع طبياً وبسيط حيث تتم العناية بالجرح خلال فترة معينة ثم يلتئم الجرح وينتهي خطره ومثال ذلك جروح العمليات الجراحية وجروح الحوادث البسيطة، فهي لا تحتمل أكثر من عناية طبية مؤقتة.
أما في حالة الجروح المزمنة، فإن المريض يحتاج إلى رعاية متخصصة من عدة تخصصات طبية بحسب درجة الاصابة، فمثلاً جروح القدم السكري هي نوع من الجروح التي يجب متابعتها من أخصائي السكري وعيادة الجراحة وقسم التجميل وقسم جراحة الأوعية الدموية وقسم العظام كما يجب متابعة المريض من قبل أخصائي قدم، فقد بينت الدراسات المحلية على إن الاصابة بمرض السكري في المملكة العربية السعودية قد تصل إلى 1 من كل 4 أشخاص، وما يقارب 25 % من المصابين بمرض السكري يتعرضون للاصابة بالقدم السكري، ولو أردنا الحديث عن هذه الجزئية أي مرضى القدم السكري فإن الحديث لا يقتصر على نوع العناية الطبية فقط فالعناية الطبية رغم أهميتها البالغة إلا أن الأمر يعتمد أصلا على درجة وعي المريض لحقيقة مرضه واصابته بالسكري فبالتالي عليه اتخاذ التدابير المناسبة التي من شأنها أن تحميه وتجنبه خطر الإصابة بالجروح والتقرحات في القدمين، لأن من المعلوم أن درجة إحساس اللمس والإحساس بالحرارة لدى مريض السكري تكون أقل من الإنسان الطبيعي ونحن في فصل الشتاء الآن فيجب التنويه على الاحتياط من مصادر التدفئة بالنسبة لمصابي السكري خصوصاً، كما عليه أن يتجنب المشي حافي القدمين تحت الشمس في فترة الصيف، ومريض السكري تتغير الأوعية الدموية لديه مما يؤدي إلى أن تكون تروية الدم في القدم لديه أضعف من المعدل الطبيعي، وهذا يؤخر التئام الجروح ويجعل المريض أكثر معاناة وأكثر عرضة للالتهابات، وهو عند الإصابة بجرح القدم السكري يحتاج إلى عناية موضعية تتمثل في إزالة الأنسجة التالفة، ووضع المواد الطبية المناسبة على الجرح وذلك لكل نوع من الجروح بحسب حالة ووضع الجرح، كذلك قد يحتاج المريض إلى وضع بعض الدعامات الطبية، وقد يحتاج الجرح إلى جهاز خاص مهمته أن يقوم بعملية شفط لإفرازات الجرح مما يعجل ببناء أنسجة الالتئام وهو ما يؤدي بدوره إلى تعجيل عملية الشفاء بإذن الله تعالى.
لذا يمكن القول بأن الجروح المزمنة هي مرتبطة أصلاً بأمراض وعوامل أخرى، مثل جروح التقرحات السريرية التي هي مرتبطة أصلاً بمرضى الشلل بحيث لا يستطيع المصاب تحريك جسمه بشكل يمنع ظهور هذه التقرحات، ودائما ما ينصح الأطباء مرضى الشلل النصفي بتغيير وضعية الجلوس لديه كل ساعتين حتى يساعد على تجنب حدوث نقص تروية الدم في الأنسجة الواقعة بين السطح الصلب للمقعد وبين عظمة الحوض، وهي العملية التي تؤدي إلى احتباس الدم في منطقة معينة وتؤدي بدورها إلى التقرحات، هذه العملية يمكن تجنبها بتوعية المصاب بالشلل إلى أهمية تحريك جسمه ورفع الحوض عن المقعد لوقت قصير وهو الأمر الذي يؤدي إلى تدفق الدم وعدم احتباسه فبالتالي يقلل من خطر الاصابة بالتقرحات، كما يمكنه الاستفادة من مخدات طبية خاصة توضع على الكرسي المتحرك وتقلل من احتمالية الاصابة، ونفس الأمر بالنسبة لمراتب النوم فهناك مراتب مخصصة لمرضى الشلل وهي تقلل من الضغط على الأماكن البارزة بالجسم فبالتالي تقلل من احتمالية حدوث الإصابة بالتقرحات.
ومن وجهة نظرنا فبرغم الجهود التي تبذل للعناية بالجروح في المملكة العربية السعودية إلا أنه تبقى الحاجة إلى انشاء مراكز متخصصة للعناية بالجروح بأنواعها في كافة مناطق المملكة، وذلك لحاجة المريض إلى زيارات عديدة للعناية بإصابته، وكذلك توفير المواد الطبية اللازمة، ولا ننسى أن نركز على أهمية التوعية وثقافة المريض والمجتمع على حد سواء للوقاية من مختلف الإصابات.
الرياض