إذا دخل السكر من الباب هربت الأسنان من الشباك
إذا دخل السكر من الباب هربت الأسنان من الشباك
د. أسامة أبو الرب
لعل أحد أبرز أضرار السكر بأنواعه المختلفة -كالأبيض والبني- هو تسببه في تسوس الأسنان، مما يعني أن السكريات لا تجتمع تحت سقف بيت واحد -أو حلق واحد!- مع الأسنان السليمة، وربما يعني ذلك أن عليك الاختيار بينهما، وسوف نساعدك في هذه المهمة.
ومثلما أنه ما جُعِل لرجل من قلبين في جوفه، فإن هذا ينطبق على فمك، والفرق هنا أن الجوف هو الفم الذي لا يجتمع فيه السكر والحلويات مع الأسنان السليمة، فهما خصمان لدودان وضدان لا يتفقان. وإن كان للسكر لذة وفيه ما تراه 'فرحة وحلاوة'، فإن لتسوس الأسنان ألما وفيه مشقة وندامة.
وتنبع الإشكالية في السكر بشكل خاص، والأطعمة كلها بشكل عام، من كون قدرة البكتيريا الموجودة في الفم على هضمها وإنتاج أحماض تهاجم مينا السن، مؤدية إلى فقدان المعادن منها مثل الـ'هيدروكسي أباتايت'، مما يقود إلى حدوث فجوة في بنيان السن قد تمتد إلى اللب.
وبعد تناول السكريات تنخفض الحموضة في الفم لمدة نصف ساعة نتيجة الهجوم الحمضي من قبل البكتيريا على الأسنان، أما إذا تم تقسيم الحلويات على ثلاثة وجبات وتناولها كـ'تسالي'، فهذا يعني أن الأسنان ستتعرض لثلاث هجمات حمضية كل واحدة مدتها نصف ساعة، وهو ما مجموعه ساعة ونصف، الأمر الذي يضاعف الضرر على الأسنان.
ومع أن السكريات متنوعة، فإن قدرتها على إحداث التسوس تعتمد على شيئين، أولا نوع السكر الموجود فيها، وثانيا قوامه، فالسكريات في ضررها على درجات وليست في مقام واحد، وفيما يأتي ترتيبها من الأكثر تسببا في التسوس إلى الأقل.
السكريات والتسوس وفقا للنوع:
أولا: السكروز، أي سكر المائدة أو السكر الأبيض، ويشمل أيضا السكر البني. وهو بطل مسابقة التسوس بلا منازع لعدة أسباب، فهو أكثر السكريات انتشارا وأكثرها توافرا للأكل، كما يمتلك قدرة كبيرة على التأثير في اللويحة الجرثومية 'البلاك' بطريقة تحفز التسوس.
ثانيا: الفركتوز (سكر الفاكهة) والغلوكوز والمالتوز (سكر الشعير)، وهذه السكريات هي الأساسية في العسل، مما يعني أن العسل أيضا من أكثر المواد تسببا بالتسوس، خاصة أنه لزج القوام.
ثالثا: الغالكتوز واللاكتوز (سكر الحليب) الموجود في منتجات الألبان.
رابعا وأخيرا: الكربوهيدرات المعقدة، مثل النشا الموجود في الأرز والبطاطا والخبز.
السكريات والتسوس وفقا للقوام:
أولا: غزل البنات والتوفي والحلويات الدبقة اللزجة، فهي دبقة وتلتصق بالأسنان وتدخل في ميازيبها، مما يجعلها صعبة التنظيف ويؤهلها لاحتلال المركز الأول في القائمة.
ثانيا: الفواكه المجففة، مثل الزبيب والقطين (التين المجفف)، فصحيح أنها فاكهة إلا أن محتواها من السكر مرتفع نتيجة نزع الماء منها، كما أنها دبقة وتلتصق بالأسنان.
ثالثا: العسل والدبس والقطر (شراب السكر المركز)، فهي غنية بالسكر ولزجة، كما أن طعمها يحفزك لتناول المزيد منها.
وأخيرا: الأغذية النشوية التي تتفتت وتعلق في ميازيب وشقوق الأسنان، مثل رقائق الشيبس البطاطا وفتات الخبز.
هل تستطيع الجمع بين الضدين؟
قد يكون الحل المناسب هو التوصل لهدنة، تقوم بنودها على أكلك السكريات ضمن ضوابط معينة وتناول أطعمة أخرى، مع العناية بأسنانك. وهذه بنودها:
احصر أكل السكريات في وقت واحد في اليوم أو الأسبوع إذا استطعت، بحيث تقلل تعرض الأسنان للهجوم الحمضي وتقصر من فترته. فالأمر هنا يعتمد على تكرار تناول السكريات أكثر منه على نوعيتها (بالنسبة لتسوس الأسنان بالطبع).
تناول أطعمة تحفز إفراز اللعاب الذي يقوم بمعادلة الأحماض في الفم، مثل الجبن والخضار.
مضغ العلكة الخالية السكر يساعد على زيادة إفراز اللعاب.
لا تنخدع بالادعاءات التي تقول إن السكر البني صحي وإن العسل غذاء طبيعي ليس له مضار، فهذه الأطعمة وغيرها تزيد من مخاطر إصابتك بتسوس الأسنان، فالسكر البني ليس سوى سكر المائدة مع الدبس، والعسل هو مزيج من الفركتوز والغلوكوز. وجميعها تؤدي للتسوس.
نظف أسنانك بالفرشاة بعد تناول الطعام مرتين على الأقل في اليوم، واستعمل الخيط الطبي مرة واحدة يوميا.
الجزيرة
د. أسامة أبو الرب
لعل أحد أبرز أضرار السكر بأنواعه المختلفة -كالأبيض والبني- هو تسببه في تسوس الأسنان، مما يعني أن السكريات لا تجتمع تحت سقف بيت واحد -أو حلق واحد!- مع الأسنان السليمة، وربما يعني ذلك أن عليك الاختيار بينهما، وسوف نساعدك في هذه المهمة.
ومثلما أنه ما جُعِل لرجل من قلبين في جوفه، فإن هذا ينطبق على فمك، والفرق هنا أن الجوف هو الفم الذي لا يجتمع فيه السكر والحلويات مع الأسنان السليمة، فهما خصمان لدودان وضدان لا يتفقان. وإن كان للسكر لذة وفيه ما تراه 'فرحة وحلاوة'، فإن لتسوس الأسنان ألما وفيه مشقة وندامة.
وتنبع الإشكالية في السكر بشكل خاص، والأطعمة كلها بشكل عام، من كون قدرة البكتيريا الموجودة في الفم على هضمها وإنتاج أحماض تهاجم مينا السن، مؤدية إلى فقدان المعادن منها مثل الـ'هيدروكسي أباتايت'، مما يقود إلى حدوث فجوة في بنيان السن قد تمتد إلى اللب.
وبعد تناول السكريات تنخفض الحموضة في الفم لمدة نصف ساعة نتيجة الهجوم الحمضي من قبل البكتيريا على الأسنان، أما إذا تم تقسيم الحلويات على ثلاثة وجبات وتناولها كـ'تسالي'، فهذا يعني أن الأسنان ستتعرض لثلاث هجمات حمضية كل واحدة مدتها نصف ساعة، وهو ما مجموعه ساعة ونصف، الأمر الذي يضاعف الضرر على الأسنان.
ومع أن السكريات متنوعة، فإن قدرتها على إحداث التسوس تعتمد على شيئين، أولا نوع السكر الموجود فيها، وثانيا قوامه، فالسكريات في ضررها على درجات وليست في مقام واحد، وفيما يأتي ترتيبها من الأكثر تسببا في التسوس إلى الأقل.
السكريات والتسوس وفقا للنوع:
أولا: السكروز، أي سكر المائدة أو السكر الأبيض، ويشمل أيضا السكر البني. وهو بطل مسابقة التسوس بلا منازع لعدة أسباب، فهو أكثر السكريات انتشارا وأكثرها توافرا للأكل، كما يمتلك قدرة كبيرة على التأثير في اللويحة الجرثومية 'البلاك' بطريقة تحفز التسوس.
ثانيا: الفركتوز (سكر الفاكهة) والغلوكوز والمالتوز (سكر الشعير)، وهذه السكريات هي الأساسية في العسل، مما يعني أن العسل أيضا من أكثر المواد تسببا بالتسوس، خاصة أنه لزج القوام.
ثالثا: الغالكتوز واللاكتوز (سكر الحليب) الموجود في منتجات الألبان.
رابعا وأخيرا: الكربوهيدرات المعقدة، مثل النشا الموجود في الأرز والبطاطا والخبز.
السكريات والتسوس وفقا للقوام:
أولا: غزل البنات والتوفي والحلويات الدبقة اللزجة، فهي دبقة وتلتصق بالأسنان وتدخل في ميازيبها، مما يجعلها صعبة التنظيف ويؤهلها لاحتلال المركز الأول في القائمة.
ثانيا: الفواكه المجففة، مثل الزبيب والقطين (التين المجفف)، فصحيح أنها فاكهة إلا أن محتواها من السكر مرتفع نتيجة نزع الماء منها، كما أنها دبقة وتلتصق بالأسنان.
ثالثا: العسل والدبس والقطر (شراب السكر المركز)، فهي غنية بالسكر ولزجة، كما أن طعمها يحفزك لتناول المزيد منها.
وأخيرا: الأغذية النشوية التي تتفتت وتعلق في ميازيب وشقوق الأسنان، مثل رقائق الشيبس البطاطا وفتات الخبز.
هل تستطيع الجمع بين الضدين؟
قد يكون الحل المناسب هو التوصل لهدنة، تقوم بنودها على أكلك السكريات ضمن ضوابط معينة وتناول أطعمة أخرى، مع العناية بأسنانك. وهذه بنودها:
احصر أكل السكريات في وقت واحد في اليوم أو الأسبوع إذا استطعت، بحيث تقلل تعرض الأسنان للهجوم الحمضي وتقصر من فترته. فالأمر هنا يعتمد على تكرار تناول السكريات أكثر منه على نوعيتها (بالنسبة لتسوس الأسنان بالطبع).
تناول أطعمة تحفز إفراز اللعاب الذي يقوم بمعادلة الأحماض في الفم، مثل الجبن والخضار.
مضغ العلكة الخالية السكر يساعد على زيادة إفراز اللعاب.
لا تنخدع بالادعاءات التي تقول إن السكر البني صحي وإن العسل غذاء طبيعي ليس له مضار، فهذه الأطعمة وغيرها تزيد من مخاطر إصابتك بتسوس الأسنان، فالسكر البني ليس سوى سكر المائدة مع الدبس، والعسل هو مزيج من الفركتوز والغلوكوز. وجميعها تؤدي للتسوس.
نظف أسنانك بالفرشاة بعد تناول الطعام مرتين على الأقل في اليوم، واستعمل الخيط الطبي مرة واحدة يوميا.
الجزيرة