• ×
admin

التجربة الدنمركية

التجربة الدنمركية

فهد عامر الأحمدي

فتيات من الدنمرك (جميعهن في المرحلة المتوسطة) قمن بتجربة فاجأت العالم.. فقد كن يتحدثن عن هواتفهن الجوالة حين قالت إحداهن إنها لا تنام بشكل جيد حين تضعه بقربها في الليل وتعجز عن التركيز في المدرسة في اليوم التالي فاتفقن معها على ذلك.. وهكذا تحولت المناقشة الى اقتراح بإجراء تجربة علمية للتأكد من تأثير الهاتف الجوال على دماغ الانسان..

غير أن مدرستهم (Hjallerup School) لم تكن تملك معدات متقدمة لإجراء التجربة على الانسان فقررن مراقبة تأثير البث اللاسلكي على النباتات.. وهكذا عمدن لزراعة 12 طبقا من الأعشاب وضعن ستة منها في غرف خالية من أي أجهزة كهربائية وزعت على بيوت الفتيات وستة أخرى وضعنها قرب أجهزة راوتر لاسلكية تملك نفس المستوى الإشعاعي للهواتف الخلوية.. وخلال أسبوعين راقبن وصورن وقسن نمو النباتات (بشكل يومي) وفي كل منزل على حدة..

وحين جُمعت المعلومات وقُورنت الصور التي شاهدتها شخصيا في جوجل لم يعد هناك شك في أن النباتات التي زرعت قرب أجهزة البث لم تنمُ، أو نمت بشكل هزيل لا يقارن بالموجودة في الغرف الأخرى..

هذه التجربة لم تؤهلهن فقط للفوز بجائزة أفضل تجربة علمية في الدنمرك بل ونالت اهتمام مراكز بحث عالمية قررت تكرار التجربة على نطاق واسع!!

... والنتائج التي حصلت عليها الفتيات تذكرنا بحقيقتين مهمتين:

الأولى أن النباتات تملك شعورا مرهفا بالمتغيرات حولها..

والثانية أن للأجهزة الإلكترونية تأثيرا على خلايانا العصبية..

فقبل التجربة الدنمركية أجريت تجارب كثيرة أكدت امتلاك النباتات لأحاسيس خارقة تصل حد الرعب من وجود النار قربها.. فمنذ عقد الستينيات حاول عالم يدعى باكستر روي قياس المقاومة الكهربائية في أوراق نباتات الظل ففوجئ بظهور ذبذبات ناعمة ورتيبة حين يسكب الماء في الحوض.. وحين أخرج قداحة السجائر لحرق إحدى الأوراق ظهرت إشارات صاخبة تدل على الخوف والرعب والاضطراب.. ومع تكرار التجارب اكتشف ارتياح النباتات للموسيقى الهادئة والحديث الرقيق وألف كتابا ناجحا نصح فيه عشاق النباتات بمحادثتها صباح مساء..!!

وعلى الطرف الآخر أثبت عالم هندي يدعى جاجاديس بوس (مؤسس معهد بوس للأحياء بكلكتا) أن نبات اللفت يملك جهازاً عصبياً بدائياً وأن النباتات الكبيرة تستجيب عصبياً بصورة أبطأ من النباتات الصغيرة.. أما في روسيا فأثبت عالم يدعى بوشكين أن النباتات تتأثر بمشاعر المحيطين بها وتتعرف على نواياهم تجاهها.. ومن تجاربه الطريفة أنه أمر طالبة تدعى تانيا بالبكاء وأثبت لبقية الطلاب كيف أن نبتة الجيرانيم أبدت "تعاطفها" معها برفع مستوى تدفقها الكهربائي.. وفي وقت لاحق أعيدت تجارب بوشكين على يد عالم روسي آخر يدعى جونار أثبت أن قطع طرف أوراق النبتة يثير رد فعل سلبي عند قاعدة الغصن بما متوسطه 55 مللي فولت وهو مستوى يدل على ألم حقيقي ومشاعر حزن خارقة!!

أما بخصوص الحقيقة الثانية (تأثير الأجهزة اللاسلكية على خلايانا العصبية) فقد ناقشتها بالتفصيل في مقال تجدونه على النت بعنوان "وماذا عن التلوث اللاسلكي" .. وهو مقال يشرح كيف أن أعصابنا وخلايانا تتناقل الأوامر والأفكار كنبضات كهربائية تتأثر بالحقول المغناطيسية.. وفي المقابل كيف أن الأجواء في عصرنا الحالي بالذات أصبحت تزدحم بموجات راديوية وترددات لاسلكية تخترق جماجمنا صباح مساء!!

... أقترح بقوة تكرار التجربة الأولى في منزلك.. لا تحتاج لأكثر من راوتر، وبذور، وقطن مبلول!

الرياض
بواسطة : admin
 0  0  709