العودة لأعمار ما قبل الطوفان
العودة لأعمار ما قبل الطوفان
فهد عامر الأحمدي
الوعي الصحي وتقدم الطب ساهما بدون شك فى رفع متوسط العمر في العالم كله.. ففي أوروبا مثلاً كان متوسط العمر عام 1840 يبلغ (40 عاماً)، وفي عام 1900 أصبح (46) وفي 1910 وصل الى ال(50 ) وفي 1930 أصبح (52 ) ثم ارتفع في عام 1948 إلى (55) .. واليوم يبلغ متوسط العمر العالمي 76 عاماً (وفي اليابان 86) وينتظر أن يعيش نسبة أكبر ممن ولدوا هذه السنة حتى عام 2120
والسؤال الأهم في نظري هو:
متى ستتوقف أعمار البشر عن التقدم (!؟)
وهل سيترافق هذا مع العيش بصحة جيدة حتى الممات!؟
بالطبع لم تكف المحاولات منذ فجر التاريخ عن اكتشاف إكسير الشباب؛ ولكن أفضل ما أمكننا فعله هو تجاوز الكثير من الآثار السلبية للشيخوخة بعد سن الستين أو السبعين..
وتخبرنا معادلة العمر في الحيوانات (وهي ضرب ستة في سن البلوغ) أن الوصول إلى سن ال120 أمر طبيعي لدى الإنسان ؛ وبالتالي لا يستبعد مستقبلاً وصول نسبة أكبر من البشر إلى سن ال150 بدون اكتشاف
خارق!!
غير أن هناك قضية ماتزال تحيرني بخصوص عمر الإنسان؛ فالأرقام التي بدأنا بها المقال تدل على صعوده المتتالي في القرون الأخيرة. ونحن نعرف في نفس الوقت أن أعمار البشر (قبل تلك القرون) لم تكن قصيرة أبداً بل كانت طويلة بشكل مذهل. فقد جاء في الموطأ "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أُري أعمار الناس قبله أو ماشاء الله من ذلك فتقاصر أعمار آمته أن لا يبلغوا من العمل مثل الذي بلغ غيرهم من طول العمر فأعطاه الله ليلة القدر خير من ألف شهر"..
ولاحظ هنا أن الأعمار الأخيرة (لعمران وموسى وهارون) تقترب بشدة من أعمار المعمرين هذه الأيام. ويبدو أنه استمر بالانخفاض حتى وصل إلى ثلاثين عاماً فقط فى اليونان وروما القديمة.. أما هذه الأيام فمن الواضح أننا نشهد عودة البندول الى الاتجاه الآخر.
وهذا الحديث يساند ماجاء فى الإسرائيليات عن أعمار البشر فى الأمم السابقة؛ فمن عالم ماقبل الطوفان عاش آدم عليه السلام 930 عاماً، وشيت 912 عاماً ، أما نوح {فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاماً .. أما من عالم مابعد الطوفان (وحسب مرويات بني إسرائيل) فعاش سام 600 عام، وصالح 443 عاماً، وإبراهيم 275 عاماً، وأيوب 217 عامًا.. أما بعد أيوب عليه السلام فانخفض سلم الأعمار وأصبح من النادر أن يتجاوز أي إنسان مستوى المئتي عام؛ فعمران مثلاً عاش 137 عاماً، وموسى عليه السلام 120 عاماً، وهارون 110 أعوام.
ولاحظ الأعمار الأخيرة (لعمران وموسى وهارون) تقترب بشدة من إعمار المعمرين هذه الأيام .. وإن استمر متوسط الأعمار (في أيامنا هذه بالارتفاع) يتوقع أن يعيش ثلثا من ولدوا هذا العالم 2014 حتى 2114.
الرياض
فهد عامر الأحمدي
الوعي الصحي وتقدم الطب ساهما بدون شك فى رفع متوسط العمر في العالم كله.. ففي أوروبا مثلاً كان متوسط العمر عام 1840 يبلغ (40 عاماً)، وفي عام 1900 أصبح (46) وفي 1910 وصل الى ال(50 ) وفي 1930 أصبح (52 ) ثم ارتفع في عام 1948 إلى (55) .. واليوم يبلغ متوسط العمر العالمي 76 عاماً (وفي اليابان 86) وينتظر أن يعيش نسبة أكبر ممن ولدوا هذه السنة حتى عام 2120
والسؤال الأهم في نظري هو:
متى ستتوقف أعمار البشر عن التقدم (!؟)
وهل سيترافق هذا مع العيش بصحة جيدة حتى الممات!؟
بالطبع لم تكف المحاولات منذ فجر التاريخ عن اكتشاف إكسير الشباب؛ ولكن أفضل ما أمكننا فعله هو تجاوز الكثير من الآثار السلبية للشيخوخة بعد سن الستين أو السبعين..
وتخبرنا معادلة العمر في الحيوانات (وهي ضرب ستة في سن البلوغ) أن الوصول إلى سن ال120 أمر طبيعي لدى الإنسان ؛ وبالتالي لا يستبعد مستقبلاً وصول نسبة أكبر من البشر إلى سن ال150 بدون اكتشاف
خارق!!
غير أن هناك قضية ماتزال تحيرني بخصوص عمر الإنسان؛ فالأرقام التي بدأنا بها المقال تدل على صعوده المتتالي في القرون الأخيرة. ونحن نعرف في نفس الوقت أن أعمار البشر (قبل تلك القرون) لم تكن قصيرة أبداً بل كانت طويلة بشكل مذهل. فقد جاء في الموطأ "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أُري أعمار الناس قبله أو ماشاء الله من ذلك فتقاصر أعمار آمته أن لا يبلغوا من العمل مثل الذي بلغ غيرهم من طول العمر فأعطاه الله ليلة القدر خير من ألف شهر"..
ولاحظ هنا أن الأعمار الأخيرة (لعمران وموسى وهارون) تقترب بشدة من أعمار المعمرين هذه الأيام. ويبدو أنه استمر بالانخفاض حتى وصل إلى ثلاثين عاماً فقط فى اليونان وروما القديمة.. أما هذه الأيام فمن الواضح أننا نشهد عودة البندول الى الاتجاه الآخر.
وهذا الحديث يساند ماجاء فى الإسرائيليات عن أعمار البشر فى الأمم السابقة؛ فمن عالم ماقبل الطوفان عاش آدم عليه السلام 930 عاماً، وشيت 912 عاماً ، أما نوح {فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاماً .. أما من عالم مابعد الطوفان (وحسب مرويات بني إسرائيل) فعاش سام 600 عام، وصالح 443 عاماً، وإبراهيم 275 عاماً، وأيوب 217 عامًا.. أما بعد أيوب عليه السلام فانخفض سلم الأعمار وأصبح من النادر أن يتجاوز أي إنسان مستوى المئتي عام؛ فعمران مثلاً عاش 137 عاماً، وموسى عليه السلام 120 عاماً، وهارون 110 أعوام.
ولاحظ الأعمار الأخيرة (لعمران وموسى وهارون) تقترب بشدة من إعمار المعمرين هذه الأيام .. وإن استمر متوسط الأعمار (في أيامنا هذه بالارتفاع) يتوقع أن يعيش ثلثا من ولدوا هذا العالم 2014 حتى 2114.
الرياض