• ×
admin

مرض التيفوس.. القمل يساعد على انتشاره في ظل التجمعات المكتظة وعدم النظافة!

مرض التيفوس.. القمل يساعد على انتشاره في ظل التجمعات المكتظة وعدم النظافة!
يكافح بلقاحات أعدت خصيصاً للوقاية منه وللسيطرة على عدواه

أ.د. جابر سالم القحطاني

مرض التيفوس الذي يسمى كذلك الحمى النمشية هو واحد من مجموعة من الأمراض المعروفة التي تسببها الريكتسية، وهي كائنات مجهرية دقيقة لا ترى بالعين المجردة وهي تشبه البكتريا لكنها كثيراً ما تسلك سلوك الفيروسات. تقوم هذه الكائنات في جسد الإنسان بإتلاف جدران الأوعية الدموية مما يؤدي إلى النزف والطفح الجلدي. كما أن بعض الأنواع من هذه الكائنات تغزو الحيوان والإنسان وكثيراً ما يطلق على الحيوانات المصابة اسم مستودعات المرض.

ويمكن انتقال أمراض التيفوس من إنسان إلى آخر ومن الحيوانات إلى البشر بوساطة القمل والبراغيث والسوس. وتوجد عدة أنواع من التيفوس بما في ذلك التيفوس الوبائي والتيفوس الفأري والتيفوس القرادي وغير ذلك من الحميات المختلفة.

التيفوس الوبائي:

وهو يعرف كذلك باسم التيفوس التقليدي أو تيفوس القمل وهو أكثر أنواع التيفوس انتشاراً. ويتم انتشاره عن طريق القمل البشري. وقد ارتباط هذا النوع من التيفوس بالحروب والمجاعات عبر التاريخ. إذ إن التجمعات المكتظة وعدم النظافة والبؤس خلال فترات الحروب تنشط انتقال القمل الملوث من شخص لآخر. وغالباً ما يموت الجنود من التيفوس بأعداد كبيرة أكثر من أولئك الذين يموتون في القتال. فقد قدر المراقبون أن التيفوس قد قتل أكثر من ثلاثة ملايين شخص في روسيا خلال الفترة الثورية التي أعقبت الحرب العالمية الأولى والتي استمرت من عام 1914-1919م. وقد حدثت حالات من التيفوس الوبائي في شمال أفريقيا وكوريا واليابان إبان الحرب العالمية الثانية والتي استمرت من عام 1939-1945م. كما أنه كان شائعاً في العديد من معسكرات الاعتقال النازية. ويقدر العلماء أن 25 من بين كل 100 شخص مصابون بالتيفوس الوبائي يلقون حتفهم. وفي الوقت الحالي أحياناً ينتشر التيفوس الوبائي في أفريقيا وآسيا ووسط وجنوب أمريكا.

تتمثل الأعراض الأولية لكل أمراض التيفوس في الصداع والطفح الجلدي والخدر والهذيان. وقد ترتفع درجة الحرارة لدى المريض إلى اكثر من 40 ْم وتبقى عالية لثلاثة أو أربعة ايام، ثم تنخفض بسرعة. ومن المضاعفات الممكنة للمرض الالتهاب الرئوي ومشكلات القلب والدورة الدموية. ويكون الشفاء بطيئاً في العادة، لكنه في بعض الحالات يعطي مناعة تامة، إلا ان بعض الذين يشفون من التيفوس يحملون الجراثيم الحية في أجسادهم، وبعد سنوات يمكن لهذه الجراثيم أن تحدث نوبة جديدة من المرض.

التيفوس الفأري:

ويسمى كذلك بالتيفوس المستوطن، وهو شكل معتدل من المرض، ينتقل إلى البشر عن طريق براغيث الفئران. ومثله كمثل التيفوس الوبائي، يحدث في كل أنحاء العالم، لكنه لا ينتشر بالسهولة والسرعة نفسها. وقد أدى التحسن في السيطرة على أعداد الفئران وبراغيثها في المناطق الحضرية إلى انحسار حاد في حدوث مرض التيفوس الفأري.

التيفوس القرادي:

ويعرف كذلك بحمى النهر اليابانية وحمى تشتجاموشي، ويوجد في كل ارجاء قارة آسيا، وغرب المحيط الهادي، وهو شبيه في آثاره بالتيفوس الوبائي، ويتم نقله عن طريق العثة والسوس المسماة بالبراغيث الخارقة.

تيفوس التك:

وهو معروف في العديد من أرجاء العالم، يعرف أحياناً بأسماء محلية أشهرها جبال الروكي المرقطة في كل من أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية. تغزو الجراثيم قراد الأخشاب في جبال الروكي وقراد الكلب الأمريكي، ويصبح القراد ملوثاً عندما تلدغ حيوانات مثل فئران الحقول والكلاب المصابة بجرثومة المرض عندما تلدغ القرادة شخصاً ما تقوم الجرثومة إلى مجرى الدم لذلك الشخص. وقد اكتشف الأطباء هذا النوع من المرض لأول مرة في منطقة جبال الروكي في الولايات المتحدة الأمريكية.

ما هو علاج مرض التيفوس ؟

يستخدم الأطباء المضادات الحيوية وبالأخص التتراسيكلين والكلورال مفينكول لعلاج أمراض التيفوس. كما أنهم يستعملون لقاحات أعدت خصيصاً للوقاية من هذه الأمراض. وللسيطرة على انتشار المرض خاصة في ظروف الانتشار الوبائي فإن العاملين في الحقل الطبي كثيراً ما يستخدمون المبيدات الحشرية، إذ يقومون برش الناس وملابسهم بهذه المبيدات التي تقتل الحشرات الحاملة للمرض.

الرياض
بواسطة : admin
 0  0  1047