السمعيات أو طرق تشخيص الإعاقات السمعية
السمعيات أو طرق تشخيص الإعاقات السمعية
أ. د. عبد العزيز عاشور
يقول العظيم الحكيم في محكم كتابه « إن السمع والبصروالفؤاد - كل أولئك كان عنه مسؤولا» ،ويقول: « صم بكمٌ عميٌ فهم لا يعقلون»،
كما هو معروفٌ عرفاً وموثقٌ علمياً فإن الإعاقة السمعية هي أكثر الإعاقات إنتشاراً في العالم ليس في الدول النامية فحسب بل في الدول المتقدمة أيضاً مع بعض الفوارق الهامة.
لذا كان من المهم بمكان وجود وسائل علمية وتقنية موثوق بها تساعدنا على اكتشاف هذه الأعاقه, نوعيتها ودرجتها عند الصغير والكبير في أي سن وفي أي وقت. و قد تأخرتطور وظهور هذه الوسائل أمداً طويلاً وحتى بعد نهايه الحرب العالمية الأولى, والسبب في ذلك يرجع إلى أن الأعاقة السمعية ورغم انتشارها الواسع فإنها إعاقة خفيه تسكن في داخل الأذن على جانبي الرأس لا يراها أحد، وبذلك لا تجذب انتباه المسؤولين والمهتمين بالرعاية الصحية والاجتماعية.
وقد بدأ الاهتمام بهذه الوسائل إبان الحرب العالمية الأولى بكثافة حتى وصلت وفي وقت قصير إلى ما وصلت إليه اليوم .
في الواقع هناك نوعان من وسائل تشخيص السمع:
أ- وسائل واقعية حقيقية (objective):أي لا تعتمد في تقييمها على تفاعل وتعاون المريض ومساعدته وهي الأفضل وتستعمل عادة لدى الأطفال أو كبار السن أو ذوي خلل عقلي أو نفسي والذين لا يتفاعلون ولا يتعاونون مع الفاحص أو من الصعب الاعتماد على مساعدتهم وتفاعلهم واجباتهم.
ب- وسائل للتشخيص مبنية على تعاون المريض ويلعب فيها المريض دوراً رئيسياً و نعتمد ونثق في نتائجها بناء على إجابة المريض وتعاونه(subjective) .
ج- كذلك تقسم وسائل التشخيص أو(السمعيات) على حسب سن المريض ، فهناك وسائل خاصة للطفل ووسائل أخرى للكبار .
وللأهمية فقد ظهر أبان الحرب العالمية الثانية تخصص يختص بهذا الفرع الهام - سُمي « سمعيات» « Audiology» تخصص هام و واسع كأ ي تخصص آخر يتكون من دراسة جامعية ودراسات عليا - وتكون السمعيات قسما قائما بذاته يتبع عادة الأنف والأذن والحنجرة - أو تكون قائمة بذاتها بدون تبعية- ويتبع هذا التخصص برنامج صغير لتخريج فنيين - فني سمعيات لمساعدة الأخصائيين في العمل والبحوث وغيره.والآن دعنا نتعرف على بعض هذه الفحوص السمعية التي نحتاجها للوصول إلى تشخيص المشكلة ومن ثم نبدأ بعملية العلاج.
أ - عند الأطفال :
●عند الأطفال الحديثي الولادة وحتى سن الشهر السادس يقوم أطباء الأطفال بفحص سمع الطفل فحصا تقريبيا عن طريق بعض الفحوصاتTest) Moro,Eylead) والتي مع الأسف غير موثوق بها - بل تكون بعض الأحيان سبباً في تشخيص خاطئ يؤثر على مستقبل الطفل ونموه - لذا فإنه ينصح بعدم استعمال مثل هذه الفحوصات وعدم الاعتماد عليها بتاتا.
● تقييم السمع عن طريق اللعب مع الطفل بألعاب خاصة وطريقة خاصة(play audiometry) وتستعمل عادة بعد سن الشهر السادس,وهو فحص تقريبي مفيد.
● فحص للأذن الوسطى ووظائفهاTympanometry)) - وهو فحص موثوق به و واقعي - سهل التنفيذ قليل التكلفة ويستعمل بصورة واسعة لدى الأطفال بوجه خاص وكذلك يمكن استعماله للكبار.
● فحص السمع عن طريق قياس السمع عبر مراكز السمع العليا (في المخ الأوسطBERA ).
● فحوصات أخرى متنوعة لا داعي لسردها هنا.
ب- فحوصات خاصة بالكبار والأطفال بعد سن الرابعة وما فوق:
●عن طريق إعطاء المريض أصواتا ذات ذبذبات معروفة وذات تقوية معروفة وعلى المريض أن يتعرف عليها (PTA).
● عن طريق إعطاء المريض كلمات أو جمل بلغة الأم ذات تقوية معروفة وعلى المريض أن يعيد ما سمعه وفهمهSpeech Audiometry) ).وعادة ما يستعمل فحص «عاشور» للسمع عبر الكلام.
● فحص الأذن الوسطى المذكور سالفاً Tympanometry
● فحص السمع عبر المراكز العليا كما سبق ذكره BERA
● فحوص أخرى لاداعي لذكرها هنا .
ومع الأسف فإن نسبة الأخصائيين في هذا الحقل قليلة جدا والطلب عليهم في إزدياد,كذلك عدد المراكز المتخصصة للسمعيات قليلة جدا جدا.راجين وعاملين إن شاء الله على تحسين الوضع.
أما جهاز التوازن الذي يعتبر جزءا لا يتجزأ من الأذن الداخلية فله فحوصاته الخاصة به ،ويجدر بنا تخصيص كلمة خاصة به.
شافانا الله وإياكم من كل مرض وحفظنا من كل شر.
المصدر: صحيفة اليوم