ماذا تفعل بأموال تعجز عن عدها؟
ماذا تفعل بأموال تعجز عن عدها؟
فهد عامر الأحمدي
أعرف أن السؤال لا يخصك، ولكنني كنت أقرأ موضوعاً عن أسباب ببيع ال"واتسآب" ب19 مليار دولار فتساءلت بصوت مسموع: ماذا سيفعل جان كوم (مؤسس الخدمة) بكل هذه النقود؟
حاول ابني حسام التخفيف من وقع الصدمة فقال: لن ينال منها سوى 4 مليارات والباقي سيأخذها من الفيسبوك كأسهم..
لم أتزحزح عن موقفي وقلت: وهل تعتقد أن الأربعة مليارات قليلة؛ فأربعة مليارات تساوي 4000 مليون دولار.. التي تساوي بدورها 15000 مليون ريال سعودي!؟
ورغم أن السؤال الذي عنونت به المقال لا يمكن تعميمه على كافة البليونيرات إلا أن مجلة فوربس رجحت أن أول شيء يشتريه الأثرياء حين يصلون للبليون الأول هو يخت أو طائرة.. وأول شيء يفكرون بشرائه حين يصلون للبليون الثاني هو يخت أو طائرة أكبر حجماً.. وحين يصلون للبليون الثالث يشترون الاثنين معا بالإضافة الى مرسى خاص ومطار صغير.. أما حين يصلون للبليون الرابع فيشعرون أنهم من القلة التي (تملك العالم) ويفكرون بشراء جزيرة يفعلون بها ما يريدون بما في ذلك المرسى والمطار والمنتجع والغيد الحسان...
وبحسب هذا الترتيب يفترض أن نسمع قريباً عن شراء جان كوم لجزيرة في سيشل أو الكاريبي دون المرور بأول ثلاث مراحل!!
... أما الخبر المحزن فهو أن أثرياء النت في تزايد مستمر في حين لم يبق على سطح الكوكب "شبر أرض" لم يطالب به أحد أو لم يدخل ضمن سيادة أي دولة. وهذه الحقيقة يجب أن يعرفها كل رجل يعجز عن عد أموله كي لا يتعرض لنفس "المقلب" الذي تعرض له البليونير الأمريكي مايكل أوليفر الذي قرر شراء جزيرة خاصة به في جنوب المحيط الأطلسي. ولأنه لم يجد الجزيرة التي يحلم بها قرر بناءها بنفسه في منطقة بحرية ضحلة شمال نيوزيلندا. وبعد صرف ملايين الدولارات على ردم البحر وتثبيت الشواطئ استلم وثيقة من مملكة تونجا تفيد بأن الجزيرة الجديدة تقع ضمن حدودها البحرية وطالبته بتسليمها. وحين رفض أوليفر طلب التسليم بعث إليه ملك تونجا أربعة قوارب مسلحة واستولى عليها بالقوة رغم أن تونجا Tonga تعد من أكبر الدول "البياعة" في العالم!!
.. على أي حال كانت هذه "غلطة جغرافية" لم أسمع بمثلها مع بقية البليونيرات. فحول العالم توجد أكثر من 300 جزيرة خاصة ينعم أصحابها بالطمأنينة ورغد العيش. وتقع معظم هذه الجزر في البحر الكاريبي حيث أثرياء أمريكا الشمالية أو في أرخبيل الجزر المتناثرة حول اندونيسيا والفيليبين وغينيا الجديدة حيث الدفء والشواطئ الساحرة.. أما في المحيط الهادي فتسمح كينيا والهند وجزر سيشل شرق مدغشقر بتأجير بعض الجزر لمدة 99 عاماً أو بيع بعضها بشرط استمرار سيادتها البحرية عليها!!
... وحتى نسمع بمايفعله جان كوم ببلاينه التسعة عشر يبقى السؤال قائماً:
ماذا يفعل الإنسان بأموال لا يكفي العمر لعدها؟
ماذا يفعل بليونيراتنا بنقود تكفي لتحقيق أحلام الشباب والعاطلين والموظفين في الأرض؟
... الجواب تجده في مقال على النت بعنوان: "البنوك الخيرية أجر ينتظر الحصاد"...
الرياض
فهد عامر الأحمدي
أعرف أن السؤال لا يخصك، ولكنني كنت أقرأ موضوعاً عن أسباب ببيع ال"واتسآب" ب19 مليار دولار فتساءلت بصوت مسموع: ماذا سيفعل جان كوم (مؤسس الخدمة) بكل هذه النقود؟
حاول ابني حسام التخفيف من وقع الصدمة فقال: لن ينال منها سوى 4 مليارات والباقي سيأخذها من الفيسبوك كأسهم..
لم أتزحزح عن موقفي وقلت: وهل تعتقد أن الأربعة مليارات قليلة؛ فأربعة مليارات تساوي 4000 مليون دولار.. التي تساوي بدورها 15000 مليون ريال سعودي!؟
ورغم أن السؤال الذي عنونت به المقال لا يمكن تعميمه على كافة البليونيرات إلا أن مجلة فوربس رجحت أن أول شيء يشتريه الأثرياء حين يصلون للبليون الأول هو يخت أو طائرة.. وأول شيء يفكرون بشرائه حين يصلون للبليون الثاني هو يخت أو طائرة أكبر حجماً.. وحين يصلون للبليون الثالث يشترون الاثنين معا بالإضافة الى مرسى خاص ومطار صغير.. أما حين يصلون للبليون الرابع فيشعرون أنهم من القلة التي (تملك العالم) ويفكرون بشراء جزيرة يفعلون بها ما يريدون بما في ذلك المرسى والمطار والمنتجع والغيد الحسان...
وبحسب هذا الترتيب يفترض أن نسمع قريباً عن شراء جان كوم لجزيرة في سيشل أو الكاريبي دون المرور بأول ثلاث مراحل!!
... أما الخبر المحزن فهو أن أثرياء النت في تزايد مستمر في حين لم يبق على سطح الكوكب "شبر أرض" لم يطالب به أحد أو لم يدخل ضمن سيادة أي دولة. وهذه الحقيقة يجب أن يعرفها كل رجل يعجز عن عد أموله كي لا يتعرض لنفس "المقلب" الذي تعرض له البليونير الأمريكي مايكل أوليفر الذي قرر شراء جزيرة خاصة به في جنوب المحيط الأطلسي. ولأنه لم يجد الجزيرة التي يحلم بها قرر بناءها بنفسه في منطقة بحرية ضحلة شمال نيوزيلندا. وبعد صرف ملايين الدولارات على ردم البحر وتثبيت الشواطئ استلم وثيقة من مملكة تونجا تفيد بأن الجزيرة الجديدة تقع ضمن حدودها البحرية وطالبته بتسليمها. وحين رفض أوليفر طلب التسليم بعث إليه ملك تونجا أربعة قوارب مسلحة واستولى عليها بالقوة رغم أن تونجا Tonga تعد من أكبر الدول "البياعة" في العالم!!
.. على أي حال كانت هذه "غلطة جغرافية" لم أسمع بمثلها مع بقية البليونيرات. فحول العالم توجد أكثر من 300 جزيرة خاصة ينعم أصحابها بالطمأنينة ورغد العيش. وتقع معظم هذه الجزر في البحر الكاريبي حيث أثرياء أمريكا الشمالية أو في أرخبيل الجزر المتناثرة حول اندونيسيا والفيليبين وغينيا الجديدة حيث الدفء والشواطئ الساحرة.. أما في المحيط الهادي فتسمح كينيا والهند وجزر سيشل شرق مدغشقر بتأجير بعض الجزر لمدة 99 عاماً أو بيع بعضها بشرط استمرار سيادتها البحرية عليها!!
... وحتى نسمع بمايفعله جان كوم ببلاينه التسعة عشر يبقى السؤال قائماً:
ماذا يفعل الإنسان بأموال لا يكفي العمر لعدها؟
ماذا يفعل بليونيراتنا بنقود تكفي لتحقيق أحلام الشباب والعاطلين والموظفين في الأرض؟
... الجواب تجده في مقال على النت بعنوان: "البنوك الخيرية أجر ينتظر الحصاد"...
الرياض