كسور القدم..
كسور القدم.. تشوه وضعية العظام أثناء الجبيرة يخلف صعوبة في المشي وآلاماً مزمنة تؤثر في حياة المريض!
رقة وهشاشة عظام المسنين تؤجلان خيار التدخل الجراحي المبكر
د. ياسر بن محمد البحيري
ذكرنا في العدد الماضي ان كسور القدم من أكثر أنواع الكسر شيوعاً. وهي تحدث لأسباب كثيرة ولكن على الرغم من أن الغالبية العظمى من هذه الكسور تكون حميدة إلا أن هناك حالات كثيرة تكون فيها هذه الكسور صعبة وتمثل تحدياً للطبيب المعالج. وقد استعرضنا أسباب كسور القدم ثم ذكرنا تصنيف كسور القدم بعد تطرقنا الى التشخيص وشرحنا الخطة العلاجية وذلك عندما يكون الكسر بسيطاً وتكون العظام غير متزحزحة وتكون الزوايا سليمة ويكون الجلد والأوعية الدموية المحيطة بمنطقة الكسر سليمة فإنه يمكن اللجوء إلى العلاج التحفظي اللغير جراحي. واستكمالا للحديث نتطرق اليوم الى:
ويكون التدخل الجراحي ضرورياً في الحالات التالية:
1- عندما يكون الكسر مضاعفاً بحيث تكون هناك جروح عميقة في منطقة الكسر أو يكون العظم بارزاً من خلال هذه الجروح حيث أنه في هذه الحالات تكون هناك احتمالية كبيرة بحدوث التهابات جرثومية ولذلك فإن التدخل الجراحي يكون ضرورياً لغسل منطقة الجرح والكسر أثناء العملية غسلاً كاملاً وإعادة العظام المكسورة لبعضها البعض وتثبيتها وخياطة الجرح ووضع جبيرة طبية.
2- عندما يكون العظام المكسورة متفتتة أو متباعدة بشكل كبير عن بعضها البعض يكون التدخل الجراحي ضرورياً لإعادة هذه العظام لوضعها الطبيعي وبعد ذلك يتم عمل تثبيت لها باستخدام أسياخ أومسامير أو براغي طبية لضمان تماسكها في الوضعية الطبيعية.
3- عندما تصاحب الكسور حالات تمزق شديد في الأربطة والأوتار المحيطة بالقدم والكاحل. في هذه الحالات يجب عمل تدخل جراحي لتثبيت الكسر ولخياطة التمزق في هذه الأربطة والأوتار لأن تركها بدون جراحة وخياطة سوف يؤدي إلى عدم التئامها.
4- في الحالات التي يكون فيها الكسر شديداً وتصاحبه إصابة في الشرايين والأوعية الدموية أو في الأعصاب الطرفية الكبيرة وفي هذه الحالات يتم تثبيت الكسر ويتم عمل ترقيع أو خياطة للشرايين المقطوعة لإعادة الدورة الدموية الطبيعية إلى القدم.
هذه العمليات الجراحية عادةً ما تتم تحت تخدير نصفي أو تخدير كامل. وخلال العملية يتم تنظيف الجرح إذا وجد وتثبيت الكسر وإعادة العظام إلى وضعها الطبيعي. وبعد العملية يتم وضع نصف جبيرة للرجل المكسورة ويتم إعطاء المريض المضادات الحيوية والأدوية المانعة للجلطات والأدوية المسكنة للآلام. وأيضاً يتم عمل جلسات علاج طبيعي للمريض لكي يستطيع القيام من السرير والحركة والمشي باستخدام العكاكيز الطبية وبدون وضع أي وزن على القدم التي تم إجراء الجراحة فيها. وفي الغالبية العظمى من المرضى الذين تتم لهم هذه العمليات الجراحية تكون النتائج ممتازة ويلتئم الجرح بشكل تام بإذن الله.
الوضعيات الخالصة
هناك بعض المرضى الذين تكون لديهم أمراض أخرى تجعل من علاج هذه الكسور صعباً. فمثلاً المريض المصاب بمرض السكري المتقدم والذي لديه أو لديها قدم الشاركوت وفقدان للإحساس في منطقة القدم ونقصان شديد في التروية وقصور في الدورة الدموية حول منطقة القدم فإنه في هذه الحالات يكون التدخل الجراحي محفوفاً بالمخاطر حيث تزيد نسبة حدوث الإلتهابات الجرثومية أو نسبة عدم التئام الجروح ولذلك فإنه في هذه الحالات يفضل عدم إجراء جراحة لهذه القدم. أيضا ً في المقابل فإن استخدام الجبيرة الطبية بطريقة خاطئة يمكن أن يؤدي إلى وضع ضغوط على الجلد المريض العديم الإحساس ويؤدي إلى ظهور تقرحات. ولهذا السبب فإنه يجب الحرص عند علاج هؤلاء المرضى ويمكن علاج الكسور في هذه الفئة من المرضى عن طريق استخدام جبيرة طبية صناعية قابلة للإزالة في البيت بحيث يقوم المريض أو العائلة بإزالتها وتفحص القدم المصابة والعناية بها بوضع المراهم المرطبة للمحافظة على الجلد ومن ثم العودة لاستخدام الجبيرة. وعلى الرغم من أن هذه الطريقة متعبة وقد تستغرق وقتاً أطول إلى أن يلتئم الكسر فإنها الطريقة المثلى لعلاج هذه الفئة من المرضى.
أيضاً هناك فئة من المرضى الكبار في السن الذين لديهم هشاشة متقدمة في العظام. وهذه الفئة من المرضى لانحبذ استخدام التدخل الجراحي فيها مبكراً لأن العظام تكون رقيقة وهشة وقد لا يتمكن الجراح من استخدام المسامير بشكل جيد أثناء التثبيت. ولهذا السبب فإننا نلجأ أيضاً إلى استخدام الجبيرة الطبيبة الصناعية لفترات طويلة مع محاولة علاج مرض هشاشة العظام لإعطاء جرعات مناسبة من الكالسيوم وفيتامين د ومحاولة تجنب المشي بشكل كامل على القدم المريضة إلى أن تلتئم. وأخيراً فإن هناك فئة الأطفال الذين هم أيضاً يتعرضون بشكل كبير لكسور القدم نتيجة الأنشطة التي يمارسها الأطفال بشكل عام. ولكن الشيء الجيد في كسور القدم لدى الأطفال أن الغالبية العظمى من هذه الكسور تكون بسيطة وتلتئم بشكل سريع ويكفي استخدام الجبيرة لأسبوعين أو ثلاثة أسابيع لكي يلتئم الكسر لأن الأطفال تكون لديهم قابلية لترميم والتئام الكسور بشكل أسرع بكثير من الكبار.3
النصائح والتوصيات
على الرغم من أن كسور القدم شائعة وتقع نتيجة أسباب كثيرة إلا أن الغالبية العظمى من هذه الكسور تكون نتائج علاجها جيدة عندما يتم العلاج بالطريقة الصحيحة. ويجب مراعاة إعادة القدم لشكلها الطبيعي وإعادة العظام لشكلها الطبيعي عند علاج هذه الكسور لأن أي تشوه في وضعية العظام أو إذا التئمت العظام المكونة للقدم بشكل غير طبيعي فإنها تؤدي في المستقبل إلى صعوبة في المشي أو وجود آلام عند المشي قد تصبح مزمنة وتؤثر على حياة المريض أو المريضة خصوصاً عند الرياضيين. ولذلك فإنه يجب الحرص على متابعة دقيقة لهذه الكسور عند علاجها بالطرق التحفظية وأيضاً الحرص على إعادة العظام لوضعها الطبيعي عند علاجها بالتدخل الجراحي لضمان عودة الوظيفة الكاملة للقدم بإذن الله.
الرياض
رقة وهشاشة عظام المسنين تؤجلان خيار التدخل الجراحي المبكر
د. ياسر بن محمد البحيري
ذكرنا في العدد الماضي ان كسور القدم من أكثر أنواع الكسر شيوعاً. وهي تحدث لأسباب كثيرة ولكن على الرغم من أن الغالبية العظمى من هذه الكسور تكون حميدة إلا أن هناك حالات كثيرة تكون فيها هذه الكسور صعبة وتمثل تحدياً للطبيب المعالج. وقد استعرضنا أسباب كسور القدم ثم ذكرنا تصنيف كسور القدم بعد تطرقنا الى التشخيص وشرحنا الخطة العلاجية وذلك عندما يكون الكسر بسيطاً وتكون العظام غير متزحزحة وتكون الزوايا سليمة ويكون الجلد والأوعية الدموية المحيطة بمنطقة الكسر سليمة فإنه يمكن اللجوء إلى العلاج التحفظي اللغير جراحي. واستكمالا للحديث نتطرق اليوم الى:
ويكون التدخل الجراحي ضرورياً في الحالات التالية:
1- عندما يكون الكسر مضاعفاً بحيث تكون هناك جروح عميقة في منطقة الكسر أو يكون العظم بارزاً من خلال هذه الجروح حيث أنه في هذه الحالات تكون هناك احتمالية كبيرة بحدوث التهابات جرثومية ولذلك فإن التدخل الجراحي يكون ضرورياً لغسل منطقة الجرح والكسر أثناء العملية غسلاً كاملاً وإعادة العظام المكسورة لبعضها البعض وتثبيتها وخياطة الجرح ووضع جبيرة طبية.
2- عندما يكون العظام المكسورة متفتتة أو متباعدة بشكل كبير عن بعضها البعض يكون التدخل الجراحي ضرورياً لإعادة هذه العظام لوضعها الطبيعي وبعد ذلك يتم عمل تثبيت لها باستخدام أسياخ أومسامير أو براغي طبية لضمان تماسكها في الوضعية الطبيعية.
3- عندما تصاحب الكسور حالات تمزق شديد في الأربطة والأوتار المحيطة بالقدم والكاحل. في هذه الحالات يجب عمل تدخل جراحي لتثبيت الكسر ولخياطة التمزق في هذه الأربطة والأوتار لأن تركها بدون جراحة وخياطة سوف يؤدي إلى عدم التئامها.
4- في الحالات التي يكون فيها الكسر شديداً وتصاحبه إصابة في الشرايين والأوعية الدموية أو في الأعصاب الطرفية الكبيرة وفي هذه الحالات يتم تثبيت الكسر ويتم عمل ترقيع أو خياطة للشرايين المقطوعة لإعادة الدورة الدموية الطبيعية إلى القدم.
هذه العمليات الجراحية عادةً ما تتم تحت تخدير نصفي أو تخدير كامل. وخلال العملية يتم تنظيف الجرح إذا وجد وتثبيت الكسر وإعادة العظام إلى وضعها الطبيعي. وبعد العملية يتم وضع نصف جبيرة للرجل المكسورة ويتم إعطاء المريض المضادات الحيوية والأدوية المانعة للجلطات والأدوية المسكنة للآلام. وأيضاً يتم عمل جلسات علاج طبيعي للمريض لكي يستطيع القيام من السرير والحركة والمشي باستخدام العكاكيز الطبية وبدون وضع أي وزن على القدم التي تم إجراء الجراحة فيها. وفي الغالبية العظمى من المرضى الذين تتم لهم هذه العمليات الجراحية تكون النتائج ممتازة ويلتئم الجرح بشكل تام بإذن الله.
الوضعيات الخالصة
هناك بعض المرضى الذين تكون لديهم أمراض أخرى تجعل من علاج هذه الكسور صعباً. فمثلاً المريض المصاب بمرض السكري المتقدم والذي لديه أو لديها قدم الشاركوت وفقدان للإحساس في منطقة القدم ونقصان شديد في التروية وقصور في الدورة الدموية حول منطقة القدم فإنه في هذه الحالات يكون التدخل الجراحي محفوفاً بالمخاطر حيث تزيد نسبة حدوث الإلتهابات الجرثومية أو نسبة عدم التئام الجروح ولذلك فإنه في هذه الحالات يفضل عدم إجراء جراحة لهذه القدم. أيضا ً في المقابل فإن استخدام الجبيرة الطبية بطريقة خاطئة يمكن أن يؤدي إلى وضع ضغوط على الجلد المريض العديم الإحساس ويؤدي إلى ظهور تقرحات. ولهذا السبب فإنه يجب الحرص عند علاج هؤلاء المرضى ويمكن علاج الكسور في هذه الفئة من المرضى عن طريق استخدام جبيرة طبية صناعية قابلة للإزالة في البيت بحيث يقوم المريض أو العائلة بإزالتها وتفحص القدم المصابة والعناية بها بوضع المراهم المرطبة للمحافظة على الجلد ومن ثم العودة لاستخدام الجبيرة. وعلى الرغم من أن هذه الطريقة متعبة وقد تستغرق وقتاً أطول إلى أن يلتئم الكسر فإنها الطريقة المثلى لعلاج هذه الفئة من المرضى.
أيضاً هناك فئة من المرضى الكبار في السن الذين لديهم هشاشة متقدمة في العظام. وهذه الفئة من المرضى لانحبذ استخدام التدخل الجراحي فيها مبكراً لأن العظام تكون رقيقة وهشة وقد لا يتمكن الجراح من استخدام المسامير بشكل جيد أثناء التثبيت. ولهذا السبب فإننا نلجأ أيضاً إلى استخدام الجبيرة الطبيبة الصناعية لفترات طويلة مع محاولة علاج مرض هشاشة العظام لإعطاء جرعات مناسبة من الكالسيوم وفيتامين د ومحاولة تجنب المشي بشكل كامل على القدم المريضة إلى أن تلتئم. وأخيراً فإن هناك فئة الأطفال الذين هم أيضاً يتعرضون بشكل كبير لكسور القدم نتيجة الأنشطة التي يمارسها الأطفال بشكل عام. ولكن الشيء الجيد في كسور القدم لدى الأطفال أن الغالبية العظمى من هذه الكسور تكون بسيطة وتلتئم بشكل سريع ويكفي استخدام الجبيرة لأسبوعين أو ثلاثة أسابيع لكي يلتئم الكسر لأن الأطفال تكون لديهم قابلية لترميم والتئام الكسور بشكل أسرع بكثير من الكبار.3
النصائح والتوصيات
على الرغم من أن كسور القدم شائعة وتقع نتيجة أسباب كثيرة إلا أن الغالبية العظمى من هذه الكسور تكون نتائج علاجها جيدة عندما يتم العلاج بالطريقة الصحيحة. ويجب مراعاة إعادة القدم لشكلها الطبيعي وإعادة العظام لشكلها الطبيعي عند علاج هذه الكسور لأن أي تشوه في وضعية العظام أو إذا التئمت العظام المكونة للقدم بشكل غير طبيعي فإنها تؤدي في المستقبل إلى صعوبة في المشي أو وجود آلام عند المشي قد تصبح مزمنة وتؤثر على حياة المريض أو المريضة خصوصاً عند الرياضيين. ولذلك فإنه يجب الحرص على متابعة دقيقة لهذه الكسور عند علاجها بالطرق التحفظية وأيضاً الحرص على إعادة العظام لوضعها الطبيعي عند علاجها بالتدخل الجراحي لضمان عودة الوظيفة الكاملة للقدم بإذن الله.
الرياض