طرق التعرف على الاكتئاب عند المراهقين
طرق التعرف على الاكتئاب عند المراهقين
اختبارات بسيطة قبل دخولهم عيادة الطبيب النفسي
د. رمزي عوض
لا شك أن فترة المراهقة من أكثر الفترات التي يتعرض فيها الإنسان لتغيرات نفسية واجتماعية ويكون أكثر عرضة للتأثر بالأمراض النفسية المختلفة، وأشهرها الاكتئاب المرضى، وهو الأمر الذي ينعكس على المراهق بالسلب في حياته العامة ومستواه الدراسي وعلاقته الاجتماعية. ولذلك اهتم علماء الطب النفسي بضرورة التشخيص المبكر لمرض الاكتئاب ومحاولة علاجه.
وفى أحدث دراسة للكشف عن المراهقين ضحايا الاكتئاب جرى تقديمها في جامعة تكساس The University of Texas بالولايات المتحدة التي أفادت أنه من الممكن التعرف على الاكتئاب من خلال اختبار بسيط لا يتعدى دقائق معدودة. وهذه الطريقة جرى تقبلها على نطاق واسع من المعنيين بالأمراض النفسية.
* مقياس للاكتئاب قامت شارولين ديياجو Sharolyn Dihigo الأستاذة المساعدة في كلية التمريض بتقديم بحث من شأنه أن يساعد الممرضات ومقدمي الخدمة الطبية عن الكشف عن المراهقين الذين يعانون من الاكتئاب من خلال حجرة الانتظار وقبل الدخول إلى الطبيب في حالة الزيارة الروتينية للعيادة أو في حالة الشكوى من مرض آخر، وذلك من خلال اختبار أطلقت عليه اسم CES - DC، وهى اختصار لكلمة «مقياس الاكتئاب تبعا لمركز الدراسات الوبائية» Center for Epidemiological Studies Depression Scale.
والاختبار عبارة عن استبيان يدون فيه 20 سؤالا حول آخر أسبوع قبل قدوم المراهق للعيادة، وتدور هذه الأسئلة حول معدل النوم والأوقات السعيدة والحزينة التي قضاها المراهق. وأكدت الدراسة أن الاكتشاف المبكر للمراهقين الذين يعانون من الاكتئاب وبالتالي علاجهم يمكن أن يكون بمثابة طوق نجاة للمراهق، حيث إن نسبة المراهقين الذين يعانون من الاكتئاب تبلغ من 5 إلى 20% وكثير منهم لا يتناولون أي علاج وهو أمر بالغ الخطورة، حيث إن الاكتئاب يمكن أن يؤدي بالمراهق إلى محاولة الانتحار.
وفى نفس السياق أشارت دراسة إنجليزية حديثة قام بها باحثون من جامعة كمبردج مطلع العام الحالي، إلى أن ارتفاع هرمون الكورتيزول cortisol - وهو الهرمون المسؤول عن القلق - وارتباطه بالمشاعر السلبية مثل الإحساس بالوحدة أو أن المراهق يعاني من عدم القبول، يعتبران من عوامل الخطورة التي تشير إلى أن هذا المراهق يمكن أن يعاني لاحقا من الاكتئاب؛ ولكن فإن كان هذا الاختبار يعتبر مؤشرا جيدا بالنسبة للفتيان إلا أنه عديم القيمة بالنسبة للفتيات. وتبين أن ارتفاع الكورتيزول والمشاعر السلبية يرفعان من نسبة حدوث الاكتئاب للمراهق إلى 14 ضعفا بالمقارنة مع المراهقين العاديين الذين لا يعانون من هذين العاملين أو من أحدهما فقط، وذلك من خلال دراسة أجريت على 1858 مراهقا. وحسب الدراسة الإنجليزية كان واحدا من كل ستة مراهقين معرض لخطر الإصابة بالاكتئاب، ويعتبر هذا الاختبار ذا فائدة كبيرة في عمل مسح للمراهقين الأكثر عرضة ومحاولة علاجهم قبل إصابتهم بالاكتئاب.
* اختبارات صحية وعلى الرغم من أن كثيرا من العوامل تلعب دورا هاما في الإصابة بالاكتئاب مثل أحداث الحياة والعامل الوراثي وتناول بعض الأدوية؛ بل وبعض الأنظمة الغذائية؛ إلا أن قيمة هذه الاختبارات تظل كبيرة لأنها تلفت النظر إلى الفئات الأكثر عرضة للإصابة وبالتالي الاهتمام المبكر بهم وعلاجهم.
وهناك بعض الاختبارات الأخرى التي يمكن أن تعطي دلالة مهمة عن اعتلال المزاج لدى المراهقين واحتمالية إصابتهم بالاكتئاب عن طريق عمل استبيانات مختلفة في المدارس والنوادي وأماكن تجمعات الشباب، وتدور هذه الاستبيانات حول أسئلة معينة وتبعا لإجابتها من خلال أربعة نماذج للإجابة يتحدد مستوى الخطورة. وتتدرج هذه النماذج من عدد من الإجابات (لا أشعر بهذا الشعور مطلقا، أو أحيانا أشعر بهذا، أو قليلا أشعر بهذا، أو أشعر بهذا كثيرا جدا). ويدور السؤال حول ما يلي:
- الشعور بالضيق أو بالضجر من ممارسات معينة كانت في العادة تجلب السرور والمتعة مثل القراءة على سبيل المثال أو ممارسة الرياضة أو غيرها من الهوايات.
- وأيضا حول تغيير الشهية خصوصا أنواع الطعام التي كانت مفضلة لدى المراهق ويقبل عليها.
- كذلك عدم قدرته على قضاء وقت سعيد على الرغم من وجوده في محيط أسرته وأصدقائه المقربين.
- إحساسه أنه لم يعد نموذجا للمراهق الجيد كما كان، وبداية النظر إلى الذات بشيء من اللوم وعدم الرضا.
- عدم الاهتمام الكافي بأي من الأشياء التي توكل إليه سواء الاستذكار أو بعض المهام الأسرية أو بعض الواجبات الاجتماعية وحتى في حالة محاولة الاستذكار.
- يعاني من عدم التركيز والإحساس بالتعب البدني المفرط وعدم المقدرة على تنفيذ مهام بسيطة، وحتى في حالة أداء أي مهمة يكون الأداء شديد البطء.
- الإحساس بأن الأشياء التي يقوم بها تافهة وغير ذات جدوى والنظر إلى المستقبل بتشاؤم وإحساس بعدم القيمة.
- الإحساس بالخوف بشكل مبالغ فيه وغير منطقي ومن دون مبرر قوى.
- عدم النوم بشكل كاف أخيرا.
- إذا كان يقضي أوقاتا طويلة في هدوء على غير المعتاد عنه.
- الإحساس بالوحدة وعدم التقبل من الآخرين.
- الإحساس بالغربة في البكاء أو الحزن العميق.
*وتبعا للإجابة على هذه الأسئلة يُعطَى درجات معينة. وكلما زادت هذه الدرجات ازداد معدل الخطورة، ومن هنا يتضح أن هذه الاختبارات على بساطتها وإمكانية عملها في أي تجمع شبابي تحقق فائدة كبيرة وتحمي المراهقين من خطورة المرض النفسي.
الشرق الأوسط
اختبارات بسيطة قبل دخولهم عيادة الطبيب النفسي
د. رمزي عوض
لا شك أن فترة المراهقة من أكثر الفترات التي يتعرض فيها الإنسان لتغيرات نفسية واجتماعية ويكون أكثر عرضة للتأثر بالأمراض النفسية المختلفة، وأشهرها الاكتئاب المرضى، وهو الأمر الذي ينعكس على المراهق بالسلب في حياته العامة ومستواه الدراسي وعلاقته الاجتماعية. ولذلك اهتم علماء الطب النفسي بضرورة التشخيص المبكر لمرض الاكتئاب ومحاولة علاجه.
وفى أحدث دراسة للكشف عن المراهقين ضحايا الاكتئاب جرى تقديمها في جامعة تكساس The University of Texas بالولايات المتحدة التي أفادت أنه من الممكن التعرف على الاكتئاب من خلال اختبار بسيط لا يتعدى دقائق معدودة. وهذه الطريقة جرى تقبلها على نطاق واسع من المعنيين بالأمراض النفسية.
* مقياس للاكتئاب قامت شارولين ديياجو Sharolyn Dihigo الأستاذة المساعدة في كلية التمريض بتقديم بحث من شأنه أن يساعد الممرضات ومقدمي الخدمة الطبية عن الكشف عن المراهقين الذين يعانون من الاكتئاب من خلال حجرة الانتظار وقبل الدخول إلى الطبيب في حالة الزيارة الروتينية للعيادة أو في حالة الشكوى من مرض آخر، وذلك من خلال اختبار أطلقت عليه اسم CES - DC، وهى اختصار لكلمة «مقياس الاكتئاب تبعا لمركز الدراسات الوبائية» Center for Epidemiological Studies Depression Scale.
والاختبار عبارة عن استبيان يدون فيه 20 سؤالا حول آخر أسبوع قبل قدوم المراهق للعيادة، وتدور هذه الأسئلة حول معدل النوم والأوقات السعيدة والحزينة التي قضاها المراهق. وأكدت الدراسة أن الاكتشاف المبكر للمراهقين الذين يعانون من الاكتئاب وبالتالي علاجهم يمكن أن يكون بمثابة طوق نجاة للمراهق، حيث إن نسبة المراهقين الذين يعانون من الاكتئاب تبلغ من 5 إلى 20% وكثير منهم لا يتناولون أي علاج وهو أمر بالغ الخطورة، حيث إن الاكتئاب يمكن أن يؤدي بالمراهق إلى محاولة الانتحار.
وفى نفس السياق أشارت دراسة إنجليزية حديثة قام بها باحثون من جامعة كمبردج مطلع العام الحالي، إلى أن ارتفاع هرمون الكورتيزول cortisol - وهو الهرمون المسؤول عن القلق - وارتباطه بالمشاعر السلبية مثل الإحساس بالوحدة أو أن المراهق يعاني من عدم القبول، يعتبران من عوامل الخطورة التي تشير إلى أن هذا المراهق يمكن أن يعاني لاحقا من الاكتئاب؛ ولكن فإن كان هذا الاختبار يعتبر مؤشرا جيدا بالنسبة للفتيان إلا أنه عديم القيمة بالنسبة للفتيات. وتبين أن ارتفاع الكورتيزول والمشاعر السلبية يرفعان من نسبة حدوث الاكتئاب للمراهق إلى 14 ضعفا بالمقارنة مع المراهقين العاديين الذين لا يعانون من هذين العاملين أو من أحدهما فقط، وذلك من خلال دراسة أجريت على 1858 مراهقا. وحسب الدراسة الإنجليزية كان واحدا من كل ستة مراهقين معرض لخطر الإصابة بالاكتئاب، ويعتبر هذا الاختبار ذا فائدة كبيرة في عمل مسح للمراهقين الأكثر عرضة ومحاولة علاجهم قبل إصابتهم بالاكتئاب.
* اختبارات صحية وعلى الرغم من أن كثيرا من العوامل تلعب دورا هاما في الإصابة بالاكتئاب مثل أحداث الحياة والعامل الوراثي وتناول بعض الأدوية؛ بل وبعض الأنظمة الغذائية؛ إلا أن قيمة هذه الاختبارات تظل كبيرة لأنها تلفت النظر إلى الفئات الأكثر عرضة للإصابة وبالتالي الاهتمام المبكر بهم وعلاجهم.
وهناك بعض الاختبارات الأخرى التي يمكن أن تعطي دلالة مهمة عن اعتلال المزاج لدى المراهقين واحتمالية إصابتهم بالاكتئاب عن طريق عمل استبيانات مختلفة في المدارس والنوادي وأماكن تجمعات الشباب، وتدور هذه الاستبيانات حول أسئلة معينة وتبعا لإجابتها من خلال أربعة نماذج للإجابة يتحدد مستوى الخطورة. وتتدرج هذه النماذج من عدد من الإجابات (لا أشعر بهذا الشعور مطلقا، أو أحيانا أشعر بهذا، أو قليلا أشعر بهذا، أو أشعر بهذا كثيرا جدا). ويدور السؤال حول ما يلي:
- الشعور بالضيق أو بالضجر من ممارسات معينة كانت في العادة تجلب السرور والمتعة مثل القراءة على سبيل المثال أو ممارسة الرياضة أو غيرها من الهوايات.
- وأيضا حول تغيير الشهية خصوصا أنواع الطعام التي كانت مفضلة لدى المراهق ويقبل عليها.
- كذلك عدم قدرته على قضاء وقت سعيد على الرغم من وجوده في محيط أسرته وأصدقائه المقربين.
- إحساسه أنه لم يعد نموذجا للمراهق الجيد كما كان، وبداية النظر إلى الذات بشيء من اللوم وعدم الرضا.
- عدم الاهتمام الكافي بأي من الأشياء التي توكل إليه سواء الاستذكار أو بعض المهام الأسرية أو بعض الواجبات الاجتماعية وحتى في حالة محاولة الاستذكار.
- يعاني من عدم التركيز والإحساس بالتعب البدني المفرط وعدم المقدرة على تنفيذ مهام بسيطة، وحتى في حالة أداء أي مهمة يكون الأداء شديد البطء.
- الإحساس بأن الأشياء التي يقوم بها تافهة وغير ذات جدوى والنظر إلى المستقبل بتشاؤم وإحساس بعدم القيمة.
- الإحساس بالخوف بشكل مبالغ فيه وغير منطقي ومن دون مبرر قوى.
- عدم النوم بشكل كاف أخيرا.
- إذا كان يقضي أوقاتا طويلة في هدوء على غير المعتاد عنه.
- الإحساس بالوحدة وعدم التقبل من الآخرين.
- الإحساس بالغربة في البكاء أو الحزن العميق.
*وتبعا للإجابة على هذه الأسئلة يُعطَى درجات معينة. وكلما زادت هذه الدرجات ازداد معدل الخطورة، ومن هنا يتضح أن هذه الاختبارات على بساطتها وإمكانية عملها في أي تجمع شبابي تحقق فائدة كبيرة وتحمي المراهقين من خطورة المرض النفسي.
الشرق الأوسط