جرعات الدواء لا تقاس بشكل واحد.. والتقارير الطبية تصدر بطلب رسمي
جرعات الدواء لا تقاس بشكل واحد.. والتقارير الطبية تصدر بطلب رسمي
د. خالد خليفة الوهابي
نسمع ونقرأ كثيرا في المجالس وفي المنتديات والمواقع عن مواقف حصلت لبعض المرضى مع الأطباء ويبنى على تلك المواقف احكام وآراء خاطئة قد يترتب عليها شكاوى او قدح او حتى اعطاء طبيب ما فوق حقه وسوف نستعرض في هذا المقال بعض هذه الأفكار الخاطئة كما قد نحتاج الى اكثر من مقال لهذا الموضوع.
من هذه المفاهيم:
تشخيص خاطئ بالتهاب الزائدة والمريض تحسن بدون عملية من المعروف طبيا ان الزائدة عندما تلتهب فإن الأمر ينتهي بأحد اربع طرق وهي ان الالتهاب قد يتحسن حتى بدون ادوية وخصوصا اذا لم يكن هناك انسداد بها او انه قد تنثقب الزائدة او ما يسمى بانفجارها ويكون ذلك اما الى تجويف البطن مما يستلزم اجراء عملية جراحية استكشافية او الى الجزء الخلفي من البطن وفي هذه الحالة تحتاج الى اجراء تفريغ عن طريق طبيب الأشعة التداخلية والاحتمال الرابع هو ان يتجمع شحم البطن والأمعاء الدقيقة حول الزائدة لمحاصرة الالتهاب.
عند تشخيص التهاب الزائدة فإن الطبيب لا يستطيع ان يتنبأ بمصير هذا الالتهاب وبالتالي فإن النصيحة الطبية للمريض هي اجراء العملية الجراحية لتفادي الاحتمال الأسوأ ولو فرضنا ان المريض تحسن كما في الاحتمال الأول بدون عملية فإنه قد يتهم الطبيب بسوء التشخيص او بالطمع المادي.
الدواء قوي جدا لأن جرعته 500 الجرعات لا تقاس بشكل واحد لجميع الأدوية وانما كل دواء له مدى من الجرعة تعتمد على سن المريض وعمره وشدة الحالة ووجود امراض اخرى وخصوصا في الكبد او الكلى هي جرعات تم تحديدها وتقنينها قبل طرح الدواء بالأسواق.
غالبية الجرعات تقاس بالملليجرام (جزء من الألف من الجرام) و500 ملليجرام تعادل نصف جرام وبعض الأدوية تقاس بالميكروجرام (جزء من المليون من الجرام) وادوية اخرى تعطى بملايين الوحدات، لذلك فإن جرعة 500 قد تكون قليلة لبعض الأدوية وقد تكون كبيرة لأدوية اخرى.
بعض الحالات المرضية البسيطة لا يوجد بها قرار طبي موحد.. والتهاب الزائدة قد يتحسن بدون أدوية
* صحتي ممتازة لأن جميع التحاليل طبيعية
- يوجد اكثر من الف تحليل للدم كما يوجد تحاليل اخرى كثيرة ويوجد عدة انواع من الإشاعات.
التحاليل العامة مثل صورة الدم وتحليل السكر والدهون وتحليل البول واشعة الصدر والتخطيط الكهربائي للقلب تشخص فقط الأمراض الشائعة بالمجتمع ولا تغطي الجزء الأكبر من الأمراض.
غالبية الأمراض وخصوصا الخطيرة تحتاج لاستقصاءات محددة وموجهة ويحتاج الطبيب الحذق ان تكون هناك اعراض او علامات توجهه الى اي من التحاليل او الإشاعات كي يطلبها.
بعض الأعراض توجد في عشرات الأمراض فمثلا يأتي مريض يشتكي من ارتفاع في درجة الحرارة او فقدان للوزن او فقدان للشهية ففي هذه الحالة يقوم الطبيب بمحاولة البحث عن اصل المرض كي يوجه بحثه عنه وفي حالة عدم وجود دليل على اصل المرض يقوم الطبيب بعمل الاستقصاءات البسيطة اولا ويتدرج الى ان يصل الى الاستقصاءات المكلفة وقد يستغرق هذا وقتا غير قصير ولا يعتبر ذلك قصورا من الطبيب المعالج.
عملية استكشاف تعني ان الطبيب لا يعرف التشخيص
بعض المرضى يحضرون مع علامات على وجود هواء او نزيف دموي داخل البطن وهذا الهواء او النزيف قد يكون ناتجا عن عدة اسباب مثل انثقاب قرحة او انثقاب ورم او نزف من اصابة بالطحال او الكبد وعند وجود علامات تستدعي اجراء عملية جراحية فإن اي اجراء لتحديد السبب الدقيق يكون مضيعة للوقت ويتسبب بتأخير انقاذ حياة المريض ولذلك فإن القرار الصحيح هو اجراء فتح استكشافي للبطن وتحديد السبب الدقيق اثناء العملية واصلاح هذا السبب بأسرع وقت.
* الطبيب الفلاني قال لي خلاف ما قال لي الطبيب الآخر
- بعض الحالات المرضية البسيطة لا يوجد بها قرار طبي موحد فمثلا عند وجود ورم دهني صغير في بعض مناطق الجسم فإن طبيبا قد ينصح المريض باستئصاله بينما ينصحه طبيب آخر بعدم استئصاله وهذا مقبول من كليهما واحيانا يكون الاختلاف في وجهات النظر نتيجة لعدم وصول المعلومة بشكل صحيح وكامل الى الطبيب الثاني مما يؤدي الى ان هذا الطبيب قد يعطي رأيا يختلف مع رأي الطبيب الآخر. يجب ان لا ننسى ان بعض الأطباء قد يتعمد تحقير آراء زملائه (بحق او بدون حق) كي يبرز نفسه وهذا سلوك غير مهني يخالف نظام مزاولة المهن الصحية ويستحق الطبيب المخالف العقوبة عليه.
* رفض المستشفى إعطائي تقريرا طبيا
- حسب نظام وزارة الصحة فإن كتابة التقرير الطبي يجب ان تكون بناء على طلب رسمي من الجهة المعنية بالتقرير ويبين فيه سبب طلب التقرير كما يجب ان يكون التقرير باللغة الإنجليزية ماعدا عند طلب التقرير من جهات حكومية معينة مثل الشرطة او القضاء او الضمان الاجتماعي.
الإجازة المرضية لا تستلزم تقريرا مرضيا مفصلا بل يكتفى فيها بالفترة المحددة للتنويم والإجازة بعد الخروج ولا يكتب فيها التفاصيل الطبية والتي تعتبر حقا للمريض فقط.
طلب التقارير الطبية من الأطباء بشكل غير رسمي يشكل احراجا لهم كما ان البعض يطلب عدة تقارير للمريض اثناء فترة التنويم لعدة اغراض مما يشكل عبئا على الأطباء هذا عرض لبعض المفاهيم الخاطئة التي تؤخذ على الأطباء ولعل وعي المجتمع بها يخفف من حدة بعض الآراء التي نسمعها عن اداء الأطباء وسوف نعرض مفاهيم اخرى في مقالات مقبلة ان شاء الله مع تمنياتنا بالشفاء لكل مريض.. والله الموفق.
الرياض
د. خالد خليفة الوهابي
نسمع ونقرأ كثيرا في المجالس وفي المنتديات والمواقع عن مواقف حصلت لبعض المرضى مع الأطباء ويبنى على تلك المواقف احكام وآراء خاطئة قد يترتب عليها شكاوى او قدح او حتى اعطاء طبيب ما فوق حقه وسوف نستعرض في هذا المقال بعض هذه الأفكار الخاطئة كما قد نحتاج الى اكثر من مقال لهذا الموضوع.
من هذه المفاهيم:
تشخيص خاطئ بالتهاب الزائدة والمريض تحسن بدون عملية من المعروف طبيا ان الزائدة عندما تلتهب فإن الأمر ينتهي بأحد اربع طرق وهي ان الالتهاب قد يتحسن حتى بدون ادوية وخصوصا اذا لم يكن هناك انسداد بها او انه قد تنثقب الزائدة او ما يسمى بانفجارها ويكون ذلك اما الى تجويف البطن مما يستلزم اجراء عملية جراحية استكشافية او الى الجزء الخلفي من البطن وفي هذه الحالة تحتاج الى اجراء تفريغ عن طريق طبيب الأشعة التداخلية والاحتمال الرابع هو ان يتجمع شحم البطن والأمعاء الدقيقة حول الزائدة لمحاصرة الالتهاب.
عند تشخيص التهاب الزائدة فإن الطبيب لا يستطيع ان يتنبأ بمصير هذا الالتهاب وبالتالي فإن النصيحة الطبية للمريض هي اجراء العملية الجراحية لتفادي الاحتمال الأسوأ ولو فرضنا ان المريض تحسن كما في الاحتمال الأول بدون عملية فإنه قد يتهم الطبيب بسوء التشخيص او بالطمع المادي.
الدواء قوي جدا لأن جرعته 500 الجرعات لا تقاس بشكل واحد لجميع الأدوية وانما كل دواء له مدى من الجرعة تعتمد على سن المريض وعمره وشدة الحالة ووجود امراض اخرى وخصوصا في الكبد او الكلى هي جرعات تم تحديدها وتقنينها قبل طرح الدواء بالأسواق.
غالبية الجرعات تقاس بالملليجرام (جزء من الألف من الجرام) و500 ملليجرام تعادل نصف جرام وبعض الأدوية تقاس بالميكروجرام (جزء من المليون من الجرام) وادوية اخرى تعطى بملايين الوحدات، لذلك فإن جرعة 500 قد تكون قليلة لبعض الأدوية وقد تكون كبيرة لأدوية اخرى.
بعض الحالات المرضية البسيطة لا يوجد بها قرار طبي موحد.. والتهاب الزائدة قد يتحسن بدون أدوية
* صحتي ممتازة لأن جميع التحاليل طبيعية
- يوجد اكثر من الف تحليل للدم كما يوجد تحاليل اخرى كثيرة ويوجد عدة انواع من الإشاعات.
التحاليل العامة مثل صورة الدم وتحليل السكر والدهون وتحليل البول واشعة الصدر والتخطيط الكهربائي للقلب تشخص فقط الأمراض الشائعة بالمجتمع ولا تغطي الجزء الأكبر من الأمراض.
غالبية الأمراض وخصوصا الخطيرة تحتاج لاستقصاءات محددة وموجهة ويحتاج الطبيب الحذق ان تكون هناك اعراض او علامات توجهه الى اي من التحاليل او الإشاعات كي يطلبها.
بعض الأعراض توجد في عشرات الأمراض فمثلا يأتي مريض يشتكي من ارتفاع في درجة الحرارة او فقدان للوزن او فقدان للشهية ففي هذه الحالة يقوم الطبيب بمحاولة البحث عن اصل المرض كي يوجه بحثه عنه وفي حالة عدم وجود دليل على اصل المرض يقوم الطبيب بعمل الاستقصاءات البسيطة اولا ويتدرج الى ان يصل الى الاستقصاءات المكلفة وقد يستغرق هذا وقتا غير قصير ولا يعتبر ذلك قصورا من الطبيب المعالج.
عملية استكشاف تعني ان الطبيب لا يعرف التشخيص
بعض المرضى يحضرون مع علامات على وجود هواء او نزيف دموي داخل البطن وهذا الهواء او النزيف قد يكون ناتجا عن عدة اسباب مثل انثقاب قرحة او انثقاب ورم او نزف من اصابة بالطحال او الكبد وعند وجود علامات تستدعي اجراء عملية جراحية فإن اي اجراء لتحديد السبب الدقيق يكون مضيعة للوقت ويتسبب بتأخير انقاذ حياة المريض ولذلك فإن القرار الصحيح هو اجراء فتح استكشافي للبطن وتحديد السبب الدقيق اثناء العملية واصلاح هذا السبب بأسرع وقت.
* الطبيب الفلاني قال لي خلاف ما قال لي الطبيب الآخر
- بعض الحالات المرضية البسيطة لا يوجد بها قرار طبي موحد فمثلا عند وجود ورم دهني صغير في بعض مناطق الجسم فإن طبيبا قد ينصح المريض باستئصاله بينما ينصحه طبيب آخر بعدم استئصاله وهذا مقبول من كليهما واحيانا يكون الاختلاف في وجهات النظر نتيجة لعدم وصول المعلومة بشكل صحيح وكامل الى الطبيب الثاني مما يؤدي الى ان هذا الطبيب قد يعطي رأيا يختلف مع رأي الطبيب الآخر. يجب ان لا ننسى ان بعض الأطباء قد يتعمد تحقير آراء زملائه (بحق او بدون حق) كي يبرز نفسه وهذا سلوك غير مهني يخالف نظام مزاولة المهن الصحية ويستحق الطبيب المخالف العقوبة عليه.
* رفض المستشفى إعطائي تقريرا طبيا
- حسب نظام وزارة الصحة فإن كتابة التقرير الطبي يجب ان تكون بناء على طلب رسمي من الجهة المعنية بالتقرير ويبين فيه سبب طلب التقرير كما يجب ان يكون التقرير باللغة الإنجليزية ماعدا عند طلب التقرير من جهات حكومية معينة مثل الشرطة او القضاء او الضمان الاجتماعي.
الإجازة المرضية لا تستلزم تقريرا مرضيا مفصلا بل يكتفى فيها بالفترة المحددة للتنويم والإجازة بعد الخروج ولا يكتب فيها التفاصيل الطبية والتي تعتبر حقا للمريض فقط.
طلب التقارير الطبية من الأطباء بشكل غير رسمي يشكل احراجا لهم كما ان البعض يطلب عدة تقارير للمريض اثناء فترة التنويم لعدة اغراض مما يشكل عبئا على الأطباء هذا عرض لبعض المفاهيم الخاطئة التي تؤخذ على الأطباء ولعل وعي المجتمع بها يخفف من حدة بعض الآراء التي نسمعها عن اداء الأطباء وسوف نعرض مفاهيم اخرى في مقالات مقبلة ان شاء الله مع تمنياتنا بالشفاء لكل مريض.. والله الموفق.
الرياض