• ×
admin

مدننا تغرق بالمطر .. ما الجديد

مدننا تغرق بالمطر .. ما الجديد

صالح إبراهيم الطريقي

جاءت عناوين الصفحة الأولى بكل صحف المملكة يوم «الاثنين والثلاثاء» الماضيين متطابقة بموضوع واحد، ففي يوم الاثنين أخبرتنا عما فعله المطر في جدة والطائف، وكيف تواصل مدير التربية والتعليم بجدة «عبدالله الثقفي» من خلال «تويتر» مع طلاب وطالبات مدارس جدة ؛ ليطمئنهم أن «الأمطار أصبحت ــ كالمرض ــ عذرا مقبولا لإعادة الاختبار»؟
وأن الأمطار في الطائف خلفت ثلاث وفيات و25 مصابا، وأغلقت طريق الهدا والشفاء لوجود انهيارات صخرية شلت حركة المرور، فيما طريق السيل شهد انزلاقات لمركبات وشاحنات عملاقة كادت ترفع حصيلة القتلى.
يوم الثلاثاء، جاءت الصحف أقل تطابقا، إذ بعضها كانت العناوين هكذا «العاصمة وأنفاقها تغرق»، والبعض الآخر «الرياض وأنفاقها تغرق»، وأن المشاريع الخدمية امتلأت بمياه الأمطار، فيما الأحياء غمرتها المياه.
والسؤال الذي يفرض نفسها: ما الجديد.. وهل يستحق هذا الخبر القديم والمتكرر منذ أن أصبح «غرق مخرج 13 في العاصمة» معلما سياحيا، يعرفه الداني والقاصي قبل عقود مضت؟
أعني هل هذا الخبر يستحق أن يتصدر الصحف، ليحذر ويعرف سكان المدن ما حدث لمدنهم، فيما هم يتابعون هذا الغرق كل عام، ويعرفون ما الذي سيحدث لمدنهم حين يهطل المطر؟
لهذا أتمنى على الصحف ألا تمنح هذا الموضوع أكبر من حجمه، وتجعله يتصدر الصفحة الأولى، وأن تدفعه داخل صفحاتها، ليكون أسفل الصفحة تحت عنوان «من جديد تغرق العاصمة وجدة والدمام وباقي المدن بشبر ميه».
فما ينتظره المواطنون كخبر جديد هو: «محاسبة ومحاكمة الشركة التي نفذت المشاريع، والشركات التي تقوم بصيانة وتشغيل المشاريع، والمراقبين الذين تدفع لهم مرتبات من أجل عمل لا يقومون به».
إذ أن كل المواطنين يعرفون أن مدنهم ومع كل مطر تغرق «بشبر ميه» منذ عقود، وأن الشركات التي نفذت المشاريع ما قدمته على الورق من مواصفات يختلف عما هو على أرض الواقع، وأن شركات الصيانة والتشغيل لا تنفق 1% من العقد الذي وقعته على صيانة المشاريع، وأن المراقبين بعضهم بلا حيلة ولا سلطة، وبعضهم يتبعون فلسفة «كل فطير وطير».
وإلى أن يأتي هذا العنوان الذي ينتظره الجميع، لا تنسوا عنوان «مدننا تغرق بشبر ميه.. ما الجديد».

عكاظ
بواسطة : admin
 0  0  1294