في كل ذات كبد رطبة أجر
في كل ذات كبد رطبة أجر
كوكب الوادعي
شمل الإسلام بعطفه ورعايته جميع المخلوقات الموجودة على البسيطة فهي أمم كالبشر، فالحيوان له نصيب من الاهتمام والرحمة والحقوق قال تعالى في سورة الأنعام \"وما من دابّة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم\".
وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله \"بينما رجل يمشي بطريق إذ اشتد عليه العطش، فوجد بئراً فنزل فيها فشرب، ثم خرج، فإذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش، فقال الرجل: لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي بلغ مني، فنزل البئر فملأ خفه ماء، ثم أمسكه بفيه حتى رقى فسقى الكلب، فشكر الله عز وجل له، فغفر له. فقيل: يا رسول الله، إن لنا في البهائم لأجراً؟ فقال صلى الله عليه وسلم: في كل ذات كبد رطبة أجر\".
أحاديث نبوية شريفة كثيرة تأكد أن للحيوانات حقوقاً على المسلمين مراعاتها وأذكر منها حديث المرأة التي دخلت النار لأنها حبست هرتها فلاهي أطعمتها ولا تركتها.كما توجد في القرآن الكريم سور عناوينها من أسماء الحيوانات مثل \"سورة البقرة، والأنعام، والنحل،و الفيل، والعنكبوت، والنمل\".
نهى الإسلام عن إرهاق الحيوانات بما لا تطيق وقتلها دون سبب والتسلية باصطيادها وتعذيبها، وأمر المسلمين عند ذبح الحيوان بالإحسان في ذبحه، وألا يحد السكين أمامه. ويذكر الشيخ الكبيسي أن الفقه الإسلامي يلزم مالكي الدواب بسقايتهن وإطعامهن \"وإذا قصر مالك الحيوان في ذلك أجبره القضاء، فإن لم يقم للدابة بما يجب عليه من حسن تغذيتها وسقيها، باعها القاضي ولم يتركها تحت يد صاحبها تقاسي\".
وتذكر كتب التاريخ عن عدي بن حاتم أنه كان يفت الخبز للنمل، ويقول إنهن جارات ولهن حق.كما كانت تضم أسواق صنعاء سوقاً يسمى \"سوق العرج\" تجمع فيه الحيوانات التي أصيبت بعاهة فيطعمونها ولا يستخدمونها، ويقومون برعايتها حتى تموت.
من يطلع على الفقه الإسلامي يجد أحكاما كثيرة متعلقة بحقوق الحيوان، وما تنادي به جمعيات حقوق الرفق بالحيوان في الغرب ليس سوى بضاعتنا ردت إلينا. ولكن في بلداننا الإسلامية التي مازالت حقوق الإنسان فيها مهدرة ينظرون باستغراب، واستهجان لمن يتحدث عن حق الحيوان، وحسن معاملته لأنهم لم يتمتعوا بحقوقهم كبشر، وكثيرون لايصدقون أن الإسلام أعطى للحيوانات حقوقاً على البشر الالتزام بها.
المصدر: صحيفة الوطن