الكوليسترول.. هل هو مضر وتجب محاربته؟
الكوليسترول.. هل هو مضر وتجب محاربته؟
الثقافه الصحيه تقضي على المفاهيم الخاطئة وتعزز من فرص المعالجة والشفاء
د. خالد عبد الله النمر
مازلنا نرى العديد من المفاهيم الخاطئة عن الكوليسترول وعلاجه بدرجة منتشره بين مرضى القلب وأقربائهم.. بل ونجد أحياناً هذه المفاهيم الخاطئة بين طبقة المثقفين!! وان كانت الدراسات العلمية اوضحت ان الرابط بين الثقافة الصحية والثقافة العلمية المتخصصة في مجال معين.. ضعيف!!ولذلك سنستعرض معكم بعض المفاهيم الشائعة الخاطئة عن الكوليسترول:
الأول: ان ارتفاع الكوليسترول في الدم يسبب دوخة وصداعاً وتنميلاً في الأطراف!!
وهذه من المفاهيم الخاطئة الشائعة التي نسمعها كثيرا في عيادة القلب، بل إن بعض الاشخاص يربط عدم إحساسه بهذه الاعراض بعدم وجود ارتفاع الكوليسترول لديه أصلاً!! أو على النقيض تماماً يتصور المريض أن اي صداع توتري يعاني منه بعد انفعال معين سببه ارتفاع الكوليسترول!! والحقيقة أن كلاهما مخطئان.
حيث إن الكوليسترول في الدم هو مركب دهني- بروتيني لايسبب اعراضاً في الجسم عند ارتفاعه.. إلا بعد فترة طويلة من الزمن بتأثيرها عن طريق ترسب الكوليسترول على جدران الشرايين ومن ثم التسبب بجلطات في تلك الأعضاء.
الثاني: يأخذ دواء الكوليسترول حتى يتم التحكم بمستواه.. ثم يتم إيقاف الدواء!!
وهذا من الأخطاء الشائعة في مرضى منطقة الخليج.. حيث يجب ان يعرف ان دواء الستاتين يثبط انزيم يسمى (ه.م.ج) في الكبد بدرجات متفاوته من 30-40% حسب نوع الدواء وجرعته وتركيزه في الدم.. وعند إيقاف الدواء يرجع الانزيم الى نشاطه السابق وتنتفي الفائدة التي أخذ لأجلها الدواء.. ولذلك ينصح طبيب ان يستمر عليه المريض باقي عمره مالم يحل دون ذلك معوقات طبيه تؤدي الى تغيير خطة العلاج
الثالث:إذا كنت تأخذ دواء يخفض الكولسترول.. فعندئذ يمكنك تناول ما يحلو لك!!بل إن بعض الأشخاص يأخذ حبة دواء كوليسترول قبل تناول أي وليمة دسمة!!.. ناسياً ان ارتفاع الدهون في الدم ونزولها يسبق تركيز الدواء الفعال في الدم!؟ ولذلك فليس له فائدة!!.. أضف على ذلك أنها طريقة غير صحيحة لتناول الدواء ولم يثبت انها تقلل جلطات القلب والدماغ، وهو الهدف الأساسي من استخدام دواء الكوليسترول.. وبلاشك ان أحد مصادر الكوليسترول هو الغذاء.. وعدم الانتظام على حمية بلاشك يقلل من كفاءة الدواء برفع الدهون الثلاثية بل من الممكن ان يضطر الطبيب الى جرعة أعلى او اضافة دواء خافض للدهون الثلاثية مما يزيد من احتمالية مضاعفات الدواء على الكبد والعضلات.
الرابع: ان هناك دواء في شرق آسيا يعطى عن طريق الوريد يذيب الكوليسترول وينزله في مجرى البول خلال ساعتين وبالتالي ينظف شرايين القلب من غير الحاجة الى عمليات او قسطرة!!
والحقيقه اني رأيت الكثير من المرضى وقعوا في هذه المصيدة التي اجتمع فيها تاجر جشع مع طب لاتتم مراقبته بشكل كاف في تلك الدول حيث يضحكون بذلك على البسطاء من الناس.. وبعد ان يصرف "تحويشة عمره" يرجع بخفي حنين ويطلب من الطبيب مساعدته في علاج تضيق شرايينه!! عندما يصدم ان التضيقات لاتزال موجودة رغم إنهم أكدوا له أنها اختفت نهائيا!! وللأسف ان هذا واقع عاشه كثير من المرضى.
الخامس: إن أغلب مرضى القلب لديهم ارتفاع في الكوليسترول؟
الحقيقة إنه على الرغم من ان الكوليسترول من أهم مسببات تضيق شرايين القلب إلا ان الغالبية العظمى من المرضى الذين لديهم تضيق في شرايين القلب كوليسترولهم مرتفع" نسبياً" بمعنى انه في الحدود الطبيعية للناس العاديين.. ولكنه مرتفع نسبيا لمن لديهم تضيق ولذلك يقع كثير من الاطباء في الخطأ المنتشر انه مادام كوليسترولك طبيعياً حسب معايير جهاز الفحص فلاتحتاج إلى علاج!! والمشكله أن قيم الأجهزه توضع للمعايير الطبيعيه للناس الطبيعيين.. وبالتالي فهي لاتنطبق على من لديه تضيق حاد في الشرايين أو لديه جلطة سابقة حيث يجب أن يكون الكوليسترول الضار لديه اقل من 70 ملغ في الديسيلتر.
السادس: من لديه ارتفاع في الكوليسترول لايأكل البيض اطلاقا!!
الغالبية العظمى من الكوليسترول لايأتي من الغذاء ونوعيته وإنما من التصنيع الداخلي للكبد الذي يعتمد الى حد ما الى الوراثة الجينية لانزيمات الكبد.. الغذاء بحد ذاته لا يتعدى تأثيره اكثر من 15% في مستوى الكوليسترول الضار "الذي يسمى علميا منخفض الكثافة"ولكن الحمية لها دور أكبر في مستوى الدهون الثلاثية المكتسبة وليست الوراثية.. وماتحتويه البيضة الواحدة من الكوليسترول لايتعدى 186 ملج ومايحتاجه الانسان من الكوليسترول يوميا في حدود 300 ملغ؛ ولذلك هي لاتفرق كثيرا الا في من لديهم مستوى الكوليسترول الضار ارتفاعه بسيط
السابع: اي طعام خال من الكوليسترول فهو صحي للقلب!!
وهذه دعاية استغلها التجار كثيرا في تسويق منتجاتهم بوضع عبارة "خالي من الكوليسترول" او مستوى الكوليسترول= صفر " ولم يتحدث عن الدهون المشبعة او الدهون المتحولة التي تؤثر كثير على مستوى الكوليسترول الضار في الدم او على كمية الكربوهيدرات والسعرات الحراريه فيها.. مع انها الرافد الاضعف لكوليسترول الدم.
الثامن: الكوليسترول مضر ويجب محاربته؟؟
لاضرر ولاضرار.. فالكوليسترول مادة شمعية بلورية توجد بشكل طبيعي في المخ والأعصاب والكبد والدم والعصارة الصفراوية والهرمونات الجنسية وانزيمات عملية الهضم للإنسان والحيوانات الفقارية على حد سواء.. ولايمكن للانسان ان يعيش بدونه ولكنه اذا زاد عن مستواه الطبيعي ترسب في الشرايين الدقيقة وسبب جلطات القلب والدماغ وتضيق شرايين القدمين وقصور الكلى والمشاكل الطبية الاخرى المعروفة.. ومن المعروف ان حوالي اربعة اخماس مجموع الكوليسترول في الدم يتم تصنيعه في الكبد، بينما الخمس الاخير يأتي من المصادر الغذائية.
والخلاصة: ان الكوليسترول مادة مهمة لجسم الانسان في حدودها الطبيعية وتنقلب الى ماده ضارة جدا اذا زادت عن مستواها الطبيعي ولو بواحد من عشرة من المليمول في الدم حيث من الممكن ان تسبب جلطات القلب والدماغ والوفيات المبكرة.. ولذلك لاغنى عن الفهم الدقيق لكيفية التعامل مع هذه المادة في جسم الانسان لكل من كان له قلب او ألقى السمع وهو شهيد!!
الرياض
الثقافه الصحيه تقضي على المفاهيم الخاطئة وتعزز من فرص المعالجة والشفاء
د. خالد عبد الله النمر
مازلنا نرى العديد من المفاهيم الخاطئة عن الكوليسترول وعلاجه بدرجة منتشره بين مرضى القلب وأقربائهم.. بل ونجد أحياناً هذه المفاهيم الخاطئة بين طبقة المثقفين!! وان كانت الدراسات العلمية اوضحت ان الرابط بين الثقافة الصحية والثقافة العلمية المتخصصة في مجال معين.. ضعيف!!ولذلك سنستعرض معكم بعض المفاهيم الشائعة الخاطئة عن الكوليسترول:
الأول: ان ارتفاع الكوليسترول في الدم يسبب دوخة وصداعاً وتنميلاً في الأطراف!!
وهذه من المفاهيم الخاطئة الشائعة التي نسمعها كثيرا في عيادة القلب، بل إن بعض الاشخاص يربط عدم إحساسه بهذه الاعراض بعدم وجود ارتفاع الكوليسترول لديه أصلاً!! أو على النقيض تماماً يتصور المريض أن اي صداع توتري يعاني منه بعد انفعال معين سببه ارتفاع الكوليسترول!! والحقيقة أن كلاهما مخطئان.
حيث إن الكوليسترول في الدم هو مركب دهني- بروتيني لايسبب اعراضاً في الجسم عند ارتفاعه.. إلا بعد فترة طويلة من الزمن بتأثيرها عن طريق ترسب الكوليسترول على جدران الشرايين ومن ثم التسبب بجلطات في تلك الأعضاء.
الثاني: يأخذ دواء الكوليسترول حتى يتم التحكم بمستواه.. ثم يتم إيقاف الدواء!!
وهذا من الأخطاء الشائعة في مرضى منطقة الخليج.. حيث يجب ان يعرف ان دواء الستاتين يثبط انزيم يسمى (ه.م.ج) في الكبد بدرجات متفاوته من 30-40% حسب نوع الدواء وجرعته وتركيزه في الدم.. وعند إيقاف الدواء يرجع الانزيم الى نشاطه السابق وتنتفي الفائدة التي أخذ لأجلها الدواء.. ولذلك ينصح طبيب ان يستمر عليه المريض باقي عمره مالم يحل دون ذلك معوقات طبيه تؤدي الى تغيير خطة العلاج
الثالث:إذا كنت تأخذ دواء يخفض الكولسترول.. فعندئذ يمكنك تناول ما يحلو لك!!بل إن بعض الأشخاص يأخذ حبة دواء كوليسترول قبل تناول أي وليمة دسمة!!.. ناسياً ان ارتفاع الدهون في الدم ونزولها يسبق تركيز الدواء الفعال في الدم!؟ ولذلك فليس له فائدة!!.. أضف على ذلك أنها طريقة غير صحيحة لتناول الدواء ولم يثبت انها تقلل جلطات القلب والدماغ، وهو الهدف الأساسي من استخدام دواء الكوليسترول.. وبلاشك ان أحد مصادر الكوليسترول هو الغذاء.. وعدم الانتظام على حمية بلاشك يقلل من كفاءة الدواء برفع الدهون الثلاثية بل من الممكن ان يضطر الطبيب الى جرعة أعلى او اضافة دواء خافض للدهون الثلاثية مما يزيد من احتمالية مضاعفات الدواء على الكبد والعضلات.
الرابع: ان هناك دواء في شرق آسيا يعطى عن طريق الوريد يذيب الكوليسترول وينزله في مجرى البول خلال ساعتين وبالتالي ينظف شرايين القلب من غير الحاجة الى عمليات او قسطرة!!
والحقيقه اني رأيت الكثير من المرضى وقعوا في هذه المصيدة التي اجتمع فيها تاجر جشع مع طب لاتتم مراقبته بشكل كاف في تلك الدول حيث يضحكون بذلك على البسطاء من الناس.. وبعد ان يصرف "تحويشة عمره" يرجع بخفي حنين ويطلب من الطبيب مساعدته في علاج تضيق شرايينه!! عندما يصدم ان التضيقات لاتزال موجودة رغم إنهم أكدوا له أنها اختفت نهائيا!! وللأسف ان هذا واقع عاشه كثير من المرضى.
الخامس: إن أغلب مرضى القلب لديهم ارتفاع في الكوليسترول؟
الحقيقة إنه على الرغم من ان الكوليسترول من أهم مسببات تضيق شرايين القلب إلا ان الغالبية العظمى من المرضى الذين لديهم تضيق في شرايين القلب كوليسترولهم مرتفع" نسبياً" بمعنى انه في الحدود الطبيعية للناس العاديين.. ولكنه مرتفع نسبيا لمن لديهم تضيق ولذلك يقع كثير من الاطباء في الخطأ المنتشر انه مادام كوليسترولك طبيعياً حسب معايير جهاز الفحص فلاتحتاج إلى علاج!! والمشكله أن قيم الأجهزه توضع للمعايير الطبيعيه للناس الطبيعيين.. وبالتالي فهي لاتنطبق على من لديه تضيق حاد في الشرايين أو لديه جلطة سابقة حيث يجب أن يكون الكوليسترول الضار لديه اقل من 70 ملغ في الديسيلتر.
السادس: من لديه ارتفاع في الكوليسترول لايأكل البيض اطلاقا!!
الغالبية العظمى من الكوليسترول لايأتي من الغذاء ونوعيته وإنما من التصنيع الداخلي للكبد الذي يعتمد الى حد ما الى الوراثة الجينية لانزيمات الكبد.. الغذاء بحد ذاته لا يتعدى تأثيره اكثر من 15% في مستوى الكوليسترول الضار "الذي يسمى علميا منخفض الكثافة"ولكن الحمية لها دور أكبر في مستوى الدهون الثلاثية المكتسبة وليست الوراثية.. وماتحتويه البيضة الواحدة من الكوليسترول لايتعدى 186 ملج ومايحتاجه الانسان من الكوليسترول يوميا في حدود 300 ملغ؛ ولذلك هي لاتفرق كثيرا الا في من لديهم مستوى الكوليسترول الضار ارتفاعه بسيط
السابع: اي طعام خال من الكوليسترول فهو صحي للقلب!!
وهذه دعاية استغلها التجار كثيرا في تسويق منتجاتهم بوضع عبارة "خالي من الكوليسترول" او مستوى الكوليسترول= صفر " ولم يتحدث عن الدهون المشبعة او الدهون المتحولة التي تؤثر كثير على مستوى الكوليسترول الضار في الدم او على كمية الكربوهيدرات والسعرات الحراريه فيها.. مع انها الرافد الاضعف لكوليسترول الدم.
الثامن: الكوليسترول مضر ويجب محاربته؟؟
لاضرر ولاضرار.. فالكوليسترول مادة شمعية بلورية توجد بشكل طبيعي في المخ والأعصاب والكبد والدم والعصارة الصفراوية والهرمونات الجنسية وانزيمات عملية الهضم للإنسان والحيوانات الفقارية على حد سواء.. ولايمكن للانسان ان يعيش بدونه ولكنه اذا زاد عن مستواه الطبيعي ترسب في الشرايين الدقيقة وسبب جلطات القلب والدماغ وتضيق شرايين القدمين وقصور الكلى والمشاكل الطبية الاخرى المعروفة.. ومن المعروف ان حوالي اربعة اخماس مجموع الكوليسترول في الدم يتم تصنيعه في الكبد، بينما الخمس الاخير يأتي من المصادر الغذائية.
والخلاصة: ان الكوليسترول مادة مهمة لجسم الانسان في حدودها الطبيعية وتنقلب الى ماده ضارة جدا اذا زادت عن مستواها الطبيعي ولو بواحد من عشرة من المليمول في الدم حيث من الممكن ان تسبب جلطات القلب والدماغ والوفيات المبكرة.. ولذلك لاغنى عن الفهم الدقيق لكيفية التعامل مع هذه المادة في جسم الانسان لكل من كان له قلب او ألقى السمع وهو شهيد!!
الرياض