إدارة الأزمات
إدارة الأزمات
عبدالرحمن الحبيب
يشهد عالمنا اليوم الكثير من الأزمات نتيجة للتحولات والتغيرات في مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والصحية والايديولوجية والبيئية. وقد أثرت هذه الأزمات على حياة الإنسان داخل الكيان الاجتماعي والتنظيمي وأصبحت هناك تحديات كبيرة يواجهها المفكرون والمخططون وعلماء الإدارة والعلاقات العامة في مواجهة تلك الأزمات التي تتوالى يوما بعد يوم فتختلف في طبيعتها وحجمها ونوعها وعوامل نشوئها من مجتمع إلى آخر ومن منطقة إلى أخرى. وعندما نعود إلى مصطلح ومفهوم الأزمة نجد أنها تعني (اللحظة أو الفترة الحرجة والحاسمة، والشدة، والضيق، والكرب، والحالة غير المستقرة). أما مفهوم إدارة الأزمات فكما يشير الباحثون فإنها مجموعة من الأسس النظرية والأساليب والأدوات العلمية الإدارية المختلفة للسيطرة على الحدث من خلال كفاءة وقدرة نظام صنع القرارات المبني على التخطيط الإستراتيجي السليم لمواجهة الأزمات قبل وأثناء وبعد حدوثها وتجنب سلبياتها والاستفادة من إيجابياتها.
وأصبحت إدارة الأزمات بالمفهوم الحديث علما يدرس في الجامعات ومؤسسات ومراكز التدريب منذ عام 1962م. ونجحت الدول المتقدمة في تطوير مفهوم إدارة الأزمات، وخصائصها، وأنواعها، وتصنيفاتها، ومراحلها، وأدواتها، ووسائلها. وتشير الإحصائيات إلى أن معاناة الدول النامية أشد وأكبر من الدول الصناعية في مواجهة الأخطار والأزمات والكوارث، حيث يصل حجم الخسائر المادية التي تتكبدها الدول النامية إلى عشرين ضعفا مقارنة مع ما تتكبده الدول الصناعية نتيجة للتفوق في أجهزة الرقابة والوقاية وإدارة المخاطر والأزمات، ولعل كارثة موجات المد العاتية (تسونامي) أبرز مثال على ذلك.
ويشير الباحثون أيضا إلى أن أهم نشوء الأزمة يكمن في سوء الفهم والإدراك والتقدير والإدارة غير الرشيدة والأخطاء البشرية والشائعات وتعارض الأهداف مع المصالح وسوء الرقابة والفحص والمعاينة، وقد قيل: إن أفضل اختبار لمدى نجاح أي إدارة يكمن في موقفها من الأزمة والتعامل معها.
فالتنبوء قبل وقوع الأزمات والتخطيط والإعداد الجيد لمواجهة الأزمات المتوقعة والتعامل مع المشكلات الناجمة عنها ومهارات التفاوض مع مجموعات من ثقافات متعددة ومصالح وأطراف متنوعة وعمل التحليلات للأخطار المتوقعة والتفكير الإبداعي وكيفية اختيار فرق عمل إدارة الأزمات وآليات التعامل مع وسائل الإعلام وتحديد الاستراتيجيات الوقائية اللازمة، كل هذه تعد من أولويات مهام إدارة الأزمات. وعلى هذا الأساس يأتي دور إدارة العلاقات العامة بمفهومها العلمي الحديث كعنصر أساس في نشاطات المنشآت في الاتصال الدائم والمستمر بين المؤسسات والجماهير والتي تتركز خطواتها على البحث والتخطيط والتنسيق والاتصال والتقويم وأيضاً الإشراف والمتابعة للبرامج الوقائية والبرامج العلاجية وبرامج الطوارئ، والاستفادة من إيجابيات الأزمة في زيادة تلاحم أفراد المجتمع.، لتجويد الأداء وبالتالي رفع حصيلة إنتاجياتهم بشكل مميز. ويجب أن لا نقف موقف المتفرج، وموقف رد الفعل الذي يأتي غالبا بدون تخطيط مسبق بل نحتاج إلى رسم سيناريوهات وتصورات متعددة للتعامل مع الأزمات وإعداد الفرضيات وأساليب التفاوض والتقويم والبدائل، والاستفادة من قواعد المعلومات، والذكاء الصناعي، ووسائل الإعلام في إدارة الأزمات.
عكاظ
عبدالرحمن الحبيب
يشهد عالمنا اليوم الكثير من الأزمات نتيجة للتحولات والتغيرات في مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والصحية والايديولوجية والبيئية. وقد أثرت هذه الأزمات على حياة الإنسان داخل الكيان الاجتماعي والتنظيمي وأصبحت هناك تحديات كبيرة يواجهها المفكرون والمخططون وعلماء الإدارة والعلاقات العامة في مواجهة تلك الأزمات التي تتوالى يوما بعد يوم فتختلف في طبيعتها وحجمها ونوعها وعوامل نشوئها من مجتمع إلى آخر ومن منطقة إلى أخرى. وعندما نعود إلى مصطلح ومفهوم الأزمة نجد أنها تعني (اللحظة أو الفترة الحرجة والحاسمة، والشدة، والضيق، والكرب، والحالة غير المستقرة). أما مفهوم إدارة الأزمات فكما يشير الباحثون فإنها مجموعة من الأسس النظرية والأساليب والأدوات العلمية الإدارية المختلفة للسيطرة على الحدث من خلال كفاءة وقدرة نظام صنع القرارات المبني على التخطيط الإستراتيجي السليم لمواجهة الأزمات قبل وأثناء وبعد حدوثها وتجنب سلبياتها والاستفادة من إيجابياتها.
وأصبحت إدارة الأزمات بالمفهوم الحديث علما يدرس في الجامعات ومؤسسات ومراكز التدريب منذ عام 1962م. ونجحت الدول المتقدمة في تطوير مفهوم إدارة الأزمات، وخصائصها، وأنواعها، وتصنيفاتها، ومراحلها، وأدواتها، ووسائلها. وتشير الإحصائيات إلى أن معاناة الدول النامية أشد وأكبر من الدول الصناعية في مواجهة الأخطار والأزمات والكوارث، حيث يصل حجم الخسائر المادية التي تتكبدها الدول النامية إلى عشرين ضعفا مقارنة مع ما تتكبده الدول الصناعية نتيجة للتفوق في أجهزة الرقابة والوقاية وإدارة المخاطر والأزمات، ولعل كارثة موجات المد العاتية (تسونامي) أبرز مثال على ذلك.
ويشير الباحثون أيضا إلى أن أهم نشوء الأزمة يكمن في سوء الفهم والإدراك والتقدير والإدارة غير الرشيدة والأخطاء البشرية والشائعات وتعارض الأهداف مع المصالح وسوء الرقابة والفحص والمعاينة، وقد قيل: إن أفضل اختبار لمدى نجاح أي إدارة يكمن في موقفها من الأزمة والتعامل معها.
فالتنبوء قبل وقوع الأزمات والتخطيط والإعداد الجيد لمواجهة الأزمات المتوقعة والتعامل مع المشكلات الناجمة عنها ومهارات التفاوض مع مجموعات من ثقافات متعددة ومصالح وأطراف متنوعة وعمل التحليلات للأخطار المتوقعة والتفكير الإبداعي وكيفية اختيار فرق عمل إدارة الأزمات وآليات التعامل مع وسائل الإعلام وتحديد الاستراتيجيات الوقائية اللازمة، كل هذه تعد من أولويات مهام إدارة الأزمات. وعلى هذا الأساس يأتي دور إدارة العلاقات العامة بمفهومها العلمي الحديث كعنصر أساس في نشاطات المنشآت في الاتصال الدائم والمستمر بين المؤسسات والجماهير والتي تتركز خطواتها على البحث والتخطيط والتنسيق والاتصال والتقويم وأيضاً الإشراف والمتابعة للبرامج الوقائية والبرامج العلاجية وبرامج الطوارئ، والاستفادة من إيجابيات الأزمة في زيادة تلاحم أفراد المجتمع.، لتجويد الأداء وبالتالي رفع حصيلة إنتاجياتهم بشكل مميز. ويجب أن لا نقف موقف المتفرج، وموقف رد الفعل الذي يأتي غالبا بدون تخطيط مسبق بل نحتاج إلى رسم سيناريوهات وتصورات متعددة للتعامل مع الأزمات وإعداد الفرضيات وأساليب التفاوض والتقويم والبدائل، والاستفادة من قواعد المعلومات، والذكاء الصناعي، ووسائل الإعلام في إدارة الأزمات.
عكاظ