• ×
admin

18% من الناس يعانون من المشي أثناء النوم

18% من الناس يعانون من المشي أثناء النوم!
قد يؤذون أنفسهم والآخرين.. والأحداث تؤكد قيام بعض المرضى بعمليات قتل!

أ. د. أحمد سالم باهمام

ظاهرة المشي أثناء النوم أو ما يعرف طبيا (Somnabulism) هو أحد اضطرابات النوم الشائعة نسبياً، فقد أثبتت التقارير الطبية بأن 18% من الناس قد يعانون من المشي أثناء النوم خلال فترات معينة. كما أنه منتشر عند الأطفال أكثر من الكبار، وعند الأولاد أكثر من البنات. وقد وجدنا في بحث أجريناه على عينة من طلاب المدارس الابتدائية (أكثر من ألف طالب وطالبة) أن 7.6% من الأولاد و 4.8% من البنات السعوديين يعانون من المشي أثناء النوم بصورة متكررة أسبوعيا. ويبدو أن العامل الوراثي له دور في المشي أثناء النوم، فاحتمال مشي الأطفال أثناء النوم يزيد إذا كان الوالدان قد أصيبا بهذا الاضطراب، وإذا بدأ الطفل المشي أثناء النوم في سن التاسعة أو بعد ذلك، فغالباً ما يستمر ذلك حتى الكبر.

والمشي أثناء النوم يمثل سلسلة معقدة من التصرفات تبدأ خلال مراحل النوم العميقة (المرحلة الثالثة والرابعة N3 من النوم) وينتج عنها المشي أثناء النوم، وعادة ما يحدث ذلك في الثلث الأول من الليل، ويكون الدماغ أثناء هذه العملية نصف نائم ونصف واع. وفي بدايات القرن الماضي اعتقد الباحثون أن المشي أثناء النوم يتم خلال مرحلة الأحلام حيث ينفذ المريض أحلامه ولكن مع تطوير القدرة على مراقبة النوم بصورة موضوعية اتضح أن المشي لا يحدث خلال الأحلام ولا علاقة له بمرحلة الأحلام وإنما يحدث خلال أعمق لحظات النوم التي يفترض أن يكون فيها الإنسان في قمة الراحة والعمق في النوم. ويمكن أن يقوم المصاب ببعض المهام السهلة مثل تجنب بعض العوائق التي قد تصادفه وهو يمشي، كما أنه قد يكون فاتحا عينيه إلا أنه لا يرى بصورة واضحة وعادة لا يمكنه التفاعل الكامل مع العوامل الخارجية أو القيام بالعمليات المعقدة؛ فمثلاً قد يقع المصاب من الدرج أو أنه قد يخلط ما بين النافذة والباب مما ينتج عنه بعض الإصابات.


الأعراض:

o المشي أثناء النوم (ويحدث عادة في الثلث الأول من النوم). وقد تستمر نوبة المشي من 30 ثانية إلى 30 دقيقة.

o صعوبة في إيقاظ المريض أثناء المشي.

o عادة لا يتذكر المصاب الأعمال التي قام بها أثناء نومه. وفي أغلب الحالات لا يكون لهذا الاضطراب أية أسباب نفسية أو عضوية، وينمو الأطفال المصابون نمواً طبيعياً كأقرانهم ولكن في نسبة أقل قد يكون هناك أسباب نفسية.

o عادة ما تختفي أو تقل هذه الظاهرة كلما تقدم الأطفال في العمر.


ما مدى خطورة المشي أثناء النوم؟

المشي أثناء النوم قليل الحدوث عند أغلب المرضى المصابين بهذا الاضطراب، حيث أنه عادة ما يحدث أقل من مرة في الشهر، ولكنه عند نسبة أخرى من المرضى يكون أكثر تكراراً فقد يحدث كل ليلة، وهذه الفئة من المرضى هي أكثر عرضة للإصابة نتيجة للمشي أثناء النوم، فقد يصطدم المريض بأجسام صلبة أو حادة، كما أنه قد يقع من مكان عالٍ (وقد حدثت العديد من المآسي لأشخاص مصابين بهذا الاضطراب). كما أن المصابين بهذا الاضطراب قد يتعرضون للحرج وقد تنتابهم مشاعر مختلفة من الشعور بالذنب أو الخجل وأحياناً الانطواء، لذلك فإنه في حالة الزيادة المتكررة في حدوث هذه الأعراض أو عند شعور المريض بأي من الأحاسيس السابقة الذكر؛ فإنه يجب زيارة الطبيب المختص. كما أن المشي أثناء النوم عند الكبار مدعاة للاهتمام أكثر منه عند الأطفال، فالقلق الشديد والتوتر والصرع هي أسباب محتملة . لذلك على البالغين المصابين بهذا الاضطراب استشارة الطبيب المختص للعلاج.

وقد ظهرت عدة قضايا في المحاكم في العالم نفذ المتهمون فيها جرائم وعزا محاموهم السبب أنهم نفذوا تلك الجرائم خلال احدى نوبات المشي ومن أشهر هذه القضايا العالمية:

1981: اتهم ستيفن ستينبيرغ بقتل زوجته أثناء إحدى النوبات وتمت تبرئته

1992: اتهم باركز بقتل حماته ومحاولة قتل حماه وتمت تبرئته

1994: اتهم شخص بقتل زوجته وحكمت عليه المحكمة بالسجن المؤبد

1996: اتهم أحد المصابين بالمشي أثناء النوم بضرب جاره وتمت تبرئته

1999: اتهم مصاب بالمشي أثناء النوم بقتل زوجته وقد رأت المحكمة أن عملية القتل تمت بشكل معقد لا يمكن أن يقوم به نائم وحكمت على المتهم بالسجن المؤبد.

وأنا من واقع المعلومات والخبرة المتوفرة لدي أميل إلى القول بأن المصاب بالمشي أثناء النوم لا يمكن أن يقوم بأعمال معقدة تحتاج للتفكير والتخطيط خلال النوبة ولكنه قد يسبب الأذى لنفسه أو نادرا للآخرين بطريقة عفوية غير معقدة أو مخطط لها.


ما الذي يمكن عمله حيال المشي أثناء النوم؟

هنالك بعض الإجراءات الوقائية التي ينصح المريض بإتباعها:

من المعروف أن التعب والإرهاق يزيدان من احتمال حدوث المشي أثناء النوم عند المصابين بهذا الاضطراب، لذلك احرص على الحصول على قسط كافٍ من الراحة.

القلق والتوتر إضافة إلى العصبية هي مهيجات أخرى، لذلك حاول البعد عن الانفعال قبل النوم.

حاول إبعاد الأشياء الخطرة والحادة إضافة إلى مفاتيح السيارة من غرفة نوم المريض، وضع جرس على باب غرفة النوم بحيث يحدث صوتاً إذا فتح المريض الباب حتى يساعد على إيقاظه.

وضع شبكً حديديً على النوافذ لتجنب خطر القفز أثناء النوم، وكذلك يجب القيام بإقفال باب المنزل.

يفضل أن تكون غرفة المريض في الدور الأرضي من المنزل، ولتجنب السقوط يجب عدم نومه على سرير مرتفع.

إذا اضطررت إلى قضاء الليل خارج منزل، فاحرص على اتباع إجراءات الوقاية أعلاه وإشعار الأشخاص الذين ستمضي الليل عندهم (أو قسم الاستقبال في الفندق) عن المشكلة.

في أغلب الحالات يعتبر هذا الاضطراب حميداً ويكفي لعلاجه اتباع إجراءات الوقاية أعلاه، ولكن في قليل من الحالات يحتاج المرضى إلى تقييم نفسي وطبي لاستبعاد أي أسباب طبية.

عند المرضى الذين تحدث عندهم هذه الظاهرة بصورة متكررة فإن الطبيب قد يصف بعض العقاقير الطبية، وذلك للتقليل من حدوث هذه الظاهرة.

المصدر: صحيفة الرياض
بواسطة : admin
 0  0  1277