السير داخل فقاعة
السير داخل فقاعة
فهد عامر الأحمدي
لدي عدد قديم من مجلة Forbes الأمريكية يتضمن تقريراً جميلاً بعنوان (15 شيئاً نتمنى لو اخترعها أحد).. واعتمد التقرير على الالتقاء بعامة الناس لاستطلاع آرائهم ومرئياتهم حول التكنولوجيا التي يرغبون بظهورها مستقبلا..
ففي حين نجح العلماء في تحويل كثير من الأفكار الخيالية إلى حقيقة - مثل فلق الذرة والصعود إلى القمر - ماتزال هناك أفكار خيالية كثيرة لم ننجح في تنفيذها رغم حضورها القوي والقديم في أذهاننا (وخذ مثالاً السيارة الطائرة وخادمة آلية في منازلنا)..
وفي حين أتت بعض الآراء - في تقرير المجلة - خيالية ومستحيلة، أتى بعضها الآخر واقعياً وامتداداً لتقنيات معاصرة..
- فمن الأفكار التقليدية القديمة (والمتوقع ظهورها خلال جيلين):
* ابتكار سيارة طائرة و"إنسان آلي" يعمل في المنزل!
* وظهور طريقة سهلة وغير مكلفة لتحلية مياه البحر!
* وتلفون يترجم كلام المتحدث بحسب لغة السامع!
* وورق إلكتروني يُظهر الحروف بشكل مضيء!
- ومن التوقعات التي ظهرت فعلاً أو تنبع من واقع تقنياتنا الحالية:
* ابتكار سيارة يتم التحكم بها عبر الأقمار الاصطناعية!
* وأداة تبحث عن الأشياء المفقودة كالنظارة ومحفظة المفاتيح!
* "كبسولة" لتخفيض الوزن دون الحاجة لتوقفنا عن الأكل!
* ومحفظة توضع في الجيب وتضم كافة الأجهزة المعروفة كالتلفون والكمبيوتر والتلفزيون والكاميرا (وهي أمنية أرى أنها ظهرت فعلاً من خلال تلفوناتنا الذكية)!
- ومن الأفكار المستحيلة (على الأقل خلال هذا القرن):
* ابتكار آلة تسافر عبر الزمن!
* وكبسولة تبقينا شباباً!
* وإمكانية انتقالنا بطريقة آنية (عبر الموجات اللاسلكية)!
* والسير داخل فقاعة شفافة مرنة تحمينا من التلوث!!
.. ومثل الاختراعات ذاتها لم تظهر هذه الرغبات من علماء أو متخصصين، بل من أشخاص عاديين - مثلي ومثلك - احتاجوا إليها أو رغبوا بامتلاكها أو ببساطة خطرت ببالهم تحت "الدشّ"..
فالإبداع والاختراع تصرفٌ فطريٌّ وفعلٌ تلقائيٌّ يقوم به الدماغ حين يصطدم بمشكلة عويصة.. ولكن العقبة الحقيقية تكمن في وجود فرق بين الأمنية والواقع، بين الفكرة والتطبيق، بين براءة الاختراع وخطة التصنيع.. فتطبيق الفكرة ونقلها إلى حيز التصنيع هي العقبة التي قد تتوقف أمامها الأمم (ناهيك عن الأفراد) رغم وضوح الفكرة وجاذبيتها؛ فالسيارة الطائرة مثلا فكرة قديمة استطرقت لأول مرة قبل مائتي عام ومع هذا عجزنا حتى اليوم عن تصنيعها بشكل تجاري (رغم أنها ممكنة نظرياً وصنعت منها فعلاً نماذج اختبارات).
ومعظم الاقتراحات السابقة ممكنه نظرياً ولكن صعوبة التطبيق والتصنيع - وليس عجزنا عن التخيل أو توفر التقنيات - هي مايؤجل تحويلها إلى سلع يقتنيها الجميع..
"البساط الطائر" مثلاً تم تخيله منذ قرون (في قصص ألف ليلة وليلة) ولكن اقتضى الأمر ألف عام لصنع البوينج والأيرباص!
الرياض
فهد عامر الأحمدي
لدي عدد قديم من مجلة Forbes الأمريكية يتضمن تقريراً جميلاً بعنوان (15 شيئاً نتمنى لو اخترعها أحد).. واعتمد التقرير على الالتقاء بعامة الناس لاستطلاع آرائهم ومرئياتهم حول التكنولوجيا التي يرغبون بظهورها مستقبلا..
ففي حين نجح العلماء في تحويل كثير من الأفكار الخيالية إلى حقيقة - مثل فلق الذرة والصعود إلى القمر - ماتزال هناك أفكار خيالية كثيرة لم ننجح في تنفيذها رغم حضورها القوي والقديم في أذهاننا (وخذ مثالاً السيارة الطائرة وخادمة آلية في منازلنا)..
وفي حين أتت بعض الآراء - في تقرير المجلة - خيالية ومستحيلة، أتى بعضها الآخر واقعياً وامتداداً لتقنيات معاصرة..
- فمن الأفكار التقليدية القديمة (والمتوقع ظهورها خلال جيلين):
* ابتكار سيارة طائرة و"إنسان آلي" يعمل في المنزل!
* وظهور طريقة سهلة وغير مكلفة لتحلية مياه البحر!
* وتلفون يترجم كلام المتحدث بحسب لغة السامع!
* وورق إلكتروني يُظهر الحروف بشكل مضيء!
- ومن التوقعات التي ظهرت فعلاً أو تنبع من واقع تقنياتنا الحالية:
* ابتكار سيارة يتم التحكم بها عبر الأقمار الاصطناعية!
* وأداة تبحث عن الأشياء المفقودة كالنظارة ومحفظة المفاتيح!
* "كبسولة" لتخفيض الوزن دون الحاجة لتوقفنا عن الأكل!
* ومحفظة توضع في الجيب وتضم كافة الأجهزة المعروفة كالتلفون والكمبيوتر والتلفزيون والكاميرا (وهي أمنية أرى أنها ظهرت فعلاً من خلال تلفوناتنا الذكية)!
- ومن الأفكار المستحيلة (على الأقل خلال هذا القرن):
* ابتكار آلة تسافر عبر الزمن!
* وكبسولة تبقينا شباباً!
* وإمكانية انتقالنا بطريقة آنية (عبر الموجات اللاسلكية)!
* والسير داخل فقاعة شفافة مرنة تحمينا من التلوث!!
.. ومثل الاختراعات ذاتها لم تظهر هذه الرغبات من علماء أو متخصصين، بل من أشخاص عاديين - مثلي ومثلك - احتاجوا إليها أو رغبوا بامتلاكها أو ببساطة خطرت ببالهم تحت "الدشّ"..
فالإبداع والاختراع تصرفٌ فطريٌّ وفعلٌ تلقائيٌّ يقوم به الدماغ حين يصطدم بمشكلة عويصة.. ولكن العقبة الحقيقية تكمن في وجود فرق بين الأمنية والواقع، بين الفكرة والتطبيق، بين براءة الاختراع وخطة التصنيع.. فتطبيق الفكرة ونقلها إلى حيز التصنيع هي العقبة التي قد تتوقف أمامها الأمم (ناهيك عن الأفراد) رغم وضوح الفكرة وجاذبيتها؛ فالسيارة الطائرة مثلا فكرة قديمة استطرقت لأول مرة قبل مائتي عام ومع هذا عجزنا حتى اليوم عن تصنيعها بشكل تجاري (رغم أنها ممكنة نظرياً وصنعت منها فعلاً نماذج اختبارات).
ومعظم الاقتراحات السابقة ممكنه نظرياً ولكن صعوبة التطبيق والتصنيع - وليس عجزنا عن التخيل أو توفر التقنيات - هي مايؤجل تحويلها إلى سلع يقتنيها الجميع..
"البساط الطائر" مثلاً تم تخيله منذ قرون (في قصص ألف ليلة وليلة) ولكن اقتضى الأمر ألف عام لصنع البوينج والأيرباص!
الرياض