ليلة الامتحان.. قلة النوم تؤثر سلباً في أداء الطالب وتُضعف التركيز والذاكرة
ليلة الامتحان.. قلة النوم تؤثر سلباً في أداء الطالب وتُضعف التركيز والذاكرة
تجنب الغفوات النهارية والعمل على الكمبيوتر قبل النوم بساعتين
أ.د. أحمد سالم باهمام
تبدأ الأسبوع القادم الامتحانات النهائية ويستعد الطلاب بالمذاكرة وقد يسهر بعضهم أو يواصل الليل بالنهار لتحصيل ما فاته ولتحقيق نتائج أفضل في الامتحانات. لذلك نرى من المناسب في هذا الوقت تذكير الطلاب ووالدِيهم بأهمية النوم الجيد ليلة الامتحان لأداءٍ وتركيز أفضل ونسوق في هذا المقال بعض الحقائق العلمية والأبحاث التي تبين أهمية النوم الجيد لأداء أفضل في الامتحانات.
فالنوم مهم لعمل توازن للناقلات العصبية داخل المخ المهمة لعمل المخ بصورة جيدة. فهناك نواقل عصبية تزداد خلال اليقظة وارتفاع مستواها وتجمعها خلال اليقظة لفترات طويلة قد يسبب الشعور بالنعاس وضعف التركيز (مثل الأدينوسين)، لذلك يحتاج الجسم للنوم حتى تعيد الخلايا العصبية توازنها وتستقر وظائف المخ وتعود النواقل العصبية إلى مستواها الطبيعي.
ويعتقد الكثير من الباحثين والتربويين أن نقصان مدة النوم أو اضطراب النوم يؤدي إلى نقص القدرة على التحصيل العلمي والأداء بصورة جيدة. ونقص النوم بدون شك يؤثر في تحصيل الطلاب العلمي وأدائهم في المدرسة وخاصة في المهام التي تحتاج إلى التركيز كالامتحانات. ومن الثابت كذلك أن نقص النوم وبالذات عند الأطفال والمراهقين يقلل من وظائف المخ العليا وقدرته على التعامل مع العمليات المعقدة وعلى حفظ ودمج المعلومات المكتسبة. وتعزى الكثير من الحوادث المهمة التي أصابت البشرية مثل حادثة تشيرنوبيل وغيرها إلى نقص نوم الموظفين العاملين في تلك المشاريع ما قد يكون أدى إلى اتخاذ قرارات خاطئة بسبب نقص التركيز.
ويعتقد بعض الطلاب أن المراجعة المستمرة للمنهج ليلة الامتحان والسهر للمذاكرة له مردود إيجابي على تحصيل المعلومة. ولكن العكس هو الصحيح، حيث إن قلة النوم ليلة الامتحان تؤثر سلبا في أداء الطالب في الامتحان وتؤدي إلى نقص في التركيز والذاكرة، وبطء في ردة الفعل وصعوبة في استرجاع المعلومة، واتخاذ القرارات الصحيحة، وهناك العديد من الدراسات التي تدعم هذا الاعتقاد. وهناك أبحاث علمية كثيرة تؤكد أهمية النوم في تقوية الذاكرة وخاصة للمعلومات المكتسبة حديثا، فقد أُجري بحث (مجلة نيورن 2009- الخلية العصبية) على حيوانات التجارب لمعرفة التفاعلات التي تحدث على مستوى المخ وتؤثر في الذاكرة المرئية للحيوان كأن يتذكر على سبيل المثال مكان أكله. وقد توصل الباحثون إلى وجود مستقبلات لإنزيم يرمز له بإنزيم NMDA تتحكم في دخول الكالسيوم إلى الخلايا العصبية وتؤثر في الذاكرة.
ووجد الباحثون أن حرمان الحيوان من النوم يؤثر في وظائف هذا الإنزيم ويعطل عمله ويؤثر بعد ذلك في الذاكرة. كما أن الأبحاث تدل على أن حصول النائم على كفاية جسمه من مرحلة الأحلام مهم لدمج المعلومات المكتسبة خلال اليقظة. ومن المعلوم طبيا أن مرحلة الأحلام تحدث بصورة مكثفة بعد أن يكتفي الجسم من النوم العميق أي في الثلث الأخير من النوم. ما يعني أن على النائم أن ينام ما لا يقل عن 6 ساعات حتى ينال قسطا كافيا من مرحلة الأحلام. نضيف إلى ما سبق أن الأطفال والمراهقين يحتاجون ساعات نوم أكثر من البالغين.
لذلك وللحصول بمشيئة الله على نتائج أفضل، ننصح الطلاب بصفة عامة بالاسترخاء قبل موعد نومهم بساعة والذهاب للنوم في وقت مبكر ومحاولة تجنب الغفوات النهارية بقدر الإمكان حتى يتمكنوا من النوم المبكر ليلا. كما ننصح بالنوم في غرفة ذات إضاءة منخفضة وعدم العمل على الكمبيوتر قبل النوم بساعتين وعلى الوالدين محاولة تهيئة الجو المنزلي للطلاب للحصول على نوم هادئ ومريح.
الرياض
تجنب الغفوات النهارية والعمل على الكمبيوتر قبل النوم بساعتين
أ.د. أحمد سالم باهمام
تبدأ الأسبوع القادم الامتحانات النهائية ويستعد الطلاب بالمذاكرة وقد يسهر بعضهم أو يواصل الليل بالنهار لتحصيل ما فاته ولتحقيق نتائج أفضل في الامتحانات. لذلك نرى من المناسب في هذا الوقت تذكير الطلاب ووالدِيهم بأهمية النوم الجيد ليلة الامتحان لأداءٍ وتركيز أفضل ونسوق في هذا المقال بعض الحقائق العلمية والأبحاث التي تبين أهمية النوم الجيد لأداء أفضل في الامتحانات.
فالنوم مهم لعمل توازن للناقلات العصبية داخل المخ المهمة لعمل المخ بصورة جيدة. فهناك نواقل عصبية تزداد خلال اليقظة وارتفاع مستواها وتجمعها خلال اليقظة لفترات طويلة قد يسبب الشعور بالنعاس وضعف التركيز (مثل الأدينوسين)، لذلك يحتاج الجسم للنوم حتى تعيد الخلايا العصبية توازنها وتستقر وظائف المخ وتعود النواقل العصبية إلى مستواها الطبيعي.
ويعتقد الكثير من الباحثين والتربويين أن نقصان مدة النوم أو اضطراب النوم يؤدي إلى نقص القدرة على التحصيل العلمي والأداء بصورة جيدة. ونقص النوم بدون شك يؤثر في تحصيل الطلاب العلمي وأدائهم في المدرسة وخاصة في المهام التي تحتاج إلى التركيز كالامتحانات. ومن الثابت كذلك أن نقص النوم وبالذات عند الأطفال والمراهقين يقلل من وظائف المخ العليا وقدرته على التعامل مع العمليات المعقدة وعلى حفظ ودمج المعلومات المكتسبة. وتعزى الكثير من الحوادث المهمة التي أصابت البشرية مثل حادثة تشيرنوبيل وغيرها إلى نقص نوم الموظفين العاملين في تلك المشاريع ما قد يكون أدى إلى اتخاذ قرارات خاطئة بسبب نقص التركيز.
ويعتقد بعض الطلاب أن المراجعة المستمرة للمنهج ليلة الامتحان والسهر للمذاكرة له مردود إيجابي على تحصيل المعلومة. ولكن العكس هو الصحيح، حيث إن قلة النوم ليلة الامتحان تؤثر سلبا في أداء الطالب في الامتحان وتؤدي إلى نقص في التركيز والذاكرة، وبطء في ردة الفعل وصعوبة في استرجاع المعلومة، واتخاذ القرارات الصحيحة، وهناك العديد من الدراسات التي تدعم هذا الاعتقاد. وهناك أبحاث علمية كثيرة تؤكد أهمية النوم في تقوية الذاكرة وخاصة للمعلومات المكتسبة حديثا، فقد أُجري بحث (مجلة نيورن 2009- الخلية العصبية) على حيوانات التجارب لمعرفة التفاعلات التي تحدث على مستوى المخ وتؤثر في الذاكرة المرئية للحيوان كأن يتذكر على سبيل المثال مكان أكله. وقد توصل الباحثون إلى وجود مستقبلات لإنزيم يرمز له بإنزيم NMDA تتحكم في دخول الكالسيوم إلى الخلايا العصبية وتؤثر في الذاكرة.
ووجد الباحثون أن حرمان الحيوان من النوم يؤثر في وظائف هذا الإنزيم ويعطل عمله ويؤثر بعد ذلك في الذاكرة. كما أن الأبحاث تدل على أن حصول النائم على كفاية جسمه من مرحلة الأحلام مهم لدمج المعلومات المكتسبة خلال اليقظة. ومن المعلوم طبيا أن مرحلة الأحلام تحدث بصورة مكثفة بعد أن يكتفي الجسم من النوم العميق أي في الثلث الأخير من النوم. ما يعني أن على النائم أن ينام ما لا يقل عن 6 ساعات حتى ينال قسطا كافيا من مرحلة الأحلام. نضيف إلى ما سبق أن الأطفال والمراهقين يحتاجون ساعات نوم أكثر من البالغين.
لذلك وللحصول بمشيئة الله على نتائج أفضل، ننصح الطلاب بصفة عامة بالاسترخاء قبل موعد نومهم بساعة والذهاب للنوم في وقت مبكر ومحاولة تجنب الغفوات النهارية بقدر الإمكان حتى يتمكنوا من النوم المبكر ليلا. كما ننصح بالنوم في غرفة ذات إضاءة منخفضة وعدم العمل على الكمبيوتر قبل النوم بساعتين وعلى الوالدين محاولة تهيئة الجو المنزلي للطلاب للحصول على نوم هادئ ومريح.
الرياض