عقلية الهامور ابتلعت ثقافة الطابور
عقلية الهامور ابتلعت ثقافة الطابور
أحمد عبد الرحمن العرفج
عِندَما تَذهب إلَى مَكانٍ فِيهِ احتِشَاد بَشري؛ لتَحقيق غَرض مِن الأغرَاض، تَستَغرب مِن كميّة الفَوضَى التي تَستوطن هَذا الاحتِشَاد، حَيثُ لَا تَرتيب ولا انتشَار؛ لثَقَافة الطَّابور..!
اليَوم دَعونا نَتحدَّث عَن تِلك الثَّقَافة، رَغم عِلْمِي بأنَّ البَعض يَنظر لِمَا أكتُب بازدرَاء، لأنَّهم يُريدون رَأسي كَبيرًا جِدًّا لأكتُب عَن "مَلالي إيرَان"، و"الصِّرَاع عَلى السُّلطَة في لِيبيا"، و"مَا يَفعله تَنظيم دَاعِش"، و"عُزلة كوريا الشَّماليّة".. لذَلك أَقول لمَن يَحتقرني: "فليُبارك الله لَكَ في تِلك المَوضوعات لتَكتُب عَنها، أمَّا أنَا فسَأتّجه للكِتَابة عَن ثَقَافة الطَّابور؛ التي أُعَاني مِنها كُلَّما ذَهبتُ للمَطَار، أو كُلَّما اتّجهتُ للمَخبز لشِرَاء الرّغيف؛ الذي يُعينني عَلى أدَاء الصّلاة"..!
حِين تَصطَف في الطَّابور -في السّعودية- تُذْهَل مِن عَدَد مَن يَتخطّون رِقَاب أَهل الطَّابور، وكُلٌّ مِنهم يَأتيك بعُذر، بزَعمه أنَّه الوَحيد الذي يَملك عُذرًا، ومَا عَلِمَ أنَّ كُلّ مَن في الطَّابور مِن أصحَاب الأعذَار..!
عِندَما أَذهَب لزيَارة أُمِّي -قمّصها الله ثيَاب العَافية- في بُريدة أستيقِظ في الصَّباح؛ لأشتَري شَيئًا مِن الخُبز والفُول، اللَّذين يُذكّرانني برَائحة الحِجَاز، وفي الطَّابور؛ أرصُد تَصرُّفَات وسلُوكيّات النَّاس المُتجاوزين لنِظَام الطَّابور، وسأذكُر لَكُم مَا شَاهدته في يَومٍ وَاحِد فَقط، فمَثلاً هَذا وَاحِد يَقفز عَلى الطَّابور، وحِين أُعَاتبه يَقول: "مَعليش أنَا مستَعجل ولَديَّ ارتبَاط هَام"، وكَأنَّنا نَحنُ لَسْنَا عَلى عَجلة مِن أَمرِنَا.. أمَّا ثَاني المُتجاوزين فيَأتي ويَقول: "هَل الدّعوة بالطَّابور؟ أو مْناهَب؟"، وهَذا رَددنا عَليه بأنَّ الدّعوة بالطَّابور.. وثَالث يَقفز مِن فَوق رُؤوسنَا، ويَأتي في المُقدِّمة، وحِين عَاتبنَاه قَال: "مَعليش أُسرتي في البَيت جَائِعَة"، وكَأنَّ أُسرنا مُتخمة بالامتلَاء والشَّبَع"..!
حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!
بَقي القَول: لَن أُطيل فِي الشَّرح، لأنَّ كُلًّا مِن القُرّاء والقَارئات لَه تَجارب مَريرة؛ فِي مِثل هَذه الأمَاكِن، لذَلك دَعونا نَنشُر ثَقافة الطَّابور؛ التي يَعيب عَلينا البَعض عَدَم تَمسُّكنا بِهَا، وقَد قَال أحد قَادة إسرَائيل: "لَن يَهزمنا العَرَب؛ إلَّا إذَا تَعلّموا كَيف يَصطفُّون في الطَّابور بشَكلٍ صَحيح"..!!
المدينة
أحمد عبد الرحمن العرفج
عِندَما تَذهب إلَى مَكانٍ فِيهِ احتِشَاد بَشري؛ لتَحقيق غَرض مِن الأغرَاض، تَستَغرب مِن كميّة الفَوضَى التي تَستوطن هَذا الاحتِشَاد، حَيثُ لَا تَرتيب ولا انتشَار؛ لثَقَافة الطَّابور..!
اليَوم دَعونا نَتحدَّث عَن تِلك الثَّقَافة، رَغم عِلْمِي بأنَّ البَعض يَنظر لِمَا أكتُب بازدرَاء، لأنَّهم يُريدون رَأسي كَبيرًا جِدًّا لأكتُب عَن "مَلالي إيرَان"، و"الصِّرَاع عَلى السُّلطَة في لِيبيا"، و"مَا يَفعله تَنظيم دَاعِش"، و"عُزلة كوريا الشَّماليّة".. لذَلك أَقول لمَن يَحتقرني: "فليُبارك الله لَكَ في تِلك المَوضوعات لتَكتُب عَنها، أمَّا أنَا فسَأتّجه للكِتَابة عَن ثَقَافة الطَّابور؛ التي أُعَاني مِنها كُلَّما ذَهبتُ للمَطَار، أو كُلَّما اتّجهتُ للمَخبز لشِرَاء الرّغيف؛ الذي يُعينني عَلى أدَاء الصّلاة"..!
حِين تَصطَف في الطَّابور -في السّعودية- تُذْهَل مِن عَدَد مَن يَتخطّون رِقَاب أَهل الطَّابور، وكُلٌّ مِنهم يَأتيك بعُذر، بزَعمه أنَّه الوَحيد الذي يَملك عُذرًا، ومَا عَلِمَ أنَّ كُلّ مَن في الطَّابور مِن أصحَاب الأعذَار..!
عِندَما أَذهَب لزيَارة أُمِّي -قمّصها الله ثيَاب العَافية- في بُريدة أستيقِظ في الصَّباح؛ لأشتَري شَيئًا مِن الخُبز والفُول، اللَّذين يُذكّرانني برَائحة الحِجَاز، وفي الطَّابور؛ أرصُد تَصرُّفَات وسلُوكيّات النَّاس المُتجاوزين لنِظَام الطَّابور، وسأذكُر لَكُم مَا شَاهدته في يَومٍ وَاحِد فَقط، فمَثلاً هَذا وَاحِد يَقفز عَلى الطَّابور، وحِين أُعَاتبه يَقول: "مَعليش أنَا مستَعجل ولَديَّ ارتبَاط هَام"، وكَأنَّنا نَحنُ لَسْنَا عَلى عَجلة مِن أَمرِنَا.. أمَّا ثَاني المُتجاوزين فيَأتي ويَقول: "هَل الدّعوة بالطَّابور؟ أو مْناهَب؟"، وهَذا رَددنا عَليه بأنَّ الدّعوة بالطَّابور.. وثَالث يَقفز مِن فَوق رُؤوسنَا، ويَأتي في المُقدِّمة، وحِين عَاتبنَاه قَال: "مَعليش أُسرتي في البَيت جَائِعَة"، وكَأنَّ أُسرنا مُتخمة بالامتلَاء والشَّبَع"..!
حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!
بَقي القَول: لَن أُطيل فِي الشَّرح، لأنَّ كُلًّا مِن القُرّاء والقَارئات لَه تَجارب مَريرة؛ فِي مِثل هَذه الأمَاكِن، لذَلك دَعونا نَنشُر ثَقافة الطَّابور؛ التي يَعيب عَلينا البَعض عَدَم تَمسُّكنا بِهَا، وقَد قَال أحد قَادة إسرَائيل: "لَن يَهزمنا العَرَب؛ إلَّا إذَا تَعلّموا كَيف يَصطفُّون في الطَّابور بشَكلٍ صَحيح"..!!
المدينة