• ×
admin

مبتعثونا .. نظرة إلى ميسرة

مبتعثونا .. نظرة إلى ميسرة

عبدالعزيز محمد النهاري

** كانت المحطة الأولى للمبتعثين من «أهل أول» إلى الولايات المتحدة مقر الملحقية الثقافية السعودية في مدينة هيوستن بولاية تكساس قبل أن تنتقل إلى العاصمة «واشنطن»، حيث يمكثون هناك يوما أو يومين لإنجاز إجراءات وصولهم واستلام مستحقاتهم، ثم يتوجهون إلى مقرات دراستهم على مساحة خريطة أمريكا من المحيط الهادي إلى المحيط الأطلسي، ليبدأوا حياتهم الدراسية وترتيب متطلبات إقامتهم ومعيشتهم.. وكان يكفي الطالب وقتها أن يحمل معه بضع مئات من الدولارات تساعده على تكاليف الأيام الأولى، والتي في العادة لا تتعدى أكثر من يومين أو ثلاثة، مدعومين ماليا بما حصلوا عليه من «هيوستن».
أما النظام اليوم ــ كما ورد في تعليمات الملحقية ــ هو الوصول إلى مدينة الدراسة في أي ولاية، ثم البدء في الاتصال الإلكتروني بالملحقية من خلال تعبئة نموذج طويل تعتريه العديد من المشكلات الفنية بحسب المكان الذي يوجد فيه المبتعث وتتوفر فيه خدمة الإنترنت، وفي الغالب ما تكون أحد المطاعم أو الفندق، هذا النموذج أشبه ما يكون بذلك الذي أنجزه في الوطن قبل صدور قرار ابتعاثه، وهو نموذج يتطلب إرفاق كل المستندات والوثائق التي يفترض إداريا وفنيا أن تكون متوفرة للملحقية من وزارة التعليم العالي، خصوصا أن الحكومة الإلكترونية التي طبقتها الوزارة بنجاح تكفل سهولة التواصل بينها وبين الملحقيات التابعة لها، ومن البديهي أن لا يتكرر نفس الإجراء من الملحقية، اللهم إلا للتأكد من وصول الطالب إلى دولة الابتعاث، أما غير ذلك فهو تعقيد وتطويل لا داعي له إطلاقا، يضاف إليه الطلب من المبتعث توفير عنوان ثابت ورقم حساب بنكي، حيث تفترض الملحقية أن هذا القادم الجديد مع زوجته وأبنائه أو بمفرده، لديه الإمكانية والقدرة المالية على الصرف قبل أن تصله المكافأة المالية المستحقة له نظاما، والتي قد تستغرق وقتا تتحكم فيه الإجازات الأسبوعية والرسمية وفارق الوقت بين واشنطن والولايات الأخرى، ففتح حساب بنكي والحصول على سكن ورقم هاتف وإدخال خدمة «الإنترنت» التي تتطلب توفير جهاز حاسب وجهاز الماسح الإلكتروني «سكانر» ليتمكن من إرسال الوثائق المطلوبة، كلها تكاليف مالية قد لا تتوفر لأغلب المبتعثين، وبعملية حسابية لو كان المبتعث شابا منفردا بدون مرافقين، فإن عليه توفير المبالغ اللازمة للمتطلبات التي ذكرتها، وهي في حساب الصرف المادي تتجاوز الخمسة آلاف دولار (حوالي 19 ألف ريال) بالنسبة لأقل المدن تكلفة، مع الأخذ في الاعتبار ما سيصرفه المبتعث الجديد لقاء الإقامة في الفندق واستئجار سيارة وتوفير الأكل والشرب قبل الحصول على سكن وما يتبعه من تكاليف التأثيث والخدمات.
ولذلك، فإني أقترح أن يكون ضمن إجراءات الابتعاث الوصول أولا إلى واشنطن للاتصال بالملحقية وإنجاز كافة متطلباتها، كما أقترح أن يصرف للطالب سلفة تقتطع من مكافأته الشهرية وتعادل مصاريف الشهر الأول لوصوله إلى أمريكا، ويمكن تقدير ذلك من خلال متوسط التكلفة الذي يمكن حسابه بناء على تكلفة المعيشة في المدينة التي سيتوجه إليها، فتكلفة السكن والمعيشة تختلف من ولاية لأخرى، بل من مدينة إلى غيرها في الولاية الواحدة، فقيمة الإيجار في مدينة نيويورك ــ على سبيل المثال ــ تختلف عنها في مدينة أخرى مثل مدينة «إيثكا»، كما أن قيمة السكن في لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا تختلف عنها في مدينة مثل «ليتل روك» بولاية أركنساس.
إن المستوى المعيشي لطلبتنا يختلف من مبتعث لآخر، فقد يكون هناك طالب يستطيع إنجاز متطلبات الملحقية والانتظار حتى تأتيه مكافأته، وهناك من لا يستطيع البقاء بما لديه من «فلوس» أكثر من يومين إلى ثلاثة، فليس كل المبتعثين أغنياء.

عكاظ
بواسطة : admin
 0  0  1069