السمنة.. أسبابها تأثيرها وعلاجها
السمنة.. أسبابها تأثيرها وعلاجها
منى عبدالله القواعين
تعرف السمنة على أنها زيادة وزن الجسم عن الحد الطبيعي نتيجة تراكم الدهون الزائدة في مناطق مختلفة من الجسم وهناك طرق تشخيص كثيرة للسمنة منها حساب كتلة الجسم وذلك بقسمة وزن الجسم بالكيلوجرام على مربع الطول بالمتر، فهل تعلم أن السمنة تعتبر السبب الرئيسي الخامس للمخاطر الصحية العالمية إذ تسجل 2,8 مليون حالة وفاة سنويا في العالم وأثبتت الدراسات أن أكثر من أربعين مليون طفل دون سن الخامسة يعانون من فرط الوزن حول العالم، وفي المملكة العربية السعودية هناك سبعة من أصل كل عشرة أشخاص يعانون من هذا المرض وأصبحت السمنة مصدر قلق كبير.
إن السبب الرئيسي للسمنة وزيادة الوزن هو اختلال توازن الطاقة بين السعرات الحرارية المستهلكة والسعرات الحرارية المختزنة بالإضافة الى أسباب أخرى مثل العادات اليومية السيئة واتباع أنماط معيشية أكثر رفاهية كاستبدال المشي بقيادة السيارات واستهلاك الوقت في مشاهدة التلفاز بدلاً من ممارسة التمارين الرياضية إضافة إلى أن انتشار مطاعم الوجبات السريعة الغنية بالسعرات الحرارية العالية أدى إلى زيادة أعداد الأفراد المصابين بالسمنة، وتعتبر الوراثة من أهم الأسباب التي تؤدي إلى السمنة حيث توصلت الدراسات التي ارتكزت على أنماط الوراثة بدلا من جينات بعينها إلى أن 80% من أطفال والدين يعانيان من السمنة جاءت مصابة بالسمنة أيضا، مقابل أقل من 10%من أطفال والدين يتمتعان بالوزن الطبيعي جاءت مصابة بالسمنة، ومن تلك الأسباب أيضا كسل الغدة الدرقية الذي ينتج عن نقص في افراز هرمون الثيروكسين الذي يؤدي إلى بطء في عمليات الحرق الداخلي في الجسم مما يسبب زيادة في الوزن كما تلعب الحالة النفسية دورا كبيرا في زيادة معدلات الإصابة بالسمنة حيث ان الحالات النفسية كالغضب، الملل، الاكتئاب، الحزن والشعور بالذنب تزيد الشعور بالحاجة إلى التهام الطعام بشراهة، إضافة الى بعض الأدوية كالكورتيزون وحبوب منع الحمل، ومن أكثر الأسباب شيوعا والتي تؤدي إلى السمنة لدى معظم النساء هي سكر الحمل، وتسمم الحمل وعدم الإرضاع بعد الولادة.
مشاكل البدانة كثيرة أبرزها أمراض القلب والشرايين، مرض السكري، أمراض العضلات والعظام كهشاشة العظام، وارتفاع ضغط الدم، ومشاكل تناسلية، وانقطاع التنفس أثناء النوم والاكتئاب.
هناك العديد من البرامج العلاجية التي تستخدم في علاج السمنة المفرطة وتشمل العلاج عن طريق الأدوية، العلاج عن طريق تغير نمط العيش، والعلاج عن طريق الجراحة لإنقاص الوزن بعد استشارة الطبيب وتعتبر جراحات إنقاص الوزن الخيار الأخير لمعالجة السمنة حيث يتم اللجوء إليها بعد فشل المريض في إنقاص وزنه من خلال تغير نظامه الغذائي وتناول الأدوية ويعتمد التدخل الجراحي على توصيات معينة في معالجة الوزن الزائد ومنها أن الافراد ذوي مؤشر كتلة جسم أكبر من 30 (حساب وزن الشخص بالنِّسبة لطوله يسمى مؤشِّر كتلة الجسم) يجب أن يتم ارشادهم لاتباع حمية غذائية وممارسة التمارين الرياضية واذا لم يتم إنقاص الوزن الزائد يمكن تقديم العلاج الدوائي كخيار آخر ويتم تنبيه المريض من المضاعفات المحتملة لهذه الأدوية، أما بالنسبة للأفراد ذوي مؤشر كتلة جسم أكبر من 40 والذين فشلوا في تحقيق الأهداف الموضوعة لإنقاص الوزن سواء بتناول علاج أو بدونه وأصيبوا بمضاعفات مرتبطة بالسمنة فيمكن تحويلهم إلى الجراحات كخيار أخير ويتم تنبيه المريض من المضاعفات المحتملة، ومن أكثر جراحات السمنة اعتماداً ربط المعدة وهي عبارة عن ربط حلقة مصنوعة من مادة السيليكون حول رأس المعدة بحيث يبقى جزء صغير من المعدة ليحد من كمية الطعام وتوصل هذه الحلقة بخزان مثبت تحت الجلد يستعمل لتضييق أو توسيع الحلقة عن طريق حقن محلول، والنوع الثاني هو تدبيس المعدة ويتم فيها تدبيس 70-80% من المعدة بشكل طولي وإزالة الجزء المنفصل خارج الجسم مما يؤدي للحد من كمية الطعام التي يستطيع المريض تناولها، بالإضافة إلى أنه يتم استئصال مستقبلات جريلين الموجودة في الجزء المستأصل من المعدة والمسؤولة عن زيادة الشهية، أما النوع الثالث هو تحويل المسار الذي يشمل تصغير المعدة عن طريق قصها وتحويل المسار من خلال توصيل هذا الجزء من المعدة بالأمعاء الدقيقة، دور هذه العملية في إنقاص الوزن يكمن في الحد من كمية الطعام وتقليل امتصاص بعض الأغذية نتيجة لتحويل المسار بحيث لا يمر الغذاء في مساره الطبيعي، ومن المهم أن يقوم بهذه العمليات جراح متخصص في جراحة السمنة والمناظير، وأن تقام في مركز مجهز بفريق يشمل أخصائي تغذية وأخصائيا نفسيا وأخصائي باطنية بالإضافة للجراح المختص، وجميع المرضى بحاجة لمتابعة طبية دائمة للتأكد من نسبة الفيتامينات والأملاح ومعدل نقصان الوزن وثباته.
ماذا بعد جراحات السمنة؟ من المعروف أن في الأشهر الأولى التي تلي الجراحة تنخفض قابلية المريض للأكل بشكل ملحوظ، أما في حال الإفراط في الطعام فقد يصاب بالقيء وقد يشعر بالألم في الصدر ورأس المعدة نتيجة امتلاء المعدة زيادة عن اللزوم، ومن الممكن أن يحتاج المريض لوصفة فيتامينات خاصةً فتامين (ب12) وفتامين (د) ومعادن أساسية منها الكالسيوم والحديد.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (نحن قوم لا نأكل حتى نجوع وإذا أكلنا لا نشبع) من هذا المنطلق نستلهم منهج حياة مثالية، عبر تجنب أو الحد من استهلاك الدهون والسكريات واختيار الأكل الصحي والأغذية الغنية بالألياف والنخالة كالخضروات والفواكه، وشرب كميات كافية من الماء إضافة الى ممارسة التمارين الرياضة، وتبقى الإرادة الذاتية هي الوسيلة الأمثل والأضمن للمحافظة على صحة الجسم.
الرياض
منى عبدالله القواعين
تعرف السمنة على أنها زيادة وزن الجسم عن الحد الطبيعي نتيجة تراكم الدهون الزائدة في مناطق مختلفة من الجسم وهناك طرق تشخيص كثيرة للسمنة منها حساب كتلة الجسم وذلك بقسمة وزن الجسم بالكيلوجرام على مربع الطول بالمتر، فهل تعلم أن السمنة تعتبر السبب الرئيسي الخامس للمخاطر الصحية العالمية إذ تسجل 2,8 مليون حالة وفاة سنويا في العالم وأثبتت الدراسات أن أكثر من أربعين مليون طفل دون سن الخامسة يعانون من فرط الوزن حول العالم، وفي المملكة العربية السعودية هناك سبعة من أصل كل عشرة أشخاص يعانون من هذا المرض وأصبحت السمنة مصدر قلق كبير.
إن السبب الرئيسي للسمنة وزيادة الوزن هو اختلال توازن الطاقة بين السعرات الحرارية المستهلكة والسعرات الحرارية المختزنة بالإضافة الى أسباب أخرى مثل العادات اليومية السيئة واتباع أنماط معيشية أكثر رفاهية كاستبدال المشي بقيادة السيارات واستهلاك الوقت في مشاهدة التلفاز بدلاً من ممارسة التمارين الرياضية إضافة إلى أن انتشار مطاعم الوجبات السريعة الغنية بالسعرات الحرارية العالية أدى إلى زيادة أعداد الأفراد المصابين بالسمنة، وتعتبر الوراثة من أهم الأسباب التي تؤدي إلى السمنة حيث توصلت الدراسات التي ارتكزت على أنماط الوراثة بدلا من جينات بعينها إلى أن 80% من أطفال والدين يعانيان من السمنة جاءت مصابة بالسمنة أيضا، مقابل أقل من 10%من أطفال والدين يتمتعان بالوزن الطبيعي جاءت مصابة بالسمنة، ومن تلك الأسباب أيضا كسل الغدة الدرقية الذي ينتج عن نقص في افراز هرمون الثيروكسين الذي يؤدي إلى بطء في عمليات الحرق الداخلي في الجسم مما يسبب زيادة في الوزن كما تلعب الحالة النفسية دورا كبيرا في زيادة معدلات الإصابة بالسمنة حيث ان الحالات النفسية كالغضب، الملل، الاكتئاب، الحزن والشعور بالذنب تزيد الشعور بالحاجة إلى التهام الطعام بشراهة، إضافة الى بعض الأدوية كالكورتيزون وحبوب منع الحمل، ومن أكثر الأسباب شيوعا والتي تؤدي إلى السمنة لدى معظم النساء هي سكر الحمل، وتسمم الحمل وعدم الإرضاع بعد الولادة.
مشاكل البدانة كثيرة أبرزها أمراض القلب والشرايين، مرض السكري، أمراض العضلات والعظام كهشاشة العظام، وارتفاع ضغط الدم، ومشاكل تناسلية، وانقطاع التنفس أثناء النوم والاكتئاب.
هناك العديد من البرامج العلاجية التي تستخدم في علاج السمنة المفرطة وتشمل العلاج عن طريق الأدوية، العلاج عن طريق تغير نمط العيش، والعلاج عن طريق الجراحة لإنقاص الوزن بعد استشارة الطبيب وتعتبر جراحات إنقاص الوزن الخيار الأخير لمعالجة السمنة حيث يتم اللجوء إليها بعد فشل المريض في إنقاص وزنه من خلال تغير نظامه الغذائي وتناول الأدوية ويعتمد التدخل الجراحي على توصيات معينة في معالجة الوزن الزائد ومنها أن الافراد ذوي مؤشر كتلة جسم أكبر من 30 (حساب وزن الشخص بالنِّسبة لطوله يسمى مؤشِّر كتلة الجسم) يجب أن يتم ارشادهم لاتباع حمية غذائية وممارسة التمارين الرياضية واذا لم يتم إنقاص الوزن الزائد يمكن تقديم العلاج الدوائي كخيار آخر ويتم تنبيه المريض من المضاعفات المحتملة لهذه الأدوية، أما بالنسبة للأفراد ذوي مؤشر كتلة جسم أكبر من 40 والذين فشلوا في تحقيق الأهداف الموضوعة لإنقاص الوزن سواء بتناول علاج أو بدونه وأصيبوا بمضاعفات مرتبطة بالسمنة فيمكن تحويلهم إلى الجراحات كخيار أخير ويتم تنبيه المريض من المضاعفات المحتملة، ومن أكثر جراحات السمنة اعتماداً ربط المعدة وهي عبارة عن ربط حلقة مصنوعة من مادة السيليكون حول رأس المعدة بحيث يبقى جزء صغير من المعدة ليحد من كمية الطعام وتوصل هذه الحلقة بخزان مثبت تحت الجلد يستعمل لتضييق أو توسيع الحلقة عن طريق حقن محلول، والنوع الثاني هو تدبيس المعدة ويتم فيها تدبيس 70-80% من المعدة بشكل طولي وإزالة الجزء المنفصل خارج الجسم مما يؤدي للحد من كمية الطعام التي يستطيع المريض تناولها، بالإضافة إلى أنه يتم استئصال مستقبلات جريلين الموجودة في الجزء المستأصل من المعدة والمسؤولة عن زيادة الشهية، أما النوع الثالث هو تحويل المسار الذي يشمل تصغير المعدة عن طريق قصها وتحويل المسار من خلال توصيل هذا الجزء من المعدة بالأمعاء الدقيقة، دور هذه العملية في إنقاص الوزن يكمن في الحد من كمية الطعام وتقليل امتصاص بعض الأغذية نتيجة لتحويل المسار بحيث لا يمر الغذاء في مساره الطبيعي، ومن المهم أن يقوم بهذه العمليات جراح متخصص في جراحة السمنة والمناظير، وأن تقام في مركز مجهز بفريق يشمل أخصائي تغذية وأخصائيا نفسيا وأخصائي باطنية بالإضافة للجراح المختص، وجميع المرضى بحاجة لمتابعة طبية دائمة للتأكد من نسبة الفيتامينات والأملاح ومعدل نقصان الوزن وثباته.
ماذا بعد جراحات السمنة؟ من المعروف أن في الأشهر الأولى التي تلي الجراحة تنخفض قابلية المريض للأكل بشكل ملحوظ، أما في حال الإفراط في الطعام فقد يصاب بالقيء وقد يشعر بالألم في الصدر ورأس المعدة نتيجة امتلاء المعدة زيادة عن اللزوم، ومن الممكن أن يحتاج المريض لوصفة فيتامينات خاصةً فتامين (ب12) وفتامين (د) ومعادن أساسية منها الكالسيوم والحديد.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (نحن قوم لا نأكل حتى نجوع وإذا أكلنا لا نشبع) من هذا المنطلق نستلهم منهج حياة مثالية، عبر تجنب أو الحد من استهلاك الدهون والسكريات واختيار الأكل الصحي والأغذية الغنية بالألياف والنخالة كالخضروات والفواكه، وشرب كميات كافية من الماء إضافة الى ممارسة التمارين الرياضة، وتبقى الإرادة الذاتية هي الوسيلة الأمثل والأضمن للمحافظة على صحة الجسم.
الرياض