الوزن وجرعات الإنسولين.. المفهوم الخاطئ!
الوزن وجرعات الإنسولين.. المفهوم الخاطئ!
الأطباء يعتبرون الحمية والتمرين الرياضي المنتظم الحل الأمثل
د. بسام صالح عباس
لا أدري لم تترسخ المعلومة الخاطئة في مخيلة الفرد أحيانا أكثر من ترسخ المعلومة الصحيحة. أو أنه يصعب في بعض الأحيان محو معلومة خاطئة بسهولة من ذاكرة مريض السكري بعد تمركزها وترسخها. فكثير من الأوقات يأتي مريض السكري سواء ذلك المريض المصاب بمرض السكري النوع الأول المعتمد على الإنسولين أو مريض السكري النوع الثاني المعتمد على الأقراص المخفضة للسكر إلى طبيب السكري بقراءات سكر مرتفعة وحينما تسألهم أي تسأل هؤلاء المرضى عن صمتهم على هذه الارتفاعات السكرية يجيبون بأن جرعات الإنسولين يحكمها الوزن وأنه لا يمكننا زيادة جرعة الإنسولين عن مقدار معين وهو وحدة واحدة لكل كيلو جرام من الوزن. وللتحدث عن هذا الخلط للمفهوم العام عن جرعات الإنسولين وعدم التفهم الجيد والصائب له، فإننا نود التنبيه إلى أن الإنسولين ليس بالعلاج المضر كما يعتقد البعض وأن الذي يسبب الضرر هو ارتفاع السكر في الدم وليس زيادة جرعة الإنسولين. وحقيقة جرعة الإنسولين المتعارف عليها والتي يحفظها ويرددها البعض وهي وحدة واحدة لكل كيلوجرام كما أسلفنا هي معلومة صحيحة في مجملها، حيث يبدأ الطبيب عادة جرعات الإنسولين بهذا القدر ولكن الذي يحكم الجرعات فيما بعد هو قراءات السكر ومستواها في الدم وذلك بالاعتماد على القراءات المنزلية والمتابعة المتكررة لهذه القراءات.
ولكن يجب أن يدرك المريض أن طبيب السكري لا يرغب هو نفسه في زيادة جرعة الإنسولين لخفض مستويات السكر في الدم، حيث أنه، أي الطبيب، يود ضبط مستويات السكر بوسائل أخرى كالحمية والتمرين أولا وبداية. ولكن إن لم يتم ذلك ولم يتحقق، تكون الوسيلة الممكنة هي زيادة جرعات الإنسولين. والتساؤل مرة أخرى هنا هل حقيقة أن زيادة جرعات الإنسولين لا تضر كما ذكرت سابقا. وللإجابة على هذا الاستفسار المنطقي فإنه من الناحية العلمية ومن الناحية الطبية ومما يتضح كذلك من الدراسات المستفيضة أن الإنسولين لا يضر إلا في حالة أن جرعاته، أي الإنسولين، تسببت في انخفاضات بين الحين والاخر ولا يدركها الفرد بسبب عدم التقيد بالتحليل المنزلي المتكرر. إن هذه الانخفاضات سواء المدركة منها أو غير المدركة تؤدي إلى زيادة شهية المريض لتناول الطعام وبالتالي إلى زيادة الوزن مما يقلل من حساسية الجسم لهرمون الإنسولين فيما بعد. وبالتالي يدخل المريض في حلقة مغلقة. والمقصود من ذلك أن زيادة جرعة الإنسولين تخفض مستوى السكر في الدم وبالتالي تزيد الوزن وبالتالي تقلل من الاستجابة للإنسولين وبالتالي يندفع الطبيب والمريض معا إلى زيادة جرعة الإنسولين والتي تخفض مستوى السكر في الدم مرة أخرى وهلم جرا. إن علاج هذه المشكلة يكون بكسر هذه الحلقة المغلقة وهو بالتخلص من هذه الانخفاضات وعدم زيادة جرعة الإنسولين المفرطة والبحث عن وسيلة أخرى لخفض السكر إما بالحمية أو الرياضة وزيادة الحركة وهي الطريقة الأمثل في كل الأحوال.
إن مفهوم الوزن وحقن الإنسولين والعلاقة بينهما تلقي أيضا بظلالها وضلالها أيضا على مريض السكري النوع الثاني المستخدم للأقراص المخفضة للسكر. فعندما يطلب من مريض السكري النوع الثاني استخدام الإنسولين إضافة إلى الأقراص المخفضة للسكر بسبب زيادة مستويات السكر في الدم. فإن المريض يصيبه التخوف من زيادة الوزن ظنا منه أن الإنسولين مسبب رئيس لذلك مما يؤدي إلى عدم إقباله وتقبله لاستخدام الإنسولين. وخاصة النساء يصيبهم هذا التخوف أكثر من الرجال خشية زيادة الوزن. وهنا يجب التنويه الى أن السبب الرئيس في زيادة الوزن المصاحبة لاستخدام حقن الإنسولين هو انخفاض السكر بسبب عدم ضبط جرعة الإنسولين وليس الإنسولين في حد ذاته وإن التأخر أو التباطؤ في استخدام الإنسولين يؤدي إلى أضرار لا تحمد عقباها.
قد يتساءل البعض عن فترات انخفاض السكر المسببة للإحساس بالجوع وبالتالي تناول الطعام والإفراط فيه. وقد يدعي البعض أن القراءات المنزلية ليس بينها ما يدل على انخفاض للسكر. وقد يكون هذا الأمر صحيحا بصفة عامة، ولكن قد تكون هذه الانخفاضات غير ملحوظة، وقد تكون هذه الانخفاضات ليلية وفي فترة النوم أو ما بعد النوم. ولذلك ينصح دوما بتحليل السكر أثناء النوم لإثبات أو نفي هذه الانخفاضات والعمل على علاجها والتخلص منها.
ولقد توفرت في الآونة الأخيرة بعض أنواع الإنسولين التي تعمل على خفض عدد انخفاضات السكر وهي أنواع الإنسولين طويلة المفعول والتي تستمر لمدة أربع وعشرين ساعة. فقد دلت العديد من الدراسات الطبية أن مستوى انخفاض السكر الليلي وكذلك النهاري أقل بسبب استخدام هذه الأنواع الجديدة والتي تحضر على شكل أقلام سهلة الاستخدام والحمل والخزن. ولذلك أثبتت الدراسات أن الأنواع الجديدة والتي تعرف باسم مثيلات الإنسولين تخفض الوزن ولا تزيده كما معروف عن الإنسولين وقد يكون ذلك بسبب قدرتها على ضبط مستويات السكر ومعدلات السكر التراكمية من دون خفض للسكر.
إن ضبط جرعات الإنسولين ليس بالأمر السهل كما يعتقد البعض والموازنة بين جرعات الإنسولين ومستوى السكر في الدم وانخفاضات السكر وزيادة الوزن يحتاج إلى جهد ومتابعة وبذل الوقت وكذلك الصبر وعدم اليأس. فالمسألة لا بد أن تأخذ على كونها نوع من التحدي والمثابرة للوصول إلى الهدف المرجو والغاية المطلوبة. وما نشاهده لدى البعض من اليأس في بداية الطريق والتخلي عن التحليل المنزلي لهو سبب رئيس في الإصابة بانخفاضات السكر وبالتالي زيادة الوزن.
يعتبر الأطباء التمرين الرياضي المنتظم الحل الأمثل لزيادة حساسية الإنسولين وذلك بسبب نقص الوزن من ناحية وحرق السعرات الحرارية من ناحية أخرى. وهنا لا نتحدث عن التمرين الرياضي المقتصر على المشي فقط وإنما التمرين الرياضي الذي يرافقه ارتفاع في عدد نبضات القلب والتي تؤدي بدورها إلى حرق السعرات الحرارية ونقص الوزن. إن هذا النوع من الرياضة هو الذي يزيد من حساسية الإنسولين والتخلص من الوزن الزائد ويساعد على العمل على خفض جرعات الإنسولين.
الرياض
الأطباء يعتبرون الحمية والتمرين الرياضي المنتظم الحل الأمثل
د. بسام صالح عباس
لا أدري لم تترسخ المعلومة الخاطئة في مخيلة الفرد أحيانا أكثر من ترسخ المعلومة الصحيحة. أو أنه يصعب في بعض الأحيان محو معلومة خاطئة بسهولة من ذاكرة مريض السكري بعد تمركزها وترسخها. فكثير من الأوقات يأتي مريض السكري سواء ذلك المريض المصاب بمرض السكري النوع الأول المعتمد على الإنسولين أو مريض السكري النوع الثاني المعتمد على الأقراص المخفضة للسكر إلى طبيب السكري بقراءات سكر مرتفعة وحينما تسألهم أي تسأل هؤلاء المرضى عن صمتهم على هذه الارتفاعات السكرية يجيبون بأن جرعات الإنسولين يحكمها الوزن وأنه لا يمكننا زيادة جرعة الإنسولين عن مقدار معين وهو وحدة واحدة لكل كيلو جرام من الوزن. وللتحدث عن هذا الخلط للمفهوم العام عن جرعات الإنسولين وعدم التفهم الجيد والصائب له، فإننا نود التنبيه إلى أن الإنسولين ليس بالعلاج المضر كما يعتقد البعض وأن الذي يسبب الضرر هو ارتفاع السكر في الدم وليس زيادة جرعة الإنسولين. وحقيقة جرعة الإنسولين المتعارف عليها والتي يحفظها ويرددها البعض وهي وحدة واحدة لكل كيلوجرام كما أسلفنا هي معلومة صحيحة في مجملها، حيث يبدأ الطبيب عادة جرعات الإنسولين بهذا القدر ولكن الذي يحكم الجرعات فيما بعد هو قراءات السكر ومستواها في الدم وذلك بالاعتماد على القراءات المنزلية والمتابعة المتكررة لهذه القراءات.
ولكن يجب أن يدرك المريض أن طبيب السكري لا يرغب هو نفسه في زيادة جرعة الإنسولين لخفض مستويات السكر في الدم، حيث أنه، أي الطبيب، يود ضبط مستويات السكر بوسائل أخرى كالحمية والتمرين أولا وبداية. ولكن إن لم يتم ذلك ولم يتحقق، تكون الوسيلة الممكنة هي زيادة جرعات الإنسولين. والتساؤل مرة أخرى هنا هل حقيقة أن زيادة جرعات الإنسولين لا تضر كما ذكرت سابقا. وللإجابة على هذا الاستفسار المنطقي فإنه من الناحية العلمية ومن الناحية الطبية ومما يتضح كذلك من الدراسات المستفيضة أن الإنسولين لا يضر إلا في حالة أن جرعاته، أي الإنسولين، تسببت في انخفاضات بين الحين والاخر ولا يدركها الفرد بسبب عدم التقيد بالتحليل المنزلي المتكرر. إن هذه الانخفاضات سواء المدركة منها أو غير المدركة تؤدي إلى زيادة شهية المريض لتناول الطعام وبالتالي إلى زيادة الوزن مما يقلل من حساسية الجسم لهرمون الإنسولين فيما بعد. وبالتالي يدخل المريض في حلقة مغلقة. والمقصود من ذلك أن زيادة جرعة الإنسولين تخفض مستوى السكر في الدم وبالتالي تزيد الوزن وبالتالي تقلل من الاستجابة للإنسولين وبالتالي يندفع الطبيب والمريض معا إلى زيادة جرعة الإنسولين والتي تخفض مستوى السكر في الدم مرة أخرى وهلم جرا. إن علاج هذه المشكلة يكون بكسر هذه الحلقة المغلقة وهو بالتخلص من هذه الانخفاضات وعدم زيادة جرعة الإنسولين المفرطة والبحث عن وسيلة أخرى لخفض السكر إما بالحمية أو الرياضة وزيادة الحركة وهي الطريقة الأمثل في كل الأحوال.
إن مفهوم الوزن وحقن الإنسولين والعلاقة بينهما تلقي أيضا بظلالها وضلالها أيضا على مريض السكري النوع الثاني المستخدم للأقراص المخفضة للسكر. فعندما يطلب من مريض السكري النوع الثاني استخدام الإنسولين إضافة إلى الأقراص المخفضة للسكر بسبب زيادة مستويات السكر في الدم. فإن المريض يصيبه التخوف من زيادة الوزن ظنا منه أن الإنسولين مسبب رئيس لذلك مما يؤدي إلى عدم إقباله وتقبله لاستخدام الإنسولين. وخاصة النساء يصيبهم هذا التخوف أكثر من الرجال خشية زيادة الوزن. وهنا يجب التنويه الى أن السبب الرئيس في زيادة الوزن المصاحبة لاستخدام حقن الإنسولين هو انخفاض السكر بسبب عدم ضبط جرعة الإنسولين وليس الإنسولين في حد ذاته وإن التأخر أو التباطؤ في استخدام الإنسولين يؤدي إلى أضرار لا تحمد عقباها.
قد يتساءل البعض عن فترات انخفاض السكر المسببة للإحساس بالجوع وبالتالي تناول الطعام والإفراط فيه. وقد يدعي البعض أن القراءات المنزلية ليس بينها ما يدل على انخفاض للسكر. وقد يكون هذا الأمر صحيحا بصفة عامة، ولكن قد تكون هذه الانخفاضات غير ملحوظة، وقد تكون هذه الانخفاضات ليلية وفي فترة النوم أو ما بعد النوم. ولذلك ينصح دوما بتحليل السكر أثناء النوم لإثبات أو نفي هذه الانخفاضات والعمل على علاجها والتخلص منها.
ولقد توفرت في الآونة الأخيرة بعض أنواع الإنسولين التي تعمل على خفض عدد انخفاضات السكر وهي أنواع الإنسولين طويلة المفعول والتي تستمر لمدة أربع وعشرين ساعة. فقد دلت العديد من الدراسات الطبية أن مستوى انخفاض السكر الليلي وكذلك النهاري أقل بسبب استخدام هذه الأنواع الجديدة والتي تحضر على شكل أقلام سهلة الاستخدام والحمل والخزن. ولذلك أثبتت الدراسات أن الأنواع الجديدة والتي تعرف باسم مثيلات الإنسولين تخفض الوزن ولا تزيده كما معروف عن الإنسولين وقد يكون ذلك بسبب قدرتها على ضبط مستويات السكر ومعدلات السكر التراكمية من دون خفض للسكر.
إن ضبط جرعات الإنسولين ليس بالأمر السهل كما يعتقد البعض والموازنة بين جرعات الإنسولين ومستوى السكر في الدم وانخفاضات السكر وزيادة الوزن يحتاج إلى جهد ومتابعة وبذل الوقت وكذلك الصبر وعدم اليأس. فالمسألة لا بد أن تأخذ على كونها نوع من التحدي والمثابرة للوصول إلى الهدف المرجو والغاية المطلوبة. وما نشاهده لدى البعض من اليأس في بداية الطريق والتخلي عن التحليل المنزلي لهو سبب رئيس في الإصابة بانخفاضات السكر وبالتالي زيادة الوزن.
يعتبر الأطباء التمرين الرياضي المنتظم الحل الأمثل لزيادة حساسية الإنسولين وذلك بسبب نقص الوزن من ناحية وحرق السعرات الحرارية من ناحية أخرى. وهنا لا نتحدث عن التمرين الرياضي المقتصر على المشي فقط وإنما التمرين الرياضي الذي يرافقه ارتفاع في عدد نبضات القلب والتي تؤدي بدورها إلى حرق السعرات الحرارية ونقص الوزن. إن هذا النوع من الرياضة هو الذي يزيد من حساسية الإنسولين والتخلص من الوزن الزائد ويساعد على العمل على خفض جرعات الإنسولين.
الرياض