أورام القولون والمستقيم
أورام القولون والمستقيم
د. سمر الحمود
القولون (الأمعاء الغليظة) والمستقيم هو الجزء الأخير من الجهاز الهضمي وتنقسم الأورام التي تصيب هذا الجزء إلى نوعين: وهي الأورام الحميدة مثل اللحميات أولاً، وثانياً الأورام الخبيثة والتي تعتبر من أكثر الأورام شيوعاً وفقاً للسجل الوطني للأورام في المملكة العربية السعودية حيت تأتي في المرتبة الثانية بعد أورام الثدي لدى النساء، وفي المرتبة الأولى لدى الرجال، وتعتبر أورام القولون والمستقيم الخبيثة من الأمراض التي يمكن الوقاية منها عن طريق الفحص المبكر بالمنظار، كما أن نسبه الشفاء منها في حالة الاكتشاف المبكر تصل إلى أكثر من ٩٠٪ بإذن الله تعالى.
وللحديث عن أسباب الإصابة بأورام القولون والمستقيم، فيمكن تقسيم حالات الإصابة إلى حالات متفرقة أو عائلية ففي الحالات المتفرقة وهي الأكثر شيوعا لا يوجد لدى المصاب تاريخ عائلي بالإصابة وعادة ما تحدث فوق سن الخمسين وتصيب الرجال أكثر من النساء ومن عوامل حدوث المرض:
* اللحميات الحميدة والتي مع مرور الوقت تتحول إلى أورام خبيثة إذا لم يتم استئصالها في الوقت المناسب وهنا تأتي أهمية الفحص المبكر بالمنظار.
* بعض العوامل الأخرى والتي تزيد من مخاطر الإصابة بالورم مثل السمنة، وعدم ممارسة الرياضة، والتدخين، وتناول المشروبات الكحولية، تناول الدهون، وعدم تناول الألياف بكميات كافية، ووجود تاريخ مرضي طويل لالتهاب القولون التقرحي.
أما بالنسبة للنوع الآخر وهو العائلي أو الوراثي فنسبته أقل ويحدث عبر أجيال عديدة من نفس العائلة والمصابين عادة لديهم تاريخ عائلي ولهم أقارب من الدرجة الأولى مصابين باللحميات الوراثية وهذا النوع يحدث نتيجة لوجود خلل في الجينات وينتج عنه تولد للحيمات داخل الغشاء المبطن للقولون والمستقيم، هذه اللحيمات الوراثية إن تركت بدون معالجة طبية، تحولت إلى أورام خبيثة وحالياً في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث يمكن تحديد التغير الجيني والذي يمكن من خلال معرفته فحص بقية أقرباء المريض ومن ثم التدخل الجراحي لإزالة القولون قبل تحول اللحميات إلى أورام سرطانية.
وكثيراً ما يتم السؤال عن الأعراض الدالة على وجود الأورام، وعادة لا تنتج اللحميات أية أعراض وغالباً ما تكتشف صدفة، خلال تنظير القولون وعند وجود أعراض فأغلبها قد تكون شائعة، ويمكن أن تظهر في حالات أخرى مثل القولون العصبي، أو التهابات القولون التقرحية، أوالبواسير، لذا يجب عدم إهمالها والقيام بالفحص المبكر لزيادة نسبه الشفاء.
والأعراض التي يمكن ملاحظتها هي:
* وجود دم مع البراز.
* تغير في طبيعة البراز كالإمساك او الإسهال.
* خروج المخاط مع البراز.
* الشعور بعدم استكمال الإخراج، أو الحاجة الملحة للإخراج.
* وجود آلام في البطن.
* فقدان الوزن ونقص في الشهية والشعور بالإرهاق.
طرق تشخيص أورام القولون والمستقيم:
* الفحص السريري، ويتضمن فحص المستقيم بالمنظار.
* التحاليل المخبرية، كتحليل مستوى الهموجلوبين بالدم وكذلك وظائف الكلى والكبد وتحليل دم معين لمعرفة نشاط الورم.
* الأشعة على حسب ما يرى الطبيب مثل الأشعة الملونة للقولون، أو الأشعة المقطعية و المغناطيسية، والأشعة فوق الصوتية عبر المستقيم، أو الأشعة النووية (البزوترون).
* منظار القولون والمستقيم مع أخذ عينات ويقوم الطبيب المختص بتحديد أنواع الفحوصات على حسب الحالة.
طرق علاج أورام القولون والمستقيم:
إن اكتشاف هذا المرض في طور مبكر مهم جداً، إذ أنه يسمح بالشفاء التام كما أن سبل العلاج شهدت تطوراً كبيراً وأصبحت ذات فعالية عالية وقد تستغرق مدة العلاج فتره طويلة في بعض الحالات إذ أنه من الضروري أن يتعاون المريض خلال هذه الفترة حتى يتم التوصل إلى النتائج المرجوة من العلاج وهنا يأتي دور وأهمية مساندة الأهل والأقرباء.
وهناك عدة عوامل تحدد الخطة العلاجية لكل مريض مثل حجم الورم وموقعه فمثلاً يختلف العلاج إذا كان الورم في القولون أو المستقيم وكذلك على حسب مرحلة المرض والحالة الصحية للمريض وقد يتطلب العلاج عده مراحل كالجراحة والعلاج بالأشعة وكذلك العلاج الكيميائي ويتم الإشراف عليها من قبل متخصصين في هذا المجال.
أما الجراحة وهي العلاج الأساسي والذي يتضمن استئصال الجزء المصاب بالورم مع استئصال الغدد اللمفاوية المحيطة به ليتم تحديد مرحلة المرض وذلك عن طريق عملية جراحية بالمنظار أو إجراء عملية جراحية عن طريق بطن ويتم تحديد نوع العملية من قبل الجراح المختص.
العلاج الكيميائي:
وهو علاج مساعد يعطى عن طريق الفم أو الوريد قبل أو بعد العلاج الجراحي على حسب ما يحدده الطبيب المختص.
العلاج الإشعاعي : يستخدم كعلاج مساعد وتحضيري قبل العملية مع العلاج الكيميائي في حالة أورام المستقيم فقط.
الوقاية من أورام القولون والمستقيم:
إن ما يميز هذا الورم عن بقية الأمراض هي الوقاية، ان الوقاية منه تكون قبل حدوثه وذلك عن طريق
اتباع نمط صحي يقلل من الإصابة بالأورام بإذن الله، كممارسة الرياضة، والغذاء الصحي مثل تناول الألياف وتجنب الأطعمة الغنية بالدهون، والأهم هو القيام بالفحص المبكر بالمنظار للقولون عند سن الخمسين.
إن الوعي الصحي في المجتمعات الحديثة يعتبر احدى ركائز النهضة للارتقاء بهذه المجتمعات إلى الأفضل ومن ثم الحفاظ على صحة الأفراد الذين يعيشون داخل كيانها، ولأهمية تمتع مجتمعنا بالصحة فلقد تبنت الجمعية السعودية لجراحة القولون والمستقيم والفصل السعودي لمعالجة المفاغرة المعوية نشر التوعية الصحية في مجال أمراض القولون والمستقيم.
لذلك سيقيم مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالتعاون مع الجمعية السعودية لجراحة القولون والمستقيم والفصل السعودي لمعالجة المفاغرة المعوية يوماً توعوياً موجهاً للمرضى والجمهور حول الوقاية والعلاج لأمراض القولون والمستقيم تحت عنوان (الفحص المبكر قد ينقذ حياتك)، نتمنى أن تعم به الفائدة وأن يلقى قبولاً لديكم وأن تشاركوا وتتعرفوا على كل ما هو جديد وتطرحوا ما لديكم من تساؤلات حول هذا الموضوع لأنها صحتكم وحياتكم ولأنها تهمنا جداً.
الرياض
د. سمر الحمود
القولون (الأمعاء الغليظة) والمستقيم هو الجزء الأخير من الجهاز الهضمي وتنقسم الأورام التي تصيب هذا الجزء إلى نوعين: وهي الأورام الحميدة مثل اللحميات أولاً، وثانياً الأورام الخبيثة والتي تعتبر من أكثر الأورام شيوعاً وفقاً للسجل الوطني للأورام في المملكة العربية السعودية حيت تأتي في المرتبة الثانية بعد أورام الثدي لدى النساء، وفي المرتبة الأولى لدى الرجال، وتعتبر أورام القولون والمستقيم الخبيثة من الأمراض التي يمكن الوقاية منها عن طريق الفحص المبكر بالمنظار، كما أن نسبه الشفاء منها في حالة الاكتشاف المبكر تصل إلى أكثر من ٩٠٪ بإذن الله تعالى.
وللحديث عن أسباب الإصابة بأورام القولون والمستقيم، فيمكن تقسيم حالات الإصابة إلى حالات متفرقة أو عائلية ففي الحالات المتفرقة وهي الأكثر شيوعا لا يوجد لدى المصاب تاريخ عائلي بالإصابة وعادة ما تحدث فوق سن الخمسين وتصيب الرجال أكثر من النساء ومن عوامل حدوث المرض:
* اللحميات الحميدة والتي مع مرور الوقت تتحول إلى أورام خبيثة إذا لم يتم استئصالها في الوقت المناسب وهنا تأتي أهمية الفحص المبكر بالمنظار.
* بعض العوامل الأخرى والتي تزيد من مخاطر الإصابة بالورم مثل السمنة، وعدم ممارسة الرياضة، والتدخين، وتناول المشروبات الكحولية، تناول الدهون، وعدم تناول الألياف بكميات كافية، ووجود تاريخ مرضي طويل لالتهاب القولون التقرحي.
أما بالنسبة للنوع الآخر وهو العائلي أو الوراثي فنسبته أقل ويحدث عبر أجيال عديدة من نفس العائلة والمصابين عادة لديهم تاريخ عائلي ولهم أقارب من الدرجة الأولى مصابين باللحميات الوراثية وهذا النوع يحدث نتيجة لوجود خلل في الجينات وينتج عنه تولد للحيمات داخل الغشاء المبطن للقولون والمستقيم، هذه اللحيمات الوراثية إن تركت بدون معالجة طبية، تحولت إلى أورام خبيثة وحالياً في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث يمكن تحديد التغير الجيني والذي يمكن من خلال معرفته فحص بقية أقرباء المريض ومن ثم التدخل الجراحي لإزالة القولون قبل تحول اللحميات إلى أورام سرطانية.
وكثيراً ما يتم السؤال عن الأعراض الدالة على وجود الأورام، وعادة لا تنتج اللحميات أية أعراض وغالباً ما تكتشف صدفة، خلال تنظير القولون وعند وجود أعراض فأغلبها قد تكون شائعة، ويمكن أن تظهر في حالات أخرى مثل القولون العصبي، أو التهابات القولون التقرحية، أوالبواسير، لذا يجب عدم إهمالها والقيام بالفحص المبكر لزيادة نسبه الشفاء.
والأعراض التي يمكن ملاحظتها هي:
* وجود دم مع البراز.
* تغير في طبيعة البراز كالإمساك او الإسهال.
* خروج المخاط مع البراز.
* الشعور بعدم استكمال الإخراج، أو الحاجة الملحة للإخراج.
* وجود آلام في البطن.
* فقدان الوزن ونقص في الشهية والشعور بالإرهاق.
طرق تشخيص أورام القولون والمستقيم:
* الفحص السريري، ويتضمن فحص المستقيم بالمنظار.
* التحاليل المخبرية، كتحليل مستوى الهموجلوبين بالدم وكذلك وظائف الكلى والكبد وتحليل دم معين لمعرفة نشاط الورم.
* الأشعة على حسب ما يرى الطبيب مثل الأشعة الملونة للقولون، أو الأشعة المقطعية و المغناطيسية، والأشعة فوق الصوتية عبر المستقيم، أو الأشعة النووية (البزوترون).
* منظار القولون والمستقيم مع أخذ عينات ويقوم الطبيب المختص بتحديد أنواع الفحوصات على حسب الحالة.
طرق علاج أورام القولون والمستقيم:
إن اكتشاف هذا المرض في طور مبكر مهم جداً، إذ أنه يسمح بالشفاء التام كما أن سبل العلاج شهدت تطوراً كبيراً وأصبحت ذات فعالية عالية وقد تستغرق مدة العلاج فتره طويلة في بعض الحالات إذ أنه من الضروري أن يتعاون المريض خلال هذه الفترة حتى يتم التوصل إلى النتائج المرجوة من العلاج وهنا يأتي دور وأهمية مساندة الأهل والأقرباء.
وهناك عدة عوامل تحدد الخطة العلاجية لكل مريض مثل حجم الورم وموقعه فمثلاً يختلف العلاج إذا كان الورم في القولون أو المستقيم وكذلك على حسب مرحلة المرض والحالة الصحية للمريض وقد يتطلب العلاج عده مراحل كالجراحة والعلاج بالأشعة وكذلك العلاج الكيميائي ويتم الإشراف عليها من قبل متخصصين في هذا المجال.
أما الجراحة وهي العلاج الأساسي والذي يتضمن استئصال الجزء المصاب بالورم مع استئصال الغدد اللمفاوية المحيطة به ليتم تحديد مرحلة المرض وذلك عن طريق عملية جراحية بالمنظار أو إجراء عملية جراحية عن طريق بطن ويتم تحديد نوع العملية من قبل الجراح المختص.
العلاج الكيميائي:
وهو علاج مساعد يعطى عن طريق الفم أو الوريد قبل أو بعد العلاج الجراحي على حسب ما يحدده الطبيب المختص.
العلاج الإشعاعي : يستخدم كعلاج مساعد وتحضيري قبل العملية مع العلاج الكيميائي في حالة أورام المستقيم فقط.
الوقاية من أورام القولون والمستقيم:
إن ما يميز هذا الورم عن بقية الأمراض هي الوقاية، ان الوقاية منه تكون قبل حدوثه وذلك عن طريق
اتباع نمط صحي يقلل من الإصابة بالأورام بإذن الله، كممارسة الرياضة، والغذاء الصحي مثل تناول الألياف وتجنب الأطعمة الغنية بالدهون، والأهم هو القيام بالفحص المبكر بالمنظار للقولون عند سن الخمسين.
إن الوعي الصحي في المجتمعات الحديثة يعتبر احدى ركائز النهضة للارتقاء بهذه المجتمعات إلى الأفضل ومن ثم الحفاظ على صحة الأفراد الذين يعيشون داخل كيانها، ولأهمية تمتع مجتمعنا بالصحة فلقد تبنت الجمعية السعودية لجراحة القولون والمستقيم والفصل السعودي لمعالجة المفاغرة المعوية نشر التوعية الصحية في مجال أمراض القولون والمستقيم.
لذلك سيقيم مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالتعاون مع الجمعية السعودية لجراحة القولون والمستقيم والفصل السعودي لمعالجة المفاغرة المعوية يوماً توعوياً موجهاً للمرضى والجمهور حول الوقاية والعلاج لأمراض القولون والمستقيم تحت عنوان (الفحص المبكر قد ينقذ حياتك)، نتمنى أن تعم به الفائدة وأن يلقى قبولاً لديكم وأن تشاركوا وتتعرفوا على كل ما هو جديد وتطرحوا ما لديكم من تساؤلات حول هذا الموضوع لأنها صحتكم وحياتكم ولأنها تهمنا جداً.
الرياض