المدينة الذكية
المدينة الذكية
د. أحلام محمد علاقي
دبي الفاتنة التي ظهرت من تحت الرمال ــ مدينة أسطورية تتلألأ ليلا وتضج بالحياة نهارا ــ جميلة حديثة فاتنة نظيفة منظمة ولكنها مثل أي مدينة كبيرة «متروبوليس» أخرى تروق للبعض وتخيف البعض الآخر.
قابلت بعض أهل دبي الأصليين ــ وإحصائيا فهم قلة ــ وهم من أكثر الخليجيين الذين رأيتهم تهذيبا وتواضعا ودماثة في الخلق من كبيرهم لصغيرهم. وكان لهم نفس الموقف من التطور السريع اللاهث والهائل في المدينة فالجميع شديد الفخر بمنجزات المدينة ولكن البعض يقول بأن دبي كبوتقة صهرت ثقافات عديدة هي المستقبل وتوجه دبي نحو استقطاب الاستثمار الوطني والأجنبي وفتح أبواب التجارة والعمل وتملك العقار لكل من يفيد البلد ويحرك اقتصادها هو نظرة حكيمة وهذا صحيح ــ ولكن البعض يريد الهوية الوطنية أن تكون أكثر ظهورا في زحام الثقافات الأخرى الكثيرة والمتنوعة.
في دبي الكل يحيا في سلام والتعايش بين الاختلافات واضح وجميل. فهناك بشر من جميع أصقاع الأرض ــ من الهند وروسيا وبريطانيا والفلبين والدول العربية والغرب الأوروبي ودول كثيرة أخرى والكل يعيش بطريقته ويمارس طقوسه ويحتفل بأعياده بحرية طالما يحترم النظام ــ فتجد من يحتفل بعيد الفطر ومن يحتفل بالكريسماس ومن يحتفل بالديفالي والكل في حاله.
والمدينة تطمح للعالمية باستمرار وتتفوق في ذلك. فمن يريد الثقافة فهناك الكثير من الجاليري الفنية وعروض الموسيقى والمسرح ومهرجانات السينما ومعارض الكتاب ومن يحب الطعام فهنا جنته فأشهر الشيف العالميين لهم مطاعم هنا مثل نوبو الياباني ورامزي البريطاني والكثير غيرهم. ومن يحب البحر والشمس واليخوت ورياضات البحر فهنا المكان ومن يحب الفروسية فقد وجد ضالته ومن يميل للصحراء فسيسعد ومن يريد التزلج على الثلج الصناعي فهو موجود. وطبعا لا داعي للحديث عن دبي جنة الشوبنج فهذا شيء مشهور ــ فالثمين والرخيص والأصل والتقليد والتراثي والحديث كله موجود طالما الجيب عمران.
والمدينة حديثة جدا ــ وهناك اهتمام بتفاصيل صغيرة فمثلا وفرت دبي مؤخرا دراجات مجانية للتجول في أماكن سياحية معينة يستخدمها الإنسان ثم يعيدها في محطات مخصوصة ــ بضمان بطاقته الائتمانية. والتدخين ممنوع في الأماكن العامة المغلقة عموما.
وفي الحقيقة فبعض ترتيبات النظام الموجود بها من ناحية الدوائر الحكومية وإمكانية إنهاء الأعمال «اون لاين» والقضاء على البيروقراطية لم أر مثله في دول أخرى متقدمة مثل بريطانيا أو سويسرا التي عشت فيهما فترة طويلة كطالبة وكمقيمة. فلو كنت مقيما ــ تذهب «لمتابعة» معاملة حكومية مثل تحويل رخصة قيادةـ
عكاظ
د. أحلام محمد علاقي
دبي الفاتنة التي ظهرت من تحت الرمال ــ مدينة أسطورية تتلألأ ليلا وتضج بالحياة نهارا ــ جميلة حديثة فاتنة نظيفة منظمة ولكنها مثل أي مدينة كبيرة «متروبوليس» أخرى تروق للبعض وتخيف البعض الآخر.
قابلت بعض أهل دبي الأصليين ــ وإحصائيا فهم قلة ــ وهم من أكثر الخليجيين الذين رأيتهم تهذيبا وتواضعا ودماثة في الخلق من كبيرهم لصغيرهم. وكان لهم نفس الموقف من التطور السريع اللاهث والهائل في المدينة فالجميع شديد الفخر بمنجزات المدينة ولكن البعض يقول بأن دبي كبوتقة صهرت ثقافات عديدة هي المستقبل وتوجه دبي نحو استقطاب الاستثمار الوطني والأجنبي وفتح أبواب التجارة والعمل وتملك العقار لكل من يفيد البلد ويحرك اقتصادها هو نظرة حكيمة وهذا صحيح ــ ولكن البعض يريد الهوية الوطنية أن تكون أكثر ظهورا في زحام الثقافات الأخرى الكثيرة والمتنوعة.
في دبي الكل يحيا في سلام والتعايش بين الاختلافات واضح وجميل. فهناك بشر من جميع أصقاع الأرض ــ من الهند وروسيا وبريطانيا والفلبين والدول العربية والغرب الأوروبي ودول كثيرة أخرى والكل يعيش بطريقته ويمارس طقوسه ويحتفل بأعياده بحرية طالما يحترم النظام ــ فتجد من يحتفل بعيد الفطر ومن يحتفل بالكريسماس ومن يحتفل بالديفالي والكل في حاله.
والمدينة تطمح للعالمية باستمرار وتتفوق في ذلك. فمن يريد الثقافة فهناك الكثير من الجاليري الفنية وعروض الموسيقى والمسرح ومهرجانات السينما ومعارض الكتاب ومن يحب الطعام فهنا جنته فأشهر الشيف العالميين لهم مطاعم هنا مثل نوبو الياباني ورامزي البريطاني والكثير غيرهم. ومن يحب البحر والشمس واليخوت ورياضات البحر فهنا المكان ومن يحب الفروسية فقد وجد ضالته ومن يميل للصحراء فسيسعد ومن يريد التزلج على الثلج الصناعي فهو موجود. وطبعا لا داعي للحديث عن دبي جنة الشوبنج فهذا شيء مشهور ــ فالثمين والرخيص والأصل والتقليد والتراثي والحديث كله موجود طالما الجيب عمران.
والمدينة حديثة جدا ــ وهناك اهتمام بتفاصيل صغيرة فمثلا وفرت دبي مؤخرا دراجات مجانية للتجول في أماكن سياحية معينة يستخدمها الإنسان ثم يعيدها في محطات مخصوصة ــ بضمان بطاقته الائتمانية. والتدخين ممنوع في الأماكن العامة المغلقة عموما.
وفي الحقيقة فبعض ترتيبات النظام الموجود بها من ناحية الدوائر الحكومية وإمكانية إنهاء الأعمال «اون لاين» والقضاء على البيروقراطية لم أر مثله في دول أخرى متقدمة مثل بريطانيا أو سويسرا التي عشت فيهما فترة طويلة كطالبة وكمقيمة. فلو كنت مقيما ــ تذهب «لمتابعة» معاملة حكومية مثل تحويل رخصة قيادةـ
عكاظ