• ×
admin

وطن عظيم

وطن عظيم

هاشم عبده هاشـم

نحن بكل تأكيد ــ وأقصد جميع المواطنين ــ سعداء بهذا اليوم الذي نحتفي بالوطن.. ونؤكد فيه من جديد أننا نستحق العيش فيه.. ونتحمل مسؤولية حمايته والحفاظ عليه..
هذه الحقيقة يحس بها الجميع ولا يختلف عليها معنا إلا من رفضه الوطن أو تبرأ منه.. أو كان تابعا لفكر لا يمت إليه بصلة.. أو محسوبا على تيار من التيارات التي لا تعترف بحقوق الأوطان على أبنائها.. قدر ارتهانها لمصالحها ورؤاها الخاصة بها.. وذلك نموذج نادر.. ومحدود وضئيل في بلد قدسه الله.. وبارك فيه.. وأنعم عليه بالكثير من الخيرات.. ووهبه ملكا وقائدا أحبه الناس لصدقه.. ونقائه وتعبه من أجلنا جميعا..
لكن هذه الحقيقة لا تمنع من القول إن هناك قصورا كبيرا منا تجاه هذا الوطن.. فالمعلم وأستاذ الجامعة وإمام المسجد والداعية.. الذي يفكر خارج دائرة المسؤولية الوطنية ويظل متقوقعا داخل مفاهيمه.. وقناعاته.. ونطاق فكره المحدود.. بحاجة إلى أن يضع الوطن أمام عينيه.. ويفكر فيه وفي مستقبله.. ومستقبل أبنائه جيدا.. ويراجع نظرته إلى الحياة والناس.. ويصحح مفاهيم الجهاد لديه.. ويتلمس طريق العمل الصائب تحقيقا للإصلاح المنشود.. بدلا من «التدرع» بأفكار سوداء.. يتحول معها الإنسان إلى عدو للوطن.. ومناصر لكل من يحاولون هدمه..
وصاحب المسؤولية الذي وضع ولي الأمر ثقته فيه.. ولم يكن أمينا عليها.. وابتعد عن مخافة الله.. واستغل موقعه وسعى إلى تحقيق مصالحه على حساب الوطن والمواطن بحاجة إلى مراجعة نفسه في مثل هذا اليوم..
والإنسان الظالم الذي يعتدي على حقوق الوطن وأبنائه ويستغل نفوذه.. هو الآخر ــ في مثل هذا اليوم ــ بحاجة إلى الوقوف أمام الله ثم أمام ضميره.. لكي يتوقف عن ظلمه للناس وللوطن..
والتاجر الذي يغش.. أو يحصل على ما ليس له.. ولا يعطي وطنه بعض ما أعطاه الله من نعمه وثرواته.. هو لا يظلم نفسه فحسب.. وإنما يظلم الوطن ويخون ضميره..
والإنسانة التي لا ترعى أمانتها في بيتها ومع أولادها ومن وراء ظهر زوجها.. إنما تخون أمانة الله التي وضعها في رقبتها.. وعليها أن تعود إليه.. وترجع إلى الضمير الحي وتتخلص من كل ما شاب حياتها..
وهكذا.. نحن جميعا بحاجة إلى أن ننطلق من حالة الفرح بالوطن إلى حالة الحساب والمراجعة للنفس وتصحيح مسار حياتنا.. ومعالجة أخطائنا.. والخوف على وطننا.. بدل التراخي في أداء المهام المنوطة بنا تجاهه.. فضلا عن أن نعمل على خدمة أعدائه..
وكل عام والوطن بألف ألف خير.

عكاظ
بواسطة : admin
 0  0  746