ضرب الصغار .. مرض الكبار
ضرب الصغار .. مرض الكبار
محمد العصيمي
تتناقل (الفيديوهات) بين وقت وآخر مناظر بشعة لكبار، من آباء ومدرسين وموظفي دور رعاية وتربية، يضربون الصغار ضربا ومبرحا يدخل في باب (العنف) الذي يجب أن يعاقب عليه مرتكبه حتى لا يعود إليه، وحتى يكون عبرة لغيره.
آخر المنقولات يوم أمس مدرس حلقة تحفيظ قرآن في المسجد يسوط و(يشوت) طفلا لا يكاد يبلغ العاشرة بكل ما لديه من قوة وعضلات وضغوط و(أمراض) نفسية مستفحلة، بينما زملاء هذا الطفل يتفرجون وقد ملأ عيونهم الرعب من هذا المنظر والخوف من أي يكون الدور التالي عليهم. والمسألة ليست متعلقة بمدرس تحفيظ قرآن أو غيره، فمن مدرسي تحفيظ القرآن أوادم يتمتعون بالرحمة والمعاملة الحسنة للأطفال الذين يسلمون لهم. كما أن من المدرسين الآخرين في غير حلقات حفظ القرآن، وقد شهدنا ذلك من قبل، من يعامل الأطفال المودعين في عهدته معاملة سيئة ويضربهم ويعنفهم.
وبالتالي فإن مثل هذا التصرف يعد تصرفا ذاتيا ويتعلق بصاحبه ولا يمكن أن يعمم على باقي العاملين في هذه الوظيفة التعليمية أو تلك. وما يهمنا أن مثل هؤلاء، أين وجدوا وكيفما كانت تصرفاتهم، هم أشخاص نزعت من قلوبهم الرحمة وفقدوا عاطفتهم في التعامل مع صغار لا حول لهم ولا قوة ولا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم.
وهذا يعني أن هؤلاء الكبار، في أعمارهم وأجسامهم، يعانون من أمراض نفسية، إذا لا يمكن أن تتصور شخصا سليما معافى عقليا ونفسيا يمكن أن يمارس هذا العنف بيديه وقدميه، وآلاته الحادة أحيانا، ليعاقب أو يؤدب طفلا أخطأ أو (لم يسمع الكلام). هناك طرق وأصول وأساليب للتربية يعرفها العقلاء والمنضبطون نفسيا لا تؤذي جسد الطفل ولا تجرح مشاعره ونفسيته.
ولذلك بالذات، في التعليم وفي دور التربية والرعاية، لابد أن توضع قواعد واختبارات عقلية ونفسية صارمة، يخضع لها كل من يريدون أن ينتسبوا إلى وظائف يحتكون فيها بصغارنا. كما لابد، على الطرف الآخر، من تكثيف الدورات والمحاضرات المجانية التي ترشد أولياء الأمور إلى حسن معاملة صغارهم. وهذا، بطبيعة الحال، من غير أن نفقد تطبيق نظام عقوبات، من سجن وغيره، على كل من يثبت أنه اعتدى على أحد الصغار بصورة تؤذيه وتنقله من حالة الطفل البريء إلى حالة الفتى أو الشاب الناقم على أهله ومجتمعه.
عكاظ
محمد العصيمي
تتناقل (الفيديوهات) بين وقت وآخر مناظر بشعة لكبار، من آباء ومدرسين وموظفي دور رعاية وتربية، يضربون الصغار ضربا ومبرحا يدخل في باب (العنف) الذي يجب أن يعاقب عليه مرتكبه حتى لا يعود إليه، وحتى يكون عبرة لغيره.
آخر المنقولات يوم أمس مدرس حلقة تحفيظ قرآن في المسجد يسوط و(يشوت) طفلا لا يكاد يبلغ العاشرة بكل ما لديه من قوة وعضلات وضغوط و(أمراض) نفسية مستفحلة، بينما زملاء هذا الطفل يتفرجون وقد ملأ عيونهم الرعب من هذا المنظر والخوف من أي يكون الدور التالي عليهم. والمسألة ليست متعلقة بمدرس تحفيظ قرآن أو غيره، فمن مدرسي تحفيظ القرآن أوادم يتمتعون بالرحمة والمعاملة الحسنة للأطفال الذين يسلمون لهم. كما أن من المدرسين الآخرين في غير حلقات حفظ القرآن، وقد شهدنا ذلك من قبل، من يعامل الأطفال المودعين في عهدته معاملة سيئة ويضربهم ويعنفهم.
وبالتالي فإن مثل هذا التصرف يعد تصرفا ذاتيا ويتعلق بصاحبه ولا يمكن أن يعمم على باقي العاملين في هذه الوظيفة التعليمية أو تلك. وما يهمنا أن مثل هؤلاء، أين وجدوا وكيفما كانت تصرفاتهم، هم أشخاص نزعت من قلوبهم الرحمة وفقدوا عاطفتهم في التعامل مع صغار لا حول لهم ولا قوة ولا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم.
وهذا يعني أن هؤلاء الكبار، في أعمارهم وأجسامهم، يعانون من أمراض نفسية، إذا لا يمكن أن تتصور شخصا سليما معافى عقليا ونفسيا يمكن أن يمارس هذا العنف بيديه وقدميه، وآلاته الحادة أحيانا، ليعاقب أو يؤدب طفلا أخطأ أو (لم يسمع الكلام). هناك طرق وأصول وأساليب للتربية يعرفها العقلاء والمنضبطون نفسيا لا تؤذي جسد الطفل ولا تجرح مشاعره ونفسيته.
ولذلك بالذات، في التعليم وفي دور التربية والرعاية، لابد أن توضع قواعد واختبارات عقلية ونفسية صارمة، يخضع لها كل من يريدون أن ينتسبوا إلى وظائف يحتكون فيها بصغارنا. كما لابد، على الطرف الآخر، من تكثيف الدورات والمحاضرات المجانية التي ترشد أولياء الأمور إلى حسن معاملة صغارهم. وهذا، بطبيعة الحال، من غير أن نفقد تطبيق نظام عقوبات، من سجن وغيره، على كل من يثبت أنه اعتدى على أحد الصغار بصورة تؤذيه وتنقله من حالة الطفل البريء إلى حالة الفتى أو الشاب الناقم على أهله ومجتمعه.
عكاظ