هل سيأتي يوم ينتهي فيه العلم؟
هل سيأتي يوم ينتهي فيه العلم؟
فهد عامر الأحمدي
الجواب (من أولها) لا..
فالعلم نفسه مطلق ولا نهائي وسرمدي الوجود.. وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً..
السؤال الحقيقي هو:
هل سيأتي يوم ينتهي فيه العلم بسبب عجز عقولنا عن فهم المزيد من تعقيداته وما لا يمكن لحواسنا إدراكه؟
فمن الملاحظ أن كل اكتشاف جديد يجلب معه المزيد من الأسئلة والأحجيات المعقدة.. فحين اخترع الإنسان التلسكوب (والميكروسكوب) فتح على نفسه عوالم مجهولة تتطلب المزيد من الإجابات.. وحين قدم أنشتاين نظريته النسبية لم يثر الشك فقط بالفيزياء التقليدية بل وقدم طرقاً مختلفة للنظر في طبيعة الزمان والمكان..
وحتى الآن نجح الدماغ البشري في التفاعل مع الاكتشافات والمعارف الجديدة ولكن يبقى السؤال إلى متى يمكنه فعل ذلك مستقبلا؟
يخبرنا علماء النفس أن متوسط ذكاء البشر يبلغ 100 نقطة، وأن متوسط ذكاء العباقرة في التاريخ (حسب دراسة كوكس) لم يتجاوز 120 درجة وهذا يعني أننا لا نملك هامشاً كبيراً لفهم كل التعقيدات التي تجري حولنا..
يعني أنه:
(ما أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا)
(وفوْقَ كُلّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ)
(وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ)
(قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي)
(سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم)
وجميعها نصوص تؤكد أن لعقولنا هوامش وأسقفاً معينة لا يمكنها تجاوزها أو القفز فوقها.. تثبت وجود فضاءات كثيرة حجبت عن عقولنا ونجهل وجودها أصلاً ناهيك عن قدرتنا على دراستها..
من يضمن أن حالنا مع القضايا المعرفية الكبرى مثل حال مخلوقات أقل منا ذكاء لا تتصور ولا تتخيل وجودها أصلاً.. فطائر النورس، ونحلة العسل، وأرنب البراري، لا تدرك وجود الكواكب الشمسية، ولا الأطياف المغناطيسية، ولا برامج ويندوز وجوجل ليس لأنها غير موجودة بل لأن عقولها لا ترتقي لمستوى فهمها أو حتى تخيل وجودها..
وبناء عليه؛ ما الذي يضمن امتلاكنا نحن البشر (ذكاء مطلقاً ونهائياً) يسمح بفهم أشياء (خارج حدود) مايمكننا فهمه أو إحساسه أو تخيل وجوده (بدليل أن في الجنة ما لا يخطر على قلب بشر)...
لِمَ لا نسلم بأن عقولنا تعمل ضمن نطاقات محدودة وهوامش ضيقة لا تستطيع تجاوزها (تماما مثل "حواسنا" التي تعجز عن رؤية وسماع أشياء كثيرة تحدث حولنا)!
وإن كان الدماغ البشري يعجز عن تقديم إجابات عما يقع خارج حدود قدراته، فمن يضمن عدم وجود مخلوقات أخرى (في مكان ما من الكون) تفوقنا في الذكاء وطبيعة الإدراك لدرجة تنظر إلينا كما ننظر نحن للحصان والأرنب وسمكة القرش!؟
أكثر ما يصيبني بالمغص حين أسمع عاقلين يتجادلان في مسائل كبرى هي في أصلها أعظم من قدرة عقولنا على تأكيدها أو نفيها (وحينها أنظر للأعلى للتأكد أن أحداً لا ينظر إلينا كالحصان وسمكة القرش)!!
لا شيء يصيبني بالرعب مثل تخطئتهما لبعضهما البعض من خلال مفاهيم محدودة بطبيعتها لم يعجزا فقط عن تصور وجود ما هو أعظم منها بل وورثاها جاهزة من زمن أكثر تواضعاً!!
وبما أنني لست بدعاً من القوم؛ أرى أن أفضل ما يمكننا فعله مبدئياً هو التواضع والتسليم بوجود ما هو (أعظم من قدرة الجميع) على فهمه وتصوره.. بل وحتى التجادل حوله..
فقط حين نكون أكثر تواضعاً بخصوص ما نعرف وأكثر تسليماً بوجود ما هو أعظم مما نعرفه سنصبح أكثر تسامحاً مع الآراء المخالفة وأقدر على استيعاب المزيد من الاحتمالات الممكنة!
وبالطبع يمكنك تجاهل كل هذا والعيش سعيداً كالحصان وسمكة القرش..
الرياض
فهد عامر الأحمدي
الجواب (من أولها) لا..
فالعلم نفسه مطلق ولا نهائي وسرمدي الوجود.. وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً..
السؤال الحقيقي هو:
هل سيأتي يوم ينتهي فيه العلم بسبب عجز عقولنا عن فهم المزيد من تعقيداته وما لا يمكن لحواسنا إدراكه؟
فمن الملاحظ أن كل اكتشاف جديد يجلب معه المزيد من الأسئلة والأحجيات المعقدة.. فحين اخترع الإنسان التلسكوب (والميكروسكوب) فتح على نفسه عوالم مجهولة تتطلب المزيد من الإجابات.. وحين قدم أنشتاين نظريته النسبية لم يثر الشك فقط بالفيزياء التقليدية بل وقدم طرقاً مختلفة للنظر في طبيعة الزمان والمكان..
وحتى الآن نجح الدماغ البشري في التفاعل مع الاكتشافات والمعارف الجديدة ولكن يبقى السؤال إلى متى يمكنه فعل ذلك مستقبلا؟
يخبرنا علماء النفس أن متوسط ذكاء البشر يبلغ 100 نقطة، وأن متوسط ذكاء العباقرة في التاريخ (حسب دراسة كوكس) لم يتجاوز 120 درجة وهذا يعني أننا لا نملك هامشاً كبيراً لفهم كل التعقيدات التي تجري حولنا..
يعني أنه:
(ما أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا)
(وفوْقَ كُلّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ)
(وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ)
(قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي)
(سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم)
وجميعها نصوص تؤكد أن لعقولنا هوامش وأسقفاً معينة لا يمكنها تجاوزها أو القفز فوقها.. تثبت وجود فضاءات كثيرة حجبت عن عقولنا ونجهل وجودها أصلاً ناهيك عن قدرتنا على دراستها..
من يضمن أن حالنا مع القضايا المعرفية الكبرى مثل حال مخلوقات أقل منا ذكاء لا تتصور ولا تتخيل وجودها أصلاً.. فطائر النورس، ونحلة العسل، وأرنب البراري، لا تدرك وجود الكواكب الشمسية، ولا الأطياف المغناطيسية، ولا برامج ويندوز وجوجل ليس لأنها غير موجودة بل لأن عقولها لا ترتقي لمستوى فهمها أو حتى تخيل وجودها..
وبناء عليه؛ ما الذي يضمن امتلاكنا نحن البشر (ذكاء مطلقاً ونهائياً) يسمح بفهم أشياء (خارج حدود) مايمكننا فهمه أو إحساسه أو تخيل وجوده (بدليل أن في الجنة ما لا يخطر على قلب بشر)...
لِمَ لا نسلم بأن عقولنا تعمل ضمن نطاقات محدودة وهوامش ضيقة لا تستطيع تجاوزها (تماما مثل "حواسنا" التي تعجز عن رؤية وسماع أشياء كثيرة تحدث حولنا)!
وإن كان الدماغ البشري يعجز عن تقديم إجابات عما يقع خارج حدود قدراته، فمن يضمن عدم وجود مخلوقات أخرى (في مكان ما من الكون) تفوقنا في الذكاء وطبيعة الإدراك لدرجة تنظر إلينا كما ننظر نحن للحصان والأرنب وسمكة القرش!؟
أكثر ما يصيبني بالمغص حين أسمع عاقلين يتجادلان في مسائل كبرى هي في أصلها أعظم من قدرة عقولنا على تأكيدها أو نفيها (وحينها أنظر للأعلى للتأكد أن أحداً لا ينظر إلينا كالحصان وسمكة القرش)!!
لا شيء يصيبني بالرعب مثل تخطئتهما لبعضهما البعض من خلال مفاهيم محدودة بطبيعتها لم يعجزا فقط عن تصور وجود ما هو أعظم منها بل وورثاها جاهزة من زمن أكثر تواضعاً!!
وبما أنني لست بدعاً من القوم؛ أرى أن أفضل ما يمكننا فعله مبدئياً هو التواضع والتسليم بوجود ما هو (أعظم من قدرة الجميع) على فهمه وتصوره.. بل وحتى التجادل حوله..
فقط حين نكون أكثر تواضعاً بخصوص ما نعرف وأكثر تسليماً بوجود ما هو أعظم مما نعرفه سنصبح أكثر تسامحاً مع الآراء المخالفة وأقدر على استيعاب المزيد من الاحتمالات الممكنة!
وبالطبع يمكنك تجاهل كل هذا والعيش سعيداً كالحصان وسمكة القرش..
الرياض