مرضى القلب في رمضان ... أفطروا وأطعموا !
مرضى القلب في رمضان ... أفطروا وأطعموا !
قرار الصوم من عدمه يعود لرأي الطبيب..
د. محمد عبد الله الطفيل
ابارك للقراء الكرام قرب دخول شهر رمضان المبارك الذي انزل الله فيه الفرقان وأسأل الله العظيم ان يعيننا على صيامه وقيامه ويكتب لنا العتق من نيرانه . هناك نقاط صحية مهمة يجب على كل مريض بالقلب او أسرة لديها شخص مريض بالقلب ان تستعرض هذه النصائح وتناقشها مع المريض ومع من يرعاه منهم ...وهي:
اولا: يجب على كل مريض قبل دخول الشهر الكريم ان يناقش مع طبيبه هل يستطيع الصيام ام لا ؟
لأن آباءنا وامهاتنا كبار في السن ويعلمون انهم مقبلون على ربهم ويريد كل منهم ان يعطي افضل ماعنده في آخر ايامه طمعا في ماعند الله... ولكنه ينسى او يتناسى خطورة اهمال صحة الابدان وان الصيام فيه مشقه وجهد بدني لايستطيعه كل شخص ولذلك اوضح الشارع رخص الافطار في نهار رمضان...واوضح ان الله سبحانه يحب ان تؤتى رخصه كما تؤتى عزائمه واوضح سبحانه انه ماجعل علينا في الدين من حرج....فإذا كان الله سبحانه اباح الفطر للمسافر الصحيح فمن باب اولى كبير السن المصاب بمرض في القلب ....ونهانا سبحانه عن ان نلقي بأنفسنا الى التهلكة بالتشدد في امور الدين كما في حديث "قتلوه... قتلهم الله"!!
ومن ناحية امراض القلب فهؤلاء المرضى لاينصحون بالصوم في نهار رمضان وهم كما في الجدول المرفق مع الموضوع . وهناك ايضا بعض حالات مرض القلب او الضغط الشديد الذين يستخدمون الأدوية على مدار الساعة فإن الصيام قد يؤدي بهم إلى الهلاك ودخول المستشفى بسبب نقص الأملاح او تجمع السوائل في الجسم ولذلك فإن المتبع في مثل هذه الحالات ان ننصحهم بعدم الصوم ولا القضاء بسبب طبيعة المرض (مثل فشل القلب) وانما يطعم عن كل يوم مسكينا من سائر قوت البلد في ذلك الزمان وقد قال والدنا الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله ( لكن إذا كان المريض لا يرجى برؤه بشهادة الأطباء الثقات فلا يلزمه الصوم ولا القضاء، وعليه أن يطعم مسكيناً عن كل يوم، وهو نصف صاع بالصاع النبوي من قوت البلد ومقداره كيلو ونصف تقريباً، وهكذا الشيخ الكبير والعجوز الكبيرة اللذان لا يستطيعان الصوم يطعمان عن كل يوم نصف صاع من قوت البلد، ولا صوم عليهما ولا قضاء.. ويجوز دفع الكفارة عن جميع رمضان دفعة واحدة في أول الشهر أو آخره، أو في أثنائه لفقير واحد أو أكثر) المرجع : مجلة الدعوة العدد 1527 بتاريخ 5/9/1416 هجرية.
ثانيا: كيف تتغير مواعيد الادوية في رمضان بالنسبه لمرضى القلب؟
رمضان هذه السنة كما في السنة الماضيه يحدث في عز الصيف وستكون ساعات الصوم في حدود 15 ساعه ودرجة الحراره حوالى 45 درجه مئويه في مناخ صحراوي ولذلك اغلب المرضى يفقد حوالي 1.5% من وزنه كسوائل قبل الافطار!! فمابالك اذا كان يعمل خلال ذلك اليوم عملا يدويا!! ولذلك يجب على المريض ان يناقش طبيبه عن تقسيم ادويته خلال رمضان.. وغالب المرضى ننصحهم بأخذ ادوية الضغط بعد أداء التراويح ومنتصف الليل وقبل السحور ... ويتم تقسيم أخذ الادوية خلال فترة الليل خصوصا أدوية الضغط لأن كثيرا من المرضى يستطيع بمراقبة ضغطه أن يقلل من جرعات أدوية الضغط الى النصف خصوصا المصحوبة بمدرات للبول....ولذلك ننصح دوما بتأجيل ادوية الضغط الى ما بعد صلاة التراويح لأنه خلال ذلك يكون الجسم قد استرجع اغلب سوائله المفقودة...وقد رأيت بعض المرضى يأخذ ادوية الضغط مباشرة بعد الفطور(على جفاف) وبعد ان يصل الدواء لأعلى تركيز في الدم يغمى عليه أثناء التراويح...خصوصا في الايام الاولى من الشهر الكريم!!
ثالثا: ماهي نصائح العمره وترتيباتها في شهر رمضان بالنسبه لمرضى القلب ؟
ان يتم الترتيب لها بعد المشاورة مع الطبيب وان يفطر مريض القلب لانه اجتمع عليه المرض والسفر ... وان تكون عمرته ليلا وان يتجنب الزحام نهائيا فإن ذلك يؤذي مريض القلب من ناحية زيادة الجهد على القلب وصعوبه تناول دواء الازمة القلبية الذي يأخذه تحت اللسان بالاضافة الى صعوبة وصول الاسعاف اليه لمن يريد انقاذه في حالة الاغماء او الجلطة..وعليه ان يتجنب الوقوف الطويل لأن ذلك يؤدي الى تورم الرجلين وخصوصا من يستخدم ادوية مثل الاملور... ومن النصائح المهمة جدا الا يعتمر وحده نهائيا بل يجب ان يكون معه شخص يعرف ادويته وتاريخه المرضي في حال حدوث طوارئ....وان يستخدم العربيات اثناء السعي والطواف تفاديا لاجهاد القلب اثناء الحر الشديد ...وبعض المرضى يدفعه حرصه على ان يحاول!! ولكن المشكله هو عدم ضمان نتيجة المحاوله فقد تكون تجربه تقضي عليه بسبب الازدحام والحر وصعوبة تناول الادوية وصعوبة وصول الاسعاف....وقد قال سبحانه "لا يكلف الله نفسا الا وسعها"!!
الخلاصة:
يجب ان نساعد آباءنا وامهاتنا في اتخاذ قرار الصوم من عدمه حسب رأي الطبيب المسلم الثقه ونشجعهم على ذلك ونعرف اسباب ترددهم ونوضح لهم ان الافطار مع اطعام كل يوم مسكينا مع وجود الصحة الذي تساعده على التراويح والقيام افضل بكثير من يضغط على نفسه وتتدهور صحته بدخول المستشفى فلا هو ادرك الصيام ولا مايطمح اليه من حضور التراويح والقيام والعمرة!!....متع الله آباءنا وامهاتنا بالصحة والعافية وكتب لهم اجر الصائم القائم بنياتهم.
الرياض
قرار الصوم من عدمه يعود لرأي الطبيب..
د. محمد عبد الله الطفيل
ابارك للقراء الكرام قرب دخول شهر رمضان المبارك الذي انزل الله فيه الفرقان وأسأل الله العظيم ان يعيننا على صيامه وقيامه ويكتب لنا العتق من نيرانه . هناك نقاط صحية مهمة يجب على كل مريض بالقلب او أسرة لديها شخص مريض بالقلب ان تستعرض هذه النصائح وتناقشها مع المريض ومع من يرعاه منهم ...وهي:
اولا: يجب على كل مريض قبل دخول الشهر الكريم ان يناقش مع طبيبه هل يستطيع الصيام ام لا ؟
لأن آباءنا وامهاتنا كبار في السن ويعلمون انهم مقبلون على ربهم ويريد كل منهم ان يعطي افضل ماعنده في آخر ايامه طمعا في ماعند الله... ولكنه ينسى او يتناسى خطورة اهمال صحة الابدان وان الصيام فيه مشقه وجهد بدني لايستطيعه كل شخص ولذلك اوضح الشارع رخص الافطار في نهار رمضان...واوضح ان الله سبحانه يحب ان تؤتى رخصه كما تؤتى عزائمه واوضح سبحانه انه ماجعل علينا في الدين من حرج....فإذا كان الله سبحانه اباح الفطر للمسافر الصحيح فمن باب اولى كبير السن المصاب بمرض في القلب ....ونهانا سبحانه عن ان نلقي بأنفسنا الى التهلكة بالتشدد في امور الدين كما في حديث "قتلوه... قتلهم الله"!!
ومن ناحية امراض القلب فهؤلاء المرضى لاينصحون بالصوم في نهار رمضان وهم كما في الجدول المرفق مع الموضوع . وهناك ايضا بعض حالات مرض القلب او الضغط الشديد الذين يستخدمون الأدوية على مدار الساعة فإن الصيام قد يؤدي بهم إلى الهلاك ودخول المستشفى بسبب نقص الأملاح او تجمع السوائل في الجسم ولذلك فإن المتبع في مثل هذه الحالات ان ننصحهم بعدم الصوم ولا القضاء بسبب طبيعة المرض (مثل فشل القلب) وانما يطعم عن كل يوم مسكينا من سائر قوت البلد في ذلك الزمان وقد قال والدنا الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله ( لكن إذا كان المريض لا يرجى برؤه بشهادة الأطباء الثقات فلا يلزمه الصوم ولا القضاء، وعليه أن يطعم مسكيناً عن كل يوم، وهو نصف صاع بالصاع النبوي من قوت البلد ومقداره كيلو ونصف تقريباً، وهكذا الشيخ الكبير والعجوز الكبيرة اللذان لا يستطيعان الصوم يطعمان عن كل يوم نصف صاع من قوت البلد، ولا صوم عليهما ولا قضاء.. ويجوز دفع الكفارة عن جميع رمضان دفعة واحدة في أول الشهر أو آخره، أو في أثنائه لفقير واحد أو أكثر) المرجع : مجلة الدعوة العدد 1527 بتاريخ 5/9/1416 هجرية.
ثانيا: كيف تتغير مواعيد الادوية في رمضان بالنسبه لمرضى القلب؟
رمضان هذه السنة كما في السنة الماضيه يحدث في عز الصيف وستكون ساعات الصوم في حدود 15 ساعه ودرجة الحراره حوالى 45 درجه مئويه في مناخ صحراوي ولذلك اغلب المرضى يفقد حوالي 1.5% من وزنه كسوائل قبل الافطار!! فمابالك اذا كان يعمل خلال ذلك اليوم عملا يدويا!! ولذلك يجب على المريض ان يناقش طبيبه عن تقسيم ادويته خلال رمضان.. وغالب المرضى ننصحهم بأخذ ادوية الضغط بعد أداء التراويح ومنتصف الليل وقبل السحور ... ويتم تقسيم أخذ الادوية خلال فترة الليل خصوصا أدوية الضغط لأن كثيرا من المرضى يستطيع بمراقبة ضغطه أن يقلل من جرعات أدوية الضغط الى النصف خصوصا المصحوبة بمدرات للبول....ولذلك ننصح دوما بتأجيل ادوية الضغط الى ما بعد صلاة التراويح لأنه خلال ذلك يكون الجسم قد استرجع اغلب سوائله المفقودة...وقد رأيت بعض المرضى يأخذ ادوية الضغط مباشرة بعد الفطور(على جفاف) وبعد ان يصل الدواء لأعلى تركيز في الدم يغمى عليه أثناء التراويح...خصوصا في الايام الاولى من الشهر الكريم!!
ثالثا: ماهي نصائح العمره وترتيباتها في شهر رمضان بالنسبه لمرضى القلب ؟
ان يتم الترتيب لها بعد المشاورة مع الطبيب وان يفطر مريض القلب لانه اجتمع عليه المرض والسفر ... وان تكون عمرته ليلا وان يتجنب الزحام نهائيا فإن ذلك يؤذي مريض القلب من ناحية زيادة الجهد على القلب وصعوبه تناول دواء الازمة القلبية الذي يأخذه تحت اللسان بالاضافة الى صعوبة وصول الاسعاف اليه لمن يريد انقاذه في حالة الاغماء او الجلطة..وعليه ان يتجنب الوقوف الطويل لأن ذلك يؤدي الى تورم الرجلين وخصوصا من يستخدم ادوية مثل الاملور... ومن النصائح المهمة جدا الا يعتمر وحده نهائيا بل يجب ان يكون معه شخص يعرف ادويته وتاريخه المرضي في حال حدوث طوارئ....وان يستخدم العربيات اثناء السعي والطواف تفاديا لاجهاد القلب اثناء الحر الشديد ...وبعض المرضى يدفعه حرصه على ان يحاول!! ولكن المشكله هو عدم ضمان نتيجة المحاوله فقد تكون تجربه تقضي عليه بسبب الازدحام والحر وصعوبة تناول الادوية وصعوبة وصول الاسعاف....وقد قال سبحانه "لا يكلف الله نفسا الا وسعها"!!
الخلاصة:
يجب ان نساعد آباءنا وامهاتنا في اتخاذ قرار الصوم من عدمه حسب رأي الطبيب المسلم الثقه ونشجعهم على ذلك ونعرف اسباب ترددهم ونوضح لهم ان الافطار مع اطعام كل يوم مسكينا مع وجود الصحة الذي تساعده على التراويح والقيام افضل بكثير من يضغط على نفسه وتتدهور صحته بدخول المستشفى فلا هو ادرك الصيام ولا مايطمح اليه من حضور التراويح والقيام والعمرة!!....متع الله آباءنا وامهاتنا بالصحة والعافية وكتب لهم اجر الصائم القائم بنياتهم.
الرياض