الإنترنت وزراعة الخلايا الجذعية لمرض السكري
الإنترنت وزراعة الخلايا الجذعية لمرض السكري
د. بسام صالح بن عباس
الشبكة العنكبوتية سلاح ذو حدين، كما هو العلم وإن تنوعت مصادره، ومرض السكري وما يستقيه مريضه من مواقع الإنترنت من معلومات، كثير منها صائب وكثير منها جانبه الصواب، ويبقى السؤال كيف لنا أن نأخذ من صوابه وكيف لنا أن نميز خطأه، إن ما ينطبق على العلم الطبي ينطبق على العلم الشرعي، فمصادر العلم الشرعي كثر كما هي مصادر العلم الطبي، ولكن جرت العادة أنه إن أشكل علينا أمر شرعي ما رجعنا إلى من هو أعلم منا، وكذلك يجب أن يكون تصرفنا مع علومنا الطبية وثقافتنا الصحية، فمرجعنا فيها إلى من نثق في طبه وعلمه.
سأتحدث هنا عما تناقلته بعض مواقع الإنترنت من زراعة الخلايا الجذعية في أوكرانيا أو غيرها وأن البعض من أطفالنا قد فاده ذلك العلاج وأن البعض الآخر قد استغنى عن العلاج.
يخطئ من يظن أن لا مكان لزراعة الخلايا الجذعية في عالم علاج السكري، فهناك الكثير من الدراسات تدل دلالة أكيدة على قدرة هذه الوسيلة العلاجية من الحد من مضاعفات مرض السكري وخاصة مرض السكري النوع الثاني غير المعتمد على الإنسولين، بل أن بعض الدراسات أوضحت أن بعضا ممن زرعت لهم خلايا جذعية أنهم استغنوا عن حقن الإنسولين أو نجحوا في التقليل من جرعات الإنسولين، ولكن لإكمال الصورة ولإيضاحها فإن هناك من تضرر من هذه الزراعة وإن الدراسات الطبية المحكمة (والمقصود بالمحكمة هنا أي الموثوقة والمطبوعة في المجلات الطبية المعتمدة) توضح حدوث مضاعفات خاصة لدى الأطفال الذكور من إصابتهم بالعقم وغيره، إن الإرتماء في أحضان مراكز تجارية لا يعلم جدواها والدفع بفلذات الأكباد لمراكز لا يعلم تاريخها أو مصداقيتها قد يورث الندم، وليس نتائج زراعة خلايا البنكرياس عنا ببعيد، ففي الأمس القريب تسامعنا عن زراعة خلايا البنكرياس وتوالت النجاحات وكتبت المقالات وتبين لنا بعد وقت ليس بالقصير مضاعفاتها ومحدودية جدواها، وكذلك الأمر بالنسبة للإنسولين الرذاذي أو البخاخ والذي سحب خلسة من الأسواق بعد تسويقه مما عرف عنه من تأثيره على الرئة والشعيبات الهوائية والحويصلات.
إن السائل المتعقل عندما يستفسر عن زراعة الخلايا الجذعية في بلاد لم يعرف بتقدمها الطبي مقارنة ببلاد أخرى أكثر تقدما، لابد أن يعي أن هناك أمرا ما يشوب مصداقية هذا الخبر وأنه أي السائل عندما يجد أن الوسطاء القائمين على تلقي المكالمات الهاتفية جميعهم من الأخوة العرب (وهذا ليس طعنا في العرب أو العروبة) بل وحرصهم واستماتتهم في إرسال الرسائل الهاتفية في مطلع كل موسم صيفي (وإن أنكروا ذلك) لابد أن يدفعه (أي المستفسر عن زراعة الخلايا الجذعية) للتروي، بل أن البعض يوقع دون دراية حين تلقي العلاج بأنه علاج تجريبي وأن المركز لا يضمن حدوث المضاعفات، وأكاد أجزم أن الكل لا يطالب ولم يطالب هذه المراكز بنتائج الدراسات مطبوعة في المجلات الطبية المعتمدة لأنه ببساطة لا توجد دراسات طويلة الأمد تبين ذلك.
لاشك أن مرض السكري وخاصة مرض سكري الأطفال مرض يستلزم المتابعة الدقيقة، ولا شك أن حقن إبر الإنسولين وتحليل السكر المنزلي أمر يستدعي الالتزام الدائم، ولاشك أن مستوى سكر الدم باستخدام الوسائل العلاجية المتوفرة حاليا لا يرضي المريض ولا الطبيب، ولاشك أن الالتزام بالنظام الغذائي المتزن أمر يصعب التقيد به، لكن لا يعني أن نلقي بأنفس لا نملكها في غياهب التجربة ودهاليز الاختبار.
الرياض
د. بسام صالح بن عباس
الشبكة العنكبوتية سلاح ذو حدين، كما هو العلم وإن تنوعت مصادره، ومرض السكري وما يستقيه مريضه من مواقع الإنترنت من معلومات، كثير منها صائب وكثير منها جانبه الصواب، ويبقى السؤال كيف لنا أن نأخذ من صوابه وكيف لنا أن نميز خطأه، إن ما ينطبق على العلم الطبي ينطبق على العلم الشرعي، فمصادر العلم الشرعي كثر كما هي مصادر العلم الطبي، ولكن جرت العادة أنه إن أشكل علينا أمر شرعي ما رجعنا إلى من هو أعلم منا، وكذلك يجب أن يكون تصرفنا مع علومنا الطبية وثقافتنا الصحية، فمرجعنا فيها إلى من نثق في طبه وعلمه.
سأتحدث هنا عما تناقلته بعض مواقع الإنترنت من زراعة الخلايا الجذعية في أوكرانيا أو غيرها وأن البعض من أطفالنا قد فاده ذلك العلاج وأن البعض الآخر قد استغنى عن العلاج.
يخطئ من يظن أن لا مكان لزراعة الخلايا الجذعية في عالم علاج السكري، فهناك الكثير من الدراسات تدل دلالة أكيدة على قدرة هذه الوسيلة العلاجية من الحد من مضاعفات مرض السكري وخاصة مرض السكري النوع الثاني غير المعتمد على الإنسولين، بل أن بعض الدراسات أوضحت أن بعضا ممن زرعت لهم خلايا جذعية أنهم استغنوا عن حقن الإنسولين أو نجحوا في التقليل من جرعات الإنسولين، ولكن لإكمال الصورة ولإيضاحها فإن هناك من تضرر من هذه الزراعة وإن الدراسات الطبية المحكمة (والمقصود بالمحكمة هنا أي الموثوقة والمطبوعة في المجلات الطبية المعتمدة) توضح حدوث مضاعفات خاصة لدى الأطفال الذكور من إصابتهم بالعقم وغيره، إن الإرتماء في أحضان مراكز تجارية لا يعلم جدواها والدفع بفلذات الأكباد لمراكز لا يعلم تاريخها أو مصداقيتها قد يورث الندم، وليس نتائج زراعة خلايا البنكرياس عنا ببعيد، ففي الأمس القريب تسامعنا عن زراعة خلايا البنكرياس وتوالت النجاحات وكتبت المقالات وتبين لنا بعد وقت ليس بالقصير مضاعفاتها ومحدودية جدواها، وكذلك الأمر بالنسبة للإنسولين الرذاذي أو البخاخ والذي سحب خلسة من الأسواق بعد تسويقه مما عرف عنه من تأثيره على الرئة والشعيبات الهوائية والحويصلات.
إن السائل المتعقل عندما يستفسر عن زراعة الخلايا الجذعية في بلاد لم يعرف بتقدمها الطبي مقارنة ببلاد أخرى أكثر تقدما، لابد أن يعي أن هناك أمرا ما يشوب مصداقية هذا الخبر وأنه أي السائل عندما يجد أن الوسطاء القائمين على تلقي المكالمات الهاتفية جميعهم من الأخوة العرب (وهذا ليس طعنا في العرب أو العروبة) بل وحرصهم واستماتتهم في إرسال الرسائل الهاتفية في مطلع كل موسم صيفي (وإن أنكروا ذلك) لابد أن يدفعه (أي المستفسر عن زراعة الخلايا الجذعية) للتروي، بل أن البعض يوقع دون دراية حين تلقي العلاج بأنه علاج تجريبي وأن المركز لا يضمن حدوث المضاعفات، وأكاد أجزم أن الكل لا يطالب ولم يطالب هذه المراكز بنتائج الدراسات مطبوعة في المجلات الطبية المعتمدة لأنه ببساطة لا توجد دراسات طويلة الأمد تبين ذلك.
لاشك أن مرض السكري وخاصة مرض سكري الأطفال مرض يستلزم المتابعة الدقيقة، ولا شك أن حقن إبر الإنسولين وتحليل السكر المنزلي أمر يستدعي الالتزام الدائم، ولاشك أن مستوى سكر الدم باستخدام الوسائل العلاجية المتوفرة حاليا لا يرضي المريض ولا الطبيب، ولاشك أن الالتزام بالنظام الغذائي المتزن أمر يصعب التقيد به، لكن لا يعني أن نلقي بأنفس لا نملكها في غياهب التجربة ودهاليز الاختبار.
الرياض