جاك كورونا
جاك كورونا
عبدالله الحارثي
تحول كورونا إلى هاجس مقلق داخل الأسر، بل إن بعض الآباء وصل به الأمر إلى تخويف أبنائه من الخروج للشارع أو الملاهي بحجة انتشار الفيروس.
هذه التصرفات التي يتبناها البعض تثير الهلع والخوف وقد تتسبب في أمور لا يحمد عقباها، إذ أن الانسياق وراء الشائعات يساعد مروجيها على إثارة البلبلة وتخويف الناس من مرض محدود لم يصل إلى درجة الوباء التي تستدعي تضخيمه بشكل مخيف في وسائل التواصل الاجتماعي وتناقله بين أوساط الناس.
وكلنا يدرك أن الاحترازات مطلب هام وضروري لتلافي أي خطر أو مرض، ولا يعني وجود فيروس أن يؤدي ذلك إلى حرمان الأسر من الخروج ومنع الطلاب من المدارس والمساهمة في نشر الشائعات وتبنى الرسائل المغلوطة وسرعة تداولها.
قبل أيام اجتاحت جدة عاصفة ترابية، دفعتني للتوجه لصيدلية بحثا عن كمامة، وصعقت لعدم توفرها في صيدليات عدة زرتها كون الطلب عليها كبير جدا بسبب فيروس كورونا، ما اضطرني للذهاب لمركز مستلزمات طبية ووجدته قد وفر كميات كبيرة لتلبية الطلب المتزايد، وهذا يؤكد أن الشائعات دفعت البعض للاحترازات، وهذا لا يختلف كثيرا عن الفترة التي سجلت فيها حالات انفلونزا الخنازير وتسارع الناس آنذاك لشراء أدوات التعقيم وتحول إلى هاجس لدرجة أن البعض أصبحوا لا يتصافحون، وأصبح السلام بالنظر.
تعجب كثيرا عندما تستمع لأناس عقلاء يتناقشون في المجالس، وبالذات عندما يذكر لهم أن فلانا مريض، وتجد أنه يتبادر إلى الذهن مباشرة أنه مصاب بفيروس كورونا، وإذا توفي شخص بشكل طبيعي، تجد أول سؤال يطرحه البعض: «لا يكون بسبب كورونا»، وتحولت النقاشات الجادة إلى مزاح والبطل فيها كورونا.
والبعض للأسف الشديد لا يدرك مخاطر الشائعات التي قد تتسبب في حرمان المسافرين من قضاء إجازاتهم السنوية التي باتت على الأبواب في الداخل أو في الخارج، لا سيما وأنه قد تحدث تلك الشائعات مخاوف في تلك البلدان، وقد يضطرهم إلى وضع ضوابط جديدة للحصول على التأشيرات، وهذا ما نخشاه من أناس لا يدركون أن الكلمة أمانة والشائعات ضرب من ضروب الكذب ولا ينبغي علينا كمجتمع مسلم تناقلها أو التجاوب معها، ويجب علينا محاربتها بكل ما نملك.
وضع كورونا كما يؤكد وزير الصحة مطمئن وانتشار الفيروس لا يدعو للقلق والخوف أو أن يصنف كوباء، وهذا ما نتمناه جميعا، ولكن أن يكون الواقع على الأرض مقلقا لنا جميعا فهذا ما لا يتمناه أحد بالتأكيد وبالذات في ظل انتشار الشائعات.
وأمام تزايد أعداد الحالات وفي فترة وجيزة، يجب أن تكون وزارة الصحة شفافة في عرض الإحصائيات بشكل يومي وتخصص برامج مرئية ومسموعة حول الفيروس والإجراءات المتبعة وتكون من واقع المستشفيات التي تعزل فيها الحالات لتطمين الناس من جانب، ولدحض الشائعات من جانب آخر.
وما يدعو للغرابة، أن نرى العالم يتحدث عن وضع كورونا في المملكة بشفافية أكثر مما كنا نسمعه هنا من مسؤولي وزارة الصحة، وهذا يجعلنا نطالب الوزارة أن تستمر في نهج الشفافية والإفصاح ونشر الأبحاث والدراسات على موقع الوزارة وعبر كل وسائل الإعلام كما تفعل الآن.
التطمين المستمر والمبالغ فيه لا يخدم الوزارة نفسها، ويقلل من نسبة الحذر والوقاية لدى المواطن والمقيم، وربما ساهم في زيادة أعداد المصابين بالفيروس نتيجة ذلك.
ووزارة الصحة مطالبة اليوم بالشفافية أكثر من أي وقت مضى، قبل أن يتحول كورونا إلى وباء ويخرج عن السيطرة، وهذا وارد الحدوث كما هو معروف في كل حالات الإصابات الفيروسية التي تخرج عن السيطرة وتتحول إلى وباء في الغالب.
عكاظ
عبدالله الحارثي
تحول كورونا إلى هاجس مقلق داخل الأسر، بل إن بعض الآباء وصل به الأمر إلى تخويف أبنائه من الخروج للشارع أو الملاهي بحجة انتشار الفيروس.
هذه التصرفات التي يتبناها البعض تثير الهلع والخوف وقد تتسبب في أمور لا يحمد عقباها، إذ أن الانسياق وراء الشائعات يساعد مروجيها على إثارة البلبلة وتخويف الناس من مرض محدود لم يصل إلى درجة الوباء التي تستدعي تضخيمه بشكل مخيف في وسائل التواصل الاجتماعي وتناقله بين أوساط الناس.
وكلنا يدرك أن الاحترازات مطلب هام وضروري لتلافي أي خطر أو مرض، ولا يعني وجود فيروس أن يؤدي ذلك إلى حرمان الأسر من الخروج ومنع الطلاب من المدارس والمساهمة في نشر الشائعات وتبنى الرسائل المغلوطة وسرعة تداولها.
قبل أيام اجتاحت جدة عاصفة ترابية، دفعتني للتوجه لصيدلية بحثا عن كمامة، وصعقت لعدم توفرها في صيدليات عدة زرتها كون الطلب عليها كبير جدا بسبب فيروس كورونا، ما اضطرني للذهاب لمركز مستلزمات طبية ووجدته قد وفر كميات كبيرة لتلبية الطلب المتزايد، وهذا يؤكد أن الشائعات دفعت البعض للاحترازات، وهذا لا يختلف كثيرا عن الفترة التي سجلت فيها حالات انفلونزا الخنازير وتسارع الناس آنذاك لشراء أدوات التعقيم وتحول إلى هاجس لدرجة أن البعض أصبحوا لا يتصافحون، وأصبح السلام بالنظر.
تعجب كثيرا عندما تستمع لأناس عقلاء يتناقشون في المجالس، وبالذات عندما يذكر لهم أن فلانا مريض، وتجد أنه يتبادر إلى الذهن مباشرة أنه مصاب بفيروس كورونا، وإذا توفي شخص بشكل طبيعي، تجد أول سؤال يطرحه البعض: «لا يكون بسبب كورونا»، وتحولت النقاشات الجادة إلى مزاح والبطل فيها كورونا.
والبعض للأسف الشديد لا يدرك مخاطر الشائعات التي قد تتسبب في حرمان المسافرين من قضاء إجازاتهم السنوية التي باتت على الأبواب في الداخل أو في الخارج، لا سيما وأنه قد تحدث تلك الشائعات مخاوف في تلك البلدان، وقد يضطرهم إلى وضع ضوابط جديدة للحصول على التأشيرات، وهذا ما نخشاه من أناس لا يدركون أن الكلمة أمانة والشائعات ضرب من ضروب الكذب ولا ينبغي علينا كمجتمع مسلم تناقلها أو التجاوب معها، ويجب علينا محاربتها بكل ما نملك.
وضع كورونا كما يؤكد وزير الصحة مطمئن وانتشار الفيروس لا يدعو للقلق والخوف أو أن يصنف كوباء، وهذا ما نتمناه جميعا، ولكن أن يكون الواقع على الأرض مقلقا لنا جميعا فهذا ما لا يتمناه أحد بالتأكيد وبالذات في ظل انتشار الشائعات.
وأمام تزايد أعداد الحالات وفي فترة وجيزة، يجب أن تكون وزارة الصحة شفافة في عرض الإحصائيات بشكل يومي وتخصص برامج مرئية ومسموعة حول الفيروس والإجراءات المتبعة وتكون من واقع المستشفيات التي تعزل فيها الحالات لتطمين الناس من جانب، ولدحض الشائعات من جانب آخر.
وما يدعو للغرابة، أن نرى العالم يتحدث عن وضع كورونا في المملكة بشفافية أكثر مما كنا نسمعه هنا من مسؤولي وزارة الصحة، وهذا يجعلنا نطالب الوزارة أن تستمر في نهج الشفافية والإفصاح ونشر الأبحاث والدراسات على موقع الوزارة وعبر كل وسائل الإعلام كما تفعل الآن.
التطمين المستمر والمبالغ فيه لا يخدم الوزارة نفسها، ويقلل من نسبة الحذر والوقاية لدى المواطن والمقيم، وربما ساهم في زيادة أعداد المصابين بالفيروس نتيجة ذلك.
ووزارة الصحة مطالبة اليوم بالشفافية أكثر من أي وقت مضى، قبل أن يتحول كورونا إلى وباء ويخرج عن السيطرة، وهذا وارد الحدوث كما هو معروف في كل حالات الإصابات الفيروسية التي تخرج عن السيطرة وتتحول إلى وباء في الغالب.
عكاظ